الأحد، 19 ديسمبر 2021

منصور غيضان/ حبر على الأوراق

حِبْرُ عَلًى الأًوْرَاقِ
.....................
مَالِي وَلِلْأَوْطَانِ وَالْأَعْرَاقِ
وَدِمَاؤُنَا حِبْرٌ عَلَى الْأَوْرَاقِ
.....
نَادَتْ بِدَفْقَةِ عَاشِقٍ مُتَسَرِّبٍلٍ
ثَوْبُ الشَّهَادَةِ رَاقِيًا بِفِرَاقٍ
......
أَيْنَ الَّذِينَ عَلَى الدُّرُوبِ تَرَاهُمْ
شَمْسٌ تَدْفَّءُ بَرْدِّنَا بِعِنَاقِ
......
بَلْ أَيْنَ أَيْنَ الْخَاشِعُونَ بِخَلْوَةٍ
يَتَقَرَّبُونَ إِلَى الْعَلِيِّ الْبَاقِي
......
مِنْ مِقْلَةٍ ذَرَفَتْ دُمُوعَ تُحْرَقٍ
وَاسْتَشْفَعَتْ بِالْقَلْبِ وَالْأَحْدَاقِ
......
فَاضَتْ عَلَى أَرْضِ الْبُطُولَةِ رُوحُهُ
فَتَبَسَّمَتْ مِنْ قَبْرِهَا لِعِرَاقٍ
......
وَتَفَجَّرَتْ بَيْرُوتُ حَتَّى أَسْمَعْتَ
صَنْعَاءَ تَشْكُو قِلَّةَ الْأَرْزَاقِ
......
يَا فَجْرُ قُدِّسْ فِي رِحَابِكَ مَالِنَا
إِلَّا النَّحِيبَ يَضِجُّ فِي الْآفَاقِ
.....
مَالِي وَلِلْحُكَّامِ أَصْبَحَ سَوْطُهُمْ
صَرَخَاتُ أَرْضٍ فِي الْهَوَانِ تُلَاقِي
.....
جَاعَ الصِّغَارُ وَمَا يَزَالُ ضَمِيرُهُمْ
فِي نَزْوَةٍ وَالسَّاقُ فَوْقَ السَّاقِ
......
يَتَبَادَلُونَ النُّخَبَ فَوْقَ حُطَامِنَا
وَلُحُومُنَا بِمَوَائِدِ      الْفُسَّاقِ
.........
أَشْهَى  مِنَ  الْغَزْلَانِ  بَاتَ مَذَاقُهَا
قَدْ  خَدَرُوا     الْامَوَاتِ  بِالْأَبْوَاقِ
.........
مِنْ  كُلِّ  نَافِذَةٍ  تُطِلُّ   فَظَائِعُ
شَرْقًا   وَغَرْبًا    دُبِّرَتْ   لِرِفَاقٍ
.......
يَتَمَنْطَقُونَ  سِلَاحَهُمْ  كَيْ يَثْأَرُوا
وَيُقَاوِمُونَ     الْيأْسَ    بِالْأَعْنَاقِ
........
حَتَّى مَتَى سَنَمُوتُ  رَهْنَ حَدِيدِهِمْ
وَيُمَهِّدُونَ     لِمَوْتِنَا     بِنِفَاقٍ ؟
........
الشَّاعِرُ  الْمِصْرِيُّ /مَنْصُورُ غَيْضَانَ
الْقَاهِرَةُ فِي يَوْمِ الْأَحَدِ ٢٠٢١/١٢/١٩

الاثنين، 13 ديسمبر 2021

يحيى الهلال/ الله الحليم

40-- 🌺🌺🌺اللهُ الحَليـمُ 🌺🌺🌺

الـحـِلـمُ عـقـلٌ والأنــاةُ رداؤهُ
هـوَ سـيّدُ الأخـلاقِ، ثُـمّ عـظـيمُ

خُـلـقٌ لـدى الإنسانِ يرفـعُ شأنَـهُ
إن دامَ فـيـهِ فـذكـرُهُ سـيـدومُ

هـوَ طــارئٌ مُـتـغـيّـرٌ يـغـتـالُـهُ
غَـضـبٌ وسُـقـمٌ قـاهـرٌ وهـُمـومُ

يفـنـى مـعَ الإنسـانِ عـندَ فـنائـهِ
( كلُّ ابنِ أُنثى) بـالـرّدى مَحكومُ

قد يحلُمُ الإنسانُ خوفاً من قِوىً
 غـَلبـتْ علـيهِ، وضـعـفـُهُ مـَعلـومُ

حِـلـمُ الإلــهِ مـُنـزّهٌ عـن نـقصـِنـا
         هـوَ قــادرٌ  مُـتـصـرّفٌ،ِ وحـلـيـمُ

وهـوَ الحـليـمُ ولـم يزلْ مُتفضّلًا
          والـحـِلـمُ وصـفٌ ثــابتٌ وقـديمُ

فـيَرى مُـخـالـفةَ الـعُصـاةِ لأمـرهِ
         ويـمُـدُّهـمْ، والفضـلُ منهُ عـميـمُ

ذو الصّـفحِ عـَنّـا والأنـاةِ وقُـدرةٍ
         ربٌّ  غـفــورٌ  مـُنـعـمٌ    وكـريــمُ

كـم يُـمـهلُ العاصي ليرجعَ تائـبًا
         فهـوَ الحـليـمُ، وبـالـعبـادِ رحـيمُ

لا يسـتـفـزُّ إلـهَـنـا غـضـبٌ ، ولا
         غـيـظٌ  يُـبـدّدُ حـِلـمـهُ؛ فـيُضـيمُ

ورقـابـُنا بـيـدِ الـمـلـيكِ عـِنـانـُها
         مـا فـرَّ مِـن مـُلـكِ الإلـــهِ لـئـيـمُ

وأحـاطَ عـِلمـًا بـالخـلائـقٍ كـلِّـها
         وهـوَ الـمـُهـيمنُ، عـالِـمٌ وحـكيمُ

خـَلـقَ الـعبادَ ليعبدوهُ ويُسعدوا
         غـُرفُ الجٍـنانٍ جـزاؤهم ونعـيمُ

مـَن قـالَ: إنّـا قـد خـُلِقـنا لِـلشّقا
         فهـوَ الجـهولُ وبـالضـّلالِ يُـقيمُ

حِـكَـمُ المُـربّـي تقتضـي تأديبـنا
        لِـيحـيدَ عـن دربِ الفسـادِ أثـيـمُ

ثـُمّ الـصّـلاةُ عـلى الـنـّبيّ محمّدٍ
         والـحـِلمُ مِـن أخـلاقـهِ مـخـتـومُ

بقلمي: يحيى الهلال

في: 7/12/2021

الخميس، 9 ديسمبر 2021

أدهم النمريني/ جراح الغربة

جراحُ الغربة

أضعتُ نفسي متى ياشــــامُ ألقاني
مَتى يُلملِمُـني بالوصــلِ عنوانـــــي؟

مَتى أودّع آلامــي ، وذاكِرتـــــــي
تزهـــو إذا امتلأَتْ من بعد نسيــانِ

ما غــــابتِ الشّمسُ إلّا ساقنـي ألمٌ
كأنّ في قُرصِهــا ألـوان أحزانــــــي

وعتمة الليلِ لو حَطّـتْ عباءتهـــــا
تكتّلَ السّهدُ جيشــًا فوقَ أجفانـــي

حظّي من الليــلِ شعرٌ رَقَّ لي فَبَدا
من لوعتـي وَتَرًا يبكــي بأشجــــانِ

يُدندنُ الآهَ في كفّيـْهِ فَانْكَسَــــرَتْ
كلُّ الأماني على شَهْقـاتِ أوزانـــي

إن هَزّنـي وَجَـــعٌ هَلّـتْ مدامِــــعُهُ
كأنّـهُ وَلَـدٌ يشتــــــــاقُ تحنانــــي

وليسَ في جَعبتي شهــدٌ لأطعِــمَهُ
فما يُؤَرّقُـــــهُ بالقهـــــرِ أبكـانـــي

لمّا ذكرتُكِ ياشـــام الهــوى عَـبَثَتْ
نسائمُ الوجدِ في أغصـانِ حرماني

لي غربَ حوران أهلي كلّما ذُكِروا
بكيتُهم والبُكـا بالليــلِ من شانــي

في الصّدرِ يَلْعَجُ شوقٌ حيثما لَمَعَتْ
ذكرى تعانقُـني من فعلِ إخوانـــي

في غربتي يستحيلُ السّعدُ مقربتي
كأنّ لي بالأســى سهمًا وأردانـــي

وكلّمــا أَبْحَرَتْ للسّعدِ قافيتــــي
تخونُني الرّيحُ في إِتْيانِ شُطآنــي

قواربي في الهوى تشتاقُ شاطئها
وشاطئُ الحُبِّ أمسى دونَ عنوانِ

متى يُكَفْكَفُ من شُطــــآننـــا ألمٌ
وتستريحُ طيــوري فوقَ أفنــــانِ؟

جرحي كبيرٌ إذا ما بـِنْتُ عن وطني
وغربتي والجوى يا ناسُ جُرحـانِ

أدهم النمريني.

محمد أسعد التميمي/ العبر والعظات في بيان أن الدين لا يؤخذ الا عن الثقات

العبر والعظات في بيان أنّ الدين لا يؤخذ إلا عن الثقات

(١) ألا ذا العلم يا ابن أخيّ دينٌ
فلا تأخذه إلا عن ثقات

وأهل الحق في الدنيا قليل
بعكس كثيرِ أهل المحدثات

ولا تغتر بالأشياخ يوما
فما كل الشيوخ على الثبات

فكم شيخا أتى قبحا وسوءا
وكم شيخا أتى بالمعضلات

(٥) ولو جئنا نعد ذوي ابتداع
بهذا العصر جئنا بالمئات

وكم كتب الكبار بهم وأوفوا
وكم قد حذّروا بمصنفات

تعلّم يا أخيّ الحق تعلم
أهيلَ الحقّ مِن وقحٍ يُهاتي

ومن لم ينتهج منهاج صحب
فليس بعالم بل ذو هنَات

فلا أهل التفرّق أهل خير
ولا أهل التحزب بالتقاة

(١٠) ولا أهل التصوّف أهل حقّ
ولا أهل التمشعر للنجاة

ولا أهل ابتداعٍ أهل رشد
ولا أهل الهوى بالمفرحات

ولا الإخوان والتحرير إلا
خوارج جاءتا بالمهلكات

ولا المتمذهبون لأيّ شيخ
بتقليدٍ يُرون من الهداةِ

وإن جئنا نبيٌن حال قوم
أتانا اللوم من كل الجهات

(١٥) وفي تبيين حال الناس نصحٌ
وحفظ للديانة من عتاة

محمّد أسعد التميميّ القدس فلسطين

أ.هدى مصلح النواجحة/ ويقبل الليل

ويقبلُ الليلُ

ويقبلُ الليلُ في مرحٍ يناغمني
إني ألفتُ مساءً زاده ألق ُ

مرَّ النسيم علينا معلناً خبراً
العشق في ليلنا عهدٌ لمن صدقوا

يهوى النسيم ُ خدودَ الليلِ ما اتسقت
ويغمسُ العطر في أعطافها نُزَقُ

فكم تعالىْ حديثُ الروحِ يبهرُنا
بين الأحبةِ إشفاقاً لمن عشقوا

والليل يحكي هياماً يُسمعُ السحبا
مري على أرضنا يُستمطرُ الشفقُ

وتفتحُ الأرض أحضاناً لمن عرفوا
سرَّ الحياةِ فما حادوا وما شهقوا

ففي الحياءِ إلى الدهماء مرحمةٌ
تحيي الأنامَ على حبٍ فيستبقوا

تسعى بودٍ لقلبِ الخلقِ كلَّهمُ
من يدّعِ الحبَّ مكذوياً له ُأبقُ

عِشْ يا لذيذَ الهوىْ في الحب مَسغبةً
أكثر من الحب في دنياك مفترقُ
ُ
والليلُ يهتف يا عشّاقُنا انتبهوا
العمرُ يجري كريحٍ ماله سَبَقُ

عمّرّ! لكَ الأرضُ لا تبخلْ بغرستها
واجعلْ شعارَكَ ولى العمرُ ما أَبَقُوا

يا منكرينَ سكونَ الليلِ في السحرِ
ما أجمل الليلُ والأحبابُ قد أرِقوا

كلمات /أ. هدى مصلح النواجحة
أم فضل
9 /12 /2021

جهاد ابراهيم درويش/ إلى المنفى

إلى مَنْفى

إلى مَنْفى نسيرُ كما الْخَيال
وبعض القوم يَمْرح باخْتيال

2- فلا تَعْجب إذا ما ضاع عُمْرٌ
بِرَهْنِ الْقيدِ أو شِبه الزَّوال

3- دُهِينا بالإعاقة قد رَمتنا
بِقوسٍ قدْ أصابَ بلا نِبَال

4- فبُؤنا كالصّديدِ وليس نُعْدي
وفوق ظهورنا طَلَبُ النَّوَال

5- يجُوبُ الْمشرِقينِ يروم زادا
يطيرُ كما الغزال بلا كلالٍ

6- على أشلائنا هاموا احْتلابا
وأعطونا الْفُتاتَ مِنَ النَّوال

7- فُتات الزاد قد ألقُوا إلينا
ومن شُحٍّ تَباروا في اغْتيال

8- فتلك حقوقنا أمست سرابا
وبات الظلم من شِيم النّضال

9- تَوسّدَ بِالْمفارشِ كُلّ بابٍ
كما اسْتَشْرى من الداء الْعُضَال

10- وبات قَرينةً علماً ونارا
يُصارع كالموات بلا ملال

11- أ أرْبعةٌ ورَهْنَ الشّلِّ صَرْعى
ألا حَقٌّ لَهُم غَيْرَ السُّؤال

12- بدَارٍ قد تَدَاعى السقف فيها
وبات الماء يقطر بالسّلال

13- أيُحْرمُ مثلهم فَبأيّ شَرْعٍ
وما القانون يا شَبهَ الرجال

14- فقل لِلْمُدّعين فَثَمَّ يومٌ
ولا تدري بِيُمْنى أو شِمَال 

جهاد إبراهيم درويش
فلسطين / قطاع غزة 
25/11/2021
......

الأربعاء، 8 ديسمبر 2021

د.أسامه مصاروة/ محيط هوانا

محيطُ هوانا
مُحيطٌ هوانا لا تروْنَ مِثالَهُ
سُيولٌ مِنَ الأفكارِ تجْري خِلالَهُ
كُنوزٌ مِنَ الأشْعارِ تُثْري رِمالَهُ
فَتُحْيي لِمَعْدومِ البيانِ خَيالَهُ

مُحيطُ هوانا طاهرٌ مثلَ زمْزَمِ
وإنّي بروحٍ بلْ بقلبٍ مُتيَّمِ
أنادي أيا حُبّي الكبيرَ ألا افْهَمي
ضُلوعِيَ صرْحٌ فاسْكُنيها تقدّمي

محيطٌ هوانا كالسماءِ مُمَدَّدُ
جميعَ الورى يعطي ولا يتردَّدُ
ويُعطي بلا شرطٍ فلا هوَ يحقِدُ
ولا هُوَ مثْلَ الناسِ يطْغى ويَحْسِدُ

محيطٌ هوانا لا يُكَدِّرُ طبْعَهُ
رياءٌ نفاقٌ ولا يُغيّرُ وضعَهُ
لهُ الأمرُ دومًا لا يُبدِّلُ شرْعَهُ
ولحنٌ علينا أنْ نُراعِيَ وقْعَهُ

محيطٌ يعومُ البدرُ فيهِ ويسبَحُ
وَيعْدو مَعِ النجْماتِ لهوًا ويمْرَحُ
ومِنْ ثمَّ يشدو بالغرامِ ويَصْدَحُ
ويَروي لنا شِعرَ الهُيامِ ويَشْرحُ

وتوقِظُنا شمسُ الهوى بِحنانِها
وُتُلْهِبُنا عشقًا بسحرِ بَيانِها
فَنرْقى ونَسْمو في بديعِ كَيانِها
وَنقْضي زمانًا في ربيعِ أَمانِها

هوانا كتابٌ لا يجِفُّ مِدادُهُ
لطيفٌ عفيفٌ لا يَضيعُ رشادُهُ
وما نبتغيهِ أنْ يَظلَّ مُرادُهُ
سلامًا لنا حتى تقومَ بلادُهُ

هوانا نبيلٌ لا يُشابِهُهُ هوى
فقلبي أنا ما ضلَ يومًا وما غوى
هوَ الحُبُّ في أعماقِهِ دُررًا حوى
ولنْ تخْتفي حتى وَإنْ أَزِفَ النوى

هوانا على صخْرٍ نقشْنا حُروفَهُ
يُقاوِمُ أهوالَ النوى وَصُروفَهُ
وَوضْعًا كئيبًا قدْ مللْنا ظُروفَهُ
وأيضًا صِراعًا قدْ سئِمْنا خسوفَهُ

حبيبي كلامُ الحبِّ نُنْشِدُهُ شِعْرا
وفوقَ روابي العِشْقِ ننشُرُهُ عِطْرا
أَلا إنَّ في عذْبِ الغرامِ لَسِحْرا
يُخلِّدُ للعُشاقِ ما ينفعُ الذكرى

حبيبي هوانا للصديقِ مسالمُ
ولكنْ لِطُغيان الأعادي مُقاومُ
وَمهما طغوْا لا ينْحَني أو يساوِمُ
فويْلٌ لأَهواءٍ سبتْها المغانِمُ
د. أسامه مصاروه

رشاد القدومي/ اشتقت إليك يا وطني

اشْتَقْت إِلَيْكَ يَا وَطَنِي
يا موطنا ما كنت غيرك أعشق
سيظل قَلْبِي فِي هَوَاكِم يَخْفِقُ
بِجَمال اسْمِكَ قَد أثرتم لَوْعَتِي
قلبي لبعدك فِي الهَوَى يتمزقُ
وَالدّمْع يجري مِنْ عُيُوني عنوة
آه حَبِيبِي إن دَمْعِي يٓحرقُ !
يَا مَنْ بِذِكْرِك قَد أَثرتٓ قريحتي
وتركت شِعْرِي فِي بحورك يَغْرَقُ
هَلْ لِي بوصلك يَا حَبِيبِي إنٌني
رُوحِي بحبٌِك فِي السمَاءِ تُحٓلٌِقُ
قَدْ عِشْت عُمْرِي في جَمَالِك سارحا
وَالدّمْع بَاتَ مِنْ الْهَوَى يَتَدَفٌٓقُ
يَا مَنْ سَأَلْتُ اللَّه في عليائِه
نَيْل الشَّهَادَةِ فِي سبيله أُرزقُ
يَا مَوْطِنا مَا غَابَ عَني طيفه
يا من لإسمك بات قلبي يعشق
اني تَرَكْت الْروح تشْدو باسمكم
لا زال ذكرك في حياتي يعبق
كَلِمَات رَشَاد القدومي

الاثنين، 6 ديسمبر 2021

أدهم النمريني/ إذا ما كنت كن مثل النسيم

إذا ما كنتَ كُنْ مثل النّسيــــمِ
وكالأزهــارِ في ثوبِ الأديـــمِ

وجالِسْ مَنْ يودّكَ من فؤادٍ
ولا تقرَبْ مُجالَسَــةِ اللئيـــــــمِ

فذاكَ يَعِظْكَ بالأقـوال دومًا
ويزرعُ فيـكَ من فعلٍ قَويـــــمِ

وذا كالنّــار يحرقُ مَنْ أَتــاهُ
إذا ما قالَ يلهب كالهَشيــــــمِ

تَعَلّقْ بالّـــــذي يُبديهِ عَقْـــلٌ
وليسَ بمَنْ تَشَبَّثَ بالعَقيـــــــــمِ

صحيحُ الجسمِ مَنْ صَحّتْ قُواهُ
وَلُـبُّ المــرءِ بالعقــلِ السّليــــمِ

على كَفّيكَ تزدهرُ الأمـــــــانـي
متى مااللبُّ ينهـل بالعلــــــــومِ

ستقطفُ من غصونِ الفكرِ عِلْما
وتعلو عاليًا مثل النّجـــــــــــومِ

أدهم النمرينــــــي.

السبت، 4 ديسمبر 2021

رشاد القدومي/ صرخة قلب

صرخةّ قلب
البحر البسيط
ماذا أقول وقلبي بات في كدر
يقضى الليالي طوال العمر ينفطرُ

والقلب ينبض لن يبقى به رمقٌ
جاسوا الديار على أجسادنا عبروا
قد بت أبحث أين الأهل.. هل رحلوا؟
والعين تدمع شوقا كلما ذكروا

الكل صار مع الأحداث مضطربا
يرجو النجاة وينسى أننا بشرُ

هذي منازلهم قد تبدو خاوية
ماذا أقول لقلب كاد ينفجر

ما بال قومي هل هانت مآثرهم ؟
ما كنت أدرك أن الحق يندثرُ ؟

كل الشعوب نيام عن حمى وطني
والكل بات بحكم الغرب ٌيأتمرُ

يا رب عفوك قد هانت عزائمنا
والشعب يحلم كيف اليوم ينتصرُ؟

القدس تصرخ والاهات تسمعها
اين الذين ببيت الله ما غدروا ؟

لبيك ربي وما في النفس من وهن
إني لوعدك بت الليل أنتظرُ

يا من بوعدك جنات نعيش بها
نيل الشهادة يا ربي وذا القدرُ
كلمات رشاد القدومي

الجمعة، 3 ديسمبر 2021

أكرم محمود اسليمية/ أخوك رصيدك الدائم

أخوك رصيدك الدائم
&&&&&&&&&
أخوك بعضك من لحم أتى ودم
فضعه تحت جناح ذا من الرحم

واحذر تجافيه في يوم لحادثة
تصير مثل الذي يمشي على قدم

لا بد تخذله يوماً بمشيته
ووقتها يقرع الأسنان من ندم

وقد يسير وراء النور في طلب
وليس يدرك غير الغوص في الظلم

وقد تجود الدنى يوماً بنافذة
منها يرى النور يمحو البعض من ألم

وقد تراه لبعض الوقت في حزن
والدمع يجري على خد وفي سقم

لكنه مثل شمس في الشتا طلعت
حيناً وولت.. وأضحى بعدها كعمي

وإن سكنت قصوراً دون وجود أخٍ
فلست إلا نزيلاً أعظم الخيم

ولست في هذه الدنيا سوى نَفَس ٍ
يجري بجسم بلا روح ولا قيم

الشاعر: أكرم محمود اسليمية
فلسطين الحبيبة -الخليل

الأحد، 28 نوفمبر 2021

د.أسامه مصاروة/ لا ينال النصر يوما باقتتال

حكايةُ حوارِ بين جيليْن
بعدَ أنْ ألقى خطابًا بانْفعالِ
في اجتماعٍ من نساءٍ وَرجالِ
قالَ: "هلْ عندكمُ أيُّ سؤالِ"
وقفتْ امْرأةٌ تُدعى ليالي
وبِكلِّ العزمِ قالت "لا تُغالي
يا زعيم القومِ أمّا عن سؤالي
غيرُ شرٍّ منكَ لم يأتِ الأهالي"

"اخرسي يا من تريدينَ انْشغالي
عنْ أمورٍ عندنا جِدُّ ثقالِ
أنتِ أفعى في قناعٍ من جمالِ"

"يا زعيمَ القومِ أرجوكَ جِدالي
لمْ أقلْ كفْرًا ولم أطلبْ نزالي
ربّما ترغبُ حتى في اعْتقالي
كيْ تظلّوا في فسادٍ وانْحلالِ
ويظلُّ الشعبُ يحيا في الظلالِ
نحنُ في وادٍ وأنتمْ في اعتلالِ"

"ليكنْ هل من دليلٍ أو مثالِ
أمْ كلامٌ ليسَ إلّا وَتعالي"

"إنَّ شعبي أولًا تحتَ احتلالِ
ونظامُ الحكْمِ أيضًا في اختلال
كيف نصبو للمعالي بابتذالِ
كيفَ نرقى بانْقسامٍ وانفصالِ"

"يا ليالي مهما طغوْا لا تُبالي
كلُّ ما يرجونَهُ أصلًا خيالي
نصرُنا آتٍ ولا شكٌ ببالي"

"يا خطيب القومِ إنّا في هزالِ
أوْ بعجزٍ أو بإذلالٍ عُضالِ
قد أذلّونا بلا أدنى فعالِ
لا وربّي فضعيفُ النفس خالي
ونظامُ الحكمِ للنخوةِ قالي"

"لا تلومينا ليالي لا تغالي
نحنُ نسعى من نضالٍ لنضالِ"

"قد سئِمْنا القولَ فالمسؤول سالي
وعدوُّ القدسِ محبوبٌ وغالي
وعزيزٌ مثلما عمّي وخالي"

"إنّ هذا اليأسَ في وزنِ الجبالِ
وأنا لمْ أخشَ يومًا من نزالِ
فنسورُ الجوِّ تحيا في الأعالي
هل نراها في وهادٍ أو ظِلالِ؟"

"كمْ سئمْنا من خطاباتٍ طوالِ
أو شِعاراتٍ من الفكرِ الخيالي
يا زعيمَ القومِ من غيرِ معالي
لا يُنالُ النصرُ يومًا باقتتالِ
بين أهلٍ وانْقسامٍ وانْفصالِ
بل بفكرٍ واتحادٍ ونضالِ"
د. أسامه مصاروه

أدهم النمريني/ كسير الجناح

كسير الجناح

تشتكي للمدى جميع النَّواحي
حيثما بُحّ في الصِّياحِ نُواحي

عبثَ الصّوتُ فاستفاقت جهاتي
والصّدى ردّدَ النِّدا في البطاحِ

بَحّةٌ الشّكوى غادرتني وهلّتْ
من خفوقي على خدود الصّباحِ

ونسيم الذّكرى يسائلُ ليلي
عن حبيبٍ بكى عليه انْشِراحي

كان بالأمـس ِ ضاحكًا وضلوعي
ترتوي إمّا جاءني بالمزاحِ

أظلمَ الحبُّ فاستباحَتْ شجونٌ
وهوى الوجدُ من نزيفِ الجراحِ

في نواهُ القصيدُ يبكي حروفًا
ويذرُّ الأسى بوجهِ القِراح

كلما كحّلَ المساءُ جفوني
شربَ القلبُ من جَوى الأقداحِ

أين غصنٌ يحطّ فيه فؤادٌ
ولقـاءٌ يطيبُ فيه رواحي؟

كيف لي أنْ أطيرَ فوقَ ظلامٍ
والهوى قد بدا كسيرَ الجناحِ

أدهم النمريـني

الخميس، 25 نوفمبر 2021

أكرم محمود اسليمية/ اللاحقون على خطأ السابقين في طلب المجد

اللاحقون على خطا السابقين في طلب المجد
&&&&&&&
وكم روى الأرض أجدادي من العرق
وكم لهم كان في الأمجاد من سبق

وكم على ظلمة الأيام قدصبروا
وزادهم تحت تينٍ سورة العلق

بكفهم تربة الأوطان قد حرثوا
وكحلوا بالهوى نوراً من الحدق

وحلقت في أعالي الأرض حكمتهم
بها فقد أنقذوا جيلاً من الغرق

والله ما ضيعت لولا مؤامرة
أرض بها الشبل نور في فم النفق

ولا تمكن أهل الغدر من بلدي
وحولها رقصوا جذلى وفي حلق

لكنْ زمانهم ولى إلى الأبد
وجاء للقدس يوم صادق الأفق

والظالم النذل يطوي اليوم كذبته
وحلمه المسخ بات اليوم في قلق

لأنه قد رأى الأنوار بارقة
من فيه شبل عظيم وارث الألق

ماهمه لعبة في النت تحرفه
عن همة الفجر في عال من الخُلُق

هذي هي القدس والأحرار موعدها
على ربى العز لا وجه من الورق

الشاعر أكرم محمود اسليمية
فلسطين الخليل

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2021

ليلى عريقات/ سبحان ربي

سبحان ربّي
سبحانَ ربّي كيفَ يسْ
ري الغيمُ في كبدِ السّما

سبحانه والقطرُ يهْ
مي كادَ أنْ يتبسَّما

أرْنو وأبحثُ عن نجو
مٍ عايَشَتْني في الحِمى

عن نجمةٍ تدري بِحا
لي واليمامُ تَرَنَّما

أزهاريَ اغتسَلَتْ وفا
حَ أريجُها وتَكلّما

سادَ السّكونُ وفي الصّبا
حِ أُحبُّ تلكَ الأنجُما

اللهُ أكبرُ كيفَ يرْ
تَفِعُ النِّداءُ مُرَخَّما

الحمدُ يا ربي فقد
ألفيْتُ جدّي مُسْلِما

في سورةِ الرحمنِ أشْ
عُرُ أنَّ قلبي قد همى

آياتُها حُفِرَتْ بِقلْ
بي فهْيَ صارتْ مَغْنَما

مِن فرْطِ حُزني فاللِسا
نُ على الضّريحِ تَلَعْثَما

رحِمَ الإلهُ ثَراكَ يا
سامي تقيّاً مُلْهِما

يا زينَ شُبّانِ الحمى
قلبي عليْكَ تَرَحّما

وأخوكَ بسّامٌ مضى
كانَ الحَنونَ الأرْحَما

كانت ملامحُهُ تُنيْ
رُ فَلا يَكفُّ تبسُّما

يا أُمِّ صاروا عندكم
نادي عليَّ لِأَقْدُما

أبو صخر السفياني/كفانا شقاقا

[كفانا شِقاقاً]

وإنِّي لَمِنْ قومٍ ملوكٍ على الورى
حَباهُمْ مَلِيكُ الْمُلْكِ عَرْشاً ومِنْبَرا

هُمُ الْمَجْدُ والعلياءُ والجودُ والنَّدى
وكمْ عنهمُ التاريخُ خَطَّ وسَطَّرا

سَراةٌ يمانيُّونَ مِنْ نَسْلِ ماجِدٍ
مليكٍ بِبُرْدِ الْمَكْرُماتِ تَدَثََّراََ
َ
كُماةٌ صناديدٌ سيوفٌ صورِامٌ
على كلِّ ظَلاَّمٍ بَغِيٍّ تَجَبَّراَ

بنو {يثربٍ} مَنْ ناصروا خيرَ مُرْسلٍ
بِهِمْ أيَّدَ {اللهُ} {النَّبِيَّ} الْمُطَهَّرا

هُمُ بَدَّدَوا لَيْلَ الضَّلالِ بِنُورِهِمْ
وصاغوا صباحاً خالدَ النُّورِ أَزْهَرَا

فهيَّا بني { قحطانَ} للمجدِ شَمِّروا
وشُدُّوا إلى الْعَلْياءِ عزماً ومِئْزراًَ

وتحتَ سما {بلقيسِ} صفاًِ توحدوا
لِنَسْموا بها للنَّجمِ ريفاً وبَنْدَراٰ

لها فانْتَموا كَيْما نرى موطِناً لنا
قويَّاً عزيزاً مُسْتَقِرَّاً مُطَوَّراَ

وأَعْلوا لِوا {مايو} و{أيلولِ} واحْذرواْ
تَراكُمْ هنا الأيامُ شعباًً مُشَطَّرا

رفاقي ولوْ أنَّا إذا الْخَطْبُ عُصْبَةٌٌ
علينا عدوٌّ ما تَمادَىٰ أوِ اجْتَرا

ولكننا أشتاتُ رُحنا لِبعضِنا
نكيدُ لَحَتَّى' عافنا الكونُ وازدرى'

بني {حِمْيَرٍ} ولْتُصْلِحوا ذاتَ بَيْنِكُم
ومِنْ شَمْلِكُمْ فلتجمعوا ما تَبَعْثَرَاْ

ذروا عنْكُمُ الْبغْضاءَ وِدُّوا َ تواصلوا
وحتَّامَ ذي الأَرحامُ مقطوعةُ الْعُرى؟؟

عَلامَ {سبا} تَفْنَى؟؟ٰ و{أَوْسانُ} هاهُنا
بأوطانهِ يحيا غريباً مُهَجَّرا؟؟
ُ
كفانا شِقاقاً واحتراباً بني أبي
وحسبُ بَِني أُمِّي مِنَ الدَّمِ ما جرى

أبو صخر السفياني/اليمن

الشاعرة الفلسطينية/مها محمد


الجرح الدَّامي
_البحر : الوافر
نزيفُ الجرحِ يعلو كُلَّ صخر ___فهل  لضمادةٍ وقفٌ لنهْرِ
بدمعِ القلبِ يبكي كُلُّ حُرٍّ ___فقد جفت دموعٌ  بعدَ نحْرِ
فمن يا غزَّةَ الأحرارِ منَّا ___ سيلقى من عجائبِ كُلِّ صبْرِ؟!
على الأعتابِ آلامٌ وقهرٌ ___لصمتٍ قد يُعابُ ككلِّ عُهْرِ
أما في العُربِ أشبالٌ كجدٍّ ___إذا ما سارَ  آباءٌ  كقبْرِ
فيا أسفا على ماضٍ تولَّى ___ بكلِّ كرامةٍ جفَّت كصخْر
................
إذا ما ذُلَّ عالٍ عندَ صفوٍ ___ من اللَّذاتِ عادَ بكلِّ شرِّ
ليبني كُلُّ مهزومٍ جداراً ___ ويحسبُ أنَّهُ أضحى كصقْرِ
ويَضربُ بالمثالبِ كُلَّ وجهٍ ___ ليبقى شامخاً في كُلِّ دحْر
وقد نادت حرائرنا بقدسٍ ___ فكانَ الصَّمتُ يعلو  كُلَّ صهْر
فلبينا النِّداءَ وكانَ ضربٌ ___ بكلِّ عزيمةٍ  من  كُلِّ  حُرِّ
سنرشقُ كُلَّ بلداتٍ لجرذٍ ___تخبَّأَ في الملاجئِ بعدَ صَفْرِ
................
صو..ا..ري..خُ المقاومِ لاتبالي ___ بمن  قد كادَ  إخواناً  بكَفْر
فتحرقُ قلبَ صه..يو..نٍ بنارٍ ___ وها قد جُنَّ من تدميرِ قفْر
فترمي  كُلَّ  أحياءٍ  بضربٍ ___ من الجوِّ المدمِّرِ  كُلَّ  قصْرِ
فما رحمت  لنا شيخاً مُسنَّاً ___ ولا طفلاً  يُهدهَدُ  بالمُدِرِّ
وشبانٌ كوردِ الحقل تترا ___ لمشفى فيهِ مكلومٌ بكسرِ
وعيدٌ للشهيدِ بدا كعرسٍ ___ يودِّعُ  كُلَّ محبوبٍ  لقبرِ
...................
أباركُ للَّذي يحظى بخلدٍ ___ بجنَّاتٍ لها من كُلِّ عصْرِ
شبابٌ نالَ أغلى ما تمنَّى___ودنيا لا تجودُ بكلِّ نصْر
إذا حكمَ الجبانُ وعاثَ ظُلمٌ ___ فردٌّ قد يجودُ بغيرِ صبر
ومن ركبَ الشَّوامخَ ليسَ يدري ___نهايةَ ما يؤولُ لكلِّ صدْرِ
وللأحرارِ دربٌ غيرُ سهلٍ ___ إذا ما  نالهُ  قربٌ  بضُرِّ
ولاءٌ بعدَ داءٍ كانَ صعباًً ___ وأعوامٌ مضت مع كُلِّ حصْرٍ
....................
إلهي ما لنا غيرُ استباقٍ ___ لمحو العارِ عن قدسٍ كصِفْرِ
وأنت مجيرنا في كُلِّ حربٍ ___ لشيطانٍ تعدَّى كُلَّ هَصْر
يرى قتلاً يوازي كُلَّ  مالٍ ___ بمعركةٍ  تبوءُ  بكلِّ  خُسرِ
وها قد زادَ من ضربٍ لشعبٍ ___ بكلِّ ضراوةٍ تسعى لِضُرِّ
فلا شجرٌ ولا حجرٌ سيبقى ___ بُعيدَ القصفِ من بَرٍّ وبحْرِ
فصلِّ على الحبيبِ وآلِ بيتٍ___ وكلِّ مؤازرٍ  يدعو  بنصر

بقلمي
الشاعرة الفلسطينية مها محمد 

رشاد القدومي/ الوعد

الْوَعْد
البحر البسيط
مَالِي بِوَصْفِك كَيف الْوَصْفُ يكْتَمل ؟
وَالْقَلبُ يَسْعَى للقياكم عَلَى عَجلِ
إنْ غَابَ طيفك مَا غَابَت مآثركم
قَدْ عِشْتُ عُمْرِيِ مكلوما عَلَى أَمَلِ
مَا كُنْتُ أٌنْكر شَوْقِي حين أَذْكُرْكُم؟
طَال الْفِرَاق شَعَرْتُ الْقَلْب كالثملِ
ناجيت روحك يَا مَن كُنْتُ أعشقها ؟
مَا كان بعدك عَن قَلْبي بِمُحْتَمَلِ ؟
قَدْ غَابَ طيفك أَنِّي كُنْتُ أحسبه
يهْوَى اللِّقَاء وَمَا بِالْحُبِ مِن هَزْلِ
جُودِي بوصلك أَنَّ الْقَلْبَ في ولعِِ
يَأْمَن عَهِدْتُك لَا تَرْضَيْن بِالفَشلِ
قَالَت بِرَبِّك هَلْ مَا زِلْت تَذْكُرنِي؟
يا من بِبُعدك صار القلب في خجلِ 
 
أَوَفِي بِعَهْدِك إِنِّي لَسْتُ أجهله 
لا زال عَهْدُك لَا يُخْلَو مِنْ الْعلَلِ 
 
رَاقَبْت نجمك طُولَ اللَّيْلِ اُنْظُرْه 
أَخْفَيْت حُزْنِي وما في الْقَلْبِ مِنْ ملل ؟
 
مَا عدّت تَسْأَلُ عَنْ عَهْدِي وَعَن ثِقَتِي؟ 
فَالْعَهْد عِنْدِيَ مَرْبُوطٌ مَعَ الْأَجَلِ 
 
كَلِمَات رَشَاد القدومي

الأحد، 21 نوفمبر 2021

د.أسامه مصاروة/ لست وحدي

لستُ وحدي
كُنْ حبيبي مُطْمَئِنًا رُغْمَ بُعدي
في ذهابي وإيابي لستُ وحْدي
فمَعي طيْفُكَ في حرٍّ وبرْدِ
في قِيامٍ أوْ مَنامٍ بلْ وَسُهدِ

يا حبيبي طالما أنتَ خليلي
ورفيقي وصديقي ودليلي
سوفَ يَخْضرُّ طريقي وسبيلي
مِنْ شُروقٍ لِمغيبٍ في الأصيلِ

يا حبيبي لستُ أخشى أيَّ شرِّ
طالما أنتَ معي تسكُنُ صدْري
في نهاري أنت شمسي شمسُ عُمْري
وعلى طولِ المدى في الليلِ بدري

لا تخفْ لا تنْزَعِجْ يا روحَ قلبي
إنَّني في مأمَنٍ مِنْ كلِّ كربِ
أنتَ نورُ القلبِ والروحِ وَربّي
أيْنما أمشي يضيء النورُ درْبي

يا حبيبي كلُّ ما في الأمر إنّي
عاشقٌ لا أنْحني حتى لِجِنّي
وَفُؤادي بِالهوى يغْمُرُ كوني
يُنْشِدُ الأشعارَ عشقًا وَيُغنّي
يا حبيبي العِشقُ إكسيرُ حياتي
فَبِهِ أحيا وتحيا روحُ ذاتي
لكِ أدعو اللهَ في كلِّ صلاةِ
أنْ يُديمَ الحبَّ ما بعد وفاتي

فزمانُ العُربِ هذا في هوانِ
دونما حُبٍّ وَوُدٍّ وَأَماني
يا بني قومي تسامَوْا بِالأغاني
لن نرى إلّا خُرافاتِ الأماني

قدْ أثاروا بيننا كُرْهًا وحِقْدا
وأَقاموا حولَنا سدًا وحدَّا
كيفَ أصبَحْنا لدى الأعداءِ جُنْدا
كيفَ هُنّا كيفَ صارَ الحُرُّ عبْدا
د. أسامه مصاروه

أبو صخر السفياني/ أهواكِ لكني كتمت هواكِ

أهواكِ لكني كتمتُ هواكِ
كلاَّ وما رامَ الفؤادُ سواكِ

يا أنتِ يا من خوفَ عذَّالِ الهوى
قلبي الغيورُ عليكِ ما سَمَّاكِ

طوراً دعاكِ (بثينةً) وتريْنهُ
طوراً ب(ليلى) تُقْيَةً واراكِ

تتعددُ الأسماءُ في أشعارِهِ
لكنَّهُ بجميعهِنَّ عناكٍ

ومرادهُ في كل ذلك ربما
قد تفطنينَ لما عَنى' مضناكِ

لا لا (وربي) أنتِ لستِ غبيةً
بلْ فذةٌ وسريعةُ الإدراكِ

حوراءُ ناعسةُ العيونِ جبينُها
نَضِرٌ لهُ بدرُ التمامِ يُحاكي

ولأنتٍ شمشٌ في سمائيَ أشرقتْ
براقةً تزهو على الأفلاكِ

غيداءُ معتدلٌ قوامُكِ ناحلٌ
قدٌّ عليكِ كحيلةٌ عيناكِ

ذا بعضُ وصفِكِ والوصوفُ حبيبتي
خجْلى' وقاصرةٌ أمامَ حلاكِ

هلاَّّ فهمتِ وأنتِ جِدَّ ذكيَّةٌ??
إنْ لمْ تكوني. لا جناحَ تَذَاكِي

أبو صخر السفياني/ اليمن

أدهم النمريني/ بكاء المسرى

بُكـــــاءُ المســرى

جيـْلٌ يَشيـْبُ وأقصى يَكْتـَوي قَـهْرا
والقهرُ يَجْثـمُ في أضلاعــهِ دَهْـــرا

وساعةُ الصَّـبْرٍ لم تَـهْدَأْ عَقـارِبُـــها
وكُلُّ ثانيـــَةٍ تَـبكــي على المَــسْرى

الدَّهْــرُ يكتبُـنا ذُلًّا بـِصَفْـحَـتِـــهِ
ويهمسُ النّومُ في أُذْنِ النِّـدا عُـذْرا

متى نرى الخيلَ والرّايـاتِ عاليَــةً
ويلمعُ الرُّمْـحُ في أحداقِـنا فَـخْرا؟

وتستوي في جَبيــنِ الشَّمسِ صَهْوَتُـنا
ويقطرُ السَّـيْفُ في راحاتِـنا نَـصْرا

ويعصرُ الفجرُ من أحلى مدامِـعِهِ
صُبْحًا ونملأَُ كاسـاتِ العِـدى قَـهْرا

متى تطلُّ علينا بعدَ صَحْوَتـِـنا
شمسٌ وتصنعُ في داراتِـنا بــَـدرا؟

أحلامُــنا بدروبِ الليــلِ شائِـكَةٌ
ونحنُ مَنْ نحنُ إلّا مَنْ مَشَوا قَسـْرا!

زيتونــةٌ بروابـي القـدسِ باكيَــةٌ
والزّيـتُ في غُصْنِها لم يَأْبَهِ الْكَسْــرَ

لكنَّــهُ مَـلَأَ الأَصـداءَ من وَجَــعٍ
نـادى  وأذَّنَ في صوتِ الرّجا  جَهْــرا

هَـلّا  سَرَجْتَ صلاحَ الدّينِ  قافيةً
عسى بصَهْـوَتِها تستنهضُ  الفـِكْــرَ

هَـلّا مَدَدْتَ  جُسورًا  في بيارِقِـها
تطيبُ بَـحَّـةُ بَـيتٍ  يكـتوي أَسْــرا

حطّينُ تَذْرفُ  من أجفانِـها زَمَـنًا
ويُسقِطُ  البَغْـيُ في راحاتِـها  زَهْــرا

وَبَحَّةُ القدسِ في الأنحاءِ ينشدُها
نــايٌ تفجَّـرَ في أضلاعــهِ *جَفْــرا*

بَيّـارَةُ  التّـينِ والليمونِ  تسألُ مَنْ
يزيـلُ عن جـيْدِهـا الأصفادَ والمَكْـــرَ؟

على الرّمالِ يذوبُ  الصّبْرُ من زمنٍ
لعلّ مَـنْ سَمِعوا شادوا لـهُ جِسْـرا

سبعونَ مَرَّتْ وقد باتَتْ بخاصِرَتي
خمسٌ عِجافٌ ومائي لم يَزَلْ مُـرّا

متى يُلَـوِّحُ في كوفِـيَّتي أَسَــدٌ
وخَـلْفَـهُ  أُسْـدُهُ  تستعذبُ   الكَـــرَّ؟

نَـصرٌ يزغردُ  ،  إنْ لاحَـتْ بَشائِـرُهُ
جرحُ السّـنين بـِكَـرّاتِ الفِـدا يَـبْـرا

ونعلنُ العُرسَ في ساحتـِنا طَرَبـا
ويزأرُ البيــتُ في تَكبيـــــرِنا  زَأْرا

*جفرا: من أغاني التراث 
أدهم النمرينــــــــي.

رشاد القدومي/ السيف والقلم

السَيف و القلم
ماذا سأكتب قل لي أيها القلم؟
ضاع اللثام وضاعت عندنا القيم

مَا زَالَ شعرِيَ بالآهات أنظمه
أرجو الشهادة فليشهد بها القلم
الْكُلّ يُدرك أَنَّ الشعرَ ذُو أَثر
يثري النُّفُوس و يشفي من به أَلَم
يَا نَاظِم الشِّعْر هَل بِالشعْرِ من أَملِِ
أُم أَنَّ شعريَ قدْ ضَاقَتْ بِهِ الْشيم ؟
قُلْ لِي بِرَبِّك كَيْف الآه ترسمها ؟
يَا وَيْحَ قَلْبِيَ قَد هَانَت بِنَا الْهمم
مَا بَالُ قَلْبِك بَات الْيَوْمَ فِي وهنِِ
أُم أَنَّ صوتك بالآهات يحتدم !
لِلَّهِ دَرُّكَ كَيْف الشِّعْر أنظمه ؟
وَالْكُل يَنْظُر يبدو الكل قد هرموا
جاوزت قدْري إذْ مَا قُلْت يَا وَطَنِي
الْكُلّ بَات لإبن الْغرب يبتسم
يَا وَيْحَ قَلْبِيَ بَات الْهم يعصره
بئس الحياة حياة كلها سقم
كلمات رشاد القدومي

السبت، 20 نوفمبر 2021

أ.هدى مصلح النواجحة/ هيمان وأفتخر

هيمانٌ وأفتخرُ
همسُ القوافيْ وليدُ الشوقِ فأتمروا
لا تعذلوا منْ رَماهُ السهمُ واعتبروا

ولا تقولوا لمن خاضَ الهوى غَرِماً
قد خاض إثماً لعلَّ الإثمَ يُغتفرُ

خَليْ سبيليْ أياْ حسناءُ وارتحليْ
ليليْ طويلٌ وقد أعيانيَّ السهرُ

يا نصفَ بدرٍ على الدنيا يُطاردنُي
وثانيَّ النصفِ يلبَسُني أيا قمرُ

أفرغتِ في دنني من شهدِ مبسمِكِ
يا قرةَ العينِ أحياني بِكِ القدرُ

من قال فينا غناءً رائقاً طرباً
عبلاءُ أنت وإني عنترُ اليَسِرُ

يا جذوةَ النار أحضنها وأحجبها
أرضى بناركِ لا تثنينيَّ السُعرُ

نارُ المحبةِ لا لسعٌ ولا كمدٌ
بَل جفنةٌ قد علاها الشهدُ والثمرُ

هاتي يديك وزيدي من تقاربنا
يا حلوة الوصل منك الحبُ يستعرُ

أواه يا دنيةَ العشاق قاتلةٌ
لكنّها في نياطِ الصبِ تنفطرُ

قولوا لمن منع اللقيا وحرّمها
بين الحبيبين إعصارٌ ستنشطرُ

فانفذ بقلبك يا من تنفث الألما
بين المحبين عذراً خانك الحذرُ

الحبُ خيرٌ على الدنيا سحائبهُ
ومزنةُ العشقِ أنهاراً ستنهمرُ

يا نشوةَ العمر هيا أمطري رغدا
إني وربُكِ هيمانٌ وأفتخرُ
كلمات /أ. هدى مصبح النواجحة
أم فضل
15/ 11/ 2021

أدهم النمريني/ ألم القصيدة

ألـمُ القصيدة

ألمٌ بـِخاصِرَةِ القصيدةِ يطرقُ
وعلى خدودِ الحرفِ دمعُ يُهْرَقُ

والبَوْحُ في صوتِ البيانِ مُعذَّبٌ
والآهُ في وجَعِ المعاني تخفقُ

ورقي إذا نادَمْتُهُ طَفَحَتْ على
طيّـاتهِ الآلامُ، أين المُشْفِـقُ؟

وتذوبُ من جمر البيان خدودُهُ
ويصيحُ من سَوْطِ البنانِ المنطقُ

حِمْلي ثقيلٌ واليراعةُ تشتكي
ما حلّ ليلٌ بالجوى تَـتَحَـرّقُ

لا تسألوني فالشّآم حزينةٌ
والياسمينُ بدمعـه يَـتَـفَـتَّـقُ

وعلى ثرى بغدادَ تسقطُ نخلةٌ
والمجدُ في سعفِ الرّشيدِ يُمَزّقُ

والْبُـنُّ في زنْدِ السّعيدةِ قد لَـوا ــــ
هُ الْـبَـغْيُ والصُمتُ الرّهيبُ يُصَفِّقُ

زيتونةٌ في القدسِ يصلبُها العدى
زمنـًا، وغمدٌ للعروبـةِ مُـغْـلَقُ

الغربُ يصفعُنا ويضحكُ تارةً
لمّا يدوسُ على دِمانا المشرِقُ

بـِتْنا بـِثوبِ الذلِّ كيف نزيلهُ
والخبثُ فوق جيوبنا يتسلّقُ؟

فمتى تَطِـبْ أوطانُنا يَطِبِ الْيَـرا ــــ
عُ وفي الشّطورِ الشعرُ سَعْدًا يُـورِقُ

فـمتى تُـغَرّدُ في المدى أقلامُنا
والشّمسُ في وجهِ القصيدةِ تُشْـرِقُ؟

أدهم النمريني.

أدهم النمريني/ تزهو المعاني والمديح يطول

تزهو المعاني والمديحُ يطـولُ
إمّـا ذكـرتُ محمّدًا فتقـــولُ

إنّـي بحبّكَ ذا يَراعـي باســمٌ
ويذوبُ شوقًا حرفُهُ ويسيــلُ

الحبُّ يزهرُ لي بذكركَ غصنُهُ
والشّوقُ في غُصنِ الزهورِ نَـزيــلُ

وأنا بقلبِ الحرفِ قلبي طائـرٌ
ويطوفُ سَبْعًا، والمدى مَكْحـولُ

يتراقصُ المعنى بأزهارٍ لهُ
مثل القطوفِ بها النّخيلُ يَـميــلُ

أنا ما ذكرتكُ ياحبيبي مرّةً
ألّا وخالطَ في فمي المعسولُ

صلّى عليكَ اللّهُ ما شمسٌ بَدَتْ
وعلى مراياها يذوبُ أصيــلُ

صلّى عليكَ اللّهُ ما كَشَفَ الدّجى
بدرٌ وما رَوّى العِطاشَ هُطــولُ

أدهم النمرينــي.

الخميس، 18 نوفمبر 2021

أدهم النمريني/عذرا أمير الشعر

عُذْرًا أمير الشّعــر.

؛ مَـنْ كانَ للنَّـشءِ الصِّـغارِ خَـلَيـلا؛
أَمْسـى بـِعُرْفِ الجاهليـنَ ذَليــلا

قد كانَ مُزْنًـا فوقَ كُلِّ جُدُوبَـةٍ
يـروي عطاشَ القاحِـلاتِ هُـطولا

ويـنيـرُ ليلَ السّـائرينَ بـِنورِهِ
عَجَـبًـا.. لماذا أطفـؤوا القنديـلا؟

قد كانَ ينسجُ للطُّفـولَةِ ثَـوبَـها
ويَخُـطُّ فوقَ مُـتونِـها إِكْـليــلا

ماذَنـْبُ مَـنْ زَرَعَ الحروفَ بـِكَفِّـهِ
كي يَـحصدَ النَّـشْءُ الصّغـارُ جَميـلا

إنَّ الطَّـباشيـرَ الّـتي ذابَتْ هُدى
قد أَنـْبَـتَتْ فوقَ السُّطـورِ نَـخيــلا

سبّـورَةُ الأحلامِ يَـبْـغي خَدُّها
كَـفًّـا تَـمُـدُّ لِـدَمْعِها المَنـديــلا

فوقَ الرّفوفِ فما تزال دفاترُ الـــ
تَـحْضيـرِ تَـدْمَعُ بُـكْـرَةً وأَصيــلا

ودفاتر الإملاءِ يَـحْضنُ قلبُــها
حِـبْـرًا غَـدا للـسّائليــنَ دَليــلا

ذي قاعة التّعليـمِ لو ساءَلْـتَـها
لأجابَ صوتٌ يفهمُ التّعْـليــلا

مازالَ في جـيْـدِ الجـِدارِ مُـعَلّـقـًا
قد كانَ قَـبــْلًا للعقـولِ رَســولا

قد كانَ ينقرُ في العقولِ بيـانَهُ
لِـيُـحيْـلَ أصلادَ العقولِ سُـهـولا

كالشَّمْـعِ يحرقُ قَـلْبَـهُ وحياتَـهُ
لِـيُضـيءَ دربَ النّاشِئيـنَ طَـويـلا

إنّي لَأَعْـجَبُ أَنْ يـصيرَ معلّمٌ
وهبَ الحيـاة، بـِجَـهْـلِهم مَـفْصـولا

ما هَمُّـهُـمْ أنْ يَـصلبـوهُ بـِدارِهِ
بل هَمّهم أنْ يَـكسروا التَّـبْـجيـلا

أبكي على جيلٍ تغلغلَ جَـهْـلُهُ
وَغَدًا سَتَـبْـكيْهِ الحياةُ فُـصـــولا

بالعلمِ يبلغُ كلُّ مَنْ طلبَ العُلا
والجهلُ يورثُ في الأنـامِ جَـهــولا

ماذا سيجني مَنْ تَـعَـثَّـرَ دَرْبُهُ
إلا ظلامـًا لا يَـمَـلُّ عُـقــولا؟

ما قلتُ  إلّا مِنْ حرارةِ   أَدْمُـعٍ
فاضَتْ، وأَضْـحَتْ  للرّســالةِ نـيـْلا

عُذْرًا   أميرَ الشّعرِ  إنْ  دَوَّنْـتُها:
صارَ المعلّمُ  في الحيـاةِ  ذَلـيـــلا

أدهم النمريني.

الأحد، 14 نوفمبر 2021

أدهم النمريني/ دنياك مرور

دنياكَ مرورُ

أتَـيْـتَ إلى الدّنيـا وأنتَ تَـسيرُ
وعمرُكَ في هذي الحياة قَـصيرُ

فَمَهْما يَطِبْ عيشٌ سَتدنيكَ حُـفْـرَةٌ
وَتَـنْـعيكَ في ضَمِّ اللحودِ قُـبـورُ

فَـما كانَـتِ الدّنيـا لتبقى بـِدارِهـا
سـتمضي إذا نادى القـِطارَ عُـبـورُ

وَجـِسْركَ في الدّنيـا تَـخَـيَّـرْ بـِناءَهُ
فَـمِـنْ هـذهِ الدّنـيـا تُـقـامُ جُـسورُ

حَـياتُـكَ لو طالَـتْ تَـظَـلُّ مَـريرَةً
تَـواضَـعْ إذا ماحَـطَّ فيـكَ سُرورُ

تَـذَكّـرْ إذا ما النَّـفْـسُ أَرْخَـيْتَ حَـبْـلَها
فَـإنَّ الـهوى غيٌّ إلـيــه تَـسيـرُ

فَـزَوّدْ جُيوبَ النَّـفْـسِ تَـقْـوًى تَـجدْ بها
مَفـازًا، وحـاذِرْ أَنْ يَـقـودَ غُـرورُ

فَمَنْ يَـرْكَـبِ الأَهْـواءَ خانَـتْـهُ نَـفْـسُهُ
ولنْ تَـنْـفَـعَ الحَـسْراتُ، سـاءَ مصيرُ

أَتَـخْـشى من الأيّـامِ واللهُ راحِـمٌ
فَكَـمْ نـالَ من زادِ الـدُّعـاءِ كَـسيـرُ

فَـأَقْـبــِلْ على اللهِ العزيـزِ بـِتَوْبَـةٍ
وَنـاجِ فَـإنَّ اللهَ ربٌّ غَـفـورُ

أدهم النمريني.

الخميس، 11 نوفمبر 2021

أدهم النمريني/رسائل حب وشوق

رسائلُ حبّ وشوق

درعا: بحبّكِ قد مَـلَأْتُ ظُـروفـا
هَلّا صَنَعْتِ لخافقي مَـعْروفـا

قلبي لِـوَصلكِ من بعيدٍ قد رَنا
والنّأي يغمدُ في الضلوعِ سُيوفـا

جاعَتْ بُـطونِ الشِّعْـرِ في ترحالِـها
مُدّي لِـجُـوْعِ العاشقين رَغيفـا

أينَ البيادرُ والسّنابلُ؟ قد ذَوَتْ
روحي ، وزادي يَسْأَمُ التّغْليـفـا

قلبي بــِدالِـيةِ الغروبِ مُعَـلّقٌ
هَلّا مَدَدْتِ معَ الأصيلِ قُطوفـا

إنْ كانَ للأشواقِ صِـنْـفٌ واحـدٌ
فالشَّـوْقُ يَـملأُ في الضّلوعِ صُنوفـا

انا ما كتبتُ الشّوقَ إلا كانَ لي
حبرُ اليراعِ بأدمعي مَلْفوفـا

هُـمُ يكـتـبونَ الشّوقَ بَـيْـتًا باكيًا
وأنا بدمعي قد بَـكَـيْـتُ أُلـوفـا

هُـمْ عَـلَّـقوا بالسِّـيْنِ حَـرْفَ غرامهم
لكنَّ حرفي يَـنْـبُـذُ التَّـسْويفـا

قاموسُ عِـشقي لا تُـعَـدُّ جُـذورُهُ
وَيُـصـَفُّ جَـذْرُ العشقِ فيـهِ صُـفوفـا

إنْ تَـبْحثي بينَ الفَهـارِسِ كلّها
تَـجـِدي فـؤادي في هَـواكِ شَـغـوفـا

درعا: إذا دَقَّــتْ بـِـروحِـكِ لَوْعَتي
والوَجْدُ يَـنْـقُـرُ في مَـداكِ دُفـوفـا

فَلْـتَخْتـمي ورقَ الهيامِ بـِقُـبْـلَةٍ
وَلْـتَـحْضني طَـيْـفًا أتــاكِ رَهـيفـا

أدهم النمرينــي.

السبت، 6 نوفمبر 2021

أ.هدى مصلح النواجحة/ رغم النوى

رغمَ النوى
منكِ انبثق نار ُالهوىْ يا معبدي رغمَ النوىْ
أهوى الديار وأهلها لو صار بعدي للفنا
قدْ أودعونا للغرام ْ وما رمونا للخنا
انا ما نسيتٌكَ موطني         لو ألزموا قلبي العنى
أواه يا نارَ السلاحْ              هذا شعاري في الدّنُا
ديّنٌ على كل الرقابْ          تحريرُ أرضي بالقنا
إنّي يُدثْرُني الضبابْ          لن تهجعيْ عاد السنا
قومي فقد عاد المسيحْ      يشدو تراتيلَ الهنا
وبدا ليوسفَ مخرجاً           من بعدِ ما طالَ العَنا
عما قريباٌ يا رياض            تأتيكِ وسْماتُ السما
إنّي وأيوبَ الصبور ْ          في دعوةٍ نحو المنى
يا قدسنا حان النزال          كلُّ      الأحبةِ   خلفنا
مروا على حُلمٍ يُطال          في أرضتا نبعِِ الهنا
بشرى قدوم العاديات         يا موطني إنّي هنا
حقاً زوالُ العابرينْ              والنصر ُيزهو حولنا
كلمات  أ. هدى مصلح النواجحة 
أم فضل

الشاعرة الفلسطينية مها محمد/ وعد بلفور المشؤوم

وعد بلفور المشؤوم

ما ليس يملك ذاك الوغد قد وهبا
من ليس يملك حقاً فيه مغتصبا

بلفور أعطى فلسطيناً لصهيونٍ
في وعد شوؤمٍ به قد جاد ما نهبا

أعطاه أرضاً وقد كان الشتات رمى
أجياله خسفاً في الأرض مثل هبا

وعدٌ عقيمٌ وشرع الغاب أيدهُ
في حين ذلٍ طوت أغلالهُ العربا

إستنزع القدس من أضلاع عاربةٍ
قلباً جريحاً غدا الصدر مغتربا

تمضي العروبة خلف القدس ناكسة
بالذل راساً تهزّ الذيلَ والذنبا

ما ظلّ عزاً ومجداً غير في فئةٍ
في أرض كنعنان صاغوا عزهم شُهبا

بلفور فاعلم بأن القدس منجبةً
أبطال خطوا صموداً أثقل الكتبا

إن كان وعدك يجهل من غدرت بهم
حتماً سيأتيك منهم للصمود نبأ

بقلمي
الشاعرة الفلسطينية مها محمد

خالد الياسين حمارشة/ وطني الجريح

وطــــنـــي الــجــريــح

بلادي على مر القرون التي مضت
تـعاني هجوما من جميع الجوانب

بـــلا أي إنـــذار تــراهـم تــوافـدوا
تساووا على نفس الشرى والمٱرب

ولا يـأبـهـوا بـالـعـذر أو أي حــجـة
لـيـأتوا لـنـا بـالـحاملات الـضوارب

لـتـرهـيبنا حــتـى نـلـيـن ونـنـثـني
ويـملون مـا شاؤوا ببطن المطالب

ومن يرفض الإذعان يكوى بنارهم
ويـشـكونه بـالـدمع شٲن الـثـعالب

وانـخـابـهم دارت عـلـى صـرخـاتنا
وثـرواتـنا صـارت لـهم كـالمكاسب

وإن أنـهـكوا أرضـا أنـاخوا بـغيرها
وإن غـادرونـا يـرجـعوا بـالـتلاعب

وإن رحـلـوا عـنا فـقد دام مـكرهم
بـفـكر خـبـيث مـثل سـم الـعقارب

يـعـيثوا فـسـادا بـيـن ابـناء امـتي
وفـي لـبس وعاظ وإخلاص كاذب

بــزرع فـساد فـي صـفوف شـبابنا
فـجـور وعــادات أتــت بـالمصائب

بــهـم ربـنـا يــدري فـيـا رب نـجـنا
وأنـت الـذي تـقوى عـلى كل غالب

خــــالـــد الــيــاسـيـن حــمــارشــه

الجمعة، 5 نوفمبر 2021

أ.هدى مصلح النواجحة/ رغم النوى

**رغمَ النوى**

منكِ انبثق نار ُالهوىْ يا معبدي رغمَ النوىْ

أهوى الديار وأهلها لو صار بعدي للفنا

قدْ أودعونا للغرام ْ وما رمونا للخنا

انا ما نسيتٌكَ موطني         لو ألزموا قلبي العنى

أواه يا نارَ السلاحْ              هذا شعاري في الدّنُا

ديّنٌ على كل الرقابْ          تحريرُ أرضي بالقنا

إنّي يُدثْرُني الضبابْ          لن تهجعيْ عاد السنا

قومي فقد عاد المسيحْ      يشدو تراتيلَ الهنا

وبدا ليوسفَ مخرجاً           من بعدِ ما طالَ العَنا

عما قريباٌ يا رياض            تأتيكِ وسْماتُ السما

إنّي وأيوبَ الصبور ْ          في دعوةٍ نحو المنى

يا قدسنا حان النزال          كلُّ      الأحبةِ   خلفنا

مروا على حُلمٍ يُطال          في أرضتا نبعِِ الهنا

بشرى قدوم العاديات         يا موطني إنّي هنا

حقاً زوالُ العابرينْ              والنصر ُيزهو حولنا

 

كلمات  أ. هدى مصلح النواجحة 

أم فضل

أبو جعفر الشلهوب/ بوجهه يستسقى الغمام ويطلب

بوجهه يستسقى الغمام ويُطلب

بوجهه يستسقى الغمام ويُطلب
فتنهل أحداق السماء وتسكب
فتزجى غيوماً في السماء وما بها
دلائل غيث أو ندى يتصبب
بمن وجهه كالنور والنور إن بدى
سناء المحيا للحبيب سيغرب

بمن نسمه البخور والطيب والشذا
من المسك والعود المطيّب أطيب
إذا مر بين الزهر فالزهر فيحه
 وانسامه من طيبه تتطيب 

وإن سار في الديجور والليل معتمٌ 
               بأنواره تنأى  الدياجي وتذهب 

أما الماء في كفيَّهِ يجري زلالهُ
            ففاضت ينابيع من الشهد أعذب 

أما درَّ ضرع الشاة يا أم معبدٍ 
           وما كان فيها من حليب وتحلب
  
أما حنَّ جذع النخل يشكو فراقه  
              وقلبه من فرط الجوى  يتلهب  

فكم معجزاتٍ خصها الله أحمدا
            نهى الخلق من تعدادها تتعجب 

ولو رحت أحصيها فما ليراعتي 
         من العلم تحصي المعجزات وتكتب  

وما في لساني للبيان فصاحةٌ
                    يبوح كرامات النبي يُرتّب 

أليس هو المبعوث للخلق رحمةً 
                  به كل أسقام الدنا تتطبب 

أليس هو المهديُّ نوراً وهاديا 
             لمن رفعة الدارين يرجو ويرغب 

أليس هو البشرى إلى الخلق كلهم 
          شفيعاً بيوم الحشر يُدعى ويُندب 

إذا كان طفلاً في اللفافة لم يزل 
             وجده يستسقي الغمام ويطلب 

وما كان مبعوثاً إلى الخلق هاديًا
         ولاكان في التكليف يسعى  ويدأب

 فكيف وقد أُهدى إلى  الكون مرسلا 
       رسولاً إلى التوحيد في الناس مندب

أيا سيد الثقلين جئتك شاكياً 
                  بأكبادنا صار الأسى يتشعب 

فمن محجر الأحداق  فيض مدامعٍ 
             وقلبي من الآهات يبكي وينحب 

أما جاءت الدنيا  إلينا مُقادةً 
                وصرنا ذراها في دروبنا نركب 

أما دانت الأقوام من كل ملة ٍ 
               وجاءت إلى ما جئتنا تتشرهب  

وصرنا بها بدر الزمان وشمسه  
            وصارت لنا الأنوار تعزى وتنسب

إلاما سئمنا النور رمنا ظلامها
                   وعدنا إلى ديجورنا نتحبب 

تركنا نهول  الشهد من كف أحمدٍ  
                وعدنا  إلى مرّْ المناهل نشرب
 
تركنا قناديل الهداية  والسنا 
                وصرنا بأنوار الضيا  نتعيب
  
وعادت بنا الغبراء ترنو لداحس 
                     وعدنا لثاراتٍ لها نتأهب
  
جعلنا سيوف الفاتحين معازفاً 
              وأفراسهم للرقص صارت تُدرّب 

وما عادت الأسماع تصغي لذكرها 
                ولكن لأصوات المعازف تطرب 

غدونا قرابيناً لكل وليمةٍ 
                  إلى كل بازار ٍ نساق ونجلب 

إذا احْترب الحيتان صرنا وقودها 
            وإن جنحوا للسلم ضرعاً ليحلبوا  

نعذب في شرق البلاد وغربها 
                ونقتل في كل الربوع ونصلب  
 فما كان فينا أيّ جرم  وسُبة 
               ولكن لدين الله بالشكل ننسب 

تطاول أقزام على الشرع والهدى 
               وكل زنيم صار بالدين يضرب
  
وما رابنا نبح البعيد وإن علا 
              ولكنْ كلابُ الحيّ نبحها يغضب 
 
ويا رب بالمختار جئتك راجيًا
            بمن  وجهه فيض الغواديّ نطْلب   

تفرج كرب المسلمين جميعهم 
             وللرشد بعد التيه عادوا وصوّبوا

عسى بعد ذاك الذل والقهر والأسى
                نسطر تاريخاً جديداً ونكتب
 
فأولادنا ملّوا من الذلّ والدّجى  
                وأجيالنا ترنو الصباح وترقب 
كلمات ابو جعفر الشلهوب

الخميس، 4 نوفمبر 2021

أدهم النمريني/ عناق الأرواح

عناق الأرواح

وينثرُني الجـوى لو صـاحَ خَـفْـقُ
فلا غـَرْبٌ يلملمُني وشَـرْقُ

أبيتُ اللـيلَ عَـلّي في منـامٍ
أُعـانِـقُـها إذا بانَــتْ دمـشقُ

لِأنّي مُـبْـعَـدٌ يَـغْـلي فؤادي
وعـِشـْقي في هَواها مُـسْـتَـحَـقُّ

على بعد الكرومِ بَـكَـــتْ طيوري
وللآهاتِ في الأعشاشِ فَـتْـقُ

أُلَـمْـلِمُ ثوبَ آلامي بـِصَـبْري
وخيطُ الآهِ لا يَـهْـواهُ رَتْـقُ

إذا سمعَ الظّـلامُ صدى أنيني
فيصفعُني السّهـادُ ولا يَـرِقُّ

فَـمُرّ على الدّيـارِ أبا وسيمٍ
ففي عرصاتها يلقاكَ عِـشْـقُ

وَذُرّ الحُـبَّ شَـوْقًـا في يَديها
تجدْ بخدودِها دَمْـعـًا يَـشُـقُّ

وَسَـلْ دارَ الهوى أتموتُ ذكرى؟
يَـرُدُّ عليكَ في الأبوابِ رِفْقُ:

إذا ما بــانَ أدهمُ عن عيوني
ستبقى روحُهُ دومًـا تَـدُقُّ

أدهم النمريني.

الثلاثاء، 2 نوفمبر 2021

أكرم محمود اسليمية/ وعد بلفور المشؤوم

وعد بلفور المشؤوم
&&&&&&&&&&
لنا في الأرض يا بلفور حق
وهذا الحق بالدم مستحق

ولن يمحوه وعدك ذات يوم
لمن لربوعنا لا يستحق

لهذي الأرض أهل ذو جذور
لهم في سالف التاريخ سبق

فكيف إلى العدى تعطي بلادي
وليس لهم بها واللهِ حق

هنا الأجداد قد غرسوا رماحاً
وكان لهم بها إرث ورزق

هنا تين وزيتون وصبرٌ
هنا الأمجاد والآثار شرق

هنا في كل شبر ألف راوٍ
روى الأحداث حتى قيل صدق

بلادي كل ما فيها طهور
فلن يبقى بها رجس وفسق

على المحتل يقسو كل قلب
لما لاقى فكيف له يرقّ

ففي صبح يرى قتلاً ونهباً
وقهراً باب قبلتنا يدقّ

ولكن في ثناياه الأماني
على التحرير في غدنا يُشق

ورغم جفاف يوم القدس فينا
لنا وعد من المولى أدق

وفي الغد سوف يأتي الغيث يجري
ويسبقه لنا رعد وبرق

وهذا الجيل يحمل وعد ربي
وفيه من الأوائل فيه فرق

عنيد لا ينام على ظلام
وفي أحضانه أفق وحقّ

الشاعر: أكرم محمود اسليمية
فلسطين -الخليل

الأحد، 31 أكتوبر 2021

أدهم النمريني/ موله

مُـوَلَّـهٌ

القلـبُ لي ، لا بَلْ لَــهُ
رغمَ اشتياقي، فـَلَّــهُ

أَفْـنَـيْـتُـهُ بـِغَـرامِـــهِ
وَسَـرَجْتُـهُ وَجـْـدًا لَـهُ

وَزَرَعْـتُـهُ رَوْضــًا  فَبـا
تَ  الوردُ   يبكي   فُـلَّـهُ

أنَّـتْ     على     جَنَباتِــهِ
؛ ذكرى؛    تعانقُ    ظِلَّـهُ

صاحَتْ    بيـاءاتٍ   لـَها
بـِصَـدًى   تَــهزُّ   سِـجـِلَّـهُ

كَتَبَتْ    بدمعِ  عيــونِـها
سُـؤْلًا    فَـيَسْمَـعُ     عَلَّهُ

ما مِـنْ    جَـوابٍ    للنِّـدا
والصَّـمْتُ يصغي  لِـلَّـهـو

يا أيُّـها   الباكي     بــِصَدْ
ري،     فَلَّني      ما  مَلَّــهُ

الحـبُّ   أمسـى   مُظْلِمــًا
فالبـدرُ     غـادرَ     لَيْلَـــهُ

كَــفِّــنْ  حكـاياتِ  الهـوى
وَادْفـنْ    أَسـاكَ     مَحَلَّهُ

لو جاءَ    يومًا    نـــادِمـًا
أَمْسِـكْ  يَـدَيْــــهِ   وَدُلَّــهُ

هذا      الّـذي     أَبْـقَيْـتَـهُ
وَيَـئِـنُّ    فيـهِ     مُــوَلَّــهُ

أدهم النمرينـــي.

الخميس، 28 أكتوبر 2021

الشاعر يوسف عصافرة/ من مكارم الأخلاق


******* من مكارم الأخلاق********
كريم النفس من يرضى المعالي
ويرفض أن يُقاد الى الضلالِ

ويُـرجــع أمــره للــه دومــاً
ويُرضي اللـه ربي ذو الجـلالِ

عيونك بلســم الأرواح تبقى
فلا يٙخلُ الوجود من الجـمالِ

ببسمة وجهنا نـُـشفي جراحـاً
وعودة ما مضى ضرب المحالِ

"دعِ الأيام تفعل ما تشـــاء "
             وصدرك من جراح الأمس خالِ

صديق العمر من يفديك نفسياً
                ويرفــع نفـسـه بيـن العـوالي

دعِ الجرح القديم ولا تبالي
                فجرح القلـب تكـفله اللـيـالي

ولا تسـأل لغـيـر اللّٰــه شيـئاً
                  فبـاب اللّٰــه مفتوح المجالِ

ويكـفل ربـك الأرزاق دومــاً
                 وما الأرزاق من جهد الفعالِ
 
عـلـى الآنـام لا تعـلو بكـبر 
                فكبر النفس من سوء الخلالِ 

ولا تتبع عيوب الناس يوماً
           وغضَّ الطّرفَ عن عِرْضِ الرِّجالِ

ولا تهتك حريم الناس سراً 
                ترى الآنـام تفضـح كـلَّ غــالِ

ولا تأمن على الأسرار وغداً
               تعيش العمر في سِدد المعالي

فصدرك خير من يحوي لسرٍ
           وكن في الناس محمود الخصالِ 

                 الشاعر : يوسف عصافرة
                           البحر الوافر
                        28/10/2021م

الأربعاء، 27 أكتوبر 2021

أدهم النمريني/ شعري تكسر في نواك الدامي

شِعْري تَكَسَّرَ في نَواكِ الدّامي
وهَوَتْ حروفي من رؤى الأقلامِ

ما ظلَّ زادٌ يستعينُ به الهوى
فَـذَوَى بصَفْعِ الجوعِ قلبُ غَرامي

؛اللا تَلاقي؛ يَسْتَبـِدُّ ظَلامُهُ
وتَلَحَّفَتْ بـِسَوادِهِ آلامي

كُسِفَتْ شُموسُكِ فـي سَمــاءِ قصائدي
وَيَشيْبُ في ظَلمائِها إلهـامي

لمّا اعْتَلى عَتَبُ القَصيدِ مَطالِعي
سَقَطَ الرَّجاءُ بــِنَكْسَةِ الأحلامِ

عافَتْ دَواتي كلَّ ياءٍ للنِّدا
لمَّا تَفَرَّدَ في اليراعِ هيامي

حُبْلى القوافي، لو تَرومُ ولادَةً
مَيْتًا ستجهضُ من لَظـى الأرحامِ

ثَدْيُ التّمَنّي لا يَدُرُّ حَلاوَةً
إلا بمُـرٍّ من شقوقِ سَقامي

وحدي بقيتُ، فلا مكانَ يَضُمّني
ويَمَلّني رغمَ الهدوءِ زحامي

لم يبقَ شيءٌ كي يَلُمَّ إيابَنا
إلا وفاءٌ لا يَمَلُّ عِظامي

أدهم النمريني.

الاثنين، 25 أكتوبر 2021

رشاد القدومي/ حكاية عشق

حكايةُ عشق
البحر المتقارب

تركتِ بِقَلْبِي هموما ثقالا
لأحيا حَيَاةََ مَدَاهَا الْمَلَل
وَقَد عِشْت عُمْرِي أُناجي الْخيَال
بذكريَ لاسمك يَحْيَا الْأَمَل
بِلَادِي وَمَالِي سِوَاهَا بَدَيل
شَعَرْتُ ببعدك قَرُبَ الْأَجَل
يُداعِب طَيْفِي حُنَيْن الديَار
وشوقي لأرضي وَكُثرُ الْعِلَل
وعشتِ بِقَلْبِي سِنِينا طوالا
فعشق ترابكِ يُدْمِي الْمُقَل
حِكَايَة عشقِِ تُثِير الْوُجُود
وَحُبي لأرضي يُثِير الْغَزْل
نَظَمْت بشعري أَرْقَى الْحُرُوف
رسمَت بحبك أَحْلَى الْجُمَل
وعاهدت نَفْسِي وَربي شَهِيد
سأبقى أُحَارِب رَغِم الْخَلَل
 
وَمَا عِشْت يَوْمًا لأحيا جبانا
وَأَرْضَى بِعَيْشِِ مَدَاه الْفَشل 
 
أُنَاجِي إِلَهِي بِصَوْتِِ حَزِين 
وَ جُرْحِِ عَمِيق لينهي الفشل  
 
بِظُلْم عَدُوّ تَعِيش سعيداََ 
وَظُلَم قَرِيب مَدَاه الْأَجَل 
كَلِمَات رَشَاد قُدُومِي

السبت، 23 أكتوبر 2021

الشاعر يوسف عصافرة/ محمد رسول الله

............. محمد رسول الله. ...............

رسـول اللــه يــا نــوراً تجـلى
بـك الأنــوار تقـتـحـم الظـلامَ

إليــك الأرض تُـعـلن كـل يـومٍ
بــأن الأرض تـفـتـقـد الـسـلامَ

ألا يــا خــير من عَـشِـق البرايا
رسـول اللـه يا عطـر الخُزامَى

كتاب اللــه قد أعـطــاك نــورا
                دعـــاك اللـــه للــدنــيا الإمــامَ

لمولدك الشَريف يزيـد شـوقي
                 وفـيك اليـوم أنـظـمـه الكــلامَ

رسـول اللـه قـد صِـرنا غـثـاءً
                  ذئـاب الأرض ترمـينا الـسـهامَ

بـمـأدبــة اللـئـام غـدا مُـقامي
                   لـندفع عـن كـرامـتـنـا اللـئـامَ

لـميـلاد النـبـوة فــاض دمـعي
                 وصدري اليوم قد سئم السقامَ

رسـول اللــه تـشـتـمه فرنـسـا
                  وتحظى من عواصمنا احترامَ

أمــــا للّٰــــه والإســــلام حــقٌ
                  لنـصـر اللـه نـحـمـله الحـسـامَ

بلاد الـعُـربِ تحكـمـها وحوشٌ
                  وتَطرُدُ مـن مواطـنـنا الحـمـامَ

رســول اللـــه عـذراً قد سـئمنا
                  مـن الـحُكَّـام تُــصـليـنا انتقاما

تـئـن القــدس والـعـربان تلـهو
                 إلى التطبيع قــد شـدوا الزمامَ

صــلاة اللـــه أزجـــيـها إلـيــكَ
                 حـبـيـب اللـــه أُههديك السلامَ

لئـن أعلـنـت فـيك اليـوم حبي
                 فحـبي زاد فـي القلـب الضِّرامَ

رسـول اللــه حـبك في فؤادي
                  وعشقك زاد في الـروح الوئامَ

حـبـيـب اللـــه للـدنـيا هُــداها
                 وفـي الجـنات قد رُفِـع المـقامَ

بحـبـك يا محـمـد طـاب قلبي
                 رضى الرحمٰن.. أنتـظرُ الـختامَ

                    الشاعر يوسف عصافرة
                        فلسطين/الخليل
                           البحر الوافر

رشاد القدومي/ عرائن أسدنا صارت سجونا

عرائِنُ أُسدنا صَارَت سجونا
البحر الوافر

ألَّا يَكْفِي وتبحث عَنْ سَلَامِ
عَرائِنُ أُسدنا صَارَت سجونا
فبات الأمر إذ يبدو جليا
وَبانَ نِفَاقُكُم دُنْيَا وَدِينا

شَهِيدٌ تِلْو آخر كُل يَوْمٍ
وَكُلّ بَاتَ فِي وَطَنِي حَزِينا
فَيَا مَنْ فِي بقائِك بان تعسي
ألا ارحل فَقَد أبْدَعَت فِينَا
قَتَلْت أُسودنا غَدْراََ ليرضى
حُثَالَةُ منَ بِأَرْضِي ساكنونا
ألا يَكْفِي؟ وَعُذْراََِ قد يئسنا
بمثلك بات يشدو اليائسينا
بِطَبْع خِيَانَةِِ قَدْ بِت تَلْهُو
وتطرَبُ حين تَؤذِي الساجدينا
ألا فَاعْلَمْ بِأَنَّ الموت حق
عذاب القبر قَدْ أَضْحَى يَقِينا ؟
وِسَام الْعَار تَتْرُكه كَإِرْث
فإرثك كان إرْث الخائنينا

ستلعنكم شَعُوب الْأَرْض جَهْراََ
وتترككم فلن تجدوا معينا

كلمات رشاد القدومي

أدهم النمريني/ يا قلب

ياقلب

ألا يا قلبُ في صدري يذوبُ
لماذا عن هواها لا تتوبُ؟

رَأيتُ الآهَ في جنبيكَ تمضي
فتدمعُ كلما حَكَمَ الغروبُ

ألا ياقلبُ رفقًا ، قد رَوى لي
بأطلالِ الهوى دمعٌ سَكوبُ

فإنْ هَدْهَدْتَ في كَفّيْكَ ليلى
يُباغتْني بزَفْرَتهِ النّحيبُ

أتحضنُها وزادَتْ في نَواها
جَواكَ وَشَبَّ  في الخفقِ اللهيبُ؟

سهرتَ الليلَ، فَاشْتَعَلْتْ عيوني
وقَدْ  رَمدَتْ وكحّلها اللعوبُ

إذا صَفَعَتْكَ ذكراها بوَجْدٍ
بَكاكَ بدمعِ عينيهِ المغيبُ

فَقُمْ وَاخْلَعْ رداءَ السّهْدِ عنّي
لقد  غَصَّتْ  مآقيها الجيوبُ

 فحالي مثل حالكَ في الليالي
متى ما طِبْتَ طابَ بكَ السّليبُ

تعالَ نزفُّ أبيات التّمَنّي
عسى ليلى إذا سَمِعَتْ تجيبُ

أيا مَنْ فيكِ قد سهرَ الليالي
وأَنَّتْ  في تَظَلّمِهِ  الدّروبُ

 متى للوصلِ يزهرُ في دِمانا
ويشدو في أضالِعِهِ الكَئيبُ؟

زهورُ  الوصلِ ترياقٌ لقلبي
فكيفَ يغيبُ عن قلبي الطّبيبُ؟

صغيري شابَ في التّهيامِ غَضًّا 
وفوقَ مَفارِقي حَطَّ المَشيبُ

صَغيري لم يَجدْ في النّأيِ ثَدْيًا
أيَهْدَأُ لو نَأى عنهُ الحليبُ؟ 

أدهم النمريني.

الخميس، 21 أكتوبر 2021

أ.هدى مصلح النواجحة/ دراسة نقدية للشاعر إبراهيم عبد الله قصيدة بعنوان (عادات)

قراءة أدبية نقدية في قصيدة الشاعر إبراهيم عبدالله عيسى
بعنوان (عادات)

ترنو إليَّ بدلها ودلالها وأنا الأسيرُ لسحرها وجمالها
يا عقلُ دعكَ من المواعظِ إنني صبٌّ وقلبي عالقٌ بجمالها
إني عشقتَ النارَ نارَ غرامها إن كانت النيرانُ في إقبالها
وعشقتُ سهمَ اللحظِ يخرق أضلعي فيقول لي شيئاً على أحوالها
وأسوق أطياف الغرام ِ حيالها فلعلني يوماً أمرُّ ببالها
***
يا بسمةٌ تعلو شفاه حبيبةٍ قد أقرأتني الحبَ في إرسالها
ترجمتها حباً كما يقضي الهوى وجعلت نفسي فارساً لخيالها
والحفُ كان فقد أتاني ردُّها صمتاً خجولاً في زيارة آلها
وبنت معي الأحلامَ ليلةَ عرسنا أرأيتم الأفراحَ عند كمالها
كنّا كذلك ولم يكن في بالنا أنَّ الرؤوس تسير خلف نعالها
فهوت عباءاتُ الشواربِ من علٍ أجسامُ وهمٍ نزدهي بعقالها
عاداتنا سيفٌ على أعناقنا لا فرقَ بينَ حلالها وحرامها
هذا ابن عم البنت جاء يريدها وهو الذي أولى بها وبمالها
أولى بها ! أولى له أولى لهم ما للغرام بعمها وبخالها
نكثوا الوعودَ كأنها لي لم تكن وحُرمت من ريا الصبا ووصالها
***

ما زلتُ أبكي فوق قبرِ حبيبةٍ نثرت على الأجواء فيضَ جلالها
كمداً قضت لما رأت غيري فتى متربصاً بيمينها وشمالها
رفعَ الستارةَ عن فصولِ حكايةٍ غير التي سرنا الهوى بظلالها
وإذا الستارةُ لم تكن وفقَ الهوى فالخيرُ كلُّ الخير في إسدالها
قد أسدلتها غير آسفةٍ على عمرٍ يضيعُ في حذا فتّالها
صنعوا لها الأغلالَ تخنقُ عمرها فتحررت بالموتِ من أغلالها
قد سافرتْ حيثُ العدالةِ تنجلي وتُركتُ أبكِ العمرَ في أطلالها
***
زمرٌ وطبلٌ في مضارب أهلها يتراقصُ المجّانُ فوق رمالها
ويهنئون مكحلاً ومعطراً هيمان في دنيا الفنا وضلالها
ما همه قلبان ضاعا حسرةً أو وردة يُقضي على آمالها
عاداتهم نارٌ على جمرِ اللظى تصلي الجمالَ وتنتشي بفعالها
لم يخجلوا بل يفخرون بأنهم طول المدى دأبوا على إشعالها

سمعت القصيدة من فم الشاعر في المنتدى الأدبي؛ لكنني أحسست أن الشاعرَ يقولها بخجل وكأنه في موقف يُحسد عليه, وأحسست أنَّ هناك رسالة يجب أن تحكى على الملأ. فنحن أمام ضحايا العادات والتقاليد وإن تحرر منها الكثير؛ لكنها كانت سائدة في مجتمعنا ومازالت، وخاصة في المناطق المهمشة والتي يغلب عليها الانتماء للقبيلة. والشاعر اختار عتبة لنصه قد يعالج موضوعات أخرى منتمية من خلال هذا العنوان فهو بمثابة البحر لموضوعان أخرى وكأنه يقول انتظروا المشكلة التي تلي. فالعنوان (عادات) جمع مؤنث نكرة يعني الكثير. والعنوان مشوق فيه المفاجأة ولكن لا تولج لمقصود الشاعر إلا بعد ولوجه للموضوع بنفسه. فما هذه العادات التي قصدها الشاعر وما الموضوع الأكثر أهمية الذي بدأ به في مستهل رسائله؟
القصيدة سبعةٌ وعشرون بيتاً قسمها الشاعر إلى أربعة مجموعات وقد ساوى في عدد الأبيات في المجموعتين الأولى والأخيرة الرابعة فكل مجموعة من خمسة أبيات , وكأنه جعل من قصيدته رسالة من مقدمة وخاتمة وموضوع .ففي البيت الأول أكثر من التلوين فوظف الجناس الناقص في (بدلّها ودلالها ) ,والسجع في سحرها وجمالها ليعطي اشعاعاً وروحاً في زخرفة القصيدة , ويصوّر حالة المحبوبة التي شدها النظر للشاعر فأعلى من قدر نفسه وجعل الحبيبة في مقام أقل بتوظيفه لفظة (ترنو ) وليبين حالتها في دلتها هدوئها المشوب بالدلال, ويضع صورة له مقابلة فقد وقع أسير سحرها صورة جميلة ؛فقد شبه نفسه بالأسير ومن من؟ من جمالها مجاز لكثرة جمالها وتفرده.
ترنو إليَّ بدلها ودلالها  وأنا الأسيرُ لسحرها وجمالها 
وفي البيت الثاني ينشطر الشاعر عما فيه فيجسد العقل وكأنه شخص آخر يهديه ناصحاً بقوله (يا عقل دعك من المواعظ) ويعطي مبرراً كافياً وهو الحب الذي جعله يتعلق بها فشبه العلاقة بينه وبين جمالها بالحبل المتين وهو المتعلق به. هنا أيضاً مقابلة بين صوتين داخل الإنسان صوت العقل الملائكي وبين القلب مكمن العاطفة الغرائزي،فلنرى من المنتصر في هذه الجولة ؟ولننظر إلى عبارة (وقلبي عالقٌ بجمالها)فقد غالى بالفعل يتعلق  ليحوله إلى اسم فاعل عالق  وهو أكثر تأثيراً لتمكنه من الحدث .
يا عقلُ دعكَ من المواعظِ إنني      صبٌّ وقلبي عالقٌ بجمالها
وفي البيت الثالث يؤكد الشاعر ويقر بعشقه لنار غرامها , ولكن يشترط أن يكون حب النار إذا في إقبالها عليه ,وهنا نوع آخر من الزخرفة في تلوين الأساليب الواردة , ففي الشطر الأول أسلوب توكيد, وفي الشطر الثاني أسلوب شرط .
إني عشقتَ النارَ نارَ غرامها      إن كانت النيرانُ في إقبالها
في البيت الرابع يزيد لما عشق منها في صورة شعرية جميلة فيقول (وعشقتُ سهمَ اللحظ يخرق أضلعي) ليتركنا نتابع أين سيذهب هذا السهم ما بين الضلوع فلم يباشر إلى القلب. ولقد أحسن الشاعر توظيف الفعل (يخرق) ليبين شدة الحدث وقوة تأثيره على كل الإنسان، وهذا السهم يحمل رسالة للشاعر ليخبره عن أحوالها فقد تعلقت هي الأخرى به. والمثل الشعبي يقول القلبُ للقلبِ رسول.
وعشقتُ سهمَ اللحظِ يخرق أضلعي      فيقول لي شيئاً على أحوالها
أما البيتُ الخامس فالشاعر يستجمع كل خيالاته التي شحنها لحبها راجياً أن يكون هو الآخر محط اهتمامها معبراً بعبارة متواضعة (فلعلني يوماً أمر ببالها) وقد زاد الجمال الموسيقي للبيت فوحد قافيتا    الشطرين (حيالها، ببالها)
وأسوق أطياف الغرام ِ حيالها      فلعلني يوماً أمرُّ ببالها
لكنني سأمخر في المجموعة الثانية من أبيات القصيدة وسأترصد دلالاتها الجمالية التي ساقها الشاعر فيها وهي من البيت السادس وحتى النهاية البيت الخامس عشر، إذ يفتتحها بالتجسيد والنداء (يا بسمةٌ تعلو شفاه حبيبة) ويجعل منها رسالة واضحة فقد قرأ فيها الحب، ويؤكد على ما يقول من خلال ترجمته بحسب قانون الهوى فأصبح من وجهة نظره حبيباً لها مما ساق (وجعلتُ نفسي فارساً لخيالها) وقد ألبس العبارة صورة جميلة حيث جعل لخيال حبيبته فارسا متمثلاً فيه.
فلم يكن تصوره اعتباطاً فالصمت جواب وأبلغ من الرد وهذا كان في زيارة أسرتها لهم. ويشير الشاعر صراحةً على تقارب المشاعر بينهما فقد اشتركا في الأحلام حتي في ليلة عرسهما في أبهى وأكمل صورة ليشرك المتلقي فيقول له في أسلوب استفهامي يقصد فيه جذب المتلقي للمشاركة بعد السيطرة عليه (أرأيتم الأفراح عند كمالها؟) 
وتأخذه الحسرة على فقدان النعيم فقد كانوا محط نظر الآخرين الذين كانوا متتبعين للحبيبة. وفي صورة قبيحة زفر بها الشاعر معبراً لقد نجح في تصويره، فأبهم الرؤوس فهي لا تستحق التسمية لأنها تجهل مشاعر الناس.
ويلحق البيت الحادي عشر بما قبله قي الوصف فيعطي صورتين متقابلتين صورة رؤوس ذوي العباءات الوهمية صاحبة العقل المزهوة والتي هوت للأرض. وهنا يبرز الشاعر سر هذا الإيذاء إنه بسبب العادات التي شبهها بالسيف على العنق. ويخرج الشاعر من الحالة الخصوصية بلغة المتكلم ليستبدلها بلغة المتكلم للجمع ليدلل أن هذه الحالة طالت الجميع في المجتمع (عاداتنا سيف على أعناقنا) وتقدم العادات على حاجة وخصوصية الأفراد؛ يبينها في الطباق في لفظتي (حلالها وحرامها). والعادة المشار إليها هو تفضيل ابن العم على الغريب. فهو أحق بها وبمالها ويضمن المثل العبارات (أولى بها! أولى لهُ أولى لهم) , ثم يتساءل في سؤال تهكمي (ما للغرام بعمها أو خالها؟) . ويرضخ أهل الحبيبة لطلب العائلة ويُحرمُ الحبيب ممن أحب الذي صرح في قوله (وحرمتُ من ريا الصبا ووصالها) .
الفقرة الثانية كانت عشرة أبيات وصف الشاعر الأحداث، وقد استطاع أن يدخلنا في قصته. وكانت المجموعة الثانية رغم اختصارات الشاعر هي محك الحدث وذروة العقدة في قصته وعرض المشكلة.
يا بسمةٌ تعلو شفاه حبيبةٍ     قد أقرأتني الحبَ في إرسالها
ترجمتها حباً كما يقضي الهوى     وجعلت نفسي فارساً لخيالها
والحفُ كان فقد أتاني ردُّها     صمتاً خجولاً في زيارة آلها
وبنت معي الأحلامَ ليلةَ عرسنا     أرأيتم الأفراحَ عند كمالها
كنّا كذلك ولم يكن في بالنا      أنَّ الرؤوس تسير خلف نعالها 
فهوت عباءاتُ الشواربِ من علٍ     أجسامُ وهمٍ تزدهي بعقالها 
عاداتنا سيفٌ على أعناقنا      لا فرقَ بينَ حلالها وحرامها
هذا ابن عم البنت جاء يريدها     وهو الذي أولى بها وبمالها
أولى بها! أولى له أولى لهم      ما للغرام بعمها وبخالها
نكثوا الوعودَ كأنها لي لم تكن      وحُرمت من ريا الصبا ووصالها
أما المجموعة الثالثة وهي أقل في عدد أبياتها من البيت السادس عشر وحتى نهاية البيت الثاني والعشرين. وفيها تتمثل معاناة الشاعر فقد كانت حبلى بالاستعارة المكنية التي عرجت في تبادل الأدوار بين المحسوس والمجرد؛ (نثرت على الأجواء فيض جمالها)
وفي البيت السابع عشر يبين لنا سر موت الحبيبة، فقد ماتت كمداً عندما نزعوا الحبيب منها , وأما البديل فوصفه بالحيوان المتربص وقد استحوذ جميع الجسد في الطباق (يمينها وشمالها)
ويشبه ما حدث لهما بالرواية التي يجب سدل ستارتها لأنها لم تكن وفق الهوى, فالأهل كانوا سبباً في قتلها بسبب ما وضعوه لها من أغلال خنقت عمرها, وشبه الموت بالمحرر الذي أنهى عدم مقدرتها على بعد الحبيب كما شبه موتها بالسفر إلى الله حيث العدالة الإلهية , لكنها تركت شاعرنا يبكي أطلالها مدى العمر .
ما زلتُ أبكي فوق قبرِ حبيبةٍ     نثرت على الأجواء فيضَ جلالها
كمداً قضت لما رأت غيري فتى           متربصاً بيمينها وشمالها
رفعَ الستارةَ عن فصولِ حكايةٍ       غير التي سرنا الهوى بظلالها
وإذا الستارةُ لم تكن وفقَ الهوى      فالخيرُ كلُّ الخير في إسدالها
قد أسدلتها غير آسفةٍ على       عمرٍ يضيعُ في حذا قتّالها
صنعوا لها الأغلالَ تخنقُ عمرها        فتحررت بالموتِ من أغلالها
قد سافرتْ حيثُ العدالةِ تنجلي      تركتن أبكِ العمرَ في أطلالها

وفي المقطوعة الرابعة والأخيرة من البيت الثالث والعشرين إلى نهاية البيت السابع والعشرين نهاية القصيدة ونهاية مراد الشاعر وخاتمة الرسالة يصف ما كان من أمر العائلة والمهنئين والحضور الذين وصف جماعةً منهم بالمجّان الذين كانوا يتراقصون ويصف الشاعر رمال المكان أم رمال رمس العروس؟ ومن غله يصف العريس الذين يهنئونه بالمكحل والمعطر ولا يذكره بلقب العريس بل يزيد عليه بالوصف فهو (هيمان في دنيا الفنا وضلالها) ويكمل (ما همه قلبان ضاعا حسرة أو وردة يُقضى على آمالها) ويعود الشاعر ليوجز فحوى الرسالة ويشبه العادات بأقصى درجات النيران فهي نار على جمر أكثر توهجاً تصلى جمال الأحبة وتتسعر أكثر من فعلها.
ويعلن صراحةً عن سوء فعل الأهل فإنهم (لا يخجلون بل يفخرون) موظفاً الطباق بين اللفظتين لزيادة قبح العمل وجمال فنية التوظيف، ويؤكد الشاعر على ديمومة هذه العادة في قوله (طول المدى دأبوا على إشعالها) 
زمرٌ وطبلٌ في مضارب أهلها      يتراقصُ المجّانُ فوق رمالها
ويهنئون مكحلاً ومعطراً     هيمان في دنيا الفنا وضلالها
ما همه قلبان ضاعا حسرةً      أو وردة يُقضي على آمالها
عاداتهم نارٌ على جمرِ اللظى     تصلي الجمالَ وتنتشي بفعالها
لم يخجلوا بل يفخرون بأنهم     طول المدى دأبوا على إشعالها 
جماليات القصيدة 
- وظف الشاعر القصة في قصيدته مركزاً على مصيبة تجاهل الشعور الإنساني لدى المحبين المتفاهمين والمنسجمين وظلمهما من أجل زواج الأقارب بالإكراه.
- اعتلت مشاعر الشاعر وتأججت في توضيح المأساة في الفصل بين قلوب المحبين والتي وصلت لموت المغلوبة على أمرها وعذاب الحبيب مدى الحياة.
- أسلوب الشاعر سلس وألفاظه فصحى سهلة تناسب جميع المتلقين؛ فلا صعوبة في فهمها.
القصيدة تعج بالصور التي جاءت توضح المعنى وتزركش القصيدة رغم موضوعها المأساوي. مزج بين الأفعال المضارعة الحالية الوصفية في توضيح المعاناة الذاتية للشاعر وضمنها الأفعال الماضية التي تسرد القصة.
- التزم الشاعر بدور الراوي المباشر من خلال سرده للقصة.
- جعل من البحر الكامل موسيقى أساسية للقصيدة وهو بحر مناسب لجو القصيدة المفعم بالحزن والندب. كما استفاد من روي الهاء المطلقة لتشبع زفير روحه الحزينة، وقد عجت القصيدة بالأساليب المتنوعة والعبارات والألفاظ، فقد ساق الحروف المتشابهة في البيت الواحد وجميعها أضفت موسيقى داخلية تناغمت مع البحر والقافية للقصيدة .
القصيدة حداثية من حيث الفكرة وشكلها ومضمونها، فالقصيدة لم تخرج عن رسالة الشاعر للمجتمع لتنبيه القائمين على خطورة ظلم الفتيات وتزويجهن من الأقارب بالإكراه لتلافي نتائجه الوخيمة. وهو موضوع حديث في الشعر.
وختاماً أشكر الشاعر على هذه اللفتة الطيبة وهذ القصيدة التي شدتني إليها. القصيدة تعج بالجماليات لكنني سأكتفي بما قدمت.
مع خالص تحياتي.
أ. هدى مصلح النواجحة 
أم فضل
20 أكتوبر 2021

الثلاثاء، 19 أكتوبر 2021

أدهم النمريني/ علم الهدى

علم الهدى

قِفْ في حِراءَ، فَـفيهِ يلتحفُ الصّدى
جُدْرانَهُ برسالَةٍ شَعَّتْ هُدى

وَاشْتَمّ من غارِ الحبيبِ نَسيمَهُ
فالغارُ من نَفَسِ الحبيبِ تَوَرَّدا

قِفْ دونَ ذاكَ الضّوء تَسْمَعْ آية
؛ اِقرأ؛ بَدَتْ وبها الحبيبُ تَفَرَّدا

وَاسْمَعْ إذا ما زُرْتَ بيتَ خديجة
؛ أَنْ زَمّلوني دَثّروني؛ رَدَّدا

بدرٌ يطلُّ على الحياةِ بنورهِ
والظّلمُ والظّلماءُ فيهِ تَبَدَّدا

نالَ الفضائلَ والشّمائلَ كلّها
لمّا اصْطَفاهُ اللهُ نورًا للهدى

ما مدّ للجذعِ الحزينِ كفوفَهُ
إلا وزادَ الجذع منهُ تَوَدُّدا

يا أمّ معبدَ لن يجفَّ حليبُها
شاةٌ، ومرّ بها الحبيبُ وَمَسَّدا

يا أهلَ يثربَ لَمْلِموا أشواقَكُمْ
في هالَةِ القصواء بدرٌ قد بَدا

أهلًا وسهلًا بالذي وَطِئَ الثَّرى
قولوا، وزيدوا للذي رَكِبَ المدى

الهَدْيُ هَدْيُ محمّدٍ خَمْسًا بَدا
بقباءَ يعلي للفروضِ المَسْجدا

لمّا أتى بالدّينِ مكةَ فاتحًا
من صَبْرهِ ملأَ البيوتَ السُّؤْدُدا

صَلّى عليكَ اللهُ ياعلمَ الهُدى
ما حَطَّ طيرٌ في الغصونِ وَغَرَّدا

صَلّوا على المختارِ أحمدَ ما شَدا
صُبْحٌ ومن راحاتهِ سالَ النْدى

صلّوا على مَنْ قال ربّي أُمّتي
بشفاعَةٍ حتّى بَلَغْنا المورِدا

أدهم النمريني.