الأربعاء، 28 أكتوبر 2020

عبد الرزاق الرواشدة/صلوا عليه

( صلُّوا عليه )
حملَ الفُؤادُ محبَّةً لِرسولِنا
نعم النَّبيُّ جبينُه وضَّاءُ
صان الفضيلةَ لا يرى إلاَّ بِها
نورٌ تسامى ما له ظلماءُ
لا يبتغي إلاَّ سلاما وافيا
ما فيه ظنٌ أو به إغواءُ
ضاء العيونَ تبسَّمت أهدابُها
هذا الذي وصَّت له العلياءُ
ابنُ الكرامِ عُروقُه من صفوةٍ
بيتُ الرِّفادةِ للأنامِ وقاءُ
الطَّيرُ غنَّى والزُّهورُ تفوَّحت
والشَّمسُ تضحكُ والنُّجومُ تُضاءُ
يا مولِدا نادت له آمالُنا
وتبشَّرت وتنحَّت الأنواءُ
ما ظلَّ فينا تائه ومُغفَّلٌ
الدَّربُ لانت ما لها بلواءُ
صلُّوا عليه لا شفيعا غيره
في حوضه كلُّ الخلائقِ شاءوا
----- عبدالزاق الرواشدة

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

د.أسامه مصاروه/مصيبتي قومي

مصيبتي قومي

قد ضاقَ صدري بصبري
وضاقَ صبري بصدري
فضقْتُ ذرْعًا بعمري
لما يدورُ ويجري
من ذلِّ قوم وفقْرِ
وجدْبِ وعيٍ وفِكْرِ
هل من خضوعٍ بقسْرِ
هلْ من خنوعٍ بذُعرِ
وأيُّ عهدٍ وعصْرِ
هذا الذي هدَّ ظهري
يا ليتني متُّ بدري
وكانّ سعدي بقبري
كيْ لا أعيشَ بجحرِ
من ذلِّ قومٍ وخُسرِ
وعيشِ مقتٍ وقهرِ
وظُلْمٍ حكمٍ وعُهرِ
عبيدِ غُربٍ بسرِ
واليومَ صاروا بجهْرِ
داسوا على كلِّ أَمْرِ
كانَ يُحْينا بفخرِ
قدْ بدّلوهُ بكفرِ
وغيّروهُ بِوزْرِ
وعيَّشونا بقتْرِ
والخيْرُ فينا بِوفْرِ
والحبُّ في قعْرِ بئْرِ
بل وفي أعناقِ بحرِ
قد صارَ رمزًا لغدْرِ
ولا لخيْرٍ وبِرِّ
بل لرِياءٍ ومكْرِ
حتى وهجْرٍ ونُكْرِ
يا مَنْ ركعتمْ لخضْرِ
ومارِقٍ بل وصِهْرِ
حياؤُكمْ دونَ صفرِ
وفي انسحابٍ وجزْرِ
يا ويْلتي أيُّ بذرِ
يا حسرتي أيُّ جذرِ
منْ أينَ جئتمْ لقهري
وكيفَ جئتمْ لهدري
الحرُّ منا لبتْرِ
والنذلُ منهمْ لِدُرِّ
والكلُّ يرضى بِستْرِ
يحيا بجُبْنٍ وعُسْرِ
يخشى الكلامَ لكسْرِ
يدٍ وحتى لنحْرِ
أيُّ وجودٍ لحُرِّ
لم يُعطِهِ غيْرَ ضُرِّ
بلْ أيُّ عزٍّ ونصْرِ
عِندَ نِظامٍ بأجْرِ
عِندَ نظامٍ بدوْرِ
عبدٍ عميلٍ لِشُقْرِ
د. أسامه مصاروه

الأستاذ أحمد أبو ساكور/كفى بالظلم ألماً

كتبت بالظلم الذي يحدث بالعالم تجاه المسلمين هذه الأبيات سائلاً الله عز وجل أن يرفعه عنا مع المرض الذي هو صنع الأعداء.
( كفى بالظلمِ ألماً)
إلى متى القلبُ فينا يحملُ الألما؟
إنْ بانَ للناسِ يوماً دمعُهُ كتما
فكم تمنى عِناقَ الليلِ مبتهجاً
ولثمَ وجهِ الصباحِ الطلقِ مُبتسما
إذْ كيفَ يعرفُ طعمَ النومِ مُغتبطاً
وفي البلادِ يرى منْ حقُهُ هُضِما
وكيف يسعدُ في هذي الدنا وبها
ظلمُ العدى فاتحاًللأنقياءِ فَما
مرتْ سنونَ بأرضِ العربِ قاطبةً
           فما رأينا امرءاً إلابها ظُلِما
ولارضيعاً بحضن الأم مُنشرِحاً
              مِن جورِ أعداءِ  خلقِ اللهِ قد سلِما
قد صيَّروا الأمنَ في أطرافها فزعاً
                   وأهرقوا من عُروقِ الأبرياءِ دما
 فما اكتفوا بدماءٍ مِنهُمُ نزفت
                       ولابِجرحٍ لهذا اليومِ ما التأما
ولا بدمعٍ منَ العينينِ مُنهمرٍ
                     ولا بجمرٍ بِهم ما زالَ مُحتدِما 
وإنما بالدِّما قد ألحقوا لهباً
                    وبالشَّجا بٍهِمُ قد ألحقوا السَّقما
فاحفظْ لنا ربِّ أصحابَ التُّقى كرَماً
                 واغرِزْ لهم في سنا أنحائها قدَما
فإن أبادوا خِيارَ الناسِ منزلةً 
                 أفنوا بها خُلُقَ الإحسانِ والشِّيما
يا مَنْ رفعتَ السَّما العالي بلا عَمَدٍ
                     بأنجُمٍ ساطعاتٍ تُذهِبُ الظُّلُمَا
وليسَ يُعجزُهُ شيءٌ بها جَللٌ
                        ولابكلِ الثرى مهما بهِ عَظُما
إن أنت لم تكُ للإسلامِ مُنتصراً
                   ومن جُموعِ ظَلامِ  الكفرٍ مُنتقِما
فَمنْ يُعيدُ لِهديِ الدينِ بسمَتَهُ؟
                        ومَنْ يُعلِّي لهُ فوقَ الرُّبا عَلما ؟   
تاليف:الاستاذ احمد ابو ساكور

د.خالد الياسين حمارشه/عبث الحقود

عــــــــبــــــــث الــــــحـــــقـــــود

عـبـث الـحـقود بـديـننا و بـرمزنا
عــبــثـا ألــيــمـا حــــز بــالأكـبـاد

رمــز الـفساد و رمـز كـل نـقيصة
ألــقـلـب مــنــه الـنـبـع لـلأحـقـاد

ســن الـشـتائم مـثل غـر أهـوج
عـــار عـلـيـك الـــردح كـالأوغـاد

أيـــظــن أن كـــلامــه ســيــردنـا
عـــن ديـنـنا بـالـطعن بـالأجـداد؟

لا يـــا جـويـهل إنـنـا لــن نـنـثني
فـالـديـن عــنـا الــروح لـلأجـساد

شتم الرسول دليل ضعف بيانكم
و لـــقــوة الإســـــلام بــالإشـهـاد

هــا أنـت أوغـلت الـقلوب بـفعلة
مـــا جـئـتـه هـــو قـمـة الإفـسـاد

يــــا رب إن نـبـيـنـا مـــع ديـنـنـا
يــرجـون مـنـك الأمــر بـالإسـناد

رد اعــتــبــار لــلـنـبـي و ديـــنــه
بـالإقـتـصاص لــنـا مــن الإلـحـاد

د.خـــالــد الـيـاسـيـن حــمـارشـة

الأحد، 25 أكتوبر 2020

يحيى الهلال/حب لا ينتهي

🌺🌺🌺 حُـبٌ لا ينتهي 🌺🌺🌺

رَبيـعٌ أتـى الـدّنـيا بـِفـيضِ عـُطـورِهِ
لـهُ آيـةٌ فـي الحسـنِ جـَلّتْ معـانيها

فَـجـاءَ بِـخـيـرٍ لِـلحـيـاةِ وأهـلِـهـا
أشـاعَ الـهُـدى نـورًا وأحـيا فَيافـيها

بَنى مِن قُصورِ الحُبِّ في كلّ خافقٍ
فـَضـاءتْ بـأنـوارِ الحـبيبِ لـَيالـيـها

أزالَ الـقـذى مِـن كـلّ عـينٍ سَقيمةٍ
أطــاحَ بـِأسـوارِ الظّـلامِ وبـانـيـهـا

حـبـيـبٌ لـهُ فـي كـلّ حِـيـنٍ أحِـبّـةٌ
تَـلـوذُ بِـعـذبِ الماءِ ظـمأى فَـيرويها

تَـمُــرّ دُهـورٌ والحـبـيـبُ مـُقـدّمٌ
عـلـى كـلّ مَـحبـوبٍ ودُنـيا بأهـليها

كـثيـرٌ مـنَ الأحـبابِ عاشـوا لـِبُرهـةٍ
وَمَـاتَتْ سُويعاتُ الهـوى بعدَ ناعـيها

حـَبـانـا إلـــهُ الـعـالَـمـيـنَ حـَبـيـبـَنـا
لِـيغـرسَ فـي الأرواحِ حـُبًّـا لِـباريـها

رَؤوفٌ رَحــيـمٌ نَـبـعُ كـلِّ كـريـمَــةٍ
بَـصـيـرٌ بـأمـراضِ القـلوبِ وما فيها

فَـسَـلْ كـلَّ عُشـّاقِ الحبيبِ وحالَهم
إذا ثـارتِ الأشواقُ فاضـَتْ مـَآقـيها

تَسـيلُ دُمـوعٌ مِـثلَ دَفـقِ قـُلوبِـهـم
وارواحُـهم في طَيبةٍ عِندَ سـاقيها

سـألـتُ إلــهَ الـكـونِ نَـيـلَ شـفـاعـةٍ
بـيـومِ الجَـزا لاذَتْ جـُموعٌ بـِهـاديها

أُديــمُ صـلاةَ الـلّـهِ حـُبًّـا بِـسـيّـدي
وَلِـلآلِ وَالأصـحابِ طـُرًّا وأهـديـها

= بقلمي: يـحيـى_الـهـلال

في 20/10/2020

السبت، 24 أكتوبر 2020

شريف عبد الوهاب العسيلي/مديح لخير البرية

مديح لخير البرية
.................
يَا خَيْرَ مَــــن ْ خَلَقَ الإِلَهُ وَنُورَا
وَالشَّمْسُ أَنْتَ تُنِيرُنَــــا فَتَزُورَا

أنْتَ الأَمِينُ وَسَيِّدُ فِــــــي دَرْبنَا
أَهْدَيْتَنَا خَيْـــــــرَ الأَرِيجِ زُهُورَا

وَالخُلْقُ فِيكَ مِــــــنَ الإِلَهِ مُقَدَّرٌ
وَأَنَا المُتَيَّــــــمُ أَشْتهِيكَ فَخُورَا

تَهَفُو العُيُونُ لِكِي تَرَاكَ وَشَوْقُهَا
قَــــرْبُ الحَبَيبِ يُجِيبُهَا مَسْرُورَا

يَا مَن ْرَسَمْتَ إِلَى الأَنَامِ طَرِيقَهُمْ
نَحْوَ الخَلاَصِ مِنَ الجَحِيمِ عُبُورَا

نَادَاكَ رَبِّي بِالسَّمَـــــــــاءِ مُحَمَّدًا
وَمُحَمَّدٌ يُهْـــــدِي القُلُوبَ عُطُورَا

وَالغَيْثُ أَنْتَ وَلِلْمَـــــوَاتِ حَيَاتُهَا
مَــــــا أَقْفَرَتْ أَرْضٌ بِدِينِكَ بُورَا

وَمَكَـــــارِم ُ الأَخْلاَقِ فِيكَ رِسَالَةٌ
أَحْيَتْ قُلُوبًا مِـــــنْ جَفَاهَا طُورَا

وَأَتَيْت َ بَالقُرْآنِ مِنْ رَب ِّ الوَرَى
وَمَلَكْتَ مِنْهُ مَعَ الحَدِيثِ صُدُورا

صَلَّيْت َ يَــــــــا خَيْرَ الأَنَامِ بِأُمَّةٍ
لَمَّــــا هَدَيْت َ مُسَالِمًـــــا وَكَفُورَا

حِينَ سَجَدْتَ مَعَ الصِّحَابِ مُصَلِّيًا
وَ النُّورُ يَغْمُرُ حَوْلَكُــــــمْ مَنْظُورَا

يَـــــــا سَيِّدِي فِيكَ الصَّلاَةُ وِدَادُنَا
نَرْجُو الإِلَــــــهَ مُجِيرَنَا وَغَفُورَا

صَلُّوا عَلَـــى خَيْرِ الأَنَامِ وَسَلِّمُوا
مَا طَــــــارَ طَيْرٌ بِالسَّمَاءِ عُبُورَا

بِالغَـــــارِ نَادَاك َ الإِلَــــــهُ بِأَمْرِهِ
اقْرَأ ْ كِتَابَكَ لَفْظَــــــــةً وَسُطُورَا

يَا مَنْ سَتَرْتَ وَبالقُلُوبِ عُيُوبَُنَا
و َتُرِيدُنَــــــــا بَعْدَ الهِدَايَةِ نُورَا

أَنْتَ الشَّفِيعُ مِنَ العَذَابِ بِمَوْقِفٍ
لَوْلاكَ زُرْنَـــا ذَا الجَحِيمَ حُبُورَا

وَإِلَى النَّعِيــــــمِ تَقُودُنَا مُتَوَكِّلاُ
وَاللهُ يَرْحَمُ مَـــــــنْ أَتَاهُ طَهُورَا
.....................

بقلم/
شريف عبدالوهاب العسيلي
فلسطين.

الشاعر يوسف عصافرة/الحنين للبيت العتيق

............ الحـنين للبـيـت العتيق ............

لبيت اللـه قـد سـالت دمـوعي
وقلبي بات ينبض في خـشوعِ

رأيـت البـيـت يــا اللــه يـبـكي
وقد حنَّ المطاف إلى الجموعِ

صـلاة العـصر لم أشـهد رجـالاً
سوى العـشرات تظهر بالركـوعِ

أيــا ربــاه كيف البيت أضـحى
كـقـفرٍ صــار بـلـقَـعَ كـالـبـقـيعِ

حمـام البيت يهدل فى سكونٍ
                     بـذكـر اللــه يلهـج فـي الـربوعِ

تحـن الــروح للـمـسـعى بيـومٍ
                        شديد الحَـرِّ مـشـهود الطلـوعِ

لـعــلَّ اللـــه يغـفـر مـن ذنـوبي
                       ويضحي سـيَّد الدنـيا شـفيعي

                          الشاعر يوسف عصافرة
                                البحر  الوافر
                              23/10/2020م

الجمعة، 23 أكتوبر 2020

د.محمد الإدريسي/الحصانة البرلمانية

الحَصَانَة البَرْلَمانِيَّة
حَبِيبَتي الحَصَانة
حُبّي مِنْ أوَّل النَّظْرَة
دَفَعْتُ أمْوالاً طائلَة
مِنْ أَجْل زَواج المُتْعَة
دونَ حَمْلِ الشَّهادَة
رغْمَ اِنْعِدامِ المَعْرِفة
رغم عَلامات الأُمِّيَّة
رَغْمَ جَهْلي و البَلادَة
وَصْفي فاقَ البَلاغَة
بِكِ كَسَبْتُ الوَجاهَة
يُقالُ حَتَّى الأناقَة
لا أفْهَمُ في السِّياسَة
مُتَفَوِّقٌ في التَّفاهَة
في النِّفاق داهِيَة
بِكِ أتَجَمَّلُ رغْمَ البَدانَة
لَمْعِ الصَّلْعَة
الأسْنانِ المُعْوَجَّة
الكِرْشِ المُتَدَلِّيَّة
حَصانَتي الغالِيَة
تَحْميني مِن النَّائبات
مِنْ دَفْعِ الجِبايات
مِن كُلّ الغَرامات
أَصْدُرُ بِدون رَصِيدٍ الشِّيكات
و القِيام بِكُلِّ الحَماقات
إذا اِرْتَكَبْتُ المُخالَفات
مُحَصَّنٌ مِنَ المُتابَعات
لا ضَمير لا أخْلاقْيات
فأنا تَحْتَ أَمْرِ السُّلُطات
أتَمَتَّعُ مَجّانا بالسَّفَرِيات
معَ الأحِبَّة بالسَّهرات
لا أُخالِفُ التَّعْلِيمات
أَرْفَعُ يدي كُلَّ المَرَّات
عِنْد القَوْلِ بالضَّرورات
لا توجَدُ المَحْظورات
أَنْضَمُّ إلى تِلْكَ الأصْوات
لِكَيْ لا أخْسِرَ عُلْيا الدَّرجات
و يضِيعُ مِنّي ريعُ الزِّيادات
تَكْليفي بِإحْدى الوزارات
لَيْسَ مِنَ الضَّرورِيات
أعْلى الشَّهادات
أنا مَوْجودٌ لِكُلِّ الغايات
في مَدْحِكِ لا أَجِدُ العِبَارات
بِجَهْلي لا أجِدُ كَلِمات
بِكِ حَقَّقْتُ الطُّموحات
سِرْتُ مِن أهَمِّ الشَّخْصِيات
مَعكِ لي أحْلى الذِّكْرَيات
تَمَتَّعْتُ بِجَميع الحِمايات
بَعْدَكِ ضَمَنْتُ المَعاشات
كَمْ أَعْشَقُكِ أيَّتُها الحَصانَة
يا عاشِقَتي مَحبوبَتي الفَتّانَة
أنتِ كُلّ السَّعادَة
الحياةُ بِدونِكِ عَسيرَة
اللَّهُمَّ أدِمْها عَلَيَّ نِعْمَة
17|10|2020
د. محمد الإدريسي

ليلى عريقات /لك يامنازل

رحم الله أبا الطيّب المتنبي سيّد الشعر العربي عبر العصور. يظلّ بيته عالقاً بمشاعري:
لكِ يا منازل في القلوب منازلُ
أقْفَرْتِ أنتِ وهنّ مِنكِ أواهلُ
حاولت ان أنسج على منواله واين أرضي من سمائه؟ فقلت:
لك يا منازل

" لكِ يا منازلُ في القلوبِ منازِلُ"
ذكراكِ تعصفُ وهْيَ شُغلي الشّاغِلُ

لم أنْسَ آخِرَ لحظةٍ لفِراقِنا
فالعقلُ طارَ أسىً وقلبي راحلُ

أُوّاهِ لا تُنْسى سُوَيعاتٌ مضَتْ
وأنا وداري في الوداعِ ثَواكِلُ

وجنودُهُم مثلَ الصّواعقِ أبرقتْ
بالشّرّ تُنْذِرُ مَن هناكَ تُقابِلُ

قتلٌ وأسرٌ شرَّدونا والنّوى
باتَ الطّريقَ وكم تدُقُّ نوازِلُ

ونزحْتُ عَن أرضي وما فارقْتُها
وحملْتُ أطيافاً وهنَّ ذواهِلُ

والعينُ ما جفّتْ مسارِبُ دمْعِها
مُذْ رُحْتُ عنكِ وذي العيونُ هواطِلُ

هبّ الحنينُ وقد تعالى مَوْجُهُ
وبكلِّ أسلحةِ الغِيابِ يُقاتِلُ

لي إخوةٌ في الدارِ كيفَ أزورُهُم
سدٌّ منَ الحُرّاسِ دوني حائلُ

لأشمَّ ريحَكَ يا أبي فارقْتَني
والجسْرُ عاقَ وذا الجدارُ الفاصِلُ

يا دارُ لو حُمَّ القضا بِمَنِيَّتي
والأرضُ يغصِبُها الدّخيلُ السافِلُ

هاتوا أيا أهلي تُراباً لي هُنا
حتّى أروحَ وفي العُيونِ منازِلُ

رشاد القدومي/عتاب الروح

عتاب الروح
البحر الوافر
تعاتبني و لا تعلم بحالي
و تسألني و تكثر بالسؤالِ

سمعت عتابها فشعرت أني
قضيت العمر أحلم بالدلالِ

ألا يكفي فقد أفنيت عمري
شعرت الدهر يعصف بالخيالِ

بسهم العين قد ارسلت ردي
فلا أرضى وصالا بالجدالِ

تركت القلب يشدو في هواكم
فهل أحظى بقلبك بالمثال

لقد أبديت حبي رغم ضعفي
و كنت أاريد قلبك بالحلالِ

فيا من عشت في قلبي و فكري
بشرع الله جودي بالوصال
كلمات رشاد القدومي
23/10/2020

الأربعاء، 21 أكتوبر 2020

رشاد القدومي/ آهات قلب

آهات قلب
البحر الوافر

قضيت الليل احلم في بلادي
ونار الشوق تحرق لي فؤادي

وأفنيتُ السنين لها مُحِبَّا
وعشت العمر في لبس السوادِ

فيا وطنا تمادى الظلم فيه
وشاب الراس من جور العبادِ

اليك الروح ترخص يا بلادي
وبعدك بات يفقدني رشادي

ساذكر غربتي ايام بؤسي
واترك ذكركم في كل نادي

ومن رفع السماء بلا عمادٍ
وساق المزن للارضِ الجرادِ

عقدتُ العزم ان اقضي شهيدا
فحيَّ على الفلاح .. على الجهاد

فيا ربي لك العقبى واني
لجأت اليك كي تقضي مرادي

كلمات رشاد القدومي
22/10/2020

عبد الرزاق أبو محمد/يا عيوني

( يا عيوني )
بات صدري من هُمومٍ يشتكي
طالَ ليلي وأرتوى من مُثقِلِ
لستُ أدري ما الذي أوصى له
تاه دربي وتنحَّى مشعلي
ليتني ما كنتُ يوما حالِما
في هواه قادني من مُذهِلِ
إنَّني في لائمٍ قد علَّني
كيف ترعى حالِكا لم ينجلِ
غُرِّبت أنوارُها في مُبعدٍ
خاب ظنِّي خلتُها في مُقبلِ
يا عيوني من يُداوي جرحَها
هل تخلَّى باسِمٌ عن منهلي
فاض دمعي من أنينٍ زارني
ما رماني غيرُ همس المُعضِلِ
صمَّ سمعي ما تهنَّت مُهجتي
لا شفاءً من يديه مأملي
ما حملتُ الخُبثَ يوما أو غدا
في ضُلوعي غائراً كالحنظلِ
إنَّني شرَّبتُ نفسي صافيا أبتغي
كي أرى فيها كريمَ المؤلِ
==== عبدالرزاق ابو محمد الرمل

الاثنين، 19 أكتوبر 2020

أسامة أبو العلا/ يا أيها الشبعان

................... (يَا أَيُّهَا الشَّبْعَانُ) ..................

صَدَعَ الْفُؤَادَ بُكَاؤُهَا فِي مَسْـمَـعِـي
فَبَكَىٰ لَهُ قَلْبِـي وَ أَجْـرَىٰ مْـدْمَـعِـي

وَ وَدِدتُ أَنْ لَوْ زُرْتُهَـا فِـي غُــرْفَــةٍ
طَوَتِ الْبَرَاءَةَ إِذْ طَوَتْ فِي مَضْجَعِ

فَوَقَفْتُ أَطْرُقُ مُطْرِقًا رَأْسِي عَـلَـىٰ
أَعْـتَـابِ بَـيْـتٍ مِـثْـلُـهُ لَـمْ يُــقْــرَعِ

فَـلَـقَـدْ تَـلَـفَّــعَ بِــالــسَّــوَادِ كَــأَنَّــهُ
لَبِسَ الْحِدَادَ عَلَىٰ مُصَابٍ مُـفْـجِـعِ

فَسَمِعْتُ هَمْسًا مُسْكِتًا صَوْتَ الْبُكَا
                إِلَّا بُـكَـاءَ الْـقَـلْـبِ بَـيْــنَ الْأَضْــلُــعِ

وَ تَسَاءَلَتْ أُمُّ الْـفَـتَـاةِ: أَفِـي دُجًـى
                    يُؤْتَىٰ لِمَأْوًى مُوحِـشٍ فِـي بَـلْـقَــعِ

عَجِبَتْ دَنَتْ سَأَلتْ أَجَبْتُ أَنَا الَّـذِي
                    جَافَيْتُ فِي بِرِّ الْيَتَامَىٰ مَـهْـجَـعِـي

وَ لَقَدْ سَمِعْتُ هُـنَـا بُـكَـاءَ صَـبِـيَّـةٍ
                    لَا يَبْـكِـيَـنْـهُ سِـوَىٰ يَـتِـيـمٍ مُـدْقَـعِ

إِذْ ذَاكَ أَجْهَشَـتِ الـصَّـبُـورُ كَـأَنَّـمَـا
                    تَبْكِـي لِـمَـصْـرَعِـهَـا وَ لَـمَّـا تُـصْـرَعِ

يَـا أَيُّـهَـا الـشَّـبْـعَـانُ مَـالَـكَ غَـافِـلًا
                    عَـنْ كُـلِّ جَـارٍ سَـاغِـبٍ مُــتَــوَجِّــعِ
     
هَيَ مَا اشْتَكَتْ فَالْحَالُ أَبْلَغُ مَنْطِقًا
                    وَ لِسَانُ حَالِ النَّاسِ مُبْلِغُ مَنْ يَـعِـي
______________________________________
                      أسامة أبوالعلا
                    ‏         مصر

الأحد، 18 أكتوبر 2020

قراءة أدبية نقدية الناقدة الشاعرة أ.هدى مصلح النواجحة/ لقصيدة الشاعر د.جاسم الطائي

قراءة أدبية نقديةٌ في قصيدة رفدُ القوافي
للشاعر د, جاسم الطائي
استاذة النقد ام فضل النواجحة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على إمام المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

تستهويني قراءة القصائد المغلفة والتي تتستر وراء أحجبة ٍلا تبدي من الوضوح إلا ما يظهره الشاعر من دلالات لفظية توحي بما يريد الشاعر إيصاله للمتلقي. وأنا أمام قصيدة رومانسية الوجد والحالة. قرأتها عدة مرات لأصل إلى مكنونها المتواتر, فما كان لي إلا أن أبدأ بعتبة الخطاب الشعري, وهو العنوان (رفد القوافي) والرفد التي عرفت بالإضافة ,أفصح عنها الشاعر بالدخول في قوافي الشعر كي تعطيه أحسن عطاءاتها وأكرم وأجمل ما فيها. وقد بدأ الشاعر بصورة شعرية فقد شبه القوافي بالناس الكرماء المعطاءين, والقوافي مجازٌ مطلق للشعر بكل قوافيه وأشكالها .
والقصيدة ليست بالهيّنة في تناولها ؛ لأن الشاعر يلقي بدلالاته الشعرية وإشارته التي عجت بالصور وعلينا ملاحقتها وفضها. فقد بدأ القصيدة بالمضارعة أي الحالة الآنية الحاضرة والمستقبلية بقوله( أتيهُ)فأين توهان الشاعر ؟ فالتيه الذي هو حالة دائمة للشاعر, صورة جمالية رغم قتامتها التي ألبسها ثوب الاستعارة المكنية في (ثوب التغرب) وفي ذات الوقت دعمها بوصف حاله وبما أصابه من وهن , وإن كان الشاعر تائهاً هناً, إلا أنه غير متوقف في دلالة (وأطوي الخطا ) ورغم ذلك يأتي بحالة مضادة وهو خذلان السن أي كبره ,وهذه صورة جميلة للشاعر فقد شبه كبر السن بالشخص الخذول , فالتوافق في الدلالة بين الشطر الأول من البيت الأول مع دلالة الشطر الثاني في نفس البيت في( على الدرب , وأطوي الخطا) وفي (في وهن, ويخذلني سني), غير أن الشاعر يفصح عما به من ألم, فالأمر الأول هو بُعدُ الحبيب والأمر الثاني هو ذكره لعمره الذي يعطيه صورة بديعة؛ إذ جعل للحزن يد ومزقت عمره. ما أجمل تشخيصه , رغم كآبة الصورة في قوله (بذكري لعمر ٍ مزقته يد الزمن ) كما جاء في البيت الثاني . والشاعر مستمر في تسليط الضوء على حالته النفسية ,فهو يسامر الطيوف وهنا حالة شمولية (من كل الطيوف)بدلاً من البشر كناية عن وحدة الشاعر, ويعلل لما يفعل بقوله(عساي أرى فيها يقيناً من الظن )فلننظر إلى ما قاله الشاعر :
أسامر من كل الطيوف تعلة
عساي أرى فيها يقيناً من الظنِّ
وفي البيت الرابع يشبه ظنه بالشخص الخادع ؛ فهو لم يجد به غير بعض التأسي وحتى لم يغنه هذا التأسي ,والاستثناء جاء معززاً لمطلوب الشاعر في قوله (غير بعض من تأسي ) ويستدرك نفسه بعدم جدوى هذا القليل بقوله في أسلوب النفي (ولم يغن)
وفي البيت الخامس التفات لدار الأحبة في خطابه الشعري قائلاً لها ومشيراً إلى نفسه أنا منك يا دار الأحبة ليدلل على علاقته الحميمة بها ولكن هذه العلاقة يشبهها بالجمرة المتقدة , ويعيد التساؤل هل الظعن قريب منه ,ويشبه الدار بالشخص القادر على الإجابة وهذا ما قاله الشاعر:
أنا منكِ يا دارَ الأحبةِ جمرةٌ
تلظّى فهل للرحلِ مقربةٌ منّي
وفي البيت السادس يترجى الشاعر ليلحقه بما قبله ويقول الشاعر تلك الدار للبعيد لاشمئزازه من خلوها من الأحباب , فهي التي تقادمت من بُعد الأحبة عنها وأصبحت لا تسر ؛ إذا البعد وافق على رحيل الأحباب ,وهنا انحرافٌ شعريٌّ جميل وتقديمٌ وتأخير فقد بدأ بجواب الشرط قبل فعله انظر قول الشاعر :
وأرجو وتلك الدارُ أبلت على الجوى
رسولاً إذا ما البينُ أثنى على الظعنِ
وفي البيت السابع يصف فؤاده بالطيب (الغر) الأبيض ويتساءل لمن يشكو هذا الفؤاد ما به من عشق إذا يهجر صاحبه ليعيش ويحلو مع الظن , وهنا طباق جميل في (يهجرني ,ويحلو ) وجناس في( ظناً ,الظن )
وفي البيت الثامن تعاقب حدثين في (ويأسرني , ويقتلني ) وطباق في (قرباً , وبعداً) لتوكيد علاقته بفؤاده إثر غياب الحبيب وحرثه الذي شبهه بالمستجير القائل ألا دعني إن لم تنسجم معي وتبقى على ظنك . لننظر كيف يشظي الشاعر بينه وبين فؤاده ليخاطبه ويُجسده .
ويأسرُني قرباً ويقتُلني بُعداً
وما زال حَرثِي يستجيرُ ألا دعني
والشاعر في البيت التاسع يضفي على ذاته صفة العزة والكرامة صاحب مناقب خيرة لكن الدهر الذي شبهه الشاعر بالبحر الذي يفيض بالضغائن فجاءت الاستعارة التصريحية مع الاستدراك ما أضفى إلى الشطر جزالة في ربطه بشطره الأول
عزيزٌ ولي في كل منقبةٍ وعدٌ
ولكن هذا الدهرِ فيضٌ من الضغنِ
ومن هنا يتضح نوع فيض الضغن فيقول في البيت العاشر :
لكم جار في حكمٍ ولم يرعَ واجداً
ولم يرعَ ما قد سحَّ طوعاً من الجَفنِ
لقد جار الدهرُ في الحكم عليه ولم يرعه كإنسان ٍ موجوع ولم يراع ٍ ما قد سح من الجفن (كناية عن كثرة البكاء ). لكنني أجد مجيء كلمة طوعاً أثقلت على معنى البيت فالإنسان يبكي قهراً وليست بإرادته إلا إذا الشاعر يعني أن العين شاركته وطُوعت لعملها وهو البكاء فيقول :
أناجي ضفافَ البوحِ رفقاً فإنني
لجمتُ جراحي فاستفاقت على لحني
والشاعر يعود ليربط قصيدته بعنوانها قائلاً أنه ذو همة في البوح إذا ما تواردت الأفكار وكبت الكلمات بالحروف فهو يشبهها بالحبال وكأنني أمام تضمين( أرخى سدوله وأرخى الليل تباشير الصباح ) وأرخى بمعنى ترك ليمتد ويشبه انهمار الشعر كأنه لجة ويعيرها للبحر الطويل في الشعر , ومضى ما نظمه من أبيات القصيدة وقد شبهها بالسفن المتتالية وكلها له وهنا إشادة من الشاعر وافتخاره بقدرته على حسن النظم وجميل القوافي .
طويلٌ إذا ما الحرفُ أرخى حِبالهُ
وفي لجَّة البحرِ الطويلِ مضت سُفْني
ويؤكد ما سقناه في البيت ما قبل الخير بما ورد في البيت الأخير إذ جعل في السطور الباقيات وأين هي ؟ لم يتبق إلا بيـتٌ واحد وهو الأخير من القصيدة , فيقول له مواسم أي مناسبات محفولٌ بها وأنه متمكن من صيغ القوافي إذ تأتيه على عادة الشعراء القدامى بمساعدة ٍمن الجن (وادي عبقر)؛ أي كناية عن مقدرته الفائقة على نظم الشعر وتمكنه منه
ولي في السطورِ الباقياتِ مواسمٌ
ولي في قوافي الشعرِ رَفدٌ من الجنِّ

وحقاً فالقصيدة نظمها الشاعر على البحر الطويل فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن ........... .
موسيقي أصيلة قوية على نهج البحور القديمة والقافية النونية المكسورة مناسبة لموضوع الشاعر وتأسيه .
القصيدة من السهل ٌ الممتنع قوية تدلل على قوة قائلها , وتمكنه من الخيال الشعري واللغة الشعرية التي أفحمها بالصور والبديع ؛ لذا ركزت في القراءة على الصور وعلاقتها بالقصيدة , وتوارد الأفكار ووحدة الموضوع .والقصيدة مازالت بكراً للولوج نقداً فيها .

أشكر الشاعر وأتمنى أن يتحفنا بالمزيد .
مع خالص تحياتي
أ‌. هدى مصلح النواجحة
أم فضل
18/10/2020

( رفدُ القوافي )
أتيهُ على درب التغرب في وهنِ
وأطوى الخطى طياً فيخذلُني سنِّي
أحدِّث عن بعدِ الحبيبِ وأكتوي
بذكرى لِعُمرٍ مزَّقته يدُ الحُزنِ
أسامرُ من كل الطيوفِ تعلةً
عسايَ أرى فيها يقيناً من الظنِّ
ويخدعُني ظنِّي وما كنتُ واجداً
به غيرَ بعضٍ من تأسٍ ولم يغنِ
أنا منكِ يا دارَ الأحبةِ جمرةٌ
تلظّى فهل للرحلِ مقربةٌ منّي
وأرجو وتلك الدارُ أبلت على الجوى
رسولاً إذا ما البينُ أثنى على الظعنِ
ومن للفؤاد الغرِّ يشكو صبابةً
فيهجرُني ضناً ويحلو مع الضنِّ
ويأسرُني قرباً ويقتُلني بُعداً
وما زال حَرثِي يستجيرُ ألا دعني
عزيزٌ ولي في كل منقبةٍ وعدٌ
ولكن هذا الدهرِ فيضٌ من الضغنِ
لكم جار في حكمٍ ولم يرعَ واجداً
ولم يرعَ ما قد سحَّ طوعاً من الجَفنِ
أناجي ضفافَ البوحِ رفقاً فإنني
لجمتُ جراحي فاستفاقت على لحني
طويلٌ إذا ما الحرفُ أرخى حِبالهُ
وفي لجَّة البحرِ الطويلِ مضت سُفْني
ولي في السطورِ الباقياتِ مواسمٌ
ولي في قوافي الشعرِ رَفدٌ من الجنِّ
--------
د٠جاسم الطائي - العراق

الجمعة، 16 أكتوبر 2020

الشاعرة الفلسطينية مها محمد/ علميني يا أمي

علميني يا أُمِّي
كيفَ افرعُ
كيفَ أزرعُ
أرضاً عذراءْ

علميني....
كيفَ أنثرُ حباً
كيفَ أحصدُ زرعاً
كيفَ أحملُ فأساً
لأَروي من عَرَقي الصَّحراءْ....

علميني يا أُمِّي ...
أَرسُمُ علماً
أرفعُ رايةْ
أشمخُ نَسْراً
في العلياءْ.....

أَرسُمُ وَطَناً
أَعشَقُ أَرضَاً
أكتبُ من دَمِنا
" فلسطينُ الغَرَّاءْ ""...

دِلِّيني أُمِّي...
عن وطنٍ أهواهُ
عن موطنِ عزٍّ أرعاهُ
عن صخرةَ قدسٍ
إليها قد كانَ الإسراءْ.....

علمني حُبُّكِ يا أُمِّي
أَنْ أمْسَحَ دَمعِي
أَنْ أَضْمِدَ جُرحي
أَن أُهْدي حُبِّي
للقدسِ ضِياءْ.....

في قُدسِي
أَسمَعُ أَصواتاً
تطرقُ أَصدَاءً
في الأَجواءِ بُكاءً
يَغسلُ وَجَناتَ الكُرَماءْ

علميني يا أُمِّي
أَنْ أَروي الأرضَ بِدَمي
وأَمسَحُ بِكفِّي دَمعَ الثَّكالى
أَنْ أَحْضِنَ الثَّرى
وأَنْ أَتَوسَّد الصَّخرَ
وأُلْبِسَ القبرَ
أَكفانَ الشُّهداءْ .....

غزةَ تَدعو فارِسَها
معتصمٌ يقتادُ الجيشَ
يُسرجُ خيلاّ
يُرسلُ جُنْداً
يرسُمُ خِططاً للفتحِ
يرفِدُهُ جيشُ النُّبلاءْ.....

علميني يا أُمِّي
أَنْ أَرفعَ شاراً للنَّصرِ
أَنْ أَحملَ عزاً بالصَّدرِ
أَنْ أَشمَخَ جَواً كالصَّقرِ
كي يبقى وَطَنِي حُرَّاً
يَصنعُ أَحلاماً لِلأُدَباءْ....

بقلمي
الشاعرة الفلسطينية مها
علميني يا أُمِّي
كيفَ افرعُ
كيفَ أزرعُ
 أرضاً عذراءْ

علميني....
 كيفَ أنثرُ حباً
كيفَ أحصدُ زرعاً
كيفَ أحملُ فأساً
لأَروي من عَرَقي الصَّحراءْ....

علميني يا أُمِّي ...
أَرسُمُ علماً
أرفعُ رايةْ 
أشمخُ نَسْراً
في العلياءْ.....

أَرسُمُ وَطَناً
أَعشَقُ أَرضَاً
أكتبُ من دَمِنا
" فلسطينُ الغَرَّاءْ ""...

دِلِّيني أُمِّي...
عن وطنٍ أهواهُ
عن موطنِ عزٍّ أرعاهُ
عن صخرةَ قدسٍ
إليها قد كانَ الإسراءْ.....

علمني حُبُّكِ يا أُمِّي
أَنْ أمْسَحَ دَمعِي
أَنْ أَضْمِدَ جُرحي
أَن أُهْدي حُبِّي
للقدسِ ضِياءْ.....

في قُدسِي 
أَسمَعُ أَصواتاً
تطرقُ أَصدَاءً
في الأَجواءِ بُكاءً
يَغسلُ وَجَناتَ الكُرَماءْ

علميني  يا أُمِّي 
أَنْ أَروي الأرضَ بِدَمي
وأَمسَحُ بِكفِّي دَمعَ الثَّكالى
أَنْ أَحْضِنَ الثَّرى 
وأَنْ أَتَوسَّد الصَّخرَ
وأُلْبِسَ القبرَ
أَكفانَ الشُّهداءْ .....

غزةَ تَدعو فارِسَها
 معتصمٌ يقتادُ الجيشَ
يُسرجُ خيلاّ
يُرسلُ جُنْداً
يرسُمُ خِططاً للفتحِ
يرفِدُهُ جيشُ النُّبلاءْ.....

علميني يا أُمِّي
أَنْ أَرفعَ شاراً للنَّصرِ
أَنْ أَحملَ عزاً بالصَّدرِ
أَنْ أَشمَخَ جَواً كالصَّقرِ
كي يبقى وَطَنِي حُرَّاً
يَصنعُ أَحلاماً لِلأُدَباءْ....

بقلمي 
الشاعرة الفلسطينية مها 

الشاعر خالد اغباريه/يا وترا مقطوعا

قصيدة شعر
الشاعر خالد اغباريه
يا وترا مقطوعا
رَنَّ في صَمْت
وفي أوراقِ أشعاري
انسابَ مُهتاجا
وتهافتَ كالطّير
يسكنُ تحتَ حَنيني
في ليلٍ مِنْ دِفْء
يُغازِلُ حَبيبَه
ويَخْطِفُ مِن رقَّتِهِ
بحرا .. سماءً
وطنا منقوشا
مرجانا يا لضعفي
إذْ يلْمِسُني
في خِفَّةِ شِعر
أو نَغمةِ شَدْو
وَرَفَّّةُ خوفٍ تنتابُني..
وأسبحُ بالنّارِ بالنّور
وأنثرُ رسائلَ عِشْق
كالموجِ يغازلُ موجَة
عنوانُها عَيْنَيّ
وقصيدةُ شِعْر
وتاريخُ حُبِّنا
مكتوبٌ في دفتر
ونطوي كلَّ هزائم
رِحْلَتِنا..
وشراعُ البهجةِ يَلْفَحُنا
ونعود ....

الخميس، 15 أكتوبر 2020

جاسم محمد محمود/ ضاعت عناويني

(ضاعت عناويني )
حييت سفحك عن بعد فحييني *١
أنا المُعنَّى وقد ضاعت عناويني
وفي المنافي خطاي استثقلت جزعا
أشكو الى الخالق الهادي ليهديني
من كل بارقة النجوى تمر على
قلبي ولست على الذكرى بمحزونِ
وأنتشي بالذي أبلى وخاطرُهُ
مازال من حرقة الأحداقِ يُبكيني
ذكرى لها من رحيقِ العمرِ أضوعه
فكيف بالعمرِ ميْتاً غيرَ مدفونِ
وكيف بالحُلْم في العقبى وليس لنا
إلا الكوابيسَ حلمٌ غيرُ مضمونِ
جار الزمان على شطآن دجلة إذ
صار النواطير سراقاً بتفنينِ
لهم بكل كتابٍ قصةٌ وضعت
وفي الصحائف إذ تزهو بتلوينِ
قد علموا الدهرَ أن يبدي خوافيهُ
وأرغموا البؤس يعيي بالمساكينِ
فالخبز في بلدي مرٌ مذائقهُ
لكل ذي كلفٍ بالدارِ مأمونِ
وحظه مثل حظي بعض مخمصةٍ
فالشهد في بلدي ما عاد يعنيني
حتى الخلائق قد عاث البغاة بها
-من أين للدار من غوثٍ بهارونِ -*٢
فلا يرى البلبل الصداح مسكنه
بين النخيلِ وقد شاخت بتأبينِ
يا دجلة الخير إني ههنا كلفٌ
وبيننا البحرُ والآفاقُ تغريني
فكيف أشرعُ والامواج عاتيةٌ
وبحر شعري على مدٍّ ويشجيني
وأنت أنتِ عذاباتي أسطرها
إن شئت شئت وإن أعرضتُ ترديني
ملّ التغربُ من شعري وقافيتي
وما مللتُ من الزيتون والتينِ
وعاذل لامني أني رسمتُ لهُ
على البسيطِ جراحي كي يواسيني
---------
*١تضمين مطلع قصيدة الجواهري
*٢اشارة الى الخليفة العباسي هارون الرشيد

أمين الحنشلي/ تعالى الله يفعل ما يشاء

تعالى ألله يفعل مايشاء

إلا لله من دام البقاء
تعالى ألله يفعل مايشاء
ومن دون الإله أرى البرايا
وما الأرضين قلت والسماء
سرابا مالها في الخلد حظ
ودون الصالحات لها هباء      
ولله الجلال بلا تجل  
                              ومن ثوب الكمال له رداء 
ويامن في علاه يظل دوما          
                                 وفي عليائه ظل العلاء       
تعالى من له كل المعالي  
                                ولا ترقى لرفعته  سماء 
ومن نور حجب عنا  بنور 
                            ولا يخفيه في العليا خفاء 
تبارك وجهه  عزا ومجدا  
                             وقدس في معاليه العلاء
ويامن سرمدا طرأ  تعالى
                          وبعد  الحمد يقصده  الثناء 
وفي عرش العلا ربي تعالى 
                            له الأقدار تجري والقضاء 
ويقضي والانام له تناجي  
                         ويصعد في حوائجها الرجاء
وفيهم من له الأقدار تجري  
                        ومن  في كفه يجري  السخاء
ومن في لطفه الأقدار  تمضي 
                         وفي كفيه  من فاض العطاء 
ومن بعد النوائب جل ربي 
                           إذاما اشتد في الخلق البلاء
فكم يسرا  قضى من بعد عسر  
                                 ويعقب كل نازلة شفاء
  ويعطي يجتبي منا وفضلا 
                             تعالي حين نصدقه الدعاء  
ويهدي يصطفي من شاء ربي 
                             ويصلي من له حق الشقاء
وينزع نعمة ويزيح ظلما 
                              ويرحم يبتلي أو ما يشاء 
 فيامن رحمة وسع البرايا 
                              وعافى حين ينتشر الوباء 
ويعلم ماجرح في الصبح عبد 
                                 وما وارى لعورته المساء
ولا يخفاه ربي قط شيء 
                            ولا يعنيه في الخلق  الدهاء
ولا يثني مشيئته التماس 
                              ولا يخفاه في الناس الرياء
ولا تثنية منزلة وقدرا 
                               ولا في الناس غي أو ولاء 
ويامن علمه في كل شيء 
                                  أحاط ورحمة فيها كفاء 
ويامن رحمة وسع البرايا 
                                 وعلما ليس يعزبه المكاء 
وعدلك ياالذي ماحاد قسطا 
                               ولا في حكمه جار القضاء 
فيامن أنت لي حسبي وربي 
                                  وازعم في محبته الوفاء 
ويامن دون رحمته ملاذا 
                               انا مارمت أن ضاق الفضاء 
بحبلك أمسكت يارب كفي 
                              واستعصمت أن خاب الرجاء
إلهي إن  أتيت  بغير  زاد
                                  ولا في قربتي كلا  سقاء
 وجئتك ليس لي إلا رجائي 
                                وحسن الظن يعقبه الحياء 
ودون الصفح والغفران ربي 
                              فما تجدي الدموع ولا البكاء 
ودونك أن يحول الذنب مني 
                                   فلا أرض تقل  ولا سماء   
فسبحان الذي أغنى واقني 
                             وفي القلب العصي له الرضاء 
                                          
#امينﺍﻟﺤﻨﺸﻠﻲ

د.سعيد السعودي/فلسطينية أنتِ

قصيدة / فلسطينيةٌ أنتِ                          بقلم / د. سعيد السعودي - فلسطين
البِسِي ثَوَبَاً مُطَرَزَ
بِالرَصَاصِ
واجْعَلِي مِنْ بَقَايَاهُ
كُحْلٌ لِعَيْنَيِكِ
تَنَهَدِي عَلي ضَيمِ العُرُوبَةِ
والأعَادِي
سَجَنُوا فِيكِ الرُوحَ
وَقَيَدُوا أحْلامَكِ
يا أُخْتَ خَنْسَاءَ العَرَبِ
في عَليَائِها
شَيَّدْتِ جِسْرًا بِصَبْرِكِ
وَرِبَاطِكِ
رَفَعْتِي لِواءَ النَصْرِ
وَكُنْتِ لَهُم سَنَدًا
وَضَعْتِي أعْلامَ النَصْرِ
بِيَدِ أطْفَالِكِ
ولَبِسْتِي ثَوبًا مُطَرْزًا
بِالرَصَاصِ
بَدَلًا مِنْ فَسَاتِينِ
السَهَرَاتِ المَاجِنَاتِ
وَضَعْتِي حَولَ عُنُقَكِ
خَرَزَاتٍ بِألوَانٍ
الأحْمَرُ، لَونُ الدَمِ
يَجْرِي على ثَرَاكِ
الأسْوَدُ، لَونُ خَيمَةُ الَليِلِ
في الرِبَاطِ
والأخْضَرُ، لَونُ زَيِتُونٍ
تَحَدَّى عِدَاكِ
وهَاكَ الأبْيضُ لَونُ قَلْبُكِ
بِالحُبِ أشْجَاكِ
يا أخْتَ الثُرَيَةِ أنْتِ
عُنْوانُ الصُمُودِ
بَنَيتِ جِيْلَ النَصْرِ،
أُسُودُ الوَغَى بعطاءك
فِلِسْطِينِيةٌ أنْتِ مَحْفُورٌ
اسْمُكِ خَالِدًا
مِنْ بَينِ نِساءِ العَاَلَمِين
سَطَّرْتِي أمْجَادَكِ
أرَاكِ كَالشَمْسِ سَاطِعَةً
فِي كُلَ طَرِيقٍ
هَنِيئًا يا أخْتَ الرِجَالِ
عَلى طُولِ صَبْركِ وعَطَائكِ                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                               
                                                                                                  
 ملاحظة هامة/ استسمح صاحب اللوحة من استخدام لوحته لتعابيرها وجمالها اذا كان يتابعنا فاعتذر منه واشكره من قلبي وله الفضل ...

الأربعاء، 14 أكتوبر 2020

رشاد القدومي/عتاب وطن

عتاب وطن
مجزوء الوافر
تعاتبني و لا تعلم
بأني بالهوى مغرم
غيابك كاد يقتلني
و ليلي دونكِ مظلم
فيا من کنت لي قمرا
و قلبك بات لا يرحم

تمادی بالهوى قلبي
شعرت بأنني أظلم

ألا يكفي معذبتي
بحبك أنني ملهم
نظمت الشعر من قلبي
شعرت بناركم تضرم

و حرفي بات منزلكم
و أنت بحبنا أعظم

رياح الشوق تحرقني
و قلبك بات لا يرحم

و حبك بات لي وطنا
أهيم بحبكم أُغرم

بصمتك بان لي أمل
و صمتك لوحة ترسم

سهام العين قد نطقت
بما قلبي به يحلم

كلمات رشاد القدومي
14/10/2020

محمد الدبلي الفاطمي/ صوتي ينادي

صوتي ينادي
نَظْمي على صخْرِ الجُمودِ تَحَطَّما***وَتَعَلُّمي بِالتّرّهاتِ تَهَـــــــشَّما
صَوْتي يُنادي والمَشاعرُ أصْبَحَتْ***مَوْبوءةً بِالمُنْكَــــــراتِ تَوَرُّما
وأصالتي تَحْتَ الحَضيضِ تَقَوْقَعَتْ***لَمّا التّسَلُّطُ في الرّقابِ تَحَكَّما
والناسُ منْ هوْل الفسادِ تَشَرّدوا***ومنِ احْتَمى بالحاكمينَ تَيَتّـــــما
حَتّى المدارسُ خُرِّبَتْ بِشُرورِهِمْ***والفِقْهُ أُجْبِرَ أنْ يَظَلَّ مُكَمَّـــــما
والكُلُّ يَخْشى أنْ يَكونَ ضَحِيَّةً***وَكأَنّما صارَ المُواطِنُ أبْكَــــــــما
نَبْكي على الدُّنْيا بِأدْمُعِ نَكْسَةٍ***في حالةِ منْها الجَمـــــــــــــيعُ تألَّما
وَشعوبُنا تَصْلى السّعيرَ بِأُمّةٍ***مِنْها الوُجودُ بِما تَجودُ تَعَلَّـــــــــــما
يا وَيْلَنا خَنَقَ الخُنوعُ نُفوسَنا***والجُبْنُ عَسْعَسَ والظّــــــــلامُ تَقَدَّما
لَمْ نَسْتَطِعَ خَلْعَ المَذَلَّةِ طالما***بَقِيَ التّسلُّطُ في الورى مُتَحَــــــــكِّما
إنّا رَسبْنا في اخْتبارِ نُفوسِنا***بِئْسَ السُّقوطُ بِهِ الحَضيضُ تَجَـــسّما
أَوَلَمْ تَرَ العَرَبَ اسْتَحالَ نُهوضُهُمْ***لمّا الفَسادُ على الصّلاحِ تَهَجّما؟
حُكّامُهم في المُنْكَرات تَوَغَّلوا***ورحى الفسادِ بِها الصّلاحُ تَهَــشّما
حَيْثُ اتّجَهْتَ وَجَدْتَ ظُلْما صارخاً***وَرَأَيْتَ حَيْفا بِالتَّغَوُّلِ مُـــظْلِما
تَحْيا الشُّعوبُ إذا النِّضالُ أغاثَها***والجُبْنُ يَتْرُكُها تََظَلُّ جَـــــــهَنَّما
فَمتى سنُدْركُ أَنّنا في نَكْسةٍ***وكَأَنّما قَهْرُ الرِّقابِ تَحَتَّـــــــــــــــما؟
ليتَ الشّبّاب إلى التّنافُسِ يَهْتدي***ليكون حَقّاً في الوجودِ مُــــكَرّما
وَطني حَبيبي والمحَبّةُ فِطْرَةٌ***سَتَظَلُّ عِشْقاً فـــــــــي الفؤادِ مُنَعَّما
وأنا المواطنُ بِالمُواطَنَةِ التي***عَنها الرّسولُ بما أَقَرَّ تَكَـــــــــــلّما
حُبُّ المُواطِـــــــنِ للبِلادِ أمانَةٌ***وَدفاعُهُ عنْها يَظَلُّ مُعَظَّــــــــــما
محمد الدبلي الفاطمي

رمزي حسن الناصر/الروح تترى

الروح تترى ،،،،،

الروح تترى والجراح رعاف

والدمع نهر والهوى إدناف

والقلب يحكي عزفه متثاقلا

زيف الهروب بزفرة إجحاف

مالي أرى الدنيا بلون محجة

تمضي وليس لحزنها ألطاف
يهوي بصبري واهنا متباينا

صدر الزمان بوصفه إعجاف

لن أنحني للريح لو مرّت هنا

نار الوجود فهاجسي إسفاف

تغضي حياء والمحاني تصطلي

نار الفراق ونبعه أصناف

تسري ندوبا شاحبا بمذلّة

نوح تهاوى والنوى أطياف

تبدي جدالا والمواخر تجتني

موجا صداه بعمقه شفّاف

ماللغرام يقيلني مستعتبا

صدر الحبيب بفيئه أصطاف

رمزي الناصر

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2020

قراءة أدبية من أستاذة النقد أ.هدى مصلح النواجحة/لقصيدة الشاعرة عائدة قباني بعنوان لا تحزني

قراءة أدبية من أستاذة النقد الشاعرة / ام فضل النواجحة
لنص الشاعرة المبدعة/ عائدة قباني

قراءة أدبية نقدية في قصيدة الشاعرة الفلسطينية الأردنية عائدة قباني بعنوان
لا تحزني
عودتنا الشاعرة على مثل هذه القصائد الملهبة والتي تتغنى بها لفلسطين والقدس بالتحديد وأحياناً ترثيها قي مرثيات موجعة وفي هذه القصيدة التي اختارت لها عنوانا في جملة ٍ كاملة الأركان والتي بدأتها بلا النافية التي تعمل في الجملة الفعلية تحزني أنت . والحزن شيء ذميم قاتلٌ مقره القلب وهو قاتل للفرحة ِ والابتسامة مضاد للبهجة والسرور . أي هنا ما يستوجب هذا الحزن العميق وهو اغتصاب فلسطين واغتصاب القدس بما فيها كل الآثار الإسلامية والمسيحية والتراث الفلسطيني الكنعاني الأصيل .والتعدي على المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث االحرمين .
فالعنوان صريح ومباشر . القصيدة يسرة الألفاظ وسهلة السياق ؛ لكنها قوية هجومية صارخة كطبيعة شعر الشاعر التي تحمل المعادل الموضوعي لحزن فلسطين .
وبعد ولوجي في القصيدة أدركت ما سبب هذا النهي عن الحزن ؛لأن الحزن لا يفيد شيئاً بعدما عرفنا الحقيقة . فالفاجعة في إخواننا العرب أعمق من اغتصاب فلسطين ؛لأنهم أماطوا برقع الحياء وخذلوا فلسطين وتنكروا للعروبة فصار لا يعنيهم صراخنا أو حربنا ولا اغتصاب ما تبقى من فلسطين .
مثل هذه القصائد الوطنية لا تحتاج لمقدمات أو نسيب ولكنها مباشرة وإن كانت خطاباً للقدس فهي مخاطبةٌ صريحة لمن في القدس وأهل فلسطين ولعموم العرب والمسلمين .
لقد افتتحت الشاعرة قصيدتها بالمخاطبة المباشرة من خلال النداء للقدس والأقصى الذي يمثل محراب العبادة وقد وظفت أسلوب النداء للندب والرثاء ,وتكمل بالتوكيد لتبين علاقة العشق التي تربطها به ,؛علاقة مستمرة لا تنتهي .
ويتكرر النداء للقدس في أبياتها الأولى فتقول :
قدسُ يا أقصى أيا محرابُ
يا حشاشةَ مهجتي
يا حبّةَ العينِ اسمعي
وتكرر طلبها من القدس بنهيها عن الحزن لأن العروبة كذبةٌ وسراب والكذبة والسراب لفظتان مترادفتان متتاليتان للتوكيد ليتناسق مع بداية الشطر المؤكد ب( إنَّ) وتنهال الشاعرة بتوصيف من يدعون العروبة قائلة :

فالعُرْبُ باعوا دينهم وضميرهم
وكبيرهم يا حسرتي نصّابُ

يشري يبيعُ بأمةٍ مقهورةٍ
وعلى دماها تُشْرَبُ الأنخابُ

سكرٌ وعربدةٌ على عين الملا
لم تردعِ الأديانُ والآدابُ

إنْ لمْ يصلوا في البراق بصحبهم
تلمود صهيونَ الخنا لكتابُ
وتنهال بالتقريع لهؤلاء الأعراب من خلال أسلوب النداء قائلة :

يا وصمةً للعار يا ذلّا لنا
أنتم حثالةَ عربنا وذئابُ
ولا بد من بيان السبب فهم ساندوا الأعداء وتعني مغتصبي فلسطين الكيان الصهيوني فهي تجاهرهم بالحقيقة في قولها :

ساندتُمُ الأعداءَ أقررتم بهم
سلّمتُمُ أرضي وهم غُصّابُ
ثم تنهال بالتحقير من خلال المواجهة بالنداء فتقول :
يا شرّ خلق الله يا بئس الورى
أحفادُ خيبر أخوةٌ أحبابُ

وتصل الشاعرة إلى قناعة وتقنع القدس أنه لا عجب ولا أسى على هؤلاء فهم أقارب اليهود ,وهم بقايا نسل خيبر الذين طردهم النبي صلى الله عليه وسلم لسوء عملهم وغدرهم في معاهدتهم ,وتعطي مثلاً رائعاً في قولها :
كلٌّ تشدّهُ في الدّنا الأنسابُ)
وتستند الشاعرة بهذه الأفعال لتذلل على أنهم كانوا يخادعوننا بإظهارهم عروبتهم

ذا أصلهم ذا نسلهم وتظاهروا
كي يخدعونا أنّهم أعرابُ

تغلبت الأساليب الإنشائية الصادقة على الأساليب الخبرية التي بحاجة إلى تدليل على صدقها ؛ لتؤكد صدق مشاعر الشاعرة وإدلائها للحقائق . ومن هذه الأساليب أسلوب النداء المتكرر( بيا ) وأسلوب التوكيد بإن (إني عشقتكِ والهوّى غلّابُ
وتوكيد ب(قد )( قد بانت لنا الأنيابُ) . وتوكيد باللام (لكتابُ ,لكلاب ُ).
كما وظفت أسلوب الشرط المفيد للتحدي في قولها:
إنْ لمْ يصلوا في البراق بصحبهم
وجاء في القصيدة ِ تكرار لأسلوب النهي (لا تحزني , لا تدهشي ) .
الصور والمحسنات البديعية جاءت عفوية ولم تعول عليها الشاعرة فالموقف الشعوري لا يحتاج لتنميق وحضور الصور الجمالية زاد من رونق القصيدة
موسيقى القصيدة قوية ؛ فحرف رويها الباء الصلبة القوية المتقلقل , والقصيدة على البحر الكامل ذات الإيقاع العسكري الجاد المناسب لجو القصيدة , وهي سهلة التغني بها. واستكملت الموسيقى الداخلية كل ما يثير جمالها من تكرار للألفاظ والعبارات والترادف في المعاني وانسجام الحروف في البيت الشعري الواحد .
هذا مقتضب للقراءة . بودي أن أقف على كل ظاهرة جمالية في القصيدة , ولكنني أكتفي إلى هنا شاكرة للشاعرة قوة الأداء وجمال التعبير .
مع بالغ تحياتي .
الأستاذة /هدى مصلح النواجحة
أم فضل

اليكم النص
لا تحزني
""""""
يا قدسُ يا أقصى أيا محرابُ
إني عشقتكِ والهوّى غلّابُ

أفديكِ روحي يا حشاشةَ مهجتي
في القلبِ مني مسجدٌ وقبابُ

لا تحزني يا حبّةَ العينِ اسمعي
إنّ العروبة كذبةٌ وسرابُ

فالعُرْبُ باعوا دينهم وضميرهم
وكبيرهم يا حسرتي نصّابُ

يشري يبيعُ بأمةٍ مقهورةٍ
وعلى دماها تُشْرَبُ الأنخابُ

سكرٌ وعربدةٌ على عين الملا
لم تردعِ الأديانُ والآدابُ

إنْ لمْ يصلوا في البراق بصحبهم
تلمود صهيونَ الخنا لكتابُ

لا تُدهشي أحبيبتي من فعلهم
سقط القناعُ وتحته لكلابُ

ماتَ الحياءُ من الوجوه فأصبحت
شوهاء قد بانت لنا الأنيابُ

وهنا أراقوا النفط تحت نعالهم
معَه الكرامةُ والخنا غلابُ

يا وصمةً للعار يا ذلّا لنا
أنتم حثالةَ عربنا وذئابُ

ساندتُمُ الأعداءَ أقررتم بهم
سلّمتُمُ أرضي وهم غُصّابُ

يا شرّ خلق الله يا بئس الورى
أحفادُ خيبر أخوةٌ أحبابُ

فلمَ التعجبُ يا حبيبةُ والأسى
كلٌّ تشدّهُ في الدّنا الأنسابُ

ذا أصلهم ذا نسلهم وتظاهروا
كي يخدعونا أنّهم أعرابُ

عائدة قباني
فلسطين - الأردن
1/9/2020

الشاعر اكرم محمود اسليمية/ من رحم الآه يولد الأمل

من رحم الآه يولد ***الأمل***

من ينكر الآه في الأوطان والوجعا
أعمى الفؤاد وللتاريخ ماصدعا

وفوق أرضي يرى الأشواك قائمة
لكنها لم يحرك وخزها السمعا

يرى اليباب بطول الدرب تخبره
هنا الجدود لهم أعتى العدى خضعا

هنا سطور من الأحلام قد كتبت
لكن محاها عدو الله بل خلعا

وفي جميع رياض القدس موردنا
له رماح بقلب الطفل قد زرعا

وفي شتى صنوف البغي قد عملا
وفي الفظائع طول الأرض قد برعا
حتى عن الحق يثني أمتي وله
يوما تسلم حقا بالدما انتزعا

وما درى أن في هذي البلاد فتى
أرداد نزع جبال في الثرى نزعا

وأنّ شمسي التي في الجو ساطعة
مهما غطى بثوب نورها سطعا

الشاعر :
أكرم محموداسليميه

طارق المحارب/عمر المختار

طارق المحارب ..
14/3/2020
إعادة نشر ..

عمر المختار ..

عدْ للرِّمالِ و عانقِ الأخيارا
و دعِ اللسانَ يُخالطِ الأشعارا

حبَّاتُها منْ عظمِهمْ قدْ لُوِّنتْ
فغدتْ لباساً يُرتدَى ودثارا

و إذا نظرتَ ففي الرَّبيعِ خيوطُها
تكسو النَّباتَ معِ الغبارِ سِتارا

منْ سحنةِ المختارِ حِيكتْ فانبرى
وجهٌ لهُ يتعهَّدُ الأزهارا

عَرَقٌ وجُهدٌ في الكثيبِ على المدى
لمعتْ خطاهُ فشيَّدَ التّذكارا

قطراتُهُ حينَ استدارتْ زيَّنتْ
واحاتِ نخلٍ أَنجدتْ بصحارى

كالشَّامةِ السَّوداءِ في سَحَرِ الدُّجى
لاحتْ فرُحتَ تُوثِّقُ الأخبارا

نعتِ السَّواحلُ طُبرُقاً إذ فارقتْ
شيخَ الجهادِ و أوقفتْ اسفارا

أسدُ الصَّحاري و الحصانُ عرينُهُ
و البندقيَّةُ كمْ غدتْ قيثارا

عَقدانِ مرَّا والنَّشيدُ تتابعٌ
والكفُّ يلثمُ ثغرُها الأوتارا

ما أرهبتها آلةٌ جبَّارةٌ
ومدافعٌ تتبَّعُ الآثارا

في كلِّ يومٍ يستبيحُ مُعسكَرا
عُمرٌ و يُضرِمُ في الحديدِ النَّارا

للهِ درُّكَ منْ مُحاصِرِ جحفلٍ
قدْ ظنَّ انَّكَ قدْ قضيتَ حِصارا

و إذا بشيبِكَ في الفضاءِ ضياؤهُ
يهبُ الإغارةَ في الدُّجى استمرارا

خُلِعتْ على الطّليانِ بُردةُ ثورةٍ
عانَوْا لدَيها مذْ مضتْ أخطارا

عشرونَ عاماً موتُهمْ لا ينتهي
وطموحُهمْ مُتقهقرٌ يتوارى

وكأي ليثٍ في الحياةِ إذا سعى
ينجو مِراراً لو مضى مِغوارا

و إذا تعثَّرَ فالمعاشُ بطبعِهِ
يُحيي السَّجينَ و يُهلِكُ الأحرارا

يا ثغرَهُ حينَ استقرَّ مُضاحِكاً
حبلَ المشانِقِ شامِخا جبَّارا !!

قالَ : انتصارٌ أو مماتٌ خالِدٌ
و إذا وَهنْتُ فلا أرى أعذارا

ظنُّوا بموتِ الشَّيخِ لانتْ أنفسٌ
إذْ أضعفوا في أرضِهِ الثُّوَّارا

فأبى الرِّجالُ و أكملوا ما خطَّهُ
حتَّى ارتأى غازيهمُ الإبحارا

أكرمْ بعَقَّادٍ فما تركَ الورى
إلَّا و خلَّدَ في الورى أبرارا

شٌهداءَ حقٍّ لوْ نثرتَ عبيرَهمْ
كنتَ الرَّسولَ يُبشِّرُ الأمصارا

بقلمي ..

الشاعر محمد عبد القادر زعرورة/عيني والتراب

.................................... عَيني وَالتُّرابِ .........................................
.... الشاعر ....
........ محمد عبد القادر زعرورة .....

هَبَّ نَسيمُ العَصرِ يُنعِشُني
فَذَرَّ في عَيني بَعضَ التُّرابِ
حَكَت عَيني بِدَمعاتٍ تُخاطِبُهُ
أَتُؤذيني وَأَنتَ كَريمُ أحبابي
رَدَّ التُّرابُ حَبيبَتي الشَّوقُ
إلَيكِ يَدفَعُني لِأزورَ أهدابي
فَإن تَجَرَّأتُ عَلَيكِ مَعذِرَةً
                فَهَواكِ يَشُدُّني حُبِّي بِإطنابِ
أَشتاقُ لِأَسكُنَ عَينَيكِ أنْ
                        أسكُنَكِ وَأُحَدِّثُكِ عَنِّي بَإِسهابِ
وَأشكُ لَكِ هَمِّي وَمَأساتي
                           وَما عانَيتُ مِن سُوءِ العَذابِ
لَقَد قَصَدتُ عَينَيكِ بِذَرَّتَينِ
                             لِأنَّني أهواكِ يا خَيرَ شَبابي
وَأنا أُمَثِّلُ كُلُّ ذَراتِ التُّرابِ 
                        بَسُهولِنا وَجَبالِنا وَكَذا الهَضابِ
وَهَوايَ نَحوَكَ لا يُدانيهِ اِرتِيابٌ
                            وَلا شَكٌّ أَهواكِ وَذَرَّاتُ تُرابي 
إمسَحي دُموعَ المُقلَتينِ عَن
                       خَدَّيكِ وَاسمَعي سَآتيكِ خِطابي 
إنِّي عَشِقتُكِ مُنذُ أن خَلَقَ
                          الإلهُ الأرضَ وَصَوَّرها لِأَسبابِ
لِأنَّكِ أَوَّلُ سَاكِنٍ  لِلأرضِ
                     أسمَاها فِلِسطِينا وَهَوَتكِ أَعشابي
وَأَوَّلُ مَن رَبَّىَ الأنعامَ فيها
                          وَأوَّلُ ساكِنٍ فيها عَشِقَ إِهابي
وَشَعبُكَ الكِنعانِيُّ مَن غَرَسَ
                           الزَّيتونَ فِيَّ وَرُمَّاني وَأَعنابي
وَأَوَّلُ مَن سَقاني المَاءَ رَقراقَاً
                               بِتَضَرُّعٍ لِلهَ الخالِقِ الوَهَّابِ
وَأُسْكِنُكِ وَأَسْكُنُكِ مَهما نَأَيتِ 
                    اضطِرارَاً وَإِرغاماً لِأحوالٍ وَأسبابِ
مَهما ابتَعَدتِ أرىَ فُؤادَكِ جَاثِيَاً
                           مُتَضَرِّعَاً عَلىَ أعتَابِ مِحرابِي
تَدعي الإلَهَ يَحفَظُني وَتَعمَلي
                       جاهِدَةً لِتَحريري وَفَكِّ إغتِصابي
فَأَنا عَشِقتُ الكِنعانِيَّ وَحدَهُ
                         صَاحِبُ الحَقِّ بِأَرضي وَهِضابِي 
لَيسَ مَن يَغزُو ثَراكِ غَيرُ لِصٍّ
                             مُجرِمٍ وَسارِقٍ وَقاتِلٍ إرهابي
............................
في  / ١٣  /  ١٠  /  ٢٠٢٠ / 
كُتِبَت في  /  ١١  /  ١٠  /  ٢٠٢٠  / 
........ الشاعر .......
........ محمد عبد القادر زعرورة ......

أستاذ الأدب والنقد د.حازم الصبيحي/ نقد لقصيدة الشاعرة وفاء الغريب

اليكم النقد البناء للناقد الكبير د.حازم الصبيحي
أبو الطيب حازم الصبيحي
لنص الشاعرة المبدعة Wafaa Garip Wafaa

نهضة النثر

قراءة في نص "تُخترقُ الحواسُّ"
للشاعرة وفاء غريب
مقدمة:
"ظل النثر العربي يعاني حالة من التردي والقصور بدأت منذ عصور الدول الإسلامية المتتابعة وبلغت أوجها في العصر العثماني. وصار اهتمام الأدب والأدباء محصورًا في الصنعة اللفظية، فأكثروا من المحسنات البديعية ووجهوا لها عناية خاصة. وزاد الأمر سوءًا أن تسربت الألفاظ التُّركية إلى اللغة الفصحى، فانحصرت اللغة الفصحى بين طائفة المتأدبين وأهل العلم من شيوخ الأزهر، حين ضعف الحس بالعربية بين فئات المجتمع الأخرى.
ثم بدأت بنهاية القرن الثامن عشر حركة انبعاث في الأدب العربي الحديث أثّرت على الشعر والنثر معًا، وأدت إلى لون من النضج والازدهار. وكان من أظهر عوامل هذه النهضة في النثر الحديث ظهور لون جديد من الكتابة المرسلة المتحررة من إسار السجع وصنعة الجناس وقيود البديع.
نهض النثر عقب ذلك نهضة واسعة، وتحرر تمامًا من تلك القيود البديعية؛ فسادت بين الكتاب والخطباء أساليب من الفصاحة والبلاغة والبيان تبعد عن التكلف والصنعة.
ومن العوامل الحاسمة في تطور النثر العربي الحديث وخروجه من وهدة التخلف والركاكة ما صاحب النهضة الأدبية في العصر الحديث من مد جسور الاتصال الفكري والثقافي بين الشرق والغرب عن طريق التعليم والبعثات والترجمة ودور الطباعة ومنشآت الصحف والمكتبات وما إلى ذلك من وسائل ثقافية وفكرية كان النثر فارس ميدانها غير منازع".

وعندما نشرع في قراءة هذا النص الماتع "تُخترق الحواسُّ" بداية من عتبته الأولى -العنوان- الذي جاء في شكل جملة فعلية فعلها مبني للمجهول؛ ليثير داخلنا تساؤلات عن مخترقات الحواس وأسبابها،
ولعلنا من الوهلة الأولى نعتقد أن العنوان هو بداية النص، وهنا نتأكد أن العنوان وحده يبرز تجربة الكاتبة والحالة الشعورية لديها..
ومن ثم نجد براعة الاستهلال في قولها: (تشد الرحال تصبو إلى لقاء)، ما يجذب انتباه القارئ ويثير مشاعره الفطرية العربية؛ فلا يخلونّ عربي من وجع الاختراق والترحال والفراق، سواء في بيئته الأسرية أو في وطنه الجريح المغتصب.
ثم تصور الكاتبة معاناتها جراء اختراق حواسها، وذودها ضد كل مسببات الاختراق كمناضلة تحمل سيف الحروف مدافعة به عنها، مستمسكة بالأمل الدائم، معلنة حرية مشاعرها برغم كل المآسي، وإن كانت قد صاغت معاناتها في دفقات متواترة ولم تلتزم وحدة عضوية متكاملة، إلا أنها في المضمون قد استطاعت أن تستثير الشعور تجاه تلك المعاناة.
برعت الكاتبة في جمع لؤلؤات الجمال البلاغي في صور مكثفة وإيحاءات عالية الجودة خيالًا وتخييلًا؛ ما يلهب مشاعر القارئ ليشاركها تجرع آلام الاختراق، الذي هو شعور عام لدى الشعوب العربية جمعاء.
التزمت الكاتبة المفردة العربية الفصيحة، وبرعت في توظيفها لخدمة المعنى المكثف البديع، غير أنها لم توفق في تعريب المفردة الأعجمية (دراما)، وقامت بتصريفها وهو مالا يستحسن؛ حيث قالت: (تغدو مسرحًا لدرامةٍ ضاحكة).
وختامًا.. أتمنى التوفيق الدائم للشاعر وفاء غريب، راجيًا أن تتدارك ما أشرنا إليه، وأن تقدم لنا إبداعًا أكثر إمتاعًا وأبهى بيانًا، وآمل أن أكون قد أفدت الكاتبة والقراء الأجلاء.
وإليكم النص:
تخترق الحواس
تشد الرحال تصبو إلى لقاءٍ
صَمَدَتْ أحلامي مع رحيل الليل
لكن
أسوار قناعتي تحمل ألف قنديل
صاغت من القمر قلادة
أحملها كأمنيةٍ تتحقق في لا وعي
أسرجت السنابل في غمدها
كي أرتدي ثوب الأمل
وجعلت المر عسلاً
لتسد رمق القصيدة
فلعلها الحروف
تحطم عرين الأحزان
تغدو مسرحاً لدرامةٍ ضاحكةٍ
في مسرحية الأيام
تدركها سيمفونية تعزفها وحدتي
ترنو لبعيدٍ بث أكذوبة
ضاع معها الغد
قلبك صَوان يرتدي حُلّة اللين
أواكب الفرح كصَحّافٍ من وهمٍ
متى يفيق قلبي من غيبوبته
ولا يرى الحلم مأرباً للهروب
آهاتي جداول لا تروي الحنين
ولا ننسى معها الأنين
فعلام أبقيك في صدري
وأنت تحفر فيه نفقاً مظلماً
موشوم بغدرٍ
يرتدي قناع الوفاء
تبدد طاقتي
بحلمٍ مملوء بنور شمعةٍ
يَقْتَات منها الليل
ولا يطفئ اللهفة في الفؤاد
المشاعر حرة
تتجمهر في غضبٍ
يمحو الصبر ويطارد الحُلم
في أمواجٍ بلا شطآن.

وفاء غريب سيد أحمد /مصر

تحياتي...
د/ حازم الصبيحي
أستاذ الأدب والنقد

الاثنين، 12 أكتوبر 2020

عماد الدين التونسي/نداءات طفل المشيب

نِدَاءَاتُ طِفْلِ الْمَشِيبِ

نُبَاحٌ سَمِعْنَاهُ لِإِبْنِ الْكَلِيبِ
لِتَرْوِيجِ تَطْبِيعِهِ الْمُسْتَرِيبِ

طُقُوسٌ بِإِعْلَامِ ضَرْبِ الدُّفُوفِ
مَزَامِيرُهَا نَشْرُ سُمِّ الْلَّهِيبِ

مَعَانٍ وَ تَسْرِي بِأَرْضِ الشَّقِيقِ
دَلَالَاتُهَا فِي الْوَلَاءِ الْمُرِيبِ

سِفِيرُ الْخِيَانَاتِ مُنْذُ الْقَدِيمِ
يُدَنِّسُ مِيثَاقَ خَطِّ الْكَتِيبِ

يُعِيقُ الشُّرُوقَ الْذِّي تَبْتَغِيهِ
نِدَاءَاتُ لَيْلٍ لِطِفْلِ الْمَشِيبِ

فَلَا تَعْجَبَنَّ صَنِيعَ الْلِئَامِ
وَ فِي جُرْمِهِمْ غَابَ عِرْقُ النَّسِيبِ

فَآلٌ عُرِفْنَا بِمَصِّ الدِّمَاءِ
كَأَفْلَامِ هُلْيُودَ وَجْهُ الْعَذِيبِ

وَ كُلٌّ وَ مِنْ أَجْلِ عَرْشٍ يُطِيعُ
فَتَاوَى لِعَارٍ بِحَقِّ الْحَبِيبِ

وَ كُلٌّ دُمىً مِنْ بَعِيدٍ تُقَادُ
لِإِمْلاءِ فَرضِ القَرارِ الرَّهِيبِ

بِرَغْمِ الْيَوَاقِيتِ أَعْلَى الْبُرُوجِ
أَرَاهُمْ عَبِيدًا بِسَوْطِ الْنَّصِيبِ

وَغِلْمَانُ طَوْعٍ تُدِيرُ الْكُؤُوسَ
بِجَلْسَاتِ تَوْقِيعِ أَمْرِ الْكَذُوبِ

سَلَاطِينُ مَنْ يَا شَبِيهَ الْحَرِيمِ
وَلَايَا الْكِنِيسِتْ بِرَفْعِ النَّحِيبِ

نَكَثْتُمْ عُهُودًا لِمَسْرَى الرَّسُول
وَ خُنْتُمْ مَعَارِيجَ أُمِّ الْصَّلِيبِ

لِصُهْيُونَ منْ فَاقَ عَوْثَ الْجَرَادِ
قَبِلْتُمْ مَسَارَاتِ هَتْكِ الْغَرِيبِ

فَأَنْتُمْ وَ مَنْ لَقَّنُوكُمْ زَوَالٌ
وَ فِي حَاوِيَاتٍ بَقَايَا الْجَرِيبِ

نِضَالَاتُنَا عَلَّمَتْنَا الثَّبَاتَ
فَلَحْنُ الصَّبَاحَاتِ وَعْدُ الرَّقِيبِ

عِمادُ الدِّينِ التُّونِسِيُّ

الأحد، 11 أكتوبر 2020

د.محمد الإدريسي/ الكرامة

الكَرامَة
بَحَثْتُ عَنِ الكَرامَة
يُقالُ إنَّها حَزينَةٌ
غادَرَتْ بِلا رَجْعَة
تُصاحِبُها العِزَّة
بَعَثْتُ لَها رِسالَة
عودي أنْتِ لِلْعَيْن قُرَّة
النُّفوسُ إلَيْكِ مُحْتاجَة
في ضَرورَة ماسَّة
فَلَمْ تَرِدْني مِنْها أجْوِبَة
قَرَّرْتُ أنْ أُعيدَ الكَرَّة
فَرَاسَلْتُها مَرَّةً ثانِيَة
عودي يا اِبْنَةَ النَّفْسِ الأبِيَّة
أخيراً تَوَصَّلْتُ بالإجابَة
غادَرْتُ في حَلْقي غُصَّة
بَحَثْتُ عَن رِجال الأمَّة
على أَبْواب الشَّهامَة
اِنْتَحَرَتْ الرُّجولَة
في مَقابرِ الجُبَناء مَدْفونَة
سِرْتُ تِهْتُ بَيْنَ الأزِقَّة
أصْرُخُ أُجَفِّفُ عُيوني الباكِيَة
أيْنَ أنْتُم يا أصْحابَ الفَخامَة؟
أصْحابَ الزَّرابِي الحَمْراء المَفْروشَة
يا ما كَرَّرْتُم نَحْنُ أصْحابُ القُوَّة
نُدافِعُ عَنْ شَرَفكُم و شَرَفِ الإخْوَة
آل صَهْيون على أبْواب المَدينَة
بالدُّفِّ بالمِزْمار بالرَّقْص لِلآلِهَة
يَنْتَظِرُ لَفيفٌ مِنَ العَرَب الصَّهايِنَة
عُرْبانٌ تَعَوَّدوا على الخِيانَة
ضَمائرُهُم مَيِّتَة
فَكَيْفَ تُريدُ مٍنّي العَوْدَة!!!؟
أصْحابُ السُّمُوِّ باعوا البَلْدَة
هذا زَمَنُ التَّطْبيع و الدَّعارَة
أنا رَضَعْتُ حَليبَ الثَّائرَة
لا أقْبَلُ الذُّلَّ و النَّخاسَة
الاسْتِسْلامَ العارَ العُبودِيَّة
تَجْري في دمي جينات النَّخْوَة
فَلا تَلُمْني إنْ تَمَسَّكْتُ بالحُرِّيَّة
لُمْ مَنْ خَذَلَ و اِعْتَنَقَ الصِّهْيونِية
مَنْ عادَ إلى نُسوكِ الجاهِلِيَّة
طنجة 09/10/2020
د. محمد الإدريسي

الشاعر يوسف عصافرة/ من مكارم الأخلاق

****** من مكارم الأخلاق*********
الشاعر يوسف عصافرة
كريم النفس من يرضى المعالي
ويرفض أن يُقاد الى الضلالِ

ويُـرجــع أمــره للــه دومــاً
ويُرضي اللـه ربي ذو الجـلالِ

دعِ الجرح القديم ولا تبالي
        فجرح القلـب تكـفله اللـيـالي

عيونك بلســم الأرواح تبقى
               فلا يٙخلُ الوجود من الجـمالِ

ببسمة وجهنا نـُـشفي جراحـاً
             وعودة ما مضى ضرب المحالِ

"دعِ الأيام تفعل ما تشـــاء "
             وصدرك من جراح الأمس خالِ

صديق العمر من يفديك نفسياً
                ويرفــع نفـسـه بيـن العـوالي

ولا تسـأل لغـيـر اللّٰــه شيـئاً
                  فبـاب اللّٰــه مفتوح المجالِ

ويكـفل ربـك الأرزاق دومــاً
                 وما الأرزاق من جهد الفعالِ
 
عـلـى الآنـام لا تعـلو بكـبر 
                فكبر النفس من سوء الخلالِ 

ولا تتبع عيوب الناس يوماً
           وغضَّ الطّرفَ عن عِرْضِ الرِّجالِ

ولا تهتك حريم الناس سراً 
                ترى الآنـام تفضـح كـلَّ غــالِ

ولا تأمن على الأسرار وغداً
               تعيش العمر في سِدد المعالي

فصدرك خير من يحوي لسرٍ
           وكن في الناس محمود الخصالِ 

                 الشاعر : يوسف عصافرة
                        البحر الوافر
                     11/10/2020م

لحجاب أبو جمال/ نقد لقصيدة الشاعر شاكر محمد المدهون

إليكم النقد والتحليل الناقد Lahjab Aboujamal
لقصيدة الشاعر شاكر محمد المدهون

قراءة تحليلية لقصيدة"إشتباه" للشاعر شاكر محمد المدهون.

العنوان:"إشتباه".والإشتباه لغة يعني الإلتباس والغموض والشك. وهذا ما يعني أن الشاعر يخبرنا منذ البداية أن قصيدته شائك موضوعها وملتبس نظرا لحجم القضية المطروحة؟!
من مميزات القصيدة أن الشاعر جعل العلاقة قوية بين البنية التركيبية والبنية الدلالية للنص في التعبير عن القضية التي يطرحها...وهي قضية "أرض سلبت":
1.البنية التركيبية:
لتناول الموضوع(القضية) بعمق يقوي دلالة النص؛ وظف الشاعر جملا و معجما يرتبط بسياقه...مثلا:
( أرض سلبت....شعب مزقته الأطماع...تتناحر الأضداد...شعب في الأصفاد...عيون موقفها القهر....فقر...دمار....لقمة ذل...دمار....إلخ).
البنية الدلالية:
إعتمد الشاعر البنية التركيبية المشار إليها أعلاه لتناول قضية شائكة...وهي قضية "أرض مسلوبة" منذ سبعين عاما...اي منذ الأربعينيات من القرن الماضي. ولعله هنا يقصد "أرض فلسطين" السليبة. فالشاعر لم يذكر أرضا "معرفة"...بل قال: "أرض سلبت"...لكن يعرفها ضمنيا حين حين يقول: "سبعون عاما مضت". وهي سبعة عقود من الإحتلال والقهر وجبروت الأطماع وحقدهم وعنصريتهم من جهة. ورصاص الغدر وتناحر تناحر أبناء الأرض المفتقِدين للوحدة ولرص الصفوف ولبوصلة النصر والأمان من جهة ثانية.
وقد يكون الشاعر قد قصد ذكر "أرض" غير معرفة حتى تؤدي دلالة اوسع تشمل الأرض العربية والاوطان والشعوب العربية عامة؟! وذلك لكون أن فلسطين-تاريخا وقضية- تعتبر رمزا لكبرياء الوطن العربي ولعزة وهويةشعوبه.
ولرسم هذه الصورة المأساوية للأرض المسلوبة والمتمثلة في احتلال الأطماع لها وفي قهر شعبها المصفد والمقيد...والذي يطوق إلى الحرية والكرامة والنصر لكن الشعارات من إجل ذلك تظل" واهية"...لرسم هذه الصورة لجأ الشاعر إلى تعابير بلاغية رائعة المجاز:
( تناحر الأضداد....شعب في الأصفاد....عيون مزقها القهر....عناقيد دمار....سلاسل غش ...سلاسل جبن....تهتف فينا مواجعنا....) وكلها تعابير بلاغية تمتع جماليا وتقنع بيانا.
لكن ورغم هذه الصورة المأساوية "للأرض المستلبة " فالشاعر لا يفقد الأمل في النصر والعودة إلى حضن الأخوة. لكن هذا الأمل يظل عند الشاعر مشروطا بخريطة طريق... وبعودة لا تتحقق إلا بحمل الحلم لمقاومة الأطماع:( إن كنت تريدالعودة
فعليك أن تحمل حلمك
وتلقي بكل الأطماع).
ويمكن إعتبار أن القصيدة قد زاوجت بين غرضين شعريين وهما: غرض الرثاء وفرض الهجاء...رثاء الأرض المستلبة....وهجاء الغادرين والجبناء ومن يخون القضية. وهذا التوظيف لغرضين شعريين في قصيدة واحدة يعتبر مهارة مبهرة من الشاعر وإبداعا وتحديدا في الشعر العربي الحديث.
هنيييئا لك شاعرنا "شاكر محمد المدهون" بهذه القصيدة الهادفة والملتزمة...وهنييييئا لك بهذه القراءة التي أتمنى أن تروقك وتروق طاقم ورواد المجلة.
محبتي للجميع.

اليكم النص
إشتباه-----------؟؟؟
أرض سلبت
وشعب مزقته الأطماع
سبعون عاما مضت
تتناحر الأضداد
رجل تلهيه التجارة
وشعب في الأصفاد
عيون مزقها القهر
فقر يلملم بقايا العزيمة
جيوش تحلم بالرقاد
تنتظر لقمة ذل
ممن يمتلك الأسباب
شعارات واهية تصرخ
وعناقيد دمار
تنتظر إصدار الحكم
ننتصر إن مزقنا الريب
سلاسل غش
وسلاسل جبن
وحكايات تملأ أدراج
تهتف فينا مواجعنا
سبعون عام ننتظر
من يزودنا بخريطة
عودة إلى حضن أخوة
مزقها رصاص الغدر
أحكام قاسية مررها الجوع
وأخرى تنتظر الموت
إن كنت تريد العودة
فعليك أن تحمل حلمك
وتلقي بكل الأطماع
سبب آخر لضياع قضيتنا
أمواج الزيف تقتلع كل الشطآن
--------------------------
شاكر محمد المدهون

البرنامج النقدي مع عمالقة النقد والتحليل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شعراء وشواعر وأدباء واديبات الروائع
أيها المبدعون ..
نطل عليكم عبر البرنامج النقدي الذي يكشف النقاب عن جماليات إبداعاتكم عبر (روائع الأقصى الأدبية )
مع عمالقة النقد والتحليل
الناقد/ عادل عبد الموجود
الناقد/ يوسف عصافرة
الناقد الدكتور/ أبو الطيب حازم الصبيحي
الناقد/ شكرى دعبس
الناقد/ Lahjab Aboujamal
الناقدة/ ام فضل النواجحة

نظام البرنامج .
تنشر أعمالكم أسفل هذا الإعلان.
*يقوم كل ناقد باختيار الأعمال التي سيتم نقدها واحد او اثنان من أعمال
*تقوم مقدمة البرنامج بإخبار المختارين شرط حضورهم اللقاء النقدي
*وقت النقد لا يحق لأحد بالمداخلة إلا إذا طلب الناقد ، حتى لا يتم التشويش على مسار الحلقة .
*التواصل مع مقدمة البرنامج فهي صاحبة الضبط والربط قبل ،ووقت الحلقة النقدية .
على أن تعقد الحلقات يوم السبت من كل أسبوع
نستقبل مشاركاتكم إلى حين موعد النقد
مقدمة البرنامج مدير عام الروائع / Maha Mohammed
كونوا معنا نسعد بمشاركاتكم

دراسة نقدية للشاعر الكبير يوسف عصافرة/لقصيدة الشاعر رشاد القدومي

اليكم نقد الشاعر الكبير يوسف عصافرة
للشاعر Rashad Qaddomi

القصيدة التي بين أيدينا اليوم هي لشاعر فلسطيني عانى مرارة البعد عن الوطن وفراق ترابه ...والذي عاش واصبح شيخاً ويتمنى للآن العودة للوطن والرجوع اليه...بعد أن حرمه الاحتلال من تنسم هواءه والعيش بين روابيه وتلاله....
فشاعرنا رشاد القدومي ولد في أثناء النكبات المتتالية على فلسطين بين نكبة 1948 وبين نكسة 1968 فيةقرية دير قدوم قضاء نابلس تدفعه مرارة الهجر والبعد والحرمان للجلوس على تلة بالأردن الشقيق متوجها بكلامه من المنفى مكان النزوج لمناجاة وطنه الحبيب ...والذي لا تفصله عنه الا غطرسة الاحتلال وحواجزه....
شاعرنا رشاد القدومي يجلس ليخاطب الوطن ويناجيه بحروفه ولينظم لنا عقدا فريدا به درر المشاعر المتأحجة للعودة للوطن ومعانقة هواه ونسيمه والجلوس بين تلاته واوديته وجباله الشاهقة.....
........................
هنا الشاعر يتحدث عن شوقه للوطن وتمنيه أن يعود له ويحيا به حياة كريمة خالية من هيمنة الاحتلال وغطرسته....
ويقول ان قلبه في هم ووهن مستخدما الفاظا تحرك المشاعر والأحاسيس لتتعاطف مع مشاعر الشاعر وأحاسيسه
ويبين الشاعر ان ذكره للوطن يطربه لكن نار البعد تحرقه وتفت من عضده....عند ذلك يلتجئ الشاعر لربه طالبا العون والمساعدة منه لان الفتن في الغربة تكاد تنال من صبره وعزمه...
ويرفض الشاعر حياة الذل التي قبل بها بعض الناس وألفوها في الوطن وخارجه فإما حاة بكرامة وإما الممات بعز وشرف....
ويعاتب في القصيدة اهله من أبناء العروبة وكيف استمرؤوا الخيانة وأصبحت الخيانة علنية..
فهل هرمت العروبة وشاخت فقبلت الذل لشعب يعاني الويلات والمحن....

في نهاية القصيدة يبين الشاعر الطريق الصحيح التحرير والحرية وهو درب التضحية والشهادة ويدعو الوحدة وعدم التشرذم والتفرق....

ونلاحظ من خلال نثر القصيدة أن الشاعر يتدرج من حب الوطن الى التمني في العودة والرجوع ثم يعرج على خيانة الأمة وذل البعض مبينا الطريق الصحيح للنصر بالشهادة والاستشهاد ثم ينتقل للدعوة للوحدة وعدم التفرق كأساس صلب في مقارعة العدو وغطرسته
..................
واهم الافكار التي استخدمها الشاعر
1=الشوق للوطن وحبه لكل موجوداته
2=الدعوة للعودة للوطن وتمني ذلك
3=بيان خيانة العروبة وسعيها للتطبيع
4=بيان طريق العودة ومقوماتها
5=الدعوة للوحدة وعدم التفرق بين ابناء الوطن
وهذه الافكار تنسجم مع تطلعات الشاعر وأمنياته وشوقه وحرقته للعودة لأحضان الوطن الحبيب....

وأما الاسلوب فقد استخدم الشاعر عنصر الإثارة والتشويق في بداية القصيدة مثل كلما شغفا وشوقاً ثم الحزن الممزوج بالألم لٱيصال فكرة ترويع الإحتلال الشعب ثم يعود ليستعطف القلوب ويثير مكامن الشموخ والعظمة في نفوس الأحرار مستخدما العاطفة الدينية والاستشهاد في سبيل الأرض مرورا بالضرب على وتر الوحدة الوطنية لتعزيز الثبات والبعد عن الشقاق والخلاف....
فقد جاءت ألفاظه قوية تتناسب مع الموضوع الذي وضعت له فهي دقيقة رشيقة قوية التعبير بعيدة المغزى تمزج بين التأثير الديني والعاطفة الوطنية ....
مثل :-شوقي للوطن
الهم والوهم
احلم في العيش
نار البعد
بئس الحياة حياة الذل
درب الشهادة
يكفي التشرذم
وكلها كلمات فصيحة إبتعدت عن حوشي الكلام وعاميته
وترى من خلال التراكيب السابق كيف ان الألفاظ والتراكيب هي تراكيب تستند لقواعد اللغة واسلوبها الشاي الفصيح البليغ.

فهو يستخدم الخير والانشاء وأسلوب السؤال الذي يترك للأمة الأجابة عليه مع علمه بالجواب...
................
وكان استخدام الشاعر البحر البسيط الممزوج التفعيلات عن فن وخبرة لأن هذا البحر يعطي القصيدة نغمة وايقاع قوي يدغدغ العواطف ...
والقافية السريعة بتفعيلة فعلن وحرف النوم يستخدم دائما في الأنا والتباهي والتفاخر او التعبير عن انفعلات الشخص واحاسيسه تجلب انتباه السامع وتمنعه من أن يسرح ولا يتابع ما يقوله الشاعر في البيت الذي يليه....
واستخدم اسلوب الاستفهام والتعحب في شطرة واحدة عندما يقول..
كيف الحياة ؟ و نار البعد تحرقني!
..................
وأكثر ما أثار حفيظتي استخدامه لصور خيالية عالية الجودة رغم أنها إستخدمت كثيرا ولكنه أضفت على القصيدة جمالا وبهاء
عنما يقول
نار البعد تحرقني.
حيث صور البعد عن الوطن بنار تحرق
القوم قدهرمو
شبه القوم بشيخ كبير يهرم ويشيخ
الجبن يقتلني
شبه الجبن بشخص قوي جبار يقتل
طعم الخيانة
شبه الخيانة بغذاء له طعم يقتل من يأكلها
..................
أخيرا أحبتي الشاعر استخدم ألفاظ الماضي ليعبر عن بؤس الحاضر باسلوب فني عززه البحر البسيط وقافية النون المكسورة لتعطي السامع وقع خاص يجذبه الموضوع ويجعله يتابعه.....
ومع فقدان القصيدة العربية لعناصرها الأساسية بسبب دخول العامية والنثر عليه وتأثرها بثقافة الغرب وحضارة الشرق
الا أن شاعرنا رشاد القدومي خفظه الله حافظ على ميزات الشعر العامودي واوزانه وقوافيه من خلال قصيدته القوية المتينة المبنى جميلة الصنعة رقيقة العواطف شامخة المعنى
بوركت شاعرنا وبوركت هناك وذوقك وقلمك السيال بحبر النسوة والحرية وعدم الاستسلام المحال الغاصب.....

تحليل ومناقشة ونقد
الشاعر الفلسطيني يوسف عصافرة
10/10/2020م
روائع الأقصى الأدبية

اليكم القصيدة

مناجاة وطن
البحر البسيط
قد زادني شغفا شوقي إلى وطني
لا زال قلبي في هم و في و هنِ

ما زلت أحلم في عيش بلا ألم
و الحلم يطربني
و القلب في شجنِ

يا من بذكرك بات القلب مضطربا
كيف الحياة و نار البعد تحرقني

ناجيت ربي و رب البيت يسمعني
يا رب عفوك قد أرديت بالفتنِ

بئس الحياة حياة الذل نرفضها
يا من قبلت بذل العيش في وطني

ما بال قومي و قد بانت نواجذهم
طعم الخيانة بات اليوم في العلن

هل كنت تعلم أن القوم قد هرموا
كيف الحياة لشعب ذل بالمحنِ

درب الشهادة هيّا اسلكه يا بطلاّ
يكفي التشرذم أن الجبن يقتلني
كلمات رشاد القدوهي
8/10/2020

الناقد عادل عبد الموجود/دراسة نقدية متنوعة لبعض الشعراء

اليكم ماقام بنقده الناقد السامق الشاعر عادل عبد الموجود
لعدد من الشعراء فله منا كل الاحترام والتقدير لما يقوم به من جهد رائع في ساح الأدب
القصيدة الأولى للشاعرة Afaf Ghonim

Afaf Ghonim
لله درك شاعرتنا، تماس رائع لهذا المظلوم القابع في البئر، فسيهل توصيل هذا الوهج ولحظات التشظي لدى الكاتبة، فمن يوقف دموع الدم عند يعقوب عليه السلام لقادر على دفع البلاء، وجمال التراكيب والانزباح اللغوي وضح في كثير من الابيات إن لم يكن كلها، فالصمت له صوت؛ بينما الصرخة خرساء.
ابدعت شاعرتنا.
ولنا وقفة ظع هذا النص بصفة خاصة قريبا؛ فهو يستحق.

قصيدتي للنقد :

"من يكفكف دمعتي"

يبكي اليمام على الاقصى وينتحبُ
والدمع يجري ، فهل للقدس أصداءُ
من لي بصدِّ جيوش البغي عن وطني
والريح تعدو فهل بالقمع إقصاءُ

عاهدت نفسي بهمسات توشوشني
وتمطر العينُ والزخات حمراءُ

قد قلت قولا لثوراتٍ أقاومها
وينده الحقَ أعلامٌ وأبناءُ

وارتجي المُهر ريحا في مناكبه
وأنشر العطر فالأرضين إثراءُ

أكفكف الدمع عن وجنات يوسفنا
ونور وجهٍ له في الأفق لألاء

وأنشد الناي لحنا لا انتهاء له
أمواتُ تُطرَبُ في لحني وأحياءُ

وينده الصمت من لهفات والده
ويشتكي الغدرَ فالآهات عذراءُ

اصافح الليل سرّاً في مشارفها
والليل سحرٌ له بالصمت إصغاءُ

اسامر الطير شوقا عاد يسكنني
كأنني وكليم الطير إذ جاؤوا

ثم ارتبكت وناب الغدر يوقظني
مآذن الفجر تكبيرٌ وأصداءُ

والعالقون ببئر الغدر دمعتهم
رجت رفاقا ، وإنَّ الغدرَ إعياءُ

صراخ شيخٍ وحرٍّ نبض محبرتي
نواح أمٍ وكل العرب صمّاءُ

كم هم تغابوا وقدُوا صرح معجزة
بأرضها الحب هذا الحب إثراءُ

لولا الغِوى ما ارتحلنا عن مرابعنا
وصمت عُربٍ سرى والجمر إمضاءُ

والريح باتت قضاءً في منابرنا
فداهمتنا بدارِ الزور أعداء

والعار بات قناعا فوق جبهتنا
هيهات أن يتعافى ذلك الماءُ

تهنا ونادت على الاحرار قبلتنا
والقدس تَرجم بالأحجار من باءُوأ

فرعون نادى وكم فرعون قد لبّى
عباءة الفُجر يعدو حولها الداءُ

هامان جال وشيطان يبايعه
أعداء موسى لهم بالغزو أبناءُ

يعقوب زخّ دموع الحزن في ولهٍ
بالقلب تكتم أشياءٌ وأشياءُ

يا سامع الحرف عذرا شرح معضلة
فصرخة الحق عند العربِ خرساءُ

سطَرْتُ حرفي لعلّي استنير وما
توسد الجفن أو أغراه إغواءُ

ما همّني أنني تعويذة صرخت
نبض الحقيقة لن يُخفى وإن شاؤوا
.....عفاف غنيم....

نقد اخر للشاعر مصطفى يوسف اسماعيل

مصطفى يوسف اسماعيل
شدني القدرر على التكثيف والوصول للمنشود ببساطة ومباشرة، استطاع أن يصور مأساة الذي يرى قلبه أمامه ولا ينبض فيه؛ فهزمته الحسرة.
في النص استنهاض يظهر فيه الصوت في نسق رائع(ديار جدار) ( أمتار أمتار)
لكنه يلجأ للقادر بعدما فقد الأمل في الصديق، فيصل بنا ايضا الى انه(ماضاع حق إذا الشعر مطالب)

قصيدة "جدار الفصل العنصريّ"

بَيْني وبَيْنَ مَزارعي أمتارُ
صَهْيُونُ يَمنعُني فلا أمتارُ

وتَلاشَتِ الأَفْراحُ في أَحيائِنا
وتَقَوَّضَتْ زَيْتونَتي والدّارُ

وتَبَدَّدَتْ أَحلامُنا في دَوْلَةٍ
إِذْ لَفَّ كَالأَفْعى الدِّيارَ جِدارُ!

يا لَيْتَ شِعري، كَيْفَ لِي أَنْ أَجْتَبِي
قُوتاً، وقَد خَنَقَ الحَياةَ حِصارُ!

مُسْتَوْطناتُ يَهُودَ خَلْفَ جِدارِهِمْ
تُبْنى وما دُونَ الجِدارِ دَمارُ!

وَ(تَرَمْبُ) هَوَّدَ قُدسَنا يا أُمَّتي!
يا حَسْرَةً! عارٌ علينا عارُ!

ماذا أَقُولُ وقَد تَشَتَّتَ شَمْلُنا؟!
والعُرْبُ لَيْسَ لَهُمْ بِذاكَ قَرارُ!

إِنِّي لَعَمْرُكَ قادِمٌ وَكَأَنَّني
بِقَصيدَتِي جَيْشُ الوَغى جَرّارُ!

إنْ لَمْ نَكُنْ جُنْداً نَسِلُّ سِلاحَنا
فَسِلاحُنا بَعدَ الدُّعا أَشْعارُ
..........................................................
يمتار: يجلب الميرة أي الطعام وما يقتات منه.
يجتبي: يختلق ويأتي بالشيء.
..........................................................

الشّاعر مصطفى يوسف اسماعيل القادري

نقد اخر للشاعر Sameer Najdi

ااشيد بالفكرة وتماسكها، وكنت اتمنى المراجعة اللغوية(فدماؤنا) مثلا،
وجميل قولك لملم نزيف الأرض ثم ارو بها خيرها(غلالها)، فمنها وإليها، والموت لايكون إلا لمن عظامه هشه، فإن أصغيت لنداء هذه النازفة(الأرض)
اتنى اعادة العمل على النص فالفكرة جيدة.
شمر ذراعك وانطلق

شمرذراعك وانطلق صوب النجوم
مافاز شعب خائف يخشى السجون
لاترتضي العيش الملبذ بالهموم
نحن شموس خلقت ابدا تكون
قيد همومك وانطلق صوب السماء
عشق المنايا عشقنا لغة السكون
ان كنا نمضي العمر نحلم بالبقاء
فبقائنا مرهون في عشق المنون
قارع سيوف الغذر في كل مكان
وانزع سهام اللئم من كل العيون
ان كنت لاتعرف تداوي جراحنا
فحري ان تعلم بأنك لن تكون
لملم نزيف الارض واروي غلالها
فدمائنا عز ونور لايهون
من قال ان الموت لايحي العظام
اسمع نداء الارض يخبرك الشجون

سمير عودة نجدي
ابن القدس والاقصى الجريح

نص اخر للشاعر عبدالقادر لقرع
عبدالقادر لقرع
سأشير إلى تراكيب جديدة هي ما شدتني لقراءة هذا الإبداع.
حين تقف الحروف فوق المعاني على غير رضا.
فليس هناك سوى ا"لصمت النبيل" كردة فعل هي أقصى الاستطاعة، ولذلك ليس أمامه إلا اطفاء القمر الذي كان يؤنسه فيهرب للنوم.
فالصمت يكون محملا بالفكر وهو محمود.
ابدعت ياشاعر.

خارج النص...!

بعد أن مات بالغرام
في زحام الكلمات
تحت أقدام الحروف
دفن في مقبرة القصائد
عاش عنوان القصيدة
التي لم يكتبها عاريا
من الألحان
مربوطا بحبل الهلع
يكره العودة إلى البيت
يجمع الحطب
والمعلومات عني
أثار عضة كلب قديمة
وأسباب إعتراف بالهزيمة
أني لم أجد ماأكتب..
ولاكلمة في قاموس الشوارع
صاحية
في حانة الترجمة
والصمت النبيل
ينعس على لحن جميل
ثمل بعطر الحب
أطفىء القمر لأنام
وأغلق الموضوع.
.................... عبدالقادر لقرع

نص اخر للشاعر اديب عابد الرنتيسي

الجميل في النص هذا الإصرار وليس العويل والبكاء على اللبن المسكوب، بل هو يفخر بهؤلاء الرجال لم ييأسوا؛ بل راحوا يقدمون الغالى والثمين، لذلك أثمن الغرض قبل الولوج في متن النص.
فالشاعر يقول إنه برغم ماحاق بالكرام من كبوة؛ فالحق له رجال هم الصقور؛ وسيبذلون كل طاقة وقدرة بدعم من الحق، وأمله في الشباب أن يتحملوا مصائرهم.
وهذه إحدى وظائف الشعر(تحفيز الهمم).
واستخدامه لمفردات تصفهم(صقور وجوارح وكواسرو وصوت الصهيل) في مقابل (اراذل واسافل والثعالب) ولكل صورته الذهنية لدى القارىء، ويصل للنتيجة الحتمية لهذه المقدمات انهم سيسحلون تحت جحافل الكرام.
والقصيدة يملؤها الصوت والحركة؛ فيحفز الهمم ويضرب بالأمل بينهم، فكما فال تي سي إلوت ان المخلص المنتظر لن يجئ، فخلاصكم بإرادتكم ومدى صبركم، فيقول:
إن الشباب على الفداء تعاهدوا
ويقول:
فيها المنايا فوق خيل يصهل
ولذلك وبناءا عليه:
كل الثعالب في العراء ستسحل
ابدعت شاعرنا.

زمن الأباة ...
رَقَصَتْ على جُرْحِ الكِرامِ أراذلُ
وتمايلت طرباً عليه أسافلُ
لم يعلموا أن الصُّقورَ جَوارحٌ
وبأنَّ ثوبَ العِزِّ منهم يَرْفِلُ
وبأنَّ للقدس الشريف كواسراً
وبأنَّ من نال الشهادةَ يَفْضُلُ
في ساحة المعراج نادت حرةٌ
أين الرجالُ وأين أين الجحفلُ
في سرعة البرق المعانق للسَّنا
لَبَّتْ سكاكينُ الشباب تُهَلِّلُ
يا قدس يا تاج المدائن كلِّها
لا لنْ يُعَمِّرَ في رحابِكِ باطِلُ
حَكَمَ الإلهُ زوال ظُلْمٍ طالما
كانت لنا سِيَرُ الأُباةِ تُظَلِّلُ
هذي الدماءُ زكيةٌ وعبيرُها
قد عانقتهُ حدائقٌ وخَمائِلُ
إن الشباب على الفداء تعاهدوا
ما كان مِنّا من يَذِلُّ وَيَبْخَلُ
قولوا لمن دخل الديار كثعلبٍ
مِنْ ظِلِّ طِفْلٍ في بلادي يَجْفِلُ
ارْحَلْ أيا مُحْتَلُّ هذي أرْضُنا
فيها المنايا فوق خَيْلٍ تَصْهَلُ
مِنْ نهرها حتى نلاقي بَحْرَها
كُلُّ الثَّعالبِ في العَراءِ سَتُسْحَلُ
شعر أديب علي عابد / فلسطين