الأحد، 6 ديسمبر 2020

دراسة نقدية قيمة من الناقد الشاعر يوسف عصافرة/لقصيدة الشاعر اكرم محمود اسليمية (فلسطين الحزينة (

دراسة نقدية قيمة من الناقد الشاعر يوسف عصافرة
لقصيدة الشاعر اكرم محمود اسليمية (فلسطين الحزينة)

اكرم محمود اسليمية
نقدي القصيدة
القصيدة التي تناولتها اليوم هي لشاعر فلسطيني من بلدة اذا قضاء الخليل والتي تقع ال الغرب من مدينة الخليل في منطقة وادعة هادئة تحيط بها سحول واودية تتسع وتصل الى الداخل الفلسطيني المحتل
ينتسب الأستاذ أكرم محمود سليمية لعائلة عريقة في النضال الفلسطيني ومقارعة الاحتلال ...متدينة معروف تدينها ...
من بلدة اشتهرت بالنخوة والكرم والشهامة العربية الأصيلة ..
فالشاعر مولود في عام 73 والذي تميز بحروبه الدامية مع الاحتلال حيث حرب 6 أكتوبر حدث في ذلك العام مما جعله يلد في زمن الخوف والرعب الفلسطيني....
شاعرنا تقلب في مرارة العيش منذ نعومة أظفاره وهذا ما جسَّد شاعريته وكون شخصيته....
..ورغم نشأته في الوطن الا انه يذوق مرارة الحرمان من التمتع بمناخ الوطن السليب وترابه وصعوبة التنقل في أفيائه ومدنه وقراه فتخرج الآه من صدره مدوية تزلزل أركان قصائده.....

قال شاعرنا هذه القصيدة في جو يسود فيه التخاذل والخنوع والتطبيع العربي مع المحتل مما يفقد الشاعر الثقة بالعرب والعروبة والمتآمرين على الوطن....

يبدأ الشاعر قصيدته بالتأوه والحزن لما يصيب الوطن ويعتصره من ألم واحراق وتنكر لتاريخه ونضال شعبه ومساندتهم لقضايا أمتهم...
...فيتكلم عن الغدر والخديعة والتآمر من الجميع على هذه الأرض المقدسة...
فهو يتكلم عن الورود والاشجار والغيوم وكيف انقلبت معالمها وأصبحت خاوية سوداء جافة حزينة لا حياة فيها
وهذا ما اضفى على القصيدة طابع نفسي ووجداني فريد اعطاها جمال ورونق....

ثم يعود الأمل للشاعر من جديد ويأمل في عودة الغيث والنخوة للنفوس مراهنا على نخوة العرب ولكنه يعود بخفي حنين ويرجع بأحمال من العجب العجاب.....
ويتحسر الشاعر على القدس مستثيراً فينا الحمية وعاطفة الوطن داعيا العرب الى تحريرها واعادتها لعهدها من العزة الإسلامية والكرامة...

اغبط الشاعر على تقلبه بين العواطف الجياشة المختلفة. متخلصاً من السرد الى بيان الحقائق عابراً دنيا التصوير والخيال الواسع....
... ............
وقد تنقل الشاعر بين افكار مختلفة في نظمه:-
-. التحسر والألم لما أصاب الوطن
-. استنكار الشاعر للتطبيع والخيانة العربية للقضية الفلسطينية..
-. امل الشاعر في عودة الحق لأصحابة
-. دعوة العرب لتحريرها واسترجاعها.

ولا عجب ان استخدم الشاعر البحر البسيط الغنائي الممزوج للتعبير عن عواطفه وانفعالاته بكلمات فصيحة قوية رنانة زادت المعني ألقاً وجمالاً مضمناً قصيدته كلمات ذات تعبير ومغزى مثل التطبيع/ والغدر/ اللهب / غابر الحقب / تلتمس /. الغيث....وغيرها من الألفاظ...

وأكثر ما أتحبني استخدامه لحرف الروي الباء والقافية السريع فعلن لتصبح موسيقى البحر مناسبة للغناء رغم الحزن والألم فيها....
أما الألفاظ فهي سلسة سهلة ميسرة بعيدة عن حوشي الكلام وسقطه ونفوره ...
فالشاعر كونه تخصص لغة عربية فهو موسوعة من الألفاظ والتعبير المناسبة للغة العصر وتطوراته ...

جمل الشاعر فيها ما هو تقليدي ولكن تغلب عليها القوة والليونة في النطق

مع أني أحبذ عدم تكرار واو العطف في بداية الأبيات حتى لا تقلل من قيمة النص الانفعالية لدى القارئ......

وما أجمل الصور البيانية اذا ما ساندت المعنى لتوضيح المقصود من الأفكار المعروضة وقد أبدع الشاعر في ذلك

أما رأيي الشخصي فقد أبدع الشاعر في نظمه وبنائه وترتيبه وتسلسله للأفكار وتنقله بينها باسلوب رشيق ....
بوركت شاعرنا وبوركت يمينك ودام يراعك المدافع عن حياض الأمة ومقدساتها....

ليسامحني الشاعر إن قصرت في بيان بعض الجوانب المضيئة في نصه الأدبي

الشاعر الناقد : يوسف عصافرة
عضو مجمع النقاد في روائع الأقصى
عضو الإدرة لمجلة روائع الأقصى
رئيس الرابطة القلمية الفلسطينية
عضو مجلس الكتاب والأدباء العرب
رئيس منتدى أدباء بيت كاحل الخليل
فلسطيني الجنسية

اليكم النص الكامل
مشاركتي أضعها بين أيديكم:
(فلسطين الحزينة)

هذي فلسطين تمضي الدهر في الكرب
والآه تحرقها بالنار واللهب

والغدر يخنقها من كل ناحية
والبعد يحزنها عن إخوة النسب

وشمسها وجه غيم الظلم يحجبها
والبدر كم يختفي من غابر الحقب

وحقلها جاءه قحل ليمحقه
يحوّل الورد والأشجار للحطب

والغيث غابت عن الأرجاء نخوته
ليترك القدس في جوًٍّّ من الغضب

هناك تلتمس الآمال في عربي
لكن تعود بأحمال من العجب

كأن قدسي بيتمٍ صار فتيتها
بدارهم دونما أمٍّ ودون أب

فأين منها بنو الأعراب تحضنها
تزيل دمعا علاها اليوم كالسحب

أحال أفراحها حزنا وفاجعة
والبعض في ساحها الموجوع في طرب

الشاعر :أكرم محمود اسليمية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق