الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020

محمد علي الشعار/أنفاق متعرجة

أنفاقٌ مُتعرِّجَة

رأَوا وجهَهم في الخُفِّ يبرقُ تلميعا

فأسمَوْهُ رفعاً للمذلَّةِ تطبيعا

كفاكمْ مُحاباةً لأعداءِ ربِّكم

يَزيدونَكم رَكْلاً وبصْقاً وتركيعا

ولن يَسْترَ العوراتِ ثوبٌ مُخَرَّقٌ

ولو أحسنَ الرفّاءُ بالخيطِ ترقيعا

خذوا نسمةً للعزِّ قبلَ فواتِها

غداً يُجْدَعُ الأنْفُ المُمَرَّغُ تجديعا

تُثقَّبُ جدرانٌ بشهوةِ مارِقٍ

وتنقضُّ من فوقِ الشراذِمِ تصديعا

وليسَ لكم بالحقِّ صوتٌ ولا صدىً

فقطْ سَوْطُكم بالناسِ يزدانُ ترويعا

لكم نزعةٌ بالبطْنِ سُرَّتُها الطوى

تَسُنُّ التهامَ اللحمِ بالشعبِ تشريعا

وأسفلَ منهُ حاطبٌ مُتَفَرِّسٌّ

تنكَّسَ من فرْطِ التوَثُّبِ مرفوعا

تعدونَ أيامَ التلاشي بسَكْرةٍ

وفِضتُمْ على أُسِّ التراقيمِ تربيعا

تزولونَ عن ظَهرِ الرياحِ بصَفْرَةٍ

وما اسطاعَ حُلْمُ البيدِ للغيمِ ترجيعا

كتبتُم بحِبرٍ أحمرِ الموجِ كِلْمةً

وذا الزبَدُ المَمحِيُّ يتركُ توقيعا

وَرِثتُمْ حليبَ القاتلينَ لأُمِّهم

فكنتم شهيقاً من ثُدى الإثمِ مَقطوعا

تلهَّتْ بسوقِ الماجنينَ نُطافُكم

فجلَّ أبٌ فيكم عنِ الأبِ تبضيعا

بَرَوا قَرْنَ شيطانٍ ورشّوا طحينَهُ

عليهم ليبقى الشرُّ بالشرِّ مشفوعا

ولو أنَّكم مِثقالُ حبَّةِ خرْدَلٍ

لأحكمْتُ في نسجِ الترادُفِ ترصيعا

ولكنْ صغرتُم عن ذُبابِ حَراشفٍ

يُناظرُ عينَ الشمسِ بالوهمِ مخدوعا

بَرِحْتُ ولم يَشفَ الغليلُ بنفثةٍ

أخذتُ لها من حُرقةِ الوجدِ تفريعا

تركتُ على حرفي القروحَ تَحكُّني

وظِفْراً على جِسْمِ القصيدةِ مَنزوعا .

محمد علي الشعار

١١-١٢-٢٠٢٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق