اليكم ماقام بنقده الناقد السامق الشاعر عادل عبد الموجود
لعدد من الشعراء فله منا كل الاحترام والتقدير لما يقوم به من جهد رائع في ساح الأدب
القصيدة الأولى للشاعرة Afaf Ghonim
Afaf Ghonim
لله درك شاعرتنا، تماس رائع لهذا المظلوم القابع في البئر، فسيهل توصيل هذا الوهج ولحظات التشظي لدى الكاتبة، فمن يوقف دموع الدم عند يعقوب عليه السلام لقادر على دفع البلاء، وجمال التراكيب والانزباح اللغوي وضح في كثير من الابيات إن لم يكن كلها، فالصمت له صوت؛ بينما الصرخة خرساء.
ابدعت شاعرتنا.
ولنا وقفة ظع هذا النص بصفة خاصة قريبا؛ فهو يستحق.
قصيدتي للنقد :
"من يكفكف دمعتي"
يبكي اليمام على الاقصى وينتحبُ
والدمع يجري ، فهل للقدس أصداءُ
من لي بصدِّ جيوش البغي عن وطني
والريح تعدو فهل بالقمع إقصاءُ
عاهدت نفسي بهمسات توشوشني
وتمطر العينُ والزخات حمراءُ
قد قلت قولا لثوراتٍ أقاومها
وينده الحقَ أعلامٌ وأبناءُ
وارتجي المُهر ريحا في مناكبه
وأنشر العطر فالأرضين إثراءُ
أكفكف الدمع عن وجنات يوسفنا
ونور وجهٍ له في الأفق لألاء
وأنشد الناي لحنا لا انتهاء له
أمواتُ تُطرَبُ في لحني وأحياءُ
وينده الصمت من لهفات والده
ويشتكي الغدرَ فالآهات عذراءُ
اصافح الليل سرّاً في مشارفها
والليل سحرٌ له بالصمت إصغاءُ
اسامر الطير شوقا عاد يسكنني
كأنني وكليم الطير إذ جاؤوا
ثم ارتبكت وناب الغدر يوقظني
مآذن الفجر تكبيرٌ وأصداءُ
والعالقون ببئر الغدر دمعتهم
رجت رفاقا ، وإنَّ الغدرَ إعياءُ
صراخ شيخٍ وحرٍّ نبض محبرتي
نواح أمٍ وكل العرب صمّاءُ
كم هم تغابوا وقدُوا صرح معجزة
بأرضها الحب هذا الحب إثراءُ
لولا الغِوى ما ارتحلنا عن مرابعنا
وصمت عُربٍ سرى والجمر إمضاءُ
والريح باتت قضاءً في منابرنا
فداهمتنا بدارِ الزور أعداء
والعار بات قناعا فوق جبهتنا
هيهات أن يتعافى ذلك الماءُ
تهنا ونادت على الاحرار قبلتنا
والقدس تَرجم بالأحجار من باءُوأ
فرعون نادى وكم فرعون قد لبّى
عباءة الفُجر يعدو حولها الداءُ
هامان جال وشيطان يبايعه
أعداء موسى لهم بالغزو أبناءُ
يعقوب زخّ دموع الحزن في ولهٍ
بالقلب تكتم أشياءٌ وأشياءُ
يا سامع الحرف عذرا شرح معضلة
فصرخة الحق عند العربِ خرساءُ
سطَرْتُ حرفي لعلّي استنير وما
توسد الجفن أو أغراه إغواءُ
ما همّني أنني تعويذة صرخت
نبض الحقيقة لن يُخفى وإن شاؤوا
.....عفاف غنيم....
نقد اخر للشاعر مصطفى يوسف اسماعيل
مصطفى يوسف اسماعيل
شدني القدرر على التكثيف والوصول للمنشود ببساطة ومباشرة، استطاع أن يصور مأساة الذي يرى قلبه أمامه ولا ينبض فيه؛ فهزمته الحسرة.
في النص استنهاض يظهر فيه الصوت في نسق رائع(ديار جدار) ( أمتار أمتار)
لكنه يلجأ للقادر بعدما فقد الأمل في الصديق، فيصل بنا ايضا الى انه(ماضاع حق إذا الشعر مطالب)
قصيدة "جدار الفصل العنصريّ"
بَيْني وبَيْنَ مَزارعي أمتارُ
صَهْيُونُ يَمنعُني فلا أمتارُ
وتَلاشَتِ الأَفْراحُ في أَحيائِنا
وتَقَوَّضَتْ زَيْتونَتي والدّارُ
وتَبَدَّدَتْ أَحلامُنا في دَوْلَةٍ
إِذْ لَفَّ كَالأَفْعى الدِّيارَ جِدارُ!
يا لَيْتَ شِعري، كَيْفَ لِي أَنْ أَجْتَبِي
قُوتاً، وقَد خَنَقَ الحَياةَ حِصارُ!
مُسْتَوْطناتُ يَهُودَ خَلْفَ جِدارِهِمْ
تُبْنى وما دُونَ الجِدارِ دَمارُ!
وَ(تَرَمْبُ) هَوَّدَ قُدسَنا يا أُمَّتي!
يا حَسْرَةً! عارٌ علينا عارُ!
ماذا أَقُولُ وقَد تَشَتَّتَ شَمْلُنا؟!
والعُرْبُ لَيْسَ لَهُمْ بِذاكَ قَرارُ!
إِنِّي لَعَمْرُكَ قادِمٌ وَكَأَنَّني
بِقَصيدَتِي جَيْشُ الوَغى جَرّارُ!
إنْ لَمْ نَكُنْ جُنْداً نَسِلُّ سِلاحَنا
فَسِلاحُنا بَعدَ الدُّعا أَشْعارُ
..........................................................
يمتار: يجلب الميرة أي الطعام وما يقتات منه.
يجتبي: يختلق ويأتي بالشيء.
..........................................................
الشّاعر مصطفى يوسف اسماعيل القادري
نقد اخر للشاعر Sameer Najdi
ااشيد بالفكرة وتماسكها، وكنت اتمنى المراجعة اللغوية(فدماؤنا) مثلا،
وجميل قولك لملم نزيف الأرض ثم ارو بها خيرها(غلالها)، فمنها وإليها، والموت لايكون إلا لمن عظامه هشه، فإن أصغيت لنداء هذه النازفة(الأرض)
اتنى اعادة العمل على النص فالفكرة جيدة.
شمر ذراعك وانطلق
شمرذراعك وانطلق صوب النجوم
مافاز شعب خائف يخشى السجون
لاترتضي العيش الملبذ بالهموم
نحن شموس خلقت ابدا تكون
قيد همومك وانطلق صوب السماء
عشق المنايا عشقنا لغة السكون
ان كنا نمضي العمر نحلم بالبقاء
فبقائنا مرهون في عشق المنون
قارع سيوف الغذر في كل مكان
وانزع سهام اللئم من كل العيون
ان كنت لاتعرف تداوي جراحنا
فحري ان تعلم بأنك لن تكون
لملم نزيف الارض واروي غلالها
فدمائنا عز ونور لايهون
من قال ان الموت لايحي العظام
اسمع نداء الارض يخبرك الشجون
سمير عودة نجدي
ابن القدس والاقصى الجريح
نص اخر للشاعر عبدالقادر لقرع
عبدالقادر لقرع
سأشير إلى تراكيب جديدة هي ما شدتني لقراءة هذا الإبداع.
حين تقف الحروف فوق المعاني على غير رضا.
فليس هناك سوى ا"لصمت النبيل" كردة فعل هي أقصى الاستطاعة، ولذلك ليس أمامه إلا اطفاء القمر الذي كان يؤنسه فيهرب للنوم.
فالصمت يكون محملا بالفكر وهو محمود.
ابدعت ياشاعر.
خارج النص...!
بعد أن مات بالغرام
في زحام الكلمات
تحت أقدام الحروف
دفن في مقبرة القصائد
عاش عنوان القصيدة
التي لم يكتبها عاريا
من الألحان
مربوطا بحبل الهلع
يكره العودة إلى البيت
يجمع الحطب
والمعلومات عني
أثار عضة كلب قديمة
وأسباب إعتراف بالهزيمة
أني لم أجد ماأكتب..
ولاكلمة في قاموس الشوارع
صاحية
في حانة الترجمة
والصمت النبيل
ينعس على لحن جميل
ثمل بعطر الحب
أطفىء القمر لأنام
وأغلق الموضوع.
.................... عبدالقادر لقرع
نص اخر للشاعر اديب عابد الرنتيسي
الجميل في النص هذا الإصرار وليس العويل والبكاء على اللبن المسكوب، بل هو يفخر بهؤلاء الرجال لم ييأسوا؛ بل راحوا يقدمون الغالى والثمين، لذلك أثمن الغرض قبل الولوج في متن النص.
فالشاعر يقول إنه برغم ماحاق بالكرام من كبوة؛ فالحق له رجال هم الصقور؛ وسيبذلون كل طاقة وقدرة بدعم من الحق، وأمله في الشباب أن يتحملوا مصائرهم.
وهذه إحدى وظائف الشعر(تحفيز الهمم).
واستخدامه لمفردات تصفهم(صقور وجوارح وكواسرو وصوت الصهيل) في مقابل (اراذل واسافل والثعالب) ولكل صورته الذهنية لدى القارىء، ويصل للنتيجة الحتمية لهذه المقدمات انهم سيسحلون تحت جحافل الكرام.
والقصيدة يملؤها الصوت والحركة؛ فيحفز الهمم ويضرب بالأمل بينهم، فكما فال تي سي إلوت ان المخلص المنتظر لن يجئ، فخلاصكم بإرادتكم ومدى صبركم، فيقول:
إن الشباب على الفداء تعاهدوا
ويقول:
فيها المنايا فوق خيل يصهل
ولذلك وبناءا عليه:
كل الثعالب في العراء ستسحل
ابدعت شاعرنا.
زمن الأباة ...
رَقَصَتْ على جُرْحِ الكِرامِ أراذلُ
وتمايلت طرباً عليه أسافلُ
لم يعلموا أن الصُّقورَ جَوارحٌ
وبأنَّ ثوبَ العِزِّ منهم يَرْفِلُ
وبأنَّ للقدس الشريف كواسراً
وبأنَّ من نال الشهادةَ يَفْضُلُ
في ساحة المعراج نادت حرةٌ
أين الرجالُ وأين أين الجحفلُ
في سرعة البرق المعانق للسَّنا
لَبَّتْ سكاكينُ الشباب تُهَلِّلُ
يا قدس يا تاج المدائن كلِّها
لا لنْ يُعَمِّرَ في رحابِكِ باطِلُ
حَكَمَ الإلهُ زوال ظُلْمٍ طالما
كانت لنا سِيَرُ الأُباةِ تُظَلِّلُ
هذي الدماءُ زكيةٌ وعبيرُها
قد عانقتهُ حدائقٌ وخَمائِلُ
إن الشباب على الفداء تعاهدوا
ما كان مِنّا من يَذِلُّ وَيَبْخَلُ
قولوا لمن دخل الديار كثعلبٍ
مِنْ ظِلِّ طِفْلٍ في بلادي يَجْفِلُ
ارْحَلْ أيا مُحْتَلُّ هذي أرْضُنا
فيها المنايا فوق خَيْلٍ تَصْهَلُ
مِنْ نهرها حتى نلاقي بَحْرَها
كُلُّ الثَّعالبِ في العَراءِ سَتُسْحَلُ
شعر أديب علي عابد / فلسطين