الاثنين، 30 سبتمبر 2019

سياده العزومي سقراطة الشرق من كتاب أحب الحياة فديتك جلسنا على شاطئ قلبه، تحت شجرة خريف عمره، نتكئ على أريكة تآلف أرواحنا، نحتسي قهوتنا بنكهة عصير الذكريات، رغم السكر في حلقه، قهوته سادة بمذاق مرارة ذكريات قلب أحبه كل من قابله، ولم يذق طعم الحب يوما، ورغم المر في حلقي قهوتي زيادة بمذاق حلاوة ذكريات قلب محب جريمته الوحيدة أنه أخلص لمن أحب، على شجرة عمره وريقات تلونت بلون جلده البني الغامق المجعد يابسة تبخر ماء ربيع الحياة منها تاركا مجرى عروقها كمجرى شرايينة سكبت رعشة يديه قهوتنا ارتشفها عطر الذكريات من على منضدتنا، وأفاق......... وضعنا على جناحيه، وطار بنا إلى الملأ الأعلى حين تقابلت وتآلفت أرواحنا في أول لقاءاتنا قبل أن نأتي إلى هذه الحياة، مال بنا ...كدنا نسقط فحط بنا .... أمام بوابة بداية ربيع عمره منذ لمست قدمي أرضه فتحت عيني وفكري ولطمت وجهي في دهشة ساند روح الشباب ظل هيكله وقال لي: - ها أنا .. أمتطي جواد طيش الشباب عاريا ولا تسعني الحياة فتحت للهوى صدري ووكلته أمري في كبرياء ساحر بقبعة وبذلة سوداء وحذاء مزركش وعصا سحرية أفعل ما أشاء، أأسر القلوب بمعسول كلماتي حنين نظراتي وجنون لمساتي لابسا قوس قزح ماشيا على الماء راقصا بكؤوس الخمر مختالا على أوتار قلوب النساء أسكر بعطر دفء أنفاسي كل عذراء، وأطفئ برحيق قبلاتي نيران الشوق على كل شفاه أوقظ غروب الشمس في أعين المساء، أشعل بنجوم قصائدي نيران العشق في الليالي الحمراء، أنعس أنفاس الصباح على خد قطرات الندى، مجنون والهوى جنوني، مجنون والحب جنوني، أبحث عنه في كل الأنحاء، فوق القمر، بين النجوم، على الجبال والتلال والهضاب، في الوديان والصحاري، عند ينابيع الأنهار، فوق فوهة البركان، مجنون والحب جنوني، طائرا محلقا بين الأرض والسماء، أعطاني الهوى بطيب خاطر ما أشاء، وسلب مني الحب، سلب مني معنى الحياة، صرخت أمي، أختي، صرخ أخي، صرخ كل من حولي، لجم طيش شبابك عد لربك، أنصت للنداء ملأ كياني النداء، الله أكبر الله أكبر سقط الكأس من يدي، شل السوء في نفسي، فرت شياطين الجن مني، ابتعدت شياطين الإنس عني، هربت من لهو شبابي، من رهاني مع شيطاني، من الضياع مع أصحابي، هربت وجرت نفسي وروحي تبحث عن مكان النداء ، يا ويلي. .... أعرف العناوين بين الأرض والسماء ولا أعرف أين بيت الله؟؟!!، اهتديت .... دخلت ... توضأت... اغتسلت...... وقفت في الصف الأول أصلي.. وفي سجودي دعوت... يا إلهي أقبل توبتي... يا إلهي إهدني مـَنْ غيرك غافر الذنب وقابل التوب مَنْ غيرك مجيب الدعاء، اخترقت زفرات أنفاسي حجاب قلبي وعلت في الأرجاء، اشتد البكاء، تقدم الإمام مني َّسألني: - مَنْ أنت ؟ - أنا.. أنا لا أعرف من أنا.. الوحيد في الكون الذي لا يعرف مَنْ أنا.. أنا أجهل مَنْ أنا.. ولو عرفت مَنْ أنا ما كنت اخترت أنا، أنا نفس تغيرت فطرتها فأنساها الشيطان ما شهدت، أنا نفس عشقت جسدها فألفت بعدما أنفت، وأنست فنسيت ما علمت لكن.. أعرف مَنْ أنا وأنا غلام، أنا ابن الهرم الذي مات أبوه قبل أن يراه، أنا اليتم في أي حياة غفل عنه الرعاة، أنا مآساة كتبت قبل أن آتي إلى الحياة ربت على كتفي قائلا: - لا تيأس من رحمة الله اهتديت لأستقر وأتزوج، اخترتها من بين كل النساء اخترتها رغم فقد ثقتي في كل النساء، في كل ما أخره ألف وتاء، اخترتها فاقدا الثقة في نفسي وفي كل بني جنسي، كل ما أخره واو ونون، وياء ونون، اخترتها زهرة من أعماق البرية لم تلمسها يد ولم يرها غيري جففت ينابيع الحب بداخلها، فجرت ينابيع الجفاء، قطفت زهور محاسنها وأبقيت الأشواك، بنيت حولها أسوارا، تحكمت في أقوالها وأفعالها ورائحتها، لا يستطيع أحدْ أن يصل إليها، لا يستطيع أحد أن يقترب منها، تستطيع أن تلتقط أنفاسها وحدها هنا وهناك.. مات قبل أن يحيا ... مَنْ لم يذق طعم الحب مَنْ لم يعرف معني الحياة ... مات قبل أن يحيا..... مَنْ لم يعرف أن الحب هو الحياة دمتم بخير أحبتي مازلت أكتب لكم وسأظل بإذن الله تعالى أكتب لكم ولنضع بصمتنا معاً على وجه هذه الحياة القاصة والمفكرة / سياده العزومي سقراطة الشرق عضو اتحاد الكتاب بمصر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق