الثلاثاء، 29 يونيو 2021

أ.هدى مصلح النواجحة/ مثل الحمام

مثلُ الحمام
شِئتَ الهوى فوجدتني رهنَ اليدينْ
هذا وصالُك بين أهدابِ الجفونْ

إني رشفتُ الشهدَ من أحلى اللمى
يا وشم قلبي من صدى رجعٍ حنون

كيف التشافي إنَّ حبكَ قاتلٌ
كيفَ التصدي إن بدا نهجي جنونْ

أو كيفَ أُطبق أعيناً أنت بها
حُزتَ البهاءَ فصرتَ تحتكرُ العيونْ

تومي إليَّ فسارعي إني هنا
أنت الحبيبةُ أنتِ إلهامي المصونْ

لم أكتفِ أن أوقظَ العهد الذي
مازال يهتفُ دون ودكِ لن أكون

يا نور عيني في الهوى لذَّ الوفا
لذَّ التآلفُ يا حبيبي والمنون

من يعرف العشقَ النبيل وفضلهُ
يهفو إلى الأحبابِ دوماً لا يخونْ

إن أثقلته النائباتُ ببرقها
آوى إلى الأحباب في خلدِ يمون

أنت الحبيبُ وإن بعدك قاتلي
ولله أسألُ لا يدانينا خئونْ

فاحفظ علينا الوصل ينجو ودُنا
مثلَ الحمامِ هديلنا يحيي الشجون
كلمات /أ هدى مصلح النواجحة
أم فضل
29 يونيو 2021

زياد شريم/ يا رحمة ملأ القلوب بحبه

يـا رحـمـةََ مـلأَ الـقلـوب بحـبهِ
وبـهديـه نـهضَ ٱلزمان فأحمدا

في هديهِ تجدُ ٱلنفوسُ حلاوةََ
وبذكرهِ نـطـقَ ٱلأنـامُ مـحـمـدا

مـتـزيـنـاََ بـشـعـيرةِِ وبـصـدقهِ
وبـنـوره هـزمَ ٱلضلالَ فحيـدا

كم ظـالـمِِ مـتـجـذرٌ بــهوائــهِ
مـتحايلٌ رصدَ ٱلطريق فهددا

أبـقـاهُ مـنـعزلا تـمـايـلَ ظـلــهُ
مذْ كفكفت محنُ الظلام تمردا

يسعى إليهِ وفي ٱلضلوع حياؤُهُ
مـتـأسياََ وجـدَ ٱلـطـريق معبـدا

طلبَ ٱلأمـان من ٱلأذيـةِ نـادمـاََ
مـسـحت يـداهُ بـعفوها فتوردا

مـا مـثله أحـدٌ تـطـاولَ رفـعـةََ
مـتراحـماََ مسحَ ٱلعناءَ فأخمدا

زيـاد شـريم

الاثنين، 28 يونيو 2021

بومدين جلالي/اسئلة الفارس الجريح

أسْئلةُ الفارسِ الجَريح ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رَكبْتُ الضّبابَ، ركبْتُ الْبُكاءَ،**ركبْتُ السّراب، ركبْتُ الرّجاءَ
ركبْتُ جُنونـــي وكلَّ شُجونــي ** وما لِلضّياعِ يَســـوقُ الشِّفاءَ
ركبْت بِلُطْفٍ تَخاريفَ وَهْمي ** ورُحْتُ بِعُنْفٍ أنادي السّمـــاءَ
بَحَثْتُ عَنِ الرُّوح بيْنَ الْأماسي ** رَسَمْتُ الثّواني تَشُقُّ الْبَقــاءَ
وسِرْتُ بِصَهْدِ الصّحارَى طويلاً**إلى أنْ ظنَنْتُ الْعواصِفَ ماءَ
كتَمْتُ كُلومــي وعِشْتُ أداري ** مَساراً يُحيـلُ الكلامَ رِثـــاءَ
تَحَنّطَ فخْري، تَقلّصَ شَأني، ** ذَبُلْتُ، فباتَ الْقريضُ هِجــاءَ
تَجَسَّمَ حُزْني فزالَ التّعالي ** وصِرْتُ بِسَيْري الْأليمِ غُثــاءَ
أنا وَاحةٌ تَخْتَفي في رِمالٍ**وتَرْوي الْجَوَى والنّوَى والشّقاءَ
أنا فارسٌ فَرَّ منْذُ عُهودٍ، ** وما شاءَ ذا، إنَّما الْجرْحُ شـاءَ
وإنِّي أعاني وأسْألُ دَوْماً : ** أمَــا آنَ لي أنْ أجِلَّ الْإباءَ؟!
أمَـــا آنَ لي أنْ أعودَ لِأمِّي ** لعَلّ بِهــا في الْفَواجِعِ داءَ؟!
أمَا آنَ لي أنْ أراجِعَ جرْحي**وأقْهَرَ قهْري وأحْيَا الْفِداءَ؟!
أمَـا آنَ لي أنْ أعِدَّ صُفُوفي**لِتَغْرِسَ في مُبْتغاها الضّياءَ؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : بومدين جلالي

عائدة قباني/قدس البهاء

قدسُ البهاء
"""""""""""
ذي درّةُ الكونِ بالأرواحِ نفديها
قدسُ البهاءِ وعينُ الله تحميها

تحيا بأنفسنا روحاً تُؤانسنا
في القلبِ موطنُها لا بعدَ يقصيها

جنانُ عدنٍ لنا لا أرضَ تعدلها
إن جفّ منها الثّرى دمعاً سنرويها

يا قبّةً ألقاً تختالُ في وطني
تزهو السماءُ بها شمساً وتُدنيها

كالجفنِ يحتضنُ العينَينِ من ألمٍ
إذا بدا خطرٌ تلقاهُ يُخفيها

يا قبلة الروحِ يا نبضاً بأوردتي
قبابك الصفر من ذا قد يُباهيها

إن جاء صبحٌ ونور الشمسِ قبّلها
تغدو كنجمٍ ولا دُرٌّ يُضاهيها

ديْماتُ عشقٍ إذا مرّت بباحتها
تهمي دُموعاً لتمحو رجسَ عاديها

أقصايَ ذا قُدُسٌ واللهُ كرّمه
والقدسُ آيٌ وتسمو للسما تيها

أرض النبوّةِ والمعراج قبلتنا
تُربٌ لها مسكُ قد ضاعَ الشذى فيها

يا نسمة الفجر طوفي حولَ مقدسنا
ضمّيهِ أقصايَ وحيّيهِ وحيّيها

عائدة قباني

الأحد، 27 يونيو 2021

عبد الرازق الرواشدة/ (للعليا برود)

( للعليا بُرودُ )
سألتُ الليلَ عن حُلمٍ يكيدُ
يُلاحِقُني وهمِّي يستزيدُ
لماذا لا يرى إلاَّ دُموعي
أماتَ القلبَ وابتعدَ الرَّغيدُ
فهل ينأى عناءٌ عن طريقي
أنا خوفي يُشرِّدُني العنيدُ
وأنسى كلَّ توَّاقٍ تغنَّى
إلى قربي تمنَّى لو يجودُ
فذا حُلمي تمدَّدَ في منامي
يُغازِلُني بلا أملٍ يعودُ
تمادي في عذابي إن تلوَّى
يُقيدُني إذا ضاءَ الرَّشيدُ
فقلْ لي كيف أُبقيه بعيدا
لِعلَّ الصَّدرَ للهاني يقودُ
فلن أبقى كئيبا في حياتي
أرى للحُبِّ موَّالا يسودُ
أمينا غرَّبَ الأوهامَ عنِّي
إذا نادى له عزفٌ فريدُ
فكم غنَّت حُروفي في هواه
لها نغمٌ إلى الأوتارِ جيدُ
فسلْ عنها تر الأنوارَ فيها
مدى الأيام للعليا بُرودُ
------ عبدالرزاق الرواشدة الوافر

(طارق موسى المحارب/ امرؤ القيس (ذو القروح

طارق المحارب ..
27/6/2021

امرؤ القيس: (ذو القروح) ..

تُصيبُ حيناً وتُخطيْ في مساعيكَ
و تستفيقُ على جِدٍّ مآقيكَ

ضيَّعتَ في اللهوِ عمراً كنتَ تحسبُهُ
يبقى و إذْ بصروفِ الدَّهرِ تثنيكَ

هذي الحياةُ كميزانٍ بهِ رجحتْ
أولى لتُرفعَها منْ بعدُ هاتيكَ

يا ذا القروحٍ على الأشعارِ قدْ رقدتْ
        تستنطقُ الحُسْنَ في زهوٍ قوافيكَ

كنتَ الذي صاغَ شعراً لمْ يكنْ  أبداً
                        لولاكَ فنّاً وكأسُ الخمرِ تسقيكَ

شيَّدتَ بنيانَهُ مذْ جئتَ تطرقُهُ 
                  حتَّى غدا  ببديعِ النَّظمِ يُهديكَ

هذيْ القصيدةُ ما كانتْ سوى  قِطَعٍ
                      فجئتَها بانياً تكسو بأيديكَ

فوقَ العظامِ بدا لحمٌ  يُجسِّمُها
                      و الثَّوبِ مُكتمِلٌ في ذي وفي ذيكَ

يا مُنطِقاً حينما الأطلالُ قدْ صمتتْ
                     ثغراً لها بعدَ بزغِ الفجرِ يُبكيكَ

تُطيلُ في رحلةِ الأحبابِ إذْ افلوا
                    مُستذكِراً قصَّةً في بطنِ ماضيكَ

يا باعثاً  في رحابِ الشِّعرِ  كلَّ صدىً
                         ما زالَ مدرسةً في العُربِ تُعليكَ

يا مُخرِجاً سينما الأفراسِ جاريةً
                      صوَّرتَ مشهدَها و الوصفُ يُثريكَ

عاشَ الحصانُ الذي قدْ كنتَ تصحبُهُ
                        في الكرِّ والفرِّ حينَ الصَّيدُ يُسريكَ

قدْ كنتَ اسبقَهمْ في الشِّعرِ بادرةً
                    و في النَّوادرِ حُسْنٌ قاطنٌ فيكَ

أعظمْ بذاكَ الفتى الكنديِّ منزلةً
                 سِبطُ الملوكِ و ذاكَ الشَّأنُ يكفيكَ

فخرٌ ليعربَ منْ قحطانَ  سيرتُهُ
                      فيها بيانٌ وفيها ما يُسلِّيكَ

و لو سألتَ فتاريخٌ بهِ عِبَرٌ
                   عمَّا ألمَّ بذاكَ العصرِ يُنبيكَ

نجلٌ لحجرٍ  بنجدٍ كانَ مولدُهُ
                   منْ صُلبِ مَلْكٍ و أحداثٌ تُوافيكَ

مُهلهِلٌ خالُهُ و الأمُّ فاطمةٌ
               والأصلُ منْ ذي وذاكَ المَلْكِ  يُغريكَ

يلهو معَ الصَّحبِ مخموراً و مُرتحِلاً
                    منْ ماءِ عَينٍ إلى ماءٍ يُلاقيكَ

يصطاطُ ما لاحَ منْ وحشٍ يُطاردُهُ
                      و يتْبعُ الغِيدَ في شتَّى مغانيكَ

دارَ الزَّمانُ و إذْ بالهمِّ يُغرقُهُ
                   منْ بعدِ قتلِ أبٍ دُنياكَ تُشقيكَ

و اليومَ خمرٌ  و قدْ وافاهُ مُبلِغُهُ
                     قدْ قالها و غداً أمرٌ  يُجاريكَ

قدْ هبَّ للثَّأرِ إذْ  يبغي بني أسدٍ
                     فنالَ حتَّى  أتى منْ كانَ ناهيكَ

فانفضَّ منْ حولِهِ جمعٌ و مطمعُهُ
                   في القتلِ  ما زالَ بعدَ القتلِ يُغويكَ

فارتدَّ يقصدُ بيزنطا يُسائلُها
                  عوناً ويقطعُ في حُزنٍ بواديكَ

و عادَ والقرْحُ تِلوَ القرحِ في جسدٍ
                    أدماهُ والموتُ في شوقٍ يُناديكَ

قدْ ماتَ بعدَ العنا في أرضِ أنقرةٍ
                           و ماتزالُ رمالُ الرَّبعِ تُؤويكَ 

طارق موسى المحارب ..

بقلمي ..

السبت، 26 يونيو 2021

أ.هدى مصلح النواجحة/ وعد جميل

وعدٌ جميلٌ
جهّزْ حَصاتكَ واحتسبني للرحيل
وابدأ بنفسك لا تلمْنيْ يا خليلْ

هلْ بعدَ قطعِ الوصلِ ينبتُ حبنُا
كلا غرستَ السهمَ في القلبِ العليلْ

ما بعدَ غدرِ الأقربينَ براعمٌ
تنمو على سفحي وفي جسمي النحيلْ

إني طرقت الحبَ أول مرةٍ
ما بالُ قلبك موصداً لا لا يميلْ

خفف من الإعلاء واتْبَعْني الهوىْ
أو هل رأيتَ الحبَ شيئاً مستحيل ؟

ناغيتُ قلبكَ فاستجابَ للرعشةٍ
لكنَّ بُخْلُكَ في الغرامِ له ُ دليلْ
إني عشقتكَ واكتويتُ من النوى
باعد وشاتَك مالهمْ غيرىْ سبيل ؟

أحببت أرضاً قد وطأتَ مهادها
يا حبةَ القلب وروحيْ سلسبيلْ

أقبلْ فديْتُكَ في انتظارِكَ واحتي
والشعرُ يهتفُ رتلي نظمَ الخليل

جودي بكل قصيدةٍ تحلو له
اللهُ أكبرُ ما لقلبينا مثيلْ

الوردُ يضحكُ والطيورُ تناغمت
عُد يا فؤادي شاقني وعدٌ جميلْ

كلمات /أ. هدى مصلح النواجحة
أم فضل
27 /6/2021

جهاد ابراهيم درويش/ الشيخ بلال الغرابلي في ذمة الله

الشيخ بلال الغرابلي في ذمة الله

.............

أعظم الله أجرنا جميعا في أخينا الحبيب الشيخ بلال الغرابلي
..
عزاءٌ هَزَّ في النفس اشْتياقا ** لصاحب همةٍ يأبى افْتراقا
..
كريم النفس موفور السجايا ** تََوَشَّح بالتقى طيباً وراقا
..
إماماً للتقاة سما بعلمٍ ** تسيَّد بينهم فسما بُراقا
..
وقد حفظ الكتاب كلام ربي ** فبالتحفيظ في دأبٍ تراقى
..
لكم هَزَّ المنابر يعتليها ** أحال قلوبنا فغدت رِقاقا
..
أياديه الحسان بنين صرحا ** تسامى بذله فغدا رُواقا
..
وأمسى قبلة الملهوف يسعى ** خدومٌ للورى يأبى نفاقا
..
ببسمته أضاء القلب حُبا ** فكم ولج القلوب سما وفاقا
..
خفيفٌ ظلُّه سَمْحٌ كريمٌ ** فأمسى قدوةً أعلى وِفَاقا
..
كبدر الليل في نورٍ تسامى ** دليلاً سار أمَّهم اتفاقا
..
قويم في السلوك أخا مَعَالٍ ** تسامى همةً وسما ائْتلاقا
..
أيا رحمات فانصبِّي انْهِمارا ** لِصَبٍّ قد تَلَقَّاك اعْتناقا
..
وجودي بالسرور وبالعطايا ** وجودي بالجنان سمت طباقا
..
صلاةٌ والسلام على رسولٍ ** دعانا للهدى وأبى ارْتزاقا
..
جهاد إبراهيم درويش

الجمعة، 25 يونيو 2021

ابراهيم بديوي/يا منيتي

يامُنْيَتي
تستحقين العُلا يامُنْيَتِي
فوق هاماتِ السَّما والأنجمِ

تستحقين بأن تستأثري
بالجمالِ العبقرِيِّ الأفخمِ

وجهكُ البسَّامُ دوماً مؤنسي
يُذهبُ الأسقامَ مثلَ البلسمِ

قلبُكِ الحنَّانُ نبعٌ زاخرٌ
وظلالٌ من ربيعٍ مُلْهِمِ

بين قلبي وضلوعي مُنْيَتِي
في دمائي صرتِ لي كالتوأمِ

عجزت عن وصفِكِ الأشعارُ قد
غرِقت في موجِكِ المُستحكِمِ

جوهرُ الحسنِ وسُلواني أنا
      غايةُ الشَّوقِ وترنيمُ فمي

حيثما أنظرْ أراها ليس بي
       من جنونٍ قيدُها في معصمي

حيثما أخطو أجد خَطْواتِها
              أثراً أضحى كَظَلٍ مُلْزِمِي

كلُّ لونٍ في حياتي لونُها
                 كلُ فرحٍ دونَها كالمأتمِ

ريحُها ريحٌ نسيمٌ طيِّبٌ
            باليمينِ الخيرِ دونَ الأشأمِ

كسرتْ مليون قلبٍ جامدٍ
           حبُّها كالنَّهرِ يجري في دمي

لم يزل قلبي أسيراً عاشقاً
           صرتُ أَحيا في شقاءٍ مؤلِمِ

كُلَّما قلت لها لو نلتقي
               تُرجِئُ الوعدَ ليومٍ مُبْهَمِ

كلَّ يومٍ بين يأسٍ قاتلٍ
               أو رجاءٍ من بريقٍ مُضْرَمِ

كيف لي بالوصلِ من تلك المُنى
                     إنَّها علياءُ شأنٍ أكرمِ
إبراهيم بديوي

محمد أسعد التميمي/نهاية السوق في بيان

نهاية السول في بيان أن (طه) و(يس) ليسا من أسماء الرسول

الحمد لله رب العالمين على
هداه ميزنا عن سائر الأمم

ثم الصلاة على المختار أحمدنا
قد جاء يرشدنا بالرفع للهمم

كذا الصلاة على آل الرسول وزد
هذي الصلاة على أصحابه الفُهُمِ

وبعد ليس من الأسماء لمرسلنا
(طه) وليس كذا (ياسين) فافتهم

بل تلك الاحرف جاءت في ابتدأ سور
كما أتى (ن) في سورة القلم

ولا يضرك أن سموه قبلُ بذا
من غير ما أثر قد صح من قدم

قد نبه العلما في الكتب من قدم
انظر أخي كتب ابن القيم العلم

محمد أسعد التميمي
القدس فلسطين

الأربعاء، 23 يونيو 2021

الشاعرة الفلسطينية مها محمد/ طريق القدس

طريقُ القدس 

ومضيتُ أستبقُ المنايا والمنى
لأخُطَّ فوقَ الشمسِ يوماً من أنا

أنا ذلك الجبّارُ شعبٌ ماردّ
يعلو ، لغير الله ذُلّاً ما انحنى

دعْ كُلَّ مكبوتٍ تآكلَ قلبُهُ
غيظا وأدركَ حقدهُ في ما جنى

قد ثار للأقصى رجال لم يغب
عن بالهم والقبلةُ الأولى لنا

هذي طلائعُ زحفنا وسلاحهمْ
مطرٌ تساقط فوق هام عداتنا

لا القبةُ الحمقاءُ تمنعُ عنكمُ
غضبَ الرجال ولا صواريخَ الفنا

ويلٌ لكم من فتيةِ القسامِ في
ساحِ اللقاءِ وما حوت أنفاقنا

ومع الجهاد أخوّةٌ لا تنقضي
هم يصنعون بعزمهم أمجادنا

ستحطّمُ الآسادُ كلَّ حصونكم
وتدوسكم في وعدكم أقدامنا

قد هبّ شعبي لُحمةً نزهو بها
لا يرتجي من جاء يمنُنُ مُحسنا

قد  قام ( بنيامين ُ) يخطرُ  حاقداً
يُغريهِ دعمُ  الغربِ بل عرَبُ  الخنا

يحيى  وضيفُ  الحقِّ  شلّا كِبركم
وخذلتمُ  الأجنادَ     والمستوطنا

إنّي  لأقسمُ  أنّ  نجمَكمُ هوى
يا  دولةَ  البغيِ  التي زُرِعت  هنا

قد  عاشَ  أجدادي كِراماً  فوقها
ليست لأبناءِ  الشتاتِ    الموطنا

هيّا  ارجعوا  من حيث  جئتم قبلَ أن
تلقوا  ومن  يأبى  مصيرا  منتنا

الوعد آتٍ  لا  محالةَ      فارحلواً
فالأرضُ   قد ضاقت بكم وسماؤنا

الشاعرة الفلسطينية مها محمد 
البحر الكامل 

حموده الجبور/ بلغوها

بَلِّغوها

في جفاءٍ منها تجلّى بِهجري
ضاقَ صدري ياليتها بِيّ تدري

صدَّقَتْ كلَّ حاسِدٍ ما توانَتُ
عن بُعادٍ إذ أذهبَتْ فِيَّ صبري

ما لِخلّي قد طالَ منهُ صُدودٌ
فيهِ بُخلٌ لم يُحيِ يبساً
بِقَفري

غابَ عنّي الضِّياءُ مُذ قد توارتْ
حيّرتني واستنزفَتْ كلَّ عُمري

خِلتُ بالعَوْدِ قد تجودُ اقتراباً
أو تُبالي من بعدِ جُحدٍ بأمري

خدعوها فاثّاقلَتْ ان تُداني
والّليالي قد أظلَمَتْ غابَ بدري

بَلِّغوها ماعادَ بالقلبِ نَزْعٌ
قد تركتُ التَّحنانَ حِفظاً لِقَدْري

لو تمادى بالإنتظارِ مُحِبٌّ
ليسَ يُصغي مِمَّن تمادى لِعُذْرِ

حموده الجبور /الأردن

زياد شريم/ التوثيق البسيط

التوثيق
البسيط

ما كـنتُ أولَ مـجبورِِ لـخاطـرهِ
أو كنتُ أكـتب للتوثيق لو كانا

قد كنت أكتب أشعاري بأوردتي
لما رميتُ رأيتُ ٱلـرمـيَ ولـهانـا

تـثرى يـداك وللأقـلام مـعرفـةٌ
تشري رضاك إذا راعيت وجدانا

ما كفَّ باعك أو غـارت مـنابـعهُ
أو ضلّ سعيك بين ٱلناس بطلانا

إني بنيتُ مـن ٱلأشعار مـنزلتي
أللهُ أكبر شاد ٱلـشعـر بـنـيـانـا

يا ربّ حقق من ٱلأحلام أوسعها
وٱغفر ذنوبي كفاني فيك غفرانا

يا ربّ ما ليَ في ٱلقربات من أحدِِ
إلا رضـاك وظـنٌ فـيـك أحـيانا

أنـت ٱلأنـيـس وبالتسبيح نذكرهُ
أنت ٱلإلٰه ومولى الخلق مـولانا

فٱرحم ضعيفاََ روى بالدمع مقلتهُ
يشكو إلـيك ومـن إلاك يـرعـانا

يشكو الفؤاد وفي ٱلإشفاق خشيتهُ
يرجو الـرحيمَ وفي ٱلعتمات شكوانا

واللهُ ثـمنَ ظـنُ ٱلـعـبد ما حسنتْ
فيه ٱلنوايا وكم في الحسن أثمانا

ظـني تـشكّلَ في ٱلأوداج يحملهُ
قلبٌ تـوطـنَ فيه ٱلـحبّ هـيـمانا

يا ربِّ سلم وقد شـقـت مفاتنها
شقت علينا وفي ٱلقرأٓن منجانا

أدعوك ربي وقد ضاقت مأٓربنا
بٱلجهر ندعو وفي ٱلإسرار نجوانا

خلتُ المساكنَ قد راقت لساكنها
ما خبأَ الدهرُ في ٱلأركان أحزانا

قد نلتقي وحناناََ بِـتَ فـاقـدهُ
ما بـانَ سنٌ ولا بـانـت ثـنايانا

يا ليت قاصدنا يلقى مـسرتنا
بـالـقرب حـباََ وبالإكرام أولانا

زياد شريم

عبد الحليم الخطيب/ أمضيت عمري غريب الدار والسكن

أمضيت عمري غريب الدار والسكن
الشوق يحملني إليك يا وطني
أرنو إليك ودمع العين منهمر
مثل السيول إذا سالت من القنن
اهوى البلاد وأهوى طيب تربتها
قلبي يحن لذاك المنظر الحسن
تلك البلاد التي كانت لنا سكنا
ديست بغدر من الأعداء والخون
يا لهف نفسي على أرض مقدسة
قد دنست من بني صهيون من زمن
الله يعلم أني لم أفارقها
طوعا ولكن بفعل الظلم والفتن
القلب يهفو إلى ساحات مقدسنا
العمر يمضي وهذا الجسم في وهن
يا رب قلبي إلى الأقصى به شغف
هل من رجوع بلا هم ولا شجن
عبد الحليم الخطيب
على البخر البسيط

الثلاثاء، 22 يونيو 2021

الشاعر يوسف عصافرة/ شماتة الأعداء

................. شـمـاتـة الأعـــداء ...................

يُحـطِّـم بعضُـنا بعـضاً بعـنفٍ
وينهش ظهـرنا نـابُ الأعـادي

ونشكو من غياب العدل فينا
ظــلام الجهل تكسبه الأيادي

ونصـفح للأعـادي إن أساؤوا
           وللإخـوان نذبـح في اعتدادِ

بنا الأعــداء تـشـمـت كل يومٍ
                            وهٰـــذا الــدور للأحـباب بـادِ

نـسـينا أنَّــنا أصــحـاب نـهـجٍ
                           رسـول اللـه يـا خــير العـبـادِ

يموتُ الحُرُّ في الاغلالِ قهراً
                          ويمشي الوغدُ حُرَّاً في البلادِ

قُـتِـلنا يـومَ أن قَـتَـلوا أخـانـا
                          غراب البين بـالأطلال حـادي

تـعـالـوا نـطـرد الأعــداء عَــنَّا
                         كـــتـاب اللــه فـيـنـا خـيرُ زادِ

ونجمع شـملنا بالحُــبِِّ نحــيا
                         على الإيـمان نحـلُـمُ في ودادِ

ألـسـنا إخــوة فـي اللـه قُـمـنا
                          لِديـنِ اللـه نخضـع في انقـيادِ

وتُـشرقُ شـمس عـزتـنا بفـجرٍ
                         وطيرُ الحُـبِّ بالأغصان شادي

                            الشاعر يوسف عصافرة
                             22 / 6 / 2021م
                                البـحـر الوافــر

عائدة قباني/ حسبي بقلبي حبها للأول

حسبي بقلبي حبُّها للأوّلُ
يا ثلةّ الأنذالِ من ذا يسألُ

فلتحظروا وتقيّدوا ما همّنا
لن تستطيعوا ذي القلوبَ تكبّلوا

أصواتنا كزئيرِ أُسْدٍ ها هنا
ولسوف نصرخُ والفضاءَ نُزلزلُ

قدسٌ لنا لا لن تكون لغيرنا
وإِنِ السماء همتْ دماً لا تأملوا

ولسوف نفديها نذودُ عن الحمى
وكخنجرٍ في صدركم نتغلغلُ

يا أيُها النا - زيُّ حسبك ما ترى
لن يُسكِتَ الأحرارَ ما قدْ تفعلُ

هذا هو الإر- ها- ب يا بئسَ الورى
تكميمُ أفواهٍ … وعينٌ تُسمَلُ

قلبُ الحقائق طمسُ كلّ جريمةٍ
تحكي وقاحة غاصبٍ لا يُسْألُ

عن فعله في حقّ شعبٍ أعزلٍ
طفلٍ وشيخٍ والنساءِ يُقتّلُ

أحرارنا أُسرتْ هناك وقيّدتْ
حتى لأطفالٌ صغارٌ كبّلوا

وبيوتنا هدمتْ وشُرّدَ أهلنا
سرقوا البيوتَ وأرضنا هلْ تعقلوا ؟!

متص-هينو-ن جميعكم تباً لكم
ولمن يواليكم عسى لتُزلْزلوا

غضبُ العزيزِ عليكُمُ نارٌ لظى
ولسوف يأتي وعدهُ لا تعجلوا

عائدة قباني

جاسم الطائي/ كأني واياه


( كأني وإياهُ ٠٠٠)
-------------
أباحَ فؤادي وما فصّلا
وأردفَ بالدمعِ مستعجلا
ولم يكُ يوماً كتوماً ولكنْ
يعفُّ على الدهرِ أن يسألا
فمن ذا يُشَفِّعُ نبضاً تجَلّى
كما الهمهماتِ وخِلّاً سَلا
وكل الذي مرّ من طيفهِ كا
نَ حلماً تراءى فما علّلا
أنازعُ فيهِ الليالي طويلاً
لعلّ الذي مرّ لن يرحلا
فأُشرِبُهُ كأسَ شوقي إليهِ
وهيهاتَ هيهاتَ أن يثملا
ولا زال في القلبِ بعض جموحٍ
وما زالَ في همِّه مثقلا
كأنَّ الذي زار حقٌّ فيرنو
إلَيَّ بوصله مسترسلا
فيغرقني في جنون شجوني
ويا ليت بوحي صفا منهلا
لأسمعَهُ من جميل القوافي
وأنظمَ من شعريَ الأجملا
وأطربهُ بَيْدَ أن الليالي
تجيزُ على القولِ كلّا ، و لا
كأن القصائد محض افتراءٍ
وأن المغاني سرابٌ بِلى
فأصحو ويصحو حصاد الأماني
كسنبلةٍ عانقَت مِنجلا
وأمضي وتَمضي حكايةُ حبي
وإني وإياهُ ممَّن خلا
فلا بُثْنُ ردّت من الشعرِ بيتاً
ولا الدَّهرُ يحفظُ من أسمَلا
------------
جاسم الطائي

الاثنين، 21 يونيو 2021

ليلى عريقات/ في الصيف

في الصّيف

في الصيفِ تحملُني الذكرى لدارِ أبي
دارٍ بها عانقتْني ومضةُ الشُّهُبِ

في الفجر ترتفعُ الأصواتُ تُسْمِعُنا
صوتَ الأذانِ من الأقصى وعن كثَبِ

ذاكَ الأذانُ همى في مِسْمَعي زَمَناً
وظلّ يُسْمِعُني ما كانَ مِن أرَبِي

في الصيفِ تنضجُ أعنابٌ وفاكهةٌ
تينٌ وصبرٌ ودرّاقٌ بها طربي

والياسمينُ ووردُ الدارِ مؤْتَلِقٌ
ذاكَ الشّذى لو بعدنا ظلَّ لم يغِبِ

وا حسرتاهُ فإنّ الجسرَ يهتفُ لي
لكنْ جنودُ العدا في سَوْرَةِ الغضَبِ

يا ميُّ١ جارَ العِدا أرْدَوْكِ والهَفي
مقتولةً وبِلا ذنبٍ ولا سببِ

ولفّقوا تُهْمةً دَعْساً
وما عجزوا
غدراً وكِذْباً فهذي آيةُ العجَبِ

طبيبةٌ مِن يمامِ القدسِ رِقّتُها
ومِن أبوديسَ أرضِ السّادةِ النُّجُبِ

إنّ الصّهاينةَ الأنجاسَ قد ظلَموا
لِلظُّلْمِ عاقبةٌ في النارِ واللّهبِ

الكيلُ فاضَ فيا ربّي أجِرْ وطني
طالَ الكفاحُ وزادتْ هجْمَةُ النُّوَبِ
شعر ليلى عريقات
١..ميّ عفانة طبيبة شابة من بلدتي أبوديس قتلها الصهاينة عند حاجز حزما ولفّق لها تهمة دعس،مع أنها كانت مريضة في منتهى الضعف والإعياء وذلك قبل أيام.

حمدان حمودة الوصيف/من وحي طمع بعض الشباب في التقرب إلى بعض الفتيات

إلى زاحف.. (من وحي طَمَعِ بعض الشباب في التّقَرّب إلى بعض الفتيات... وِجْهَةُ نَظَر)
أبِـي مُسْـتَوْزَرٌ و أخِـي مُـدِيـرُ
وأنْــتَ أبُـوكَ بَـــنَّـــاءٌ صَـغِـيـــرُ
فَـلا تَطْمَعْ وإلاّ، يَا "صَغِيـري"
سَـأخْبِـرُ عَنْـكَ في لـَمْحٍ تَـطِـيــرُ
لـَبِسْتَ مُلـَوَّنًا وأطـَلـْتَ شَـعْرًا
وقُرْطـًا صَارَ في أُذُنٍ يَــــدُورُ
وفي عُنُـقٍ ، كَأنَّ طَلاهُ "مُهْـلٌ"،
تَـدَلَّتْ "وَدْعَـةٌ" وبَـدَتْ قُشُـورُ
و في الـرِّجْلَيْنِ "سَنْـدَلَةٌ"،شِرَاكٌ
تَآكَـلَ لـَوْنُهَـا وبَـدَتْ سُــيُـــورُ
وفي الجَيْبَيْـنِ بَعْـضُ دُرَيـْهِمَـاتٍ
تَصَـرَّفَ جُلُّـهَــا "دُورُو" فَـ"دُورُو(1)"
أغَـرَّكَ أنَّـنِـي أظْـهَـرْتُ وَجْـهًـا
بَـشُوشًا في طـَلاقَتِــهِ حُـبُــورُ
وأنِّـي قـد أعَرْتُـك بَعْضَ لُطْفٍ
لِتَـرْبـِيَـةٍ، وذَلِك لا يَـضِـيــــرُ
فَأعْلَنْتَ التـَّجَــرُّأَ في خِطـَابٍ
وصِـرْتَ بِسُـورِ مَنْـزِلِنَـا تَــدُورُ
تُكَـلِّـمُنِي على "الجَـوَّالِ" لـَيْلاً
وتُسْـمِعُنِـي الأغَانِيَ ، يَا غَـرِيرُ
وتَـزْعُـمُ للـرِّفَــاقِ بِــأنّ قـَلـبِي
أسِيـرُ هَـوَاكَ، يَمْـلـَأُهُ الشُّـعُـورُ
"تَـجَنَّـبْني" وإلاَّ سَـوْفَ تَـلـْقَى
عِقَـابًا تَسْتَـحِـقُّهُ ، يَـا سَـمِيــرُ
وخُـذْ دَرْسًـا ولا تَطـْمَعْ بَتَاتًا
بِلُقْمَةِ مَن يَجُـورُ ولا يُـجِـيــرُ
فَـرُبَّ مَطـَامِعٍ كَـانَتْ وَبَـــالاً
علـى أصْحَـابِهَـا، والعَقْلُ نُــورُ.
دُورُو(1): أَقَلُّ قِطْعَةٍ نَقْدِيَّةٍ قِيمَةً في تُونِس.
حمدان حمّودة الوصيّف
خواطر : ديوان الجدّ والهزل

الأحد، 20 يونيو 2021

وفاء غريب سيد أحمد/ في جسد حر

في جسدٍ حرّ
جَرح بائِس تَنزف له روحي.
لا أملك معه غير،
براحا يعانقَ وجدي.
يهمس بين جداول النفس الظمآنة.
تسقيها بحارٌ لا تَرويها.
أديمها ملحٌ أجاجٌ.
لا يَفِيض مَعه نَهر أُنثى شَرقية،
مُقيدة بسلسلةِ ألمٍ أزلية.
هُو صَوْت
مِن وَحي الأَساطير.
بِبَوحٍ وَاهِجٍ يَتّسِع لَه صَدري.
بِأبجَديةٍ تَملَك جَمال القَصيد،
تَضجّ بِاحتِراق نَبضي.
يَغزو بِها فُصولي القاحِلة.
يَنقش عِنوان جديد لحاءٍ وباء.
كَروحٍ حَانيةٍ كحبّاتِ الندى،
يَروي أَرض الحَنين والشوق.
يُحْيِي شغفاً مهجوراً،
لا يَصل لَه شَمس تُحرِق،
ولا بُركان يُلهب.
غَير صّمت يردد الأنين،
يَعبر المدى البعيد.
جاء يُنادي على غَيمٍ.
لَيُمطر فَي قَلبي.
يَتدلى كَرسائلٍ مغلفةٍ،
بِصدقٍ مَكتوبٍ،
عَلى شَفقٍ يَرثي الليل.
سَاري بِتاريخ يومٍ،
مهجَّن بالأقاحي وأريج الزنابق.
يَنمو عَلى أَوراقي المُبَعثرةِ.
لا أَعلم
أ أكتبه أم يَكتبُني.
يَشعّ كَضَوءِ قمرٍ عَلى السطُور.
يُخصب أَرض يَباب رُوحي المَنسية.
يَرتَدي رِياح أُنوثَتي.
يَعصِفُني كِي أُودّع الجُمود.
يَغتَلس رِفات حُزني.
يُلثم قَصائِدي.
يُلوكُ حُلمي ويَهوى لِقائي.
كي يَرثي رَوحي المَكلومة.
يَتمنى بِبَراءة طفلٍ،
أَن يَحتَسي قَهوة الصباح مَعيّ.
يَرسَمُني عَلى جِبين الحاضِر.
بِأَصابع الأَشواق
يَرتدي حُضوري المَوعود،
فِي لِقاءٍ عَلى طَريق الأَمل.

وفاء غريب سيد أحمد

6/3/2021

وفاء غريب سيد أحمد/ارافق الأمل


أُرافِق الأمَل
أمحو قيوداً قد صنعتها من الوهمِ.
برأسٍ خاويةٍ من الأحلام
قد صار وجودك حُلماً تحول لسراب.
سَأحدثك بلغةِ الأنقِياءِ.
تَكاثرت في نبضي وصرت حلمي.
كيف سأجتازُ تلكَ الفَواصِلَ والمسافات؟
كي أتنفسُ عطرك في في اللاوجود.
شَوقي لك لَمْ يَزَل قيدَ حُلُمٍ،
يَتراءى في دُنيا الخَيال.
أَزهاري معك تَتَفتح
وفراشَاتي ترفرفُ في الهواء،
تعزف لك سيمفونية الغرام.
بتراتيل عشقي وحثيث دمعي،
أرنو إليك ولوعَتي بملء الفؤادِ.
أرسم صورتك على الماءِ.
تذهب في دوائر حين رجمتها،
ضعتُ معها كما ضاعَ الليل في النهار.
أرهقتني ذلة الذكريات ورسيسَ العطر،
وأنا أبحث عن سر عودَتي لنفسِ المكان.
يتدفّق الحنين كي يستريح في مرافئ الانتظار.
الخَيال سِلاحي كي أُرافَق الأمنيات.
المَشاعر كالطيورِ بيتها السماء
عِند الشتات
أَحتَضِن بوحِي تتأّلق قصائدي
أتَجاوُز معها الألم وأَطير فوقَ الغَمام.
كالشفق حين يطمَع في نورٍ، يخرخ من جنح الظَلامِ.
تَعود ذاكرتي من عدمٍ،
وأنا بصحوةِ فجرٍ يجفف أثار،
الدمع بعد رحيلك والغياب.

وفاء غريب سيد أحمد

22/4/2021

الشاعر يوسف عصافرة/ من ظلال الحكمة

.............. من ظـلال الحـكـمة ................

الحِلمُ أروعُ مــا أوفى بــه الكـرمُ
خـيرُ الوفـاءِ لِـمـن بالـشـكر يُتبِعُهُ

إن الحـليم إذا أفـضـى به غـضبُ
كان الكريم لمن بالجـهـل يصـفَعُهُ

داري السفيهَ وإن زادتْ سـفاهَتُهُ
تبقى الـسـماحة للأخـيـار مرجـعُهُ

واطـلب لنفـسك بالافــلاك مـنزلـةً
               إن الحـليمَ كمـا الأقــمـارِ موقِـعـهُ

لا تـبخـلـنَّ إذا مــا كُــنـتَ ذا سـِعَةٍ
                     المال يُذهـِبُ كـيـدَ النفـس يردعُهُ

فاربـأ بنفسـك أن تمشي مـع الهـملِ
                   خُلْقُ الصديقِ صديقُ العمر مرجعُهُ

وارفــع لديـنـك فــي الآنــامِ رايَـتَهُ
                   الدِّيــنِ عِــزُّكَ بِـالايــمـان تَجــمَــعُـهُ

كُــلُّ الأكــارمِ بـالأخـلاق مـوطـنـهم
                  أَما البخـيلُ فـفـي الأوحــالِ مـرتعُهُ

واشـمـخ بأصلك إِنْ عِيبتْ مناقِبُهُمْ
                   أصـلُ الفـتى شِيَمُ الاحــرارِ ترفَــعُهُ

واشـكـر لربِّــك والأكــوانُ غـــافِــلَةٌ
                  مـاء العيون مـع الأسـحـار تَـدمَــعُـهُ

كـل الذنـوب دمـوع العبد تـمسـحها
                  اللــــه يُـنــصِــتُ لـلأواب يـسـمَــعُـهُ

"لا تَـظلـمــن اذا مـا كنـت مُـقــتـدراً"
                  رب الـسـمـاء دعــاء الظـُّلـمِ يـسٕمَعُهُ

فـاجــأر بــصـوتك للرحــمٰـنِ ســائِلَهُ
                 عـفـواً...لعـلَّك بــاب الخُـلــدِ تـقــرعُهُ

                              الشاعر يوسف عصافرة
20/  6. /  2021.                                 
                                      البحر البسيط

زكية أبو شاويش/ دموع التماسيح

هذه مشاركتي المتواضعة :
قال الشَّاعر / البحتري
أَقولُ أَزيدَ مِن سَقَمٍ فُؤادي___ وَهَل يَزدادُ مِن قَتلٍ قَتيلُ
معارضة بعنوان :
دموع التماسيح ____________________البحر : الوافر
تباكى أم بكاءٌ يا جميلُ ___ وقد ذبحَ الفؤادَ لهُ خليلُ
ومن يبدِ الحنانَ لكلٍّ طيرٍ ___تعالى عن جراحاتٍ تُميلُ
فلا بازٍ يحنُّ على بغاثٍ ___إذا ما كانَ مع نهمٍ يُعيلُ
فيسقطُ من علوٍّ لا يبالي ___إذا ما لاحَ صيدٌ لا يَقيلُ
وفي خطفٍ سريعٍ باتَ صمتٌ ___ على أبوابِ مأدبةٍ يطيلُ
رثاءً للَّذي أضحى قتيلاً ___فيبكي لا دموعٌ أو دليلُ
.........................
أيا من راقهُ قتلٌ تمادى ___ بحربٍ لا تعاند من يصولُ
ويبدي كُلَّ خوفٍ من بعيدٍ ___ على الأطفالِ إن دامَ العويلُ
ولكن دونَ وصلٍ للمعاني ___ وذا فهمٌ من الأدنى قليلُ
أما للحقِّ من بوقٍ ينادي ___ على من كانَ في لهوٍ يميلُ
بخاصرةٍ مع الأعداءِ ليلاً ___ ولا شهمٌ يروقُ لهُ ذليلُ
وهل تحيا الجرو حُ بلا نزيفٍ ___ وهل رامَ البكاءَ لها غليلُ
.......................
ومن كانَ المراقبَ من بعيدٍ ___ بصمتٍ قد يمزِّقُهُ الدَّخيلُ
إذا ما رامَ وقفاً لاعتداءٍ ___ فصاروخُ المقاومِ قد يجولُ
وتمتلئُ الملاجئُ من نساءٍ ___ويبكي حالهنَّ ولا قتيلٌ
فمن هلعٍ تصايحَ كُلُّ جبنٍ ___ ومن تحتِ الحصارِ أفاقَ جيلُ
ألا إنَّ الولاءَ يُرى بعزمٍ ___ لنصرةِ من تفانى لا يميلُ
عن الحقِّ المؤكَّدِ في كتابٍ ___ وتاريخٌ يزيِّفُهُ العميلُ
.......................
ونصرٌ باتَ فخراً لا يبالي ___ بتمساحٍ بكى والأكلُ غولُ
تؤازوهُ شعوبٌ قد تحرَّت___ صواباً من كذوبٌ إذ يقولُ
وكلُّ جريمةٍ شهدتْ بعكسٍ ___ على فعلٍ يؤيده العميلُ
ألا إنَّ الحياةَ لكلِّ شهمٍ ___ ولو كانت جوارحُهُ تسيلُ
دم الشُّهداءِ أغلى من عروشٍ ___ تربَّعَ فوقها صِفرٌ ذليلُ
يهادن غاصباً في خيرِ أرضٍ ___ وينسى ما قضاه لنا الجليلُ
........................
وقد يبكي على جلفٍ حقيرٍ ___إذا ما هزَّهُ هَلَعٌ أصيلُ 
أيا من كنتَ تجهلُ كُلَّ جُرمٍ ___أتى من كُلِّ مغتصبٍ يزيلُ
بلاداً قد تشرَّدَ ساكنوها ___ بأفظعِ آلةٍ  يمضي القتيلُ
بقتلٍ أو بحرقٍ أو بهدمٍ ___ على رأسٍ تعاديه الفلولُ
فهل تمضي بتطبيعٍ ينافي ___شريعةَ من يجافيه الجهولُ 
فصلِّ على الحبيبِ وقل سلاماً ___على نصرٍ لهُ ثمن ثقيلُ
....................
الأحد  9 ذو القعدة  1442  ه
20  يونيو 2021 م
زكيَّة  أبو شاويش _ أُم إسلام

السبت، 19 يونيو 2021

عائدة قباني/ عشق وعقيدة

عشقٌ وعقيدة
""""""""""""
قدسي لنورٌ زها في عيننا ألَقا
سبحان ربٍّ بديعٍ حسنها خلقا

زُهرَ النجومِ من نورها قبستْ
بعض الضياءِ فزان الكونُ واتسقا

شمسُ الصباحِ إذا زارتْ مآذنها
قبابها الغرِّ تُهدي للسنا رمقا

ريحُ الصّبا بطيوبٍ للدّنا عبقتْ
من عطرِ أقصىً ومن مسكٍ له عبقا

عشقُ الحبيبةِ أقصاها وتربتُها
عقيدةٌ لمَنِ اختارَ الحياةَ تُقى

سعدٌ هواها وبذلُ الروحُ ذا فرحٌ
وإنْ رآهُ عبيدُ الحاكمينَ شقا

منْ يحلمونَ بسلمٍ ليس ينصفُهُ
وصفُ الخنوعِ وتسليمٌ لمنْ أبَقا

رضوا حياةَ ذليلِ القومِ في ترفٍ
واستمسكوا بعروشٍ ما وفتْ ببَقا

هذي بلادي خسيسٌ قام دنّسها
عموا وصمّوا ولا قلبٌ لهم فرَقا

لا دينَ يردعهُم باعوا ضمائرهم
لا عرفَ لا عرقَ حتى لا دمَ اتفقا

غثاءُ سيلٍ وما طابتْ منابتهم
من رامَ نجدتهم في سيلهم غرقا

لله يا وطني نشكوهُ ما اقترفوا
تُغتالُ مقدسنا ما سيفهم برَقا

أوّاهُ يا زمناً ضاعت معالمهُ
عزّ الصديقُ بهِ عزَّ الذي صدقا

عزّ الذي أسدٌ للدينِ ينصُرهُ
ذاك العزيزُ الوفا بالحقِّ قد نطقا

ربّاهُ عجّل بوعدٍ منك نأمُلهُ
نصراً عزيزاً بآيٍ بالوفا اعتبقا

أرسل عبادكَ للأقصى تحرّره
جارَ الأعادي بظلمٍ فاقَ من سبقا

ها قد تعالوا فعجّلْ ربِّ مهلكهم
ساءتْ وجوهٌ وضاق القلبُ واحترقا

وصلّ ربي على المختارِ سيّدنا
ما كان حبي لهُ مذْقاً ولا ملَقا

عائدة قباني

رشاد القدومي/ زفرات قلب/

زفرات قلب
البحر الوافر
بني قومي نُعِتٌم بالذكاء
أقول الحق يوصفً بالرياء ؟

سكتم عن فضائحكم و قلتم
سلام.. قد عرفتم بالدهاء
و لا أدري لماذا الجبن فينا؟
و بات الكل يشعر بالعناء

فهل نسي الجميع جروح قومي؟
و أطفالا تقتل بالخفاء

وكيف لنا الحياة و طيب عيش
و بيت الله دنس بالحذاء؟

تركتم راية الإسلام تهوي
و أرض القدس تحرس بالنساء

تجاهلتم دروب الحق حتى
أُصيب الكل ويحي بالغباء

ألستم خير من ركب المطايا؟
تجاوز صيتكم كبد السماء

دعوتك يا إلهي كل يوم
و أنت امرت عبدك بالدعاء

تربع عالعروش ولاة أمرٍ
سرابا في العيون بدا كماء

تجسد كلكم في ثوب طهر
وكل بات يلهج بالجفاء

رجوتك يا إلهي أن أصبهم
بداء لايخف مع الدواء

وتجمع شملنا رايات حق
نلبي حال نسمع بالنداء

كلمات رشاد القدومي

وليد العاني/ فقلت لها:إن ولكن

من جديد غِرّيد النواعير...
(فقلتُ لها : إِنَّ، ولكنْ...)

تقولُ : أَبَعدَ الأَربعينَ تَعاقَبَتْ
  على حُبِّ  مَنْ  تَهوَى  وأنتَ  طَرُوبُ؟!
            أَما  آنَ  أن  تَطوي   لِنَجوَى  حكايةً ؟
                      وحتّامَ     يبقى    للفؤادِ     وجيبُ ؟ (1)
            فقلتُ لها :أَنسَى وفي النفسِ حسرةٌ؟
                      وفي   الصدرِ    منها   أَنّةٌ    ونحيبُ ؟
            فأوّلُ    شِعْري    إِذْ   تَغَزَّلتُ    باسْمها
                      ولم  يَكُ  لي   من  قبلِ  ذاكَ   نَسِيبُ (٢)
            فللهِ    يا  عُمْرَ    الصِّبَا    راقَ    زَهرُهُ
                      لِيُنعِشَ   ما  بينَ    الجوانحِ     طِيبُ !
            نَعِمتُ   ونَجوَى   في  الأريجِ   هُنيهةً
                      وما خانَ  عهدي -  إنْ  سألتِ  -  حبيبُ
           إلى أنْ هَوَى مَن يحملُ الحِقْدَ  خِنجرًا
                      قريبٌ    وأَقسَى    الظالمينَ      قَريبُ
           تَخَفَّى    بِثَوبٍ    للطَّهارةِ     وَانْطَوَى
                     على   الغِلِّ    وَيْلٌ    للحَسُودِ     كَذُوبُ
           فَوَا حَسْرَتَا    إذْ   فرّقَ   الغَدْرُ    بينَنا
                     وَسُدَّتْ      علينا      لِلوصالِ      دُرُوبُ
           (إذا الليلُ أَضواني بَسَطتُ يدَ الهوَى)
                      وروحي  على   طَيْفِ  الحبيبِ  تَذوبُ
           على  هامشِ  الذِّكرَى أُسامِرُ  حُلوتي
                      وللذِّكرياتِ       السَّانحاتِ        هُبُوبُ
           فقالت : لقد  ولّى الشَّبابُ  ولم   يَعُدْ
                     لِذي   شَيبةٍ   في   ذا   السَّبيلِ   رُكُوبُ
           كفاكَ    على   دَربِ   الغوايةِ  ساهرًا
                     فذاكَ   مِنَ    الشَّيخِ    المُسِنِّ    مَعيبُ
           فقلتُ    لها   :  إِنَّ  ،   ولكنْ    تَمهّلي
                     ولا  تَحسبي   أَنَّ   القُلوبَ     تَشيبُ (3)
           فَمَن يُطفئُ الجمرَ الذي بينَ أَضلعي؟
                     فَلِلعِشْقِ    ما   بينَ    الضُّلوعِ     لَهيبُ
           تُحاورُني    عَلِّي     أَتُوبُ   وأَرعَوِي
                     متى  كانَ  مجنونُ   الحِسَانِ   يَتُوبُ؟!
           إذا  عفَّ   مَن  يَهوَى  أَتلكَ  مَعَرّةٌ ؟!
                    وهل    عُدَّ    للحُبِّ    النقيِّ     ذُنُوبُ؟!
           فقلتُ  لها :  كُفِّي  المَلامةَ  واسْمعي
                    فليسَ     لِداءِ       العاشِقينَ      طبيبُ
           ---------------------------
             (1) - الوجيب : خفقان القلب واضطرابه.
             (2) - النسيب : رقيق الشِّعر في المرأة.
             (3) - إنَّ : حرف جواب بمعنى : نعم.
                                              2021/6/17
                                                وليد العاني
                                             (غِرّيد النواعير)

أ.هدى مصلح النواجحة/ دراسة نقدية لقصيدة الشاعر يوسف أبو شادي

الدلالات الجمالية في قصيدة الشاعر يوسف أبو شادي
بعنوان غابة الحملان
قرلءة للاستاذة /هدى مصلح النواجحة
غابةُ الحملان
جاءتْ لغابتِنا السَّليبةِ
بعضُ حملانٍ على أطرافِها
كانوا بعزٍ
في روابِينا البديعةِ يمرحونْ
وكأنَّهمْ ناموا بأحضانِ المُدلَّلِ يحلمونْ
إذ قالَ قائلهمْ تعالوا رُبَّما
نلقي أمانًا عندَ أبناءِ الذِّئابِ ورُبَّما
كانوا إذا جِئْنا إليهمْ خاضعينَ تعفَّفوا
أنْ يأكلوا لحمَ الخرافِ فإنَّهمْ
لا للضَّعيفِ بضعْفِهِ يتصيَّدونَ
ويذبحونَ ويأكلونْ
أو للنِّعاجِ وثديهنَّ
ولحمِهنَّ وحُسنِهنَّ
لمتعةٍ يتحرشونْ
أو رُبَّما وجدوا لعدلٍ مثلهُ
يتعلَّمونَ ويهتدونْ
قالَ الذي يَفتي لوجهِ إلههِ
وإلهُهُ بالبيتِ الابيضِ قد أضاعَ
القدسَ والجولانَ والأوطانَ والإنسانْ
: أنا لا ألومُ مَنْ استعانَ بِمَنْ دعونا
أنْ يُشتِّتَ شملهمْ
ما دامَ فينا من يُشتِّتُ شملَنا
أولمْ تروا أطفالَنا ونساءَنا وشيوخَنا
صوبَ الخيامِ بكُلِّ واديٍ ينزحونْ
ولقبلةٍ أُخرى غدوا
للهِ فيها يركعونَ ويسجدونْ

قالوا أخانا يا أبانا
قد أرادَ هلاكَنا
وأقامَ ثأرًا عن حُسينٍ بيننا
وحُسينُ منَّا, بلْ نراهُ حبيبَنا
ما كانَ فينا مَنْ أرادَ قِتالَهُ أو قَتلَهُ
فالعنْ لِمَنْ قتلَ المُبجَّلَ ربَّنا
قسمًا بمنْ رفعَ السَّماءَ لَقتْلُهُ
ما زالَ يُوجعُ قلبَنا قالَ الذي يَفتي لوجهِ إلهِهِ
: فتوكَّلوا وامضوا لأبناءِ العمومةِ
للحمايةِ بالجبايةِ طالبينْ
ولتعلموا أنْ للضَّرورةِ حُكمها
ما دامَ فينا إنْ قَبِلْنا أو أبينا
رافضونَ وراغبونْ
وتوقَّفوا وسطَ الطَّريقِ
بحكمةٍ يتفكَّرونْ
إذ قالَ قائلهمْ: خَسِئْتمْ
هلْ رأيتمْ ذاتَ يومٍ
للأسودِ وللذِّئابِ وللضِّباعِ
بأيِّ غابٍ, أيِّ وادٍ
غيرَ حملانٍ, وغزلانٍ
وكلِّ ضعيفِ يبدو آكلونْ
قالَ الذي قرأَ الكتابَ
وكانَ ذا علمٍ بهِ
: أفلا بعينِ القلبِ فيكمْ تُبصرونَ
وتعقلونْ؟
يا إخوتي
!! عجبًا لِمَنْ كانوا بدينٍ واحدٍ
وتفرَّقوا, وتقاتلوا, وتعاونوا

معَ منْ يقولُ بوجهِهِمْ
فرِّقْ تَسُدْ
. يا إخوتي
لا تطلبوا من جارِ سوءٍ قوةً
ما دامَ يطلُبُ مِنْ ثرائكمِ المَددْ
وهل الثَّراءُ بأرضكمْ يُنجِي سوى
إنْ كانَ في العضُدِ العضُدْ
لا تأمنوا جارًا قريبًا
أو بعيدًا إخوتي
فالجارُ لنْ يحميكَ إلّا
مِنْ عدوٍّ واحدٍ لكليكُما
, وإذا انتهى؛
يغدو إليكَ مُعادياً وبقلبِهِ
ما قد تبقى مِنْ حَسَدْ

 فلتعلموا يا أُمَّتي 

من ثُلَّةِ الحملانِ
 إذ صرنا زَبَدْ 

إنَّ الذي طلبَ الأمانَ 
جوارَ أنيابِ الأسدْ 

سيكونْ أولَ من أُكلْ
 إنْ جاعَ إذ ربطوا
 لأعناقِ الخرافِ
 بألفِ حبلٍ
 مِنْ مَسَدْ

 يوسف أبو شادي
الدلالات الجمالية في قصيدة الشاعر يوسف أبو شادي
بعنوان غابة الحملان 
وظف الأديب نهجاً حديثاً في قصيدته
التي استعار من القصة كلَّ مقوماتها وضمنها قصيدة التفعيلة .والتي أوسمها بالحداثة فهي متضمة للرمزية. وقد جعل لقصيدته عنواناُ ألقاُ (غابة الحملان) فما الدلالة اللغوية للعنوان الذي تصدرالقصيدة ؟ 
وقبل أن نجيب على هذا السؤال لابد أن نعود للعنوان . فالعنوان عتبة النص ويوحي للقارئ ما هو آت . فالعنوان المعرف بالأضافة لازال يحمل الإبهام إلى أن تفك القصيدة طلاسمه وهذا يظهر قيمة الترابط بينهما . فالغابة حيث المكان الخالي من البشر لا يتمتع بالبقاء فيه ؛إلا الحيوانات. وفد أسعفنا الشاعر بالتعريف فقد جعل الغابة للحملان وهي صغار الخراف . ولكن هل تعيش الحملان دون مساعدة اوحماية على نمطية المعيشة في الغابة التي لها مجموعة من الدلالات ؟ فهي تعني الأشجار الملتفة الضخمة المورفة والماء المتجمع والحيوانات المفترسة وغيرها علاوة على خلوها من البشر. لأننا سنعالج العنوان الذي طوعه الشاعر ليتمكن من سياق قصته بما حوت من هدف ومراد للشاعر .
علاقة القصة بالعنوان ؟إذن 
يدلل الشاعر على قدوم الحملان من مكان مجهول لم يعرفه  إلى أطراف غابتهم ,ويصف الحملان بأنهم كانوا بعز وهذا تحميل من بدع الشاعر فهو يعني أنها كانت تعيش الأمان حيث الكلأ. فالعز لا يُرى ولكن تُرى آثاره .
كما ورد على لسان الشاعر صراحةً . 

في روابِينا البديعةِ يمرحونْ 
وكأنَّهمْ ناموا بأحضانِ المُدلَّلِ يحلمونْ 
وهنا تبدأ القصة
لابد لأي مجموعة من شخصية  تقودها وهذه سنة الله في خلقه ليستمر البقاء والأمان والحماية وعمارة الأرض .فهل كان مستشار المجموعة عاقلاً؟ والذي أطلق عليه الشاغر (قائلهم )فقد اقترح في مباشرة القول مستنهضاً باقي القطيع من خلال مشورته أن يزجوا بأنفسهم عند أبناء الذئاب ,وهم في حالة الانبطاح والضعف والخضوع وفقدان هيبة الكلمة والقرار علهم يجدون الأمان ولم يستند على ما يطمئن ؛ فقد أكثر في توارد الألفاظ التي تفيد ذلك وتدلل على هزيمة الذات وضياع الثقة . لكن ما يحيرني إذا كانت الحملان في أمان ما الذي يجعل قائلها يقترح عليهم بهذه المشورة السوداء ؟ وما هي المستجدات التي طرأت على حياتهم وقد أخفاها الشاعر ؟ولعل السياق أوجع في قوله:
(ويذبحونَ ويأكلونْ 
أو للنِّعاجِ وثديهنَّ 
  ولحمِهنَّ وحُسنِهنَّ 
لمتعةٍ يتحرشونْ) 
 وهذا مرفوض لأن أي حر يموتُ دون عرضه ,ولنرى الشاعر ماذا يقول في قصيدته:
إذ قالَ قائلهمْ تعالوا رُبَّما 
نلقي أمانًا عندَ أبناءِ الذِّئابِ ورُبَّما 
كانوا إذا جِئْنا إليهمْ خاضعينَ تعفَّفوا 
أنْ يأكلوا لحمَ الخرافِ فإنَّهمْ 
لا للضَّعيفِ بضعْفِهِ يتصيَّدونَ
 ويذبحونَ ويأكلونْ 
أو للنِّعاجِ وثديهنَّ 
  
ولحمِهنَّ وحُسنِهنَّ 
لمتعةٍ يتحرشونْ
 أو رُبَّما وجدوا لعدلٍ مثلهُ 
يتعلَّمونَ ويهتدونْ
ورأي ثاني لقائل منهم في المقطوعة الثالثة ,وهو الذي يفتي لا لمصلحة المجموعة ولكن لمصلحتة الخاصة ,يتقرب بها لذوي القوة على حساب الوطن والمواطن هو يلبس هنا ثوب العار والمهانة .والإشارة ضعيفة فنياً لأن الشاعر لم ينتظر على الرمزية أن تحقق بلاغتها وهدفها بل بادر في التوضيح , بل تمادى فيه فقد كان عليه أن يترك الفرصة أمام المتلقي يعاضد فكرته ويساند رأيه  :

 قالَ الذي يَفتي لوجهِ إلههِ
 وإلهُهُ بالبيتِ الابيضِ قد أضاعَ 
القدسَ والجولانَ والأوطانَ والإنسانْ
: أنا لا ألومُ مَنْ استعانَ بِمَنْ دعونا 
أنْ يُشتِّتَ شملهمْ 
ما دامَ فينا من يُشتِّتُ شملَنا
 أولمْ تروا أطفالَنا ونساءَنا وشيوخَنا
 صوبَ الخيامِ بكُلِّ واديٍ ينزحونْ
 ولقبلةٍ أُخرى غدوا 
للهِ فيها يركعونَ ويسجدونْ

أما في المقطوعة الرابعة , يعلول صوت الجماعة إذ يرفضون صوت المفرد الخانع فيشتكون أخاهم لأبيهم لسببين الأول لأنه يدعوهم للاستسلام ,والثاني لأنه
يستثير نعرة الجاهلية والفرقة والتحيز بالتلميح إلى حادثة كربلاء وقتل الحسين كان عليهم لأخذ العبرة من مقتل الحسين لا إثارة فتن ماضية تفت في عضد الوحدة .والحدث الأشد مرارة وما يدلل على التراخي والاستهانة بقدراتهم فهو يدعوهم للاستعانة صاغرين بأبناء العمومة . (ما حك جلدك مثلَ ظفرك فتولى أمر نفسك ). ويعلل السبب بقوله أن للضرورة أحكامها. (ولتعلموا أنْ للضَّرورة حُكمها)اقرأ قول الشاعر:

 قالوا أخانا يا أبانا 
قد أرادَ هلاكَنا 
وأقامَ ثأرًا عن حُسينٍ بيننا
 وحُسينُ منَّا, بلْ نراهُ حبيبَنا 
ما كانَ فينا مَنْ أرادَ قِتالَهُ أو قَتلَهُ
 فالعنْ لِمَنْ قتلَ المُبجَّلَ ربَّنا 
قسمًا بمنْ رفعَ السَّماءَ لَقتْلُهُ 
ما زالَ يُوجعُ قلبَنا قالَ الذي يَفتي لوجهِ إلهِهِ
: فتوكَّلوا وامضوا لأبناءِ العمومةِ 
للحمايةِ بالجبايةِ طالبينْ
 ولتعلموا أنْ للضَّرورة حُكمها
 ما دامَ فينا إنْ قَبِلْنا أو أبينا 
رافضونَ وراغبونْ 
 إذاً في الفقرة الخامسة ما يدلل على انجراف المجموعة وشروعهم في تنفيذ الآراء ووجهات النظر والمقترحات الفردية الخاطئة في قوله: (وتوقَّفوا وسطَ الطَّريقِ) , لكن هذا التوقف للتدبر والتعقل والمشورة (بحكمةٍ يتفكَّرونْ )والآن يأتي دور التفكر واستدراك الخطـأ فيما ساقوا من آراء ودللوا على خطأ الطرح والقرارات جميعها,كما ساق الشاعر: (هلْ رأيتمْ ذاتَ يوم
للأسودِ وللذِّئابِ وللضِّباعِ
 بأيِّ غابٍ, أيِّ وادٍ 
غيرَ حملانٍ, وغزلانٍ
 وكلِّ ضعيفِ يبدو آكلونْ)
وتتوالى الأفكار النيرة والحكم والنصح والإرشار

 يا إخوتي
!! عجبًا لِمَنْ كانوا بدينٍ واحدٍ 
وتفرَّقوا, وتقاتلوا, وتعاونوا

 معَ منْ يقولُ بوجهِهِمْ 
فرِّقْ تَسُدْ
. يا إخوتي
 لا تطلبوا من جارِ سوءٍ قوةً 
ما دامَ يطلُبُ مِنْ ثرائكمِ المَددْ
 وهل الثَّراءُ بأرضكمْ يُنجِي سوى
 إنْ كانَ في العضُدِ العضُدْ 
لا تأمنوا جارًا قريبًا 
أو بعيدًا إخوتي
 فالجارُ لنْ يحميكَ إلّا
 مِنْ عدوٍّ واحدٍ لكليكُما
, وإذا انتهى؛
 يغدو إليكَ مُعادياً وبقلبِهِ 
ما قد تبقى مِنْ حَسَدْ
وفي المقطع السادس والأخير يتوجه الشاعر صراحة لأبناء شعبه يذكرهم بالقرابة بينهم  وبحقوقهم على بعضهم وواجباتهم ويدعوهم لأخذ العبرة والموعظة من قصة  الحملان وليحذر أهله من الشخصيات المتقاعصة والخائنة مهما كانت درجة القرابة فيقول

. يا إخوتي
 لا تطلبوا من جارِ سوءٍ قوةً 
ما دامَ يطلُبُ مِنْ ثرائكمِ المَددْ
 وهل الثَّراءُ بأرضكمْ يُنجِي سوى
 إنْ كانَ في العضُدِ العضُدْ 
لا تأمنوا جارًا قريبًا 
أو بعيدًا إخوتي
 فالجارُ لنْ يحميكَ إلّا
 مِنْ عدوٍّ واحدٍ لكليكُما
, وإذا انتهى؛
 يغدو إليكَ مُعادياً وبقلبِهِ 
ما قد تبقى مِنْ حَسَدْ

 فلتعلموا يا أُمَّتي 

من ثُلَّةِ الحملانِ
 إذ صرنا زَبَدْ 

إنَّ الذي طلبَ الأمانَ 
جوارَ أنيابِ الأسدْ 

سيكونْ أولَ من أُكلْ
 إنْ جاعَ إذ ربطوا
 لأعناقِ الخرافِ
 بألفِ حبلٍ
 مِنْ مَسَدْ

 وجد الشاعر ضالته المنشودة في إصدار ما بداخله من نقد حكيم وحليم فابتعد عن المباشرة التي قد لا يصل خطابه آذان الناس. فوظف القصة لما تكتنز من مشوقات ومميزات تجعلها الأقرب للاستحواذ عل تفاعل المتلقي .
وردت القصة متكاملة بجميع عناصرها.وهي :الزمان وقد جعله الشاعر مفتوحاً وجعل بدايه حضور الحملان لأطراف القريه ثم شبع الزمان بالأحداث التي فهمناها ضمناُ وبق الزمن مفتوحاًلأن القصة لم تنته ولم يتغير الواقع.
المكان لم يتغير واستغرقته غابة الحملان كمسرح يماثل الحياة والتجربة للموعظة والاستفادة .
الشخصيات  شخصيات فردية تدلي بآرائها ولم يبرز الكاتب السبب غير أننا فهمنا من خلال الحوار الوارد في النص فالشخصية الأولى التي أشارت بالذهاب والتسليم للذئاب ( إذ قالَ قائلهمْ تعالوا رُبَّما 
نلقي أمانًا عندَ أبناءِ الذِّئابِ)والشخصية الثانية هو من رأى أن الخير في مهادنة امريكا والسير في ركبها وقد أطلق غليه الشاعر لقب قائلهم من باب الاستهزاء وهو القائل
 (قالَ الذي يَفتي لوجهِ إلههِ
 وإلهُهُ بالبيتِ الابيضِ قد أضاعَ 
القدسَ والجولانَ والأوطانَ والإنسانْ)
الشخصية الثالثة هي شخصية القائل أن الحيواتات الضعيفة لا حياة لها عند الحيوانات المفترسة فهي أشهى طعام لها.
 (إذ قالَ قائلهمْ: خَسِئْتمْ 
هلْ رأيتمْ ذاتَ يومٍ 
للأسودِ وللذِّئابِ وللضِّباعِ
 بأيِّ غابٍ, أيِّ وادٍ 
غيرَ حملانٍ, وغزلانٍ
 وكلِّ ضعيفِ يبدو آكلونْ)
والشخصية الرابعة هي شخصية من قرأ كتاب الله وتمعن فيه فقد رأى ضرورة الوحدة والضعف مذلة والدين واحد فلم الفرقة ؟ولذلك يجب إعادة النظر في منهج حياتهم للتغلب على ما هم فيه .وتظهر الشخصيات الثانوية وهي أصواتٌ للمجموعة ليكتمل بهم الحدث.
 
رابعاً :- الحبكة وجدنا أن أحداث القصة اجتمعت بكل تقلباتها وتداخلاتها لتشكل حبكة القصة التي تضمنت أيضاً الصراع بين الشخصيات وأدوارها وردود أفعالها .أما الآن فقد تلحف الشاعر بدور الراوي المحايد الذي أخذ على عاتقه رواية القصة ليستثير القارئ فيتابع مغزى النص, فكانت اللغة السردية لغة أدبية شعرية راقية .
وأخيراً يأتي الحل منهم وهو ضرورة الاعتماد على النفس والوحدة ونبذ الفرقة والغوص في أحداث كانت سبباً في إضعاف الأمة وهزيمتها أمام أعدائها
من حداثيات اللغة عند الشاعر توظيف التضمين فقد ضمن من القرآن الكريم فقال على المعنى : (إذ قالَ قائلهمْ )ووالله عز وجلي قول في سورة يوسف (.آية 10 ) قال قائلٌ منهم
 -قالوا أخانا يا أبانا وفي سورة يوسف يقول الحق عزوجل من شورة يوسف الآية 11(قالوا يا أبانا) التشابه في الأسلوب مع اختلاف الهدف من القول .
وهذا يدلل على مدى تأثر الشاعر بالقرآن الكريم .
ضمن الشاعر في قصيدته الحدث التاريخي لمقتل الإمام الحسين كرمه الله وليربط بحال فتنة الأمة الإسلامية وتمزقها إلى فرق متناحرة.
وكيف هزمت دولنا العربية في نكسة حزيران 1967وضاعت القدس والضفة وقطاع غزة وسيناء وهضبة الجولان وأصبحت كلها بيد اليهود .واصفاً مآسي النزوح على شعوبنا.  
كذلك يضمن المثل السائر في قوله (ولتعلموا أنْ للضَّرورة حُكمها)

كما تنوعت الأساليب التي تضمنها النص وهذا يرفع من قيمة القصيدة الأدبية ويزيد من جمال نسيجها 
(جاءت لغابتنا السليبة)  أسلوب سردي افتتاحي ممتع مضيء لما يرد بعده. 
(كأنَّهمْ ناموا بأحضانِ المُدلَّلِ يحلمونْ ) أسلوب وصفي يفيد التمثيل.
(تعالوا رُبَّما) والقصيدة تعج بالأساليب أتركها للمتلقي لتذوقها , 
نلقي أمانًا عندَ أبناءِ الذِّئابِ ورُبَّما 
كانوا إذا جِئْنا إليهمْ خاضعينَ تعفَّفوا ) مجموعة أساليب متشابكة فمن الأسلوب الطلبي المشوب بالشك  وعدم اليقين في (ربما )ومرة ثانية جاء مصحوباً بالشرط .(ربما إذا) وهكذا فالنص زاخر بالأساليب المعززة للنص الشعري
أما الصور الجمالية فهي لم تبعد عن المباشرة والوصف وقد حوت بعضاً من العمق الرمزي التي توحي به القصة في الشعر . 
أمتلأت القصيدة بالأشارات والإيحاءات تجعل القارئ يلاحق التصور الذهني الجمالي للمكان وهو الغابة وكيف تحولت الغابة إلى مكان خلا من الهدوء والراحة مما دفع الحملان للتشاور في مصيرهم .
أخذت القصة أسلوباً قصصياً , فقد وردت أفعال الحدث في الماضي مثل ( جاءت ,كانوا بعز ,ناموا ,قال, تعالوا ,قد أراد , وتوقفوا  .. الخ) أما الأفعال المضارعة الوصفية فقد جاءت من خلال وصف الحدث الماضي , فهي منبثقة منه .وقد وظف الشاعر أفعالاً مضارعة مسبوقة بلا وهي تفيد الحالية والمستقبلية فالنهي صالحٌ لكل زمانٍ ومكان ,مثل (لا تأمنوا جاراً قريباً أو بعيداً اخوتي),لا تطلبوا من جار سوء قوةً, وقد ورد فع واحد في المستقبل وهو سيكون فهو يشير إلى نتائج عملهم. 
القصيدة غنية بالنصائح والتوجهات الإيجابية وقد كان الشاعر ميالً للمصارحة ِوآمل أن يستفيد الناس مما حدث لغابة الحملان  .لكن لماذا لم يسميها الشاعر بغابة الخراف لأن الخراف تجمع بين أعمار مختلفة وقد نجد حكمة الكبار . لأن الصغار لا يدركون الحكمة ولا تدبير الأمر  .وظف الشاعر تفعيلة البحر الكامل وهو بحر مناسب لإلهاب الهمم  ومخاطبة الجماهير .
وقد ازدانا بموسيقاها الداخلية لاتساق الألفاظ الواردة ,والتكرار في بعض العبارات .لذلك تعتبر القصيدة من شعر الحداثة 
 وفي الختام أتمنى التوفيق والعطاء المستمر للشاعر .
أستاذة / هدى مصلح النواجحة 
الأربعاء 16 يونيو 2021

الجمعة، 18 يونيو 2021

عائدة قباني/ قلبي وربي دائم التحنان

قلبي وربّي دائمُ التحنانِ
........... للقدسِ للأقصى لخيرِ مكانِ

لبها ربيعِ الزّهرِ فوقَ سُفوحِها
........... ولريحِ أرضِ الحبِّ والإيمانِ

للبرتقالِ الحُلْوِ في بيارتي
................. للوزِ للتفاحِ في بستاني

صبارةٍ مادتْ هناك بشوكها
................... جوريةٍ سحريّةَ الألوانِ

ولياسمينةِ بيتِنا وطُيوبِها
.............. حاكورةٍ كم عانقتْ أرداني

للبابِ للجدران حارةِ بيتِنا
..............… للأهلِ للأحبابِ للجيرانِ

لنسيمِ فجرٍ حاملٍ طلَّ الندى
........ يُشفي القلوبَ بضوعةِ الريحانِ

في باحِ أقصانا يميدُ وينثني
...............… ويقبّلُ الأركانَ في تَحنانِ

ولقُبّةٍ بدراً بدتْ وتألّقتْ
...............… في ليلِنا فتعانقَ البدرانِ

أوّاهُ ياقلبي المُعذّبَ بالضنى
................ بالبعدِ بالإكراهِ بالحرمانِ

ياللحنينِ لكم يثورُ بأضلُعي
........ فيفيضُ دمعُ العينِ منْ أحزاني

يا قدسُ يا أرضَ الضّياءِ وقبلتي
........ لكِ مهجتي لك نبضتي وجَناني

يا ليتَ أني ألتقيكِ لَمرّةً
............. فيها أُذيبُ لواعجَ الأشجانِ

وتطيبُ نفسي باللقاءِ وتنتشي
......... في بردِ حضنكِ ينطفي بُركاني

فأموسقُ الحرفَ الجميلَ قصائداً
........... وتموهُ في سِحرِ الرُّبى ألحاني

فلعلنا ولعلنا ولعل ما
.................. وعد الإله لقد دنا في آنِ

وأظنُّ أُخراها هنا فينا ابتدا
.................. ولربما قد بات قاباً داني

سيحررُ الأقصى كما قدسي أنا
............ وكذا ذرى وطني كما شطآني

من أرض غزة للجليل لغورنا
................. من نهرنا ولبحرنا المزدانِ

بمرافيء الأرضِ التي طربت هنا
.................. من فرحها وتزينت بجنانِ

بدمِ الشهيدِ تعطرت وتمايست
................... قالت أنا لعروسةُ الأوطانِ

اللهُ يا أحلامنا كم حلقت
.............. من شوقنا من حُرْقةِ الأشجانِ

عائدة قباني

الأربعاء، 16 يونيو 2021

حموده الجبور/ قوم سلوكك

قَوِّمْ سُلوكَكَ

كُن بينَ قومِكَ في الظّلماءِ كالقَمَرِ
مَن شَبَّّ شَهماً رقى في النّاسِ بالكِبَرِ

قَوِّمْ سُلوكَكَ كي تحظى بِمكرُمةٍ
بينَ الورى طَيِّبَ الأخلاقِ فأْتَزِرِ

الغُصنُ لو مالَ ظَلَّ الإعْوِجاجُ بِهِ
يُستأصَلُ الفَرعُ لو قد شذَّ عن شَجَرِ

لا يُفطَمُ المرءُ عن سوءِ الفِعالِ إذا
مَرَّ الزّمانُ وسوءَ الفِعلِ لم يَذَرِ

يَمِّمْ صواباً تكُنْ في الخَلقِ أسعَدَهُمْ
واهجُرْ خِصالاً دعتْ لِلفُحشِ والضَّرَرِ

كم من أنامٍ تعافُ النّفسُ مجلِسَهُم
فاحذَرْ مُجالَسَةً تُفضي إلى الكَدَرِ

لا تبخَسَنْ بامرئٍ رأياً أرادَ بِه
ِ خيراً فما قالَ قد يُنجيكَ مِن خَطَرِ

كم من أُمورٍ على ذي شارِبٍ عَصِيَتْ
فيها تفوَّقَتِ الأُنثى على الذَّكَرِ

حموده الجبور /الأردن

الثلاثاء، 15 يونيو 2021

طارق موسى المحارب/ الأردن

طارق المحارب ..
15/6/2021
الأردن ..

مسارُكَ أمجادٌ و عُمرُكَ شاهدُ
وفيكَ على مرِّ الزَّمانِ المحامدُ

سليلاً لأجدادٍ على السَّهلِ رسمُهمْ
أثيلٌ وكمْ جَدٍّ بذا الرَّبعِ راقدُ !!

تُطلُّ بعَيدَ الفجرِ كفّاً سخيَّةً
بها أنهرٌ تجري وتجري الرَّوافدُ

ايا معبَرَ الأمجادِ منْ قبلِ فاتحٍ
و يا موطنَ الإسلامِ و الحبُّ رائدُ

على تُرْبِكَ الغرُّ استقلُّوا جيادَهمْ
                    و أسيافُهُمْ في كلِّ حدْبٍ تُجاهدُ

قبائلُ منْ عدنانَ تبني فشيَّدتْ
                     دياراً تُريحُ المرءَ لو جاءَ قاصدُ

 ومنْ نسلِ قحطانٍ أباةٌ إذا مضَوا
                    أغاثوا وطبعٌ ذاكَ في القومِ  واحدُ

وعهدٌ لهمْ وافٍ إذا خاسَ غيرُهُمْ
                      وشيمتُهُمْ صدرٌ على العفوِ حاشدُ

 كذكرِكَ إسماعيلَ  أبناؤُهُ غدَوا
                         و حلُّوا بوادٍ  صخْرُهُ  اليومَ ناهدُ

بنحتٍ على الأزمانِ   قدْ ظلَّ مُعجِزاً
                         فعاشتْ على البتراءِ تلكَ الشَّواهدُ

فنونٌ و إتقانُ  بهِ منْ عجائبٍ
                    تبدَّتْ على وادٍ  بهِ السِّخرُ ساردُ

و يمضي زمانٌ ثمَّ يأتي مُكمِّلٌ
                 لما أنجزَ الماضونَ و الدِّينُ ساندُ

فتأتي جيوشُ اللهِ للشَّامِ  بُكرةً
                  و يكبرُ في الأردنِّ ذاكَ التَّعاضدُ

 و منهُ إلى الأصقاعِ تسري كتائبٌ
                      و تُهدَمُ أوثانٌ و تُبنى مساجدُ

و فوقَ ثراكَ الحُرِّ  تزهو حضارةٌ
                      تُزخرفُها بعدَ البناءِ  العقائدُ

ليبقى السَّماحُ الأصلَ في كلِّ سيرةٍ
                      و تبقى دياناتٌ  لأخرى تُساندُ

لِعمَّانَ في التَّاريخِ شأنٌ مُعظَّمٌ
                     و ذِكْرٌ معَ الأيَّامِ غَضٌّ و خالدُ

و في الشِّعرِ إشراقٌ عليٌّ عُلُوَّها
                       إذا ما نسيمٌ مرَّ فاحتْ قصائدُ

يلوحُ عليها الصِّيدُ منْ اهلِ مكَّةٍ
                    كما في نحورِ الغِيدِ لاحتْ قلائدُ

همُ عِزوةُ العدنانِ  منْ صلبِ هاشمٍ
                         رجالٌ بهمْ منْ كلِّ خيرٍ عوائدُ

كرامٌ لهمْ أيدٍ بها الزَّادُ وافرٌ
                      فسلْ مكَّةً كمْ أشبعتها الموائدُ

 و ماكانَ للأشرافِ إلَّا مناقبٌ
                        و ما فيهِمُ إلَّا المُهابُ المجاهِدُ

طارق موسى المحارب ..

بقلمي ..

الاثنين، 14 يونيو 2021

الشاعر يوسف عصافرة/ أعز الأحبة

.............. أعــزُّ الأحــبـة ................

بعـيـد الـدار في قلبي قريبٌ
وكـم بالقلب قـد بَعُدَ القريبُ

وكم بالقرب قـد ذلـت أُنــاسٌ
وكم بالـبُعـدِ قــد عزَّ الحبيبُ

أخاك إذا رمـاك الدهـر سـهما
رقيق القلب يغشـاه النحـيبُ

فكن في دوحة الإخوان نجماً
ولا يُلهيك عـن وصــلٍ غريبُ

ولا تُكثرْ عتابَ الصـحـبِ يوماً
ولا تلهـيكَ عن فــعـلٍ خُطـوبُ

عـزيز النفـس فـي الدنـيا عزيزٌ
 ذلــيل النـفـس تغرقــه الذنـوبُ

يعيش المـرء في الأجـواء نسراً
          ويحـزنُهُ مـن الـكـــون الـغـروبُ

لشـمـسٍ الكـون نعشقُ كلَّ فجرٍ
           ويبهـجُ نفـسَـنا السهلُ الرحـيبُ

على الأغصـان نشـدو في حُبورٍ
            ونــأبـى أن تُـفـــرقــنـا الـدروبُ

طـويــنا العـمـر للأوطـان نـرنـو
           تُـفــرق شـمـلـنـا قـسـراً حــروبُ

لـعـلَّ اللـــهَ يجــمــعــنا بـِـيــومٍ
            على الإيـمان تجـتـمـع القـلـوبُ

                 الشاعر يوسف عصافرة
                       البحر الوافر
                     14/6/2021م

الأحد، 13 يونيو 2021

الشاعر الأديب د.ضياء الجبالي/ وأسيرتنا ملك سليمان

وأســيـرتــُنـا ؛ مـَـلــك ُ ســلــيــمـان ْ..
========================
وأســيـرتـُـنـا ؛ مَــلـك ُسـُـلــيـمـان ْ..
يـأســـرُها ؛ صـهــيــوني ُّجـَـبــان ْ..
هي مَـلـك ٌ؛ في أسـر ِالـشــيـطـان ْ..
في سِـجـن ِحـرائـرنـا الـشُّـجـعـان ْ..
في عـُمـر ِاثـني عـشـر َ؛ وتــُدان ْ!؟
وبـعــشـر ِســنــيـن ٍأســر ُهــوان ْ..
ومع الـتـعــذيـب ِ؛ مِـن الـسَّـجـَّان ْ..
في معــتـقـل ٍ؛ خـلـف َالـقـضـبـان ..
يـا أي َّقـَـضـــاء ِقــُـضـــاة ٍكــان ْ ..
أيــن الـعـــدل ُوحـــق ُّالـمــيــزان ْ..
========================
أمـضـت ْســـنـوات ٍ؛ حــتـَّى الآن ْ..
لــطــفـــولــة ِوشــبـاب ِالأزمــان ْ..
وســــط الآلام ِ؛ مــع الأحــــزان ْ..
كــفــتــاة ٍتـخــضع ُلـلـطــغـــيـان ْ!!
لـم تـوقــِـظ ْقــلـــبــاً أو وجـــدان ْ!؟
ومـِـئـــات ُالالاف ِالــفــُـرســـان ْ ..
مـا هـجــروا لـجـهـاد ِالـمـيــدان ْ ..
دفـعــوا عـنـَّا أغــلــى الأثــمــان ْ..
والـتـهــمـة ُ يـا عـرب َالـبـلــدان ْ..
لــبــــراءة ِفــتــيــات ِوفـِـتــيــان ْ..
لــدفــــاع ٍعـن أغــلـى الأوطــان ْ..
عـن قــدس ٍوبـأقــصى الإيـمـان ْ..
========================
والعـُرب ُ وفي رعــب ِالكـتـمـان ْ..
غـرقـى فـي العـُهـر ِإلى الأذقـان ْ..
سـكـرى فـجـور ِخــمـور ِالـحـان ْ..
فـي ذل ِّالـقــــوَّاد ِالـخـِــصــيــان ْ.. 
بـهـــروب ٍوبــقــــدر ِالإمــكــان ْ ..
مـن ظــلـم ِالحـاكـم ِوالـسـلـطـان ْ.. 
حــكــَّام ٌ؛ كــشـيـاطـيـن الـجــان ْ..
هـدموا الوطـن بـنـهـب الأركـان ْ..
في عــار ٍ؛ في خزي ٍ؛ وهـوان ْ .. 
مع نـهــب ٍ؛ في فـقـر الأحـزان ْ ..
                                              ========================
مـن خـوف نـضـال ٍفي الـمـيـدان ْ..
يــتـعــاطــون ؛ وفي كــل ِّمـكـان ْ..
إدمــــان َذنـــوب ٍلـلـنــســــيــان ْ.. 
يـتـبـاهـون ؛ بـزهـو اسـتهـجـان ْ..
بـبــطـولات ِ حــروب ِالـنـســوان ْ..
واتس وفيس بوك مع النـدمـان ْ .. 
بــنــفــاق ِعـــبـــادات ِ الأوثــان ْ..
بـجـهــاد ٍ؛ ســمَّـوه ُبـعــصـيـان ْ..
وصنوف ُالـكـُفـر ِكـهـوف ُأمان ْ ..
والــكـــل ُّيـُــردِّد ُ؛ لــلألــحـــان ْ..
لـســلام ٍ؛ بــفــَـنــاء ِالهــذيــان ْ.. 
يـشـدون وبـحــقــوق ِالإنـسـان ْ!!
                                              ========================
شعر الجبالي

ليلى عريقات/ ينصر الله أحبابه

ينصر الله أحبابَه.....البحر المتقارب

ألا يا فؤادي رماكَ العِدا
بسهمٍ أصاب من المبتدا

وذاك لأنك طفلٌ يتيمٌ
وما مِن نصيرٍ بهذا المَدى

فعانيتَ يا قلبُ مُرَّ الهوانِ
وكدتَ تروحُ بدربِ الرّدى

ومرّت سنينٌ قدِ اشتدّ عودٌ
سلكْتَ أيا صاحِ دربَ الهُدى

قرأتَ الكتابَ: أعدّوا لهم ما
تمكّنْتُمُ في دروبِ الفِدا

ويأذنُ ربي بحربِ العدوِّ
لذلكَ مُدَّ لِحربٍ يدا

بلادُكَ يسلبُها الاحتلالُ
بقتلٍ وأسرٍ لنا عربدا

يعيثُ يُجَرِّفُ ارضَ الجدودِ
وهدَّ المبانيَ والمسجِدا

وكم قد أذلَّ كبارَ النفوسِ
بجعلِ الفضاءِ ردىً أسودا

مِنَ القومِ مَن طبّعوا والعدا
وصاروا علينا لهم مُنجِدا

ولكنّ أهلي بأرضِ الرِّباطِ
صمودٌ لهم لن يروحَ سُدى

وأرضٌ لها سورةٌ في الكتابِ
يحقُّ لها بالدِّما تُفْتدى

وغزّةُ ارضُ الرجالِ الرّجالِ
صواريخُهُم أرعبَتْ مَن عدا

خسرنا المباني وبعضَ المتاعِ
وأمّا الشهيدُ فقد خُلِّدا

لجنّاتِ عدنٍ فهم لم يموتوا
مضَوْا لِلجهادِ ولبّوا النّدا

لذا ينصر الله أحبابَهُ
وراياتُنا سوفَ تعلو غدا
شعر ليلى عريقات

بشري العدلي محمد/ حينما تبكي الأماني

٥٠قصيدة (حينما تبكي الأماني )
بقلم / بشري العدلي محمد

تمزقتُ حتى تنامت همومي
وصارت بصدر الأماني عتومي
وساءلت عمري وقلبي حزين
تراني رأيت ظلام الغيوم
وصرت أبث فتات هيامي
لعلي أشيد قلاع علومي
شربت سقامي وألجمت شعري
                      فزاد الحنين بقدر الرسوم 
وجدت قتامي بعين انكساري 
                      ودقات قلبي تزيد همومي  
و رنات حرفي أرادت فكاكا 
                      وحاكت لحونا بلون جهوم 
وفجرا رأيت خيالا تمادى 
                    ألا من يلملم فيض الوجوم؟ 
كلامي أراه بحزن دفين 
               نمى من أعاصير  وحي السموم   
ومنذ مضيت بغيم الأماني 
                    تفتَّت حلمي بفأس الخصوم 
وضاع طريقي بغير خليل 
                         ويومي أراه بليل سـخوم
ولكن سأشدو بضوء لحلمي
                     برغم القيود وما في القدوم 
خريف نشيدي ينادي سرابا 
                        ولكن صدري كظل الغيوم 
فقلبا لفظت وحلما رماني 
                          وتهت بليل كفجر القتوم  
وقد لا أبالي برزء البلايا 
                        وأنت دليلي وضوء النجوم

السبت، 12 يونيو 2021

محمد أسعد التميمي/ في منهج النبوة والسلف

في منهج النبوة والسلف

هي دعوة لله ما احلاها
وملا قلوب المؤمنين ضياها

تدعو إلى توحيد خالقنا فذا
مغزى الحياة ألا افهموا مغزاها

توحيده ربا وذا في أربع
خلق وملك قدرة وتلاها

رزق فذلك رابع من أول
علم الأمور متابع يرعاها

ثان من الأقسام توحيد له
في اسم وفي صفة على مبناها

فنقر للرحمن أسماء له
وكذا صفات دون طفي سناها

من غير كيف لا ولا تمثيل لا
تشبيهها والحرف في فحواها

فالله عال في السماء عقيدة
فصل يميز لنا الذي يشناها

والله ينزل في الليالي معطيا
سؤل الذي بسؤاله أحياها

لله ساق في القيامة كشفها
ويل الذي رد الهدى ونفاها

قرآن ربك قوله وكلامه
رغمت أنوف أولت معناها

كرسيه هو موضع القدمين ذا
ما صح في سنن أموت فداها

من بعد توحيد الصفات لربنا
توحيده في سجدة ودعاها

توحيد ربي في العبادة ثالث
سبحان من رزق النفوس هداها

محمد أسعد التميمي
القدس فلسطين

رشاد القدومي/ آهات التطبيع

آهات التطبيع
البحر البسيط

قف حيث أنت فقد بانت مآربكم
يا من تُطبِعُ ..للأعداء تهديني ؟

ما غاب طيفك عن عينيً يا أسفي
كيف ارتضيت بهذا الجبن تخزيني

ماذا أقول و قلبي صار منذهلا!
ما زال فكرك بجرَحُني و يرديني

ما ضاع حبك عن قلبي و عن بصري
يا من بجهلك قد ضاعت موازيني

القلب يشكو و ما في القلب من ألم
إني بقربك صار الشك يضنيني

قد عشت حبك أعواما بلا وجل
هل كان وصلك للأعداء... تجزيني؟

كيف ارتضيت و للأعداء تترُكني
أم كنت تحلمُ أنت الجبن يرضيني؟

هل كنت تنظر للأحداث عن كثب ؟
أم كان همك إرضاء السلاطين

يا ويحَ من قبل التطبيع في وهنٍ
القلب ينزف قد فاضت شراييني

يا من أناجي و نار الشوق تحرقني
كيف ارتضيت لتحيا كالمجانين

كلمات رشاد القدومي

يحيى حسين/ رباعيات من أبجديات الحروف

رباعيات من أبجديات
الحروف
( ثلاثة أجزاء )
بقلمي يحيى حسين

(الجزء الأول )

أ -
أتينا الدنيا
أحياء
بنفس تريد
تشاء
وروح هي كلمة
ربي
يسكتها هو وقت
يشاء
ب -
بكينا فقدان
الأحباب
والموت يتوارى
بحجاب
والموت يأتينا
بغتة
هو واحد وكثير
الأسباب
ت -
تمنينا بكل
الأوقات
ونسينا للغد
ميقات
زين أبليس لنا
الدنيا
وظللنا تفاحه
نقتات
ث -
ثابرنا وسعينا
بلهاث
لنملك بيوتا
بأثاث
غنمنا وربحنا
وتركنا
وفي النار لا أحد
يغاث
ج -
جرينا في الدنيا
كأمواج
وشربنا عذبا
وأجاج
ربحنا وخسرنا
ولا نعلم
وسنعلم في البعث
كأفواج
ح -
حلمنا في ذات
صباح
والحلم للنفس
مباح
وسعينا نحصد في
الدنيا
وربحنا من الغد
نواح
خ -
خرجنا الى الدنيا
بصراخ
واردنا العيش
برخاخ
ونسينا يمينا
ويسارا
ملكين بقلم
نساخ
د -
دفنا ميراث
الأجداد
وأقمنا للدين
حداد
وزينا لنا حب
الدنيا
وأعطينا أبليس
ميعاد
ذ -
ذرفنا من الدمع
رذاذ
على ماض وملوك
أفذاذ
ودفنا المجد في
الماضي
وبنينا لنا حاضر
شاذ

يحيى حسين القاهرة
6 يونيو 2021

وليد العاني/ دعني أصارحك

من جديد غرّيد النواعير...
( دَعني أُصارِحْكَ...)

قالَتْ - وقد سَرَّها منّي مُغازَلةٌ -
من أينَ تأتي بهذا   الشَّهْدِ   مُنسكِبَا؟
           فقلتُ  : عيناكِ  يا (نَجوى)  وسحرُهما
                      ما غيرُ   عَينَيكِ  منّي  اللُّبَّ   قد  سَلَبَا
           أَضاءَ     مَبسَمُها     بالزَّهْوِ      مُبتهِجًا
                      أراكَ    مازلتَ    في    دُنياكَ    مُنتحِبَا
           ثمَّ   اسْتَفاقَتْ    على   غَمٍّ    تُعاتبُني
                      وليس   بي  طاقةٌ   أن  أَسمعَ    العَتَبَا
           رأسي  ورأسُكَ  قد  شابَا  وما بَرِحَتْ
                      فيكَ   الصَّبابةُ   وَجْدًا    يقذفُ   اللَّهَبَا
           أَمَا   نسيتَ   هَوَانَا ؟!  أَنتَ   تقتلُني
                       هَيَّجتَ  فيَّ الأَسَى  والحُزنَ  والوَصَبَا
           فاستيقظَتْ   ذكرياتي   فَهْيَ   باكيةٌ
                       أَنوحُ   ليلًا   على   العُمْرِ   الذي   ذَهَبَا
           دَعني  أُصارِحْكَ  لن أُخفيكَ   شاردةً
                       إنّي   جَنيتُ   على   نفسي  ولا  عَجَبَا
           إذا اعترَفْتُ عَسَى الإفصاحُ  يَمنحُني
                       من  راحةِ  البالِ   ما يُنهي   بِيَ  التَّعَبَا
           يا  مَنْ   تَرَنَّمتَ   في  إِسمي  بأُغنيةٍ
                      للهِ  ...   للهِ    شِعْرٌ    فيَّ    قد   كُتِبَا !
           إِذْ  صُغْتَ أَحرفَهُ  في  صُورةٍ  لَمَعَتْ
                      عِقْدًا   على  الصَّدرِ   قد   عَلّقتُهُ   ذَهَبَا
           إِنّي    ذَبَحتُكَ     يا حُبِّي    فَمَعذرةً
                       هذا    جوابيَ    إِنْ    تَسألْنيَ    السَّبَبَا
           إنّي خُدِعْتُ   بِمَنْ  قد  جاءَ   مُفترِيًا
                      عليكَ    يُلقي    إِلَيَّ   الزَّيفَ    والكَذِبَا
           أَوقِدْ  شموعَكَ   في  شُبَّاكِ   عاشقةٍ
                      وانْثُرْ  لها  منْ  شَجِيِّ  اللَّحنِ   ما عَذُبَا
           ففي    قصيدِكَ    سُلوانٌ     وتَعزيةٌ
                      وأَروعُ   الشِّعْرِ    ما  قد   هَزَّني   طَرَبَا
                                           2021/6/10
                                             وليد العاني
                                          (غِرّيد النواعير)

وليد العاني/ عفوا فلسطين

من جديد غِرّيد النواعير...
(عَفوًا فِلسطينُ...)

أَيا فلسطينُ إنّي جئتُ    أَعتذِرُ
                       ماذا   أقولُ ؟   وأَيَّ   الشِّعرِ    أَبتكِرُ ؟
           سبعونَ   عامًا   فكم    دَرَّتْ   قرائحُنا
                       من   القصيدِ؟   ولكنْ    شِعرُنا   هَذَرُ
           ماذا   نقولُ ؟  وما  تُغني   قصائدُنا ؟
                       فالشِّعرُ   ما  خَطّهُ   من   فِتْيةٍ   حَجَرُ
           من  فِتْيةٍ  في حَواري القُدْسِ رابضةٍ
                       فما  اسْتكانَ  لهم   عَزمٌ  ولا انْكَسَرُوا
           كَفَرتُ  بالحَرفِ  إن  لم  ينفجِرْ  حمَمًا
                      على  العروشِ  التي  من  فوقِها   بَقَرُ
           كَفَرتُ    بالحَرفِ   لم  ينزِلْ   مُواكبةً
                      مع    البنادقِ     ما   غنَّى    لها    وَتَرُ
           كَفَرتُ  بالحَرفِ  يزهو  في  صحائفِنا
                      والنَّارُ    فوق    بَنيكِ   اليومَ    تَنهمِرُ
           ما بين(غزَّةَ) و(الأَقصى) تدورُ  رَحًى
                      على   الأحبّةِ     لا  تُبقي     ولا   تَذَرُ
           عفوًا   فلسطينُ   لا  لا تسألي  أحدًا
                      عنِ  التخاذلِ ؟!   لا حِسٌّ    ولا  خَبَرُ
           عَفوًا   فلسطينُ  لا تستنجدي  أحدًا
                      منَ   الخزايا  فهم  في غيِّهم  سَدَرُوا
           منَ  المحيطِ  إلى  أقصى   سَواحلِنا
                      على   الخليجِ    قرودٌ    مَسَّها   خَدَرُ
           غاصوا  بمستنقعٍ   للعارِ   وانْبطحُوا
                     ومن  كُؤوسِ الخَنا والذُّلِّ  قد  سَكِرُوا
           وراءَ   كُلِّ   دَعِيٍّ     منهمُ    خَرَجَتْ
                      مشايخٌ    باسمِ     دينِ   اللهِ    تَتَّجِرُ
           نامُوا  عنِ  القُدسِ  إِرضاءً  لِسيّدِهم
                     عندَ (الكِنِيسَتِ) كم صَلُّوا وكم  نَحَرُوا
           غابُوا عن القدسِ(واسْتغشَوا ثيابَهُمُ)
                     صُمٌّ    وَعُمْيٌ    فلا   سَمعٌ    ولا  بَصَرُ
           في  ليلةِ القَدْرِ  صامُوا عن مواجعِها
                     على   دماءِ    بَنيها     بعدَها    فَطَرُوا
           شاهَتْ    وُجوهٌ     لِأَقزامٍ    مُخنَّثةٍ
                    (لو  يُغسَلونَ   بماءِ  البحرِ  ما  طَهُرُوا)
           يا  زُمرةَ  العُهْرِ  مهما  طالَ   شرُّكُمُ
                     لا  تطمئنُّوا     فإنّ     الشَّرَّ     مُندَحِرُ
           غَدًا     لِمَزبلةِ    التأريخِ     نقذفُكُمْ
                     وكلُّ    عارٍ     بهذا     البئرِ      يَنطمِرُ
           ويا  (أَفِيخَايُ)   غَرِّدْ   حالمًا    مَرِحًا
                     مادام   فينا    يَسُودُ   الأرعنُ   البَطِرُ
           لكنْ    إلى   أَجَلٍ     يا ويلَ   أُمِّكُمُ
                     أين   المفَرُّ ؟   فلا  مَنْجَى   ولا   وَزَرُ
           فَلتَشربُوا   نُخَبًا   ولْتَرقصوا   طَرَبًا
                     فإنّ  موعدَنا  في  القُدسِ   فانْتظرُوا
           لا(غَرْقَدٌ) سوف يُنجيكمْ ولا (جُدُرٌ)
                     فأينَ  تَهربُ   لمّا   يَنطقُ   (الحَجَرُ) ؟
                                          2021/5/17
                                            وليد العاني
                                         (غِرّيد النواعير)