الأحد، 13 ديسمبر 2020

طارق موسى المحارب/يا لعينيك

طارق المحارب ..
13/12/2020

يا لَعينيك ..

يا لَعينيكِ اللتينِ ..
جاءتا كالزَّورقينِ يسبحانْ !!
فوقَ بدرٍ ..
كلَّما الطَّرْفُ تعالى تدعوانْ !!
كلَّما الطَّرْفُ تدلَّى في ابتهالٍ تسجدانْ !!
نامتا كالواحتينِ
تحتَ ظلِّ الرَّبوتينِ
و تمطَّى الحاجبانْ !!
رُبَّ سقفٍ قُدَّ منْ لونِ اللجينِ
تحتَهُ تسهرُ ليلاً شرفتانْ !!
حولَ نهرٍ او كثيبِ أو عمودٍ ..
كدمشقَ ..
قاسيونٌ قدْ علاها ..
و هْيَ بينَ الغوطتينِ ..
و هما جوهرتانْ !!

يا لَعينيكِ اللتينِ ..
مرَّتا كالزَّورقينِ يسبحانْ !!
صِيغتا منْ أجملِ الزَّيتونِ شكلاً ..
في اخضرارٍ في ازرقاقٍ ..
في اسودادٍ ..
أو بلونِ البُنِّ حيناً كُوِّرتْ زيتونتانْ !!
فهما شمسا نهارٍ ..
و هما في كلِّ ليلٍ فرقدانْ !!
كلَّما طالعتُ سطراً بعدَ سطرٍ فيهما ..
ألفيتُ أنِّي شِبْهُ حرفٍ في قواميسِ الحسانْ !!
منذُ دهرٍ و أنا تلميذُ درسٍ ..
أقرأُ الحُسنَ بإحساسي ..
و فهمي ويراعي راسبانْ !!
يا لَشِعري ..
يا لَحبري كيفَ يبني في سطورِ الغيدِ بيتاً ..
ثمَّ يهوي البيتُ في وادي الدُّخانْ ؟!!

يا لَعينيكِ و ثغرٍ و شفاهٍ برحيقِ الوجنتينِ !!
وغديرُ الماءِ لمَّاعٌ بقعرِ التَّلَّتينِ ..
تبسمانِ تضحكانْ !!
و عقودُ الدُّرِّ منْ زهرِ الأقاحي
في الجميلاتِ المِلاحِ
نُضدتْ حولَ اللسانْ !!
حاورتْ دونَ حِوارٍ
و تراها رسمتْ منْ دونِ رسمٍ ما أرادتْ منْ معانْ !!

يا لَشَعرٍ حاطَ وجهاً مثلَ منديلِ احتشامٍ وحياءْ !!
كسوادِ الليلِ يبدو أو كما فحمِ الشِّواءْ !!
وعلى الخُصْلاتِ أخبارٌ و أسعارُ غلاءْ !!
يا لَشعرٍ منْ ثمارِ الخوخِ والتُّفَّاحِ أو منْ لونِ قشرِ الكستناءْ !!
وعلى الأطرافِ أرتالُ استواءٍ و انحناءْ ..
و اقتحامٍ و عِراكٍ و انسحابٍ في الهواءْ !!
أو بلونِ الشَّهْدِ للنَّاظرِ يحلو ..
وعلى الذَّوقِ شِفاءْ !!
يا لَشَعرٍ منْ خيوطِ الشَّمسِ مْصفرٍّ على شُقرِ النِّساءْ ..
كلَّما غابَ نهارٌ أذهبَ العتمَ الضِّياءْ !!

أشرقي إنِّي لمُحتاجٌ شروقي
في عظامي و نسيجي وعروقي ..
و زماني والمكانْ !!
أنا منْ دكَّانِ عينيكِ اشتريتُ اليومَ سعدي ..
و التَّرانيمَ و عزفي و غنائي ..
فوقَ أوتارِ الحنانْ !!

طارق موسى المحارب ..

بقلمي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق