الثلاثاء، 3 سبتمبر 2019

معارضة لمعلّقة عمرو ابن كلثوم " ألا هبّي بصحنك فأصبحينا" شعر شهم بن مسعود (البحر الوافر) أَلَا أَرْوِي لَكُمْ قَصَصًا حَزِينَا عَلَى بَلَدٍ أَضَاعَ لَهُ سِنِينَا عَلَى شَعْبٍ أَرَادَ العَيْشَ حُرَّا فَصَارَ بِرَغْمِ ثَوْرَتِهِ سَجِينَا صَنَعْنَا ثَوْرَةً وَبِهَا فَرِحْنَا وَ أَبْكَيْنَا المَآقِيَ و العُيُونَا تَبَاهَيْنَا بِهَا طُولًا و عَرْضَا و كان العُرْبُ يَوْمَها ذاهِلِينا بِثَوْرَتِنَا تَزَعْزَعَتْ العُرُوشُ فَهَبُّوا كُلَّ حِينٍ كَائِدِينا فَفِي كُلِّ البِلَادِ تَرَى شَبَابَا إلى الحُرِيَّةِ مُتَلَهِّفِينا و قَد أَلْقَى سِيَادَتُهُ خِطَابَا فَهِمْنَاكُمْ أَلَا قَد ضَلَّلُونا و لَسْتُ الشَّمْسَ كَيْ أُضْوِي عَلَيْكم رُوَيْدَكُمُ أَلَا سَيُحَاسَبُونا و أَخْرَجَ ذَاتَ جَوْقَتِهِ إلَيْنَا على كُلِّ الدُّرُوبِ مُطَبِّلِينا و قَالُوا إنَّ بَعْدَ اللَّيْلِ فَجْرَا و ظَنُّوا أَنْ نُغَفَّلَ أَوْ نَلِينا تَجَمَّعْنَا و كان اليَومُ بَرْدَا خَرَجْنا لِلشَّوارِعِ هَادِرِينا تَدَافَعْنا لَهُمْ شِيبًا شَبَابًا و لَمْ نَرْهَبْ عَصَاةَ الظَّالِمِينا تَطَايَرَ مِنْ بَنَادِقِهِمْ رَصَاصٌ يَطِنُّ غَدَا مَسَامِعَنا طَنِينا و أَقْسَمْنَا بِأَنْ يَجْثُو نِظَامٌ أَهَانَ الغَثَّ فِينَا و السَّمِينا و قَالَ إنْذاكَ قَائلُنا هَرِمْنَا لِصَوْتِهِ نَسْمَعُ الآنَ رَنِينا إلى قَرْطَاجَ سَارَعْنا مَسِيرًا نُناشِدُ خَلْعَ زَيْنِ العَابِدِينا فَهَرْوَلَ لِلمَطارِ يَمُوتُ ذُعْرَا وَ فَرَّ هُوَ وَ أَهْلُهُ صَاغِرِينا و حُلَّ تَجَمُّعٌ نَجِسٌ كَرِيهٌ و ظَلُّوا مُدَّةً مُتَلَحِّفِينا و حَرَّرَتْ الدِّمَاءُ لنا عَبِيدًا تَرَاهُمْ أَصْبَحُوا مُسْتَأْسِدِينا يَجُوبُونَ المَنَابِرَ نَافِخِينَ صُدُورًا عَلَّهُمْ يَتَطَهَّرُونا و قَدَّمْنَا أُناسًا لِلْكَرَاسِي و كانوا في الشَّتَاتِ مُهَجَّرِينا تَرَاهُمْ في القُصُورِ الشَّامِخَاتِ و كانوا قَبْلَ ذَلِكَ مُعْدَمِينا فَصِرْنا لُقْمَةً كَفُتَاتِ لَحْمٍ تَلَاقَفَهَا ذِئابٌ جَائِعُونا كَبِيرَانِ هُمَا أَلَمِي و حُزْنِي على البَلَدِ الّذِي أَضْحَى رَهِينا فَرِحْنَا أَنْ طَرَدْنَا مِنْهُ لِصَّا فَوَا أَسَفَاهُ صَارُوا أَرْبَعِينا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق