الاثنين، 28 ديسمبر 2020

عائدة قباني/نحن الوفاء

نحن الوفاء
................

لِهَوَاكِ قدسي ذِمَّةٌ لا تُخْفَرُ
نحنُ الوفاءُ بعهدنا لا نغدرُ

في الروحِ تحيا في الوتين ومهجتي
وهوى بلادي في الفؤادِ مُقَدَّرُ

عربي تهاوت لا سبيل لردّها
ما عاد منهم من يرى يَتَبَصَّرُ

وَمِنَ الْبَلِيَّةِ ما بهم متفكّرٌ
ذلّوا وهانوا من تراهُ سيعْذِرُ

يَا بائعاً قدسي لغاصب معتدٍ
قلبي يئنُّ بفعلكم يَتَفَطَّرُ

ما كنتَ مغصوباً على فعل الخنا
بالغدر والتدليسِ أنت مُخَيَّرُ

فَلَو اتعظتَ بما لعادٍ قد جرى
لا لنْ تُصادقَ مَنْ دمانا يَهْدُرُ

وتمدُّ كفّكَ بالسلامِ مصافحاً
عجباً تمرّغُ بالْهَوانِ وتصبرُ

أَوْرَدْتَنا بحقير فعلك هوّةً
وَاللَّه من باغٍ زنيمٍ أكبرُ

بالجبن تحيا بالخنوعِ بذلّةٍ
ما كنت تقوى رفعَ ظلمٍ تقدرُ

أَقْصرْتَ عن خوض المعامع والوغى
ورماحُ عربكِ من رماحك أَقْصَرُ

يَا لَلْحَمِيَّةِ كيف مات رجالها
باتَ الخسيسُ محكّمٌ والْجُؤْذَرُ

أعجازُ نخلٍ سُنّدتْ بخوائها
لا قلبَ فيها ليس إلا مظْهرُ

لبسوا الحرير تأنقوا وتزينوا
وذكورةٌ لا محضرٌ لا مخْبَرُ

أقوالهم أفعالهم كم تزدرى
آراؤهم بين الملا لا تُثْمِرُ

أوّاهُ من غدر الشقيقِ وطعنِهِ
فَالْغدرُ يفتكُ بالنُّفُوسِ وَيقهرُ

آهٍ على زمنِ البطولةِ والفدا
زمن الرجالِ وقادةً كم حرروا

رمز الشهامة والشجاعة ما انحنوا
كانوا مناراتٍ بها كم نفخرُ

فمتى يعودُ زمانهم يا أمّتي
ويعودُ مجدٌ في حياتنا أزْهَرُ

عائدة قباني
فلسطين - الأردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق