الجمعة، 11 ديسمبر 2020

عاطف أبو بكر/واليوم تنجب من جديد مريم

[واليومَ تُنْجِبُ مِنْ جديدٍ مريمُ]
-----------------------------------
أمْشي إليكِ كما يسيرُ المُغْرَمُ
دَنِفَ الفؤادِ وفي هواكِ مُتَيَّمُ

هاجَرْتُ في كلِّ الفيافي مُكْرهاً
والجرحُ يَنْزِفُ في الفؤادِ وَأَكْظُمُ

والنارُ تَرْقُدُ في الجُفونِ وَجَمْرها
يَغْتالُ نوْمي إنْ تَعِبْتُ وَأَكْتُمُ

مجْنونُ ليلى لم يُهاجِرْ هِجْرتي
وَهْيَ الليالي ما أُكابِدُ تَعْلَمُ

فَزَرَعْتُ رَسْمَكِ في العيونِ لعَلَّني
أَنَّى نظَرْتُ بهِ المكانَ أُوَشِّمُ

يَمَّمْتُ في كلِّ الدروبِ مُبايِعاً
علَّ الخيولَ على الخصومِ تُحَمْحِمُ

بايَعْتُ أسيافَ القبائلِ كلِّها
علَّ الحماسةَ في الصدورِ تُبَرْعِمُ

غيْرُ الحجارةِ لم يُرافِقْ رِحْلتي
فلَها قَصيدي كالحبيبةِ أَنْظُمُ

أخْطو فيَسبِقني الفؤادُ كأَنَّهُ
سهْمٌ يُسابِقُهُ حصانٌ أَدْهَمُ

فيَظَلُّ يجْتازُ البراري مُسْرعاً
وَأَنا أُثَبِّتُ   خَطْوتي   وَأُقَدِّمُ

حتَّى  إذا فاضَ الفؤادُ   موَدَّةً
والقلبُ صارَ كما الفراش يُحَوِّمُ

أَقْسمْتُ باٌسْمِكِ  والعناءُ يَهُدُّني
ألّا   أنامَ    ولَوْ   تنام  الأَنْجُمُ

أمْشي إليكِ وفي المسيرِ مشقَّةٌ
والقلبُ يعرفُ أَنَّ  دربيَ مُبَهمُ

لكنَّ عيني،لا  تَضِلُّ  طريقها
ولكِ القيادَ طِوالَ عُمْري أُسْلِمُ

في الليلِ أَقْدَحُ للحنينِ  زنادهُ
فتَشُبُّ ناراً في الفؤادِ وَتَضْرمُ

وإذا الشفاهُ  توَقَّدَتْ  جمراتها
أمشي اإليكِ كما المحبّ  وَألْثُمُ

وأَظلُّ أَرْشُفُ منْ رحيقِ  لهيبها
برداً لجرحي  وآلَعمري   بلْسمُ

لوْ كُنْتِ ناراً لاٌصَطَلَيْتُ  بِحَرِّها
وَهْيَ الجِنانُ إذا  نأَيْتِ   جهَنَّمُ

هذا اختياري ،منْ يقولُ بأَنَّني
إمَّا شقِيِتُ لأَجْلِ  حُبِّي   أَنْدَمُ

فهَواكِ في قلبي تَعَمَّدَ  بالصَبا
والحبُ إنْ بلغَ القداسةَ   يَعْصِمُ

أنتِ المنارةُ والبصيصُ  يشدُّني
والشمسُ دونكِ يا حبيبةُ  تُظْلِمُ

أنتِ الحياةُ ولو  تكوني  خيمةً
قلبي معاكِ وفي  هواكِ  يُتَمْتِمُ

أمَّا الكنوزُ فلا تُساوي  صاحبي
أحلامَ  طفلٍ  بالسعادةِ   يَحْلُمُ

يا صخْرةً  صارتْ  لروحي  كَعبةً
بعْدَ الإلهِ  بتِلْكَ  إنِّي   أُقُسِمُ

فَهْيَ السلاحُ ولا قتالَ بِدونها
بالضَّادِ تَنْطِقُ لو غزانا أَعْجَمُ

تلكَ الصخورُ رفيقتي في رحلتي
وَهْيَ الدروسُ مِنَ الحجارِ تعلَّموا

رافَقْتُ في سَيْري الرياحَ وعَصفها
وَلَبِسْتُ أكْفاني   وقُلْتُ   تقَدَّموا

وَرَكِبْتُ أَشْرِعةَ المخاطرِ  مُدْرِكاً
أَنَّ  المخاطرَ  للمعالي   سُلَّمُ

كمْ كنتُ في تلكَ المسيرةِ غافلاً
حتَّى السرابَ إذا بدا  أَتَوَهَّمُ

حتَّى أطلَّ قُبَيْلَ وقْتٍ  صخْرنا
ورأْيْتُ طفلاً بالحجارةِ  يَرْجمُ

فهتَفْتُ مرحى يا حجارةَ أرضنا
جودي،فوَقْعُكِ في المعاركِ أعْظمُ

إنَّ الحجارةَ قد أقَضَّتْ خصمنا
ولهُ القدائفُ منْ شِتاها  أرْحَمُ

فَهْوَ التناقضُ  لا  انطفاءَ  لنارهِ
والخصمُ في ارضي السليبةِ يَجْثُمُ

هذي  الأكُفُّ   طريَّةٌ    لكنَّها
أعتى الحصون على الطغاةِ تُهَدِّمُ

دارَتْ مفاتيحَ الزمانِ  صغيرةً
والخصمُ  يُدْبِرُ إذْ تُطلُّ وَيُهزمُ

فْهيَ الطفولةُ في المعاركِ قاتَلَتْ
وهْيَ الحجارةُ بالأَصالةِ تَفْعمُ

تلكَ المعاركُ خصمنا قد قزَّمَتْ
أمَّا الرحيلُ  فبالحجارةِ يُرْغَمُ

فهْيَ السلاحُ إذا الجيوشُ تقَهْقَرَتْ
وهيَ التصدّي  للغزاةِ  تُتَرْجِمُ

وهيَ العتادُ إذا المخازنُ  سُمِّرَتْ
وهيَ الرصاصُ على الرؤوسِ يُدَمْدِمُ

أمّا القلاعُ كما  الرياح  تَهُزّها
وهيَ المنايا في المعامعِ تَقْحَمُ

سبحانَ جيلٍ بالتحدّي قد سما
والخصمُ صخراً في المعاركِ يُلْقَمُ

يا أيٌهاالشبلُ المسرْبَلُ بالردى
والمجدُ يُولَدُ في يدَيكَ ويَعْظُمُ

لولاكَ ما رَعَشَ القصيدُ بريشتي
وَلَعِشتُ عُمري  بالمراثي أُتْخَمُ

كانَ القصيدُ بلا حياةٍ فارغاً
بعدَ الولادةِ قد يشيبُ ويَهرمُ

واليومَ  أنتَ شحَذْتهُ وكَسوْتهُ
وهيَ القوافي بالنفائسِ تَزْخمُ 

فاٌمْضوا الى عُرسِ المفاخرِ دائماً
وَاٌلقوا شِمالاً بالذينَ  توهّموا

واٌلقوا يميناً بالعروش  فإنَّها
إنْ دقَّ طَبْلٌ للبسالةِ تُوجِمُ

فهيَ الخيانةُ في العروشِ تأَصَّلَتْ
ولَها الرشاوى بالسِلالِ   تُقَدَّمُ

قلَبَتْ حجارتنا المِجَنَّ لخصمنا
فَرَمَتْهُ أرْضاً والتَفَوّقَ
 يَزْعُمُ

أمّا العروشُ فلمْ تُحرِّكْ ساكناً
والخصمُ للأرضِ الحبيبةِ يَقْضُمُ

هذي الطريقُ وكلُّ درْبٍ غيرها
كلّ الحقوقِ  لشعبنا  ستُقَزِّمُ

أو قد تقودُ الى الهلاكِ  وحقّنا
في كاملِ الأرضِ السليبةِ تعْدِمُ

فَاٌعْرِضْ عنِ الوهمِ الكريهِ وأَهلهِ
فالحسمُ يقْتلهُ  الذينَ  توهّموا

وغَداً إذا  سبَحوا بِبَحْرِ خِيارهمْ
ستُصَدِّقوا ما قلتُ ثمَّ سَتَنْدَموا

إنِّي   أُحَذِّرُ   فالمهازلُ    أَقَبَلَتْ
والحَقُ  لنْ يَخبو إذا بُذِلَ  الدَمُ

فَبِحَجْمِهِ تأْتي الحقوقُ فأَكْثِروا
فالنصرُ بالبذلِ السخِيِّ مُحَتَّمُ

هذي  وصايا  الباذلينَ  لِدَمِّهمْ
منْ بالسلاحِ بُعَيَدَ ربِّي أَقْسموا

فاٌمْشوا على درْبٍ مشاها قبْلنا
منْ روحهمْ للنصرِ كانوا  قدَّموا

واليومَ ننهضُ والسيوفُ صخورنا
والأرضُ  بالحُلَلِ  القشيبةِ  تَنْعمُ

في الكفِّ  تَنْطقُ  كالمسيحِ بِمهْدِهِ
واليومَ تُنْجِبُ منْ جديدٍ مريمُ

لوْلا الطهارةُ في تُرابكَ موطني
ما قالَ أحمدَ  بالترابِ  تَيَمَّموا

إِنَّ  النُبُوّةَ   في   بلادي   مهْدها
فانْهَضْ وَعانِقْ يا يسوعاً(صلعمُ)

ما ماتَ شعبٌ في المعاركِ زُغْبُهُ
صنعوا الملاحمَ بالحجارةِ إذْ رَموا

فالنصرُ تُبْدِعُهُ الطفولةُ فاٌنظروا
طفلاً يُغَمِّسُ منْ دِماهُ وَيَرْسُمُ،،
--------------------------------------
شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق