دراسة نقدية قيمة من الناقد الشاعر/ سامي ناصف
لقصيدة الشاعر/ محمد أبو الرجال
مدخل لنص(السوط،والأشلاء) للشاعر./محمد أبو الرجال
يقدمها الشاعر الناقد /سامي ناصف
.............
مدخل
( النـقــــــــــــــد الســــــياقي )
إذا ما هو النقد السياقي؟
هو أن المنتج الأدبي المراد تقويمه لا يمكن أن نفهمه منعزلا ، وإنما يُفهم فقط بدراسة أسبابه ونتائجه وعلاقاته المتبادلة ..
متى ظهرت فكرة النقد السياقي ؟
ظهرت في الغرب في القرن التاسع عشر وكان لها تأثيرها الواضح ، والواسع في النقد الفني بالذات ..
قبل ظهور هذا المذهب كيف كان ينظر إلى الفن ؟
في الماضي كان الفن يعد نتاجا لجنون أو إلهام ، ومن هنا كان الفن بمنأى عن الدراسات الواقعية ...
كيف ينظر النقد السياقى إلى الفن ؟
ينظر النقد السياقي إلى الفن على انه ظاهرة تجريبية ضمن ظواهر أخرى ، فمن الممكن أن يُدرس كما تُدرس الظواهر ( الفيزيائية ) أو التاريخ البشري ، أو النشاط الاقتصادي ..
إذا ما مضمون الشعر والفن عند ماركس؟
هو المصلحة العامة ، وهي نفعية ، ولكنها نفعية أحلت القيم الاجتماعية محل القيم الفردية المحضة، فكان الشعر سلاحا من أسلحة إقرار العدالة الاجتماعية ، وقد اتخذ الشعراء لهم موقفا يتفق وحريتهم في الخلق والإبداع ،والابتكار، ولكن في داخل قفص النفعية والإبداع ، وارتبطت خيالاتهم بملابسات المجتمع المادية ..
أليست نظرة السياقيين تفرغ العمل الفني والأدبي من الروح والجمال ؟
بلى ، لما أوغلت المدرسة السياقية في منهجها النقدي وغالت لتدعم نظريتها وحاولوا تطبيق الواقعية على الاّداب والفنون ،فأصبحت نظرتهم مليئة بالتعصب الذي لا يطاق ونحن في حاجة ماسة إلى الجمال في كل عمل فني ، أوأدبي وإلى الابتكار الجمالي الذي يظهر عبر ريشة الرسام ، وأزميل النحات ،وعاطفة الشاعر ..
خاتمة لهذا النوع ..النقد السياقي ..
أن النقد السياق يكون له تأثير عميق ومضاد للتعليم الصحيح ، عندما يسفر عن صرف الانتباه عن الموضوع الفني إلى ىسياقه....
التطبيق ...
لا يمكن الفصل بين المنتج الأدبي الذي هو أمامنا ،عن مؤلفه ،فهما وجهان لتجربة حملها سياق الموضوع .
تحليل خاضع للتقدمة..
الشاعر /محمد أبو الرجال :قصد كتابة النص قصدا ،حدد السياق، والإطار ،والقصد منه
النزعة الحوارية ،والتشخيص المتلبس،لرمزية الوطن المسلوب وصار خنجرا في خاصرة كل حر يُعمل وخزه كلما حاول أن يتناساه.
لذا قصد العنوان قصدا (مغتصب جلاد،ووطن أشلاء)(السوط، والأشلاء).
ثم يستهل الشاعر القصيدة،بالظرف الزماني المناسب للجوي النفسي قائلا:
الليل صادٍ والنجوم ظماء..
أعلى ضفافك يرتع الغرباء.؟
فهنا رمزية اليأس وغشم الغاصب بثقل الليل على الملتاع،
وان الأمل محبوس،رمز إليه بالصبح.قائلا:
لا وجه للصبح المسافر في دمي..
كيف العبير بوجنتيك يُساء.؟
لا كف للفجر المؤرق كي... يقوم مصافحا كف الأسى البّكاء.
وأبو الرجال ينكأ الجراح لتسيل ألما ويبكي على فلسطين،بعد أن تآمر عليها المتأمرون من قديم ،وحتى الآن يتاجرون بها على موائد المحافل الدولية ليكسبوا من جرحها قائلا:
لا شيء يحصف جنة عبثوا بها..
أتخالهم من خسة حنفاء.
ولازالت تجلد فلسطين وتنهش من أدعياء الحب فيها ولها قائلا: قاصد ا ذلك قصدا
في غربة اثنان فوق أديمها..
يتعانقان السوط،والأشلاء.
والشاعر:أبو الرجال انسرب من بين قلمه هَنَات لا تليق به.
في قوله:
دمعي فلسطيني قُد كجمرة
هنا كسر...
وفي مفردة،خرساء لماذا رفعها سوى جريه وراء إيقاع الروي.
القصيدة تحتاح للمراجعة الدقيقة،الاهتمام باستدعاء الروي المتناغم مع معني البيت،لا يرصه رصا.
لكننا أمام شاعر ننتظر منه الكثير والكثير.
قدمها لكم
الشاعر الناقد/ سامي ناصف..
اليكم النص
السَّـوْطُ؛ والأَشْــلاءُ
اللَّيْـــلُ صــادٍ؛ والنُّـجـومُ ظِمـاءُ
أَعَلَى ضِفــافِـكِ يَرْتَــعُ الغُـرَباءُ؟
لا وَجْهَ لِلصُّبْحِ الـمُسافِرِ في دَمي
كَيْفَ العَـبيرُ بِوَجْنَتَيْــكِ يُساءُ؟!
لا كَفَّ لِلْفَجْـرِ الـمؤَرَّقِ كَيْ يَقو
مَ مُصافِحًــا كَفَّ الأَسَى البَكَّــاءُ
دَمْــعي فَلَسْــطـــينِيُّ قُدَّ كَجَــمْرَةٍ
حَطَّــتْ عَلَى زَيْتـــونَةٍ خَــرْســاءُ
وَتَسائَلَتْ بالصَّمْتِ أَيْكَتُكِ التي
حَـــطَّ الرَّحـــالَ بِظِلِّــها الرُّفَقــــاءُ
حَتَّى إذا مَـدَّ الحَــرورُ جَناحَــهُ
عـاثَ الذُّرا فيـهِنَّ كَيْــفَ يَشاءُ!
لاشَيْءَ يُخْصَفُ! جَنَّةً عَبَثوا بِـها
أَتَخــالَهُمْ مِنْ خِسَّــةٍ حُنَفــاءُ؟
أَلْقَوا عَلَيْكَ حِبالَهُمْ؛ وَعِصِيَّـهُمْ
هَشُّوا بِـها _غَنَـمًا_ لَهُـمْ نَسَّـاءُ
ماحيلَــتي؟ ماحيلَةَ الكَــفِّ الذي
عَنْ نَزْفِـهِ لَـمْ تُخْــبِرِ الأَنْبـــاءُ!
أَنا زَفْرَةُ اللَّيْـلِ الـمُجَنَّـحِ في الـمَدَى
أَنا صَرْخَــةٌ مَنْسِـــيَّةٌ؛ وَغِنـاءُ
ماأَصْـــدَقَّ التَّأْريخُ في أُكْذوبَةٍ
كالطُّــودِ .. لَكْنْ بَيْنَـهُمْ غُرَباءُ!
في غُـــرْبَةٍ .. اثْنـــانِ فَوْقَ أَديـمِــها يَتَعــانَقـــانِ .. السَّـوْطُ؛ والأَشْــلاءُ!
* * *