الجمعة، 25 ديسمبر 2020

د.أسامه مصاروه/متى يا ريماس يا رب

متى يا ربمتى يا ربُّ
مرَّ يومٌ ثمَّ عامٌ ثمَّ عُمْرُ
وَأَنا في ذِلَّتي والذُلُّ مُرُّ
كلُّ شيءٍ في حياتي قدْ يَمُرُّ
ما عدا أنْ يُسعدَ الأعرابَ نَصْرُ
ويحَ قلبي يومُنا خمرٌ وخمْرُ
غيرُ هذا ما لنا يا قومُ أَمْرُ
مثلُنا يا حسرتي لمْ يبكِ دَهْرُ
قبلنا يا ويلتي لم يبكِ صَخْرُ
ليتَ شِعري ثمَّ هلْ ينفَعُ شِعْرُ
في عبيدٍ لا ولا ينْفعُ نَثْرُ
في زعيمٍ مثلَنا بلْ ويُقرُّ
أنَّ في الأمرِ جزاءً لا يَضُرُّ
بل ويحمي كرشَهُ إنْ هبَّ فِكْرُ
وإذا ثارَ على الأوضاعِ حُرُّ
هلْ سيأتي في ربيعِ العُربِ زَهْرُ
أمْ ترى سوفَ يصيبُ القومَ قَهْرُ
هلْ يعي قلبُ زعيمٍ فيهِ وقْرُ
كيفَ ضِعنا وأضاعَ الأرضَ هَدْرُ
أمسِ وِزْرُ الحُكمِ قدْ أنساهُ وِزْرُ
وكذا الإثمُ هنا أخفاهُ سِرُّ
إنّما اليومَ فَوِزْرُ الحُكْمِ جَهْرُ
لا يُرى عيبًا وما الأوزارُ نُكْرُ
هلْ لنا يا ربُّ من ذلٍّ مَفرُّ
يا إلهي عيشةُ الأعرابِ قفْرُ
في بلادٍ أينما نذهبُ فَقْرُ
غيرَ أنَّ النفطَ في الأوطانِ وَفْرُ
ودُعاءُ العُرْبِ في العيشةِ سَتْرُ
كيفَ للشّعبِ أمانٌ كيفَ فخْرُ
بعدَ ليلٍ دامسٍ بلْ كيفَ يُسْرُ
كلُّ شعبٍ ولهُ في القهْرِ قدْرُ
كلُّ حرٍّ ولهُ في الأرضِ قبْرُ
وإذا فرَّ فمأوى الحُرِّ جُحْرُ
بينما مأوى عبيد العُرْبِ قَصْرُ
فعبيدُ العربِ للأعداءِ كُثْرُ
ولياليهمْ خياناتٌ وسُكرُ
معْ حُماةِ العُهرِ والأغرابُ شرُّ
وأجورُ الغُرْبِ أموالٌ وَتِبْرُ
من دماءِ العُرْبِ فالأعرابُ صفرُ
ولهمْ في أرْضِتا حقٌ وحِكْرُ
وإذا لمْ يدفعوا الأجرَ فنحْرُ
وحياةُ العُرْبِ إذلالٌ وقتْرُ
ما لهمْ يا ويْلتي في الأرضِ خيرُ
ما لهمْ في وطنٍ قد ضاعَ يُسرُ
بل هوانٌ وعذاباتٌ وخُسْرُ
فمتى يا ربُّ يأتي العُرْبَ بِشْرُ
ومتى يُصْبِحُ للأعرابِ ذكْرُ
وكتابٌ حِبْرُهُ نورٌ وعِطْرُ
د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق