الأحد، 29 سبتمبر 2019

موجـة . . إلى اللاذقية للشاعر / د . سامح درويش أُلقيت في مهرجان المحبة باللاذقية 2002 ممالك شكَّلها الماء من كائنات تمـوهُ و عمقٍ يُتـِيـهُ و مـوجٍ يتـيـهُ و رمـلٍ يعـانـق لـؤلـؤَه . . و مـحــارْ ممـالك تفـهـق بالسـحـر تنـطـق بالســر تغـرق في قاعـها فـلسـفـات و أسـئلـةٌ موغـلاتٌ إلى لاقـرارْ ممالك شكَّلها الماءُ صارت بحـارا و سيدها المتوسط شاهِدُ نبضِ التواريخِ راصـدُ منحنيـات الحضـارات بين عـلوٍّ . . . و بين انكسارْ هـو المتوسط تعـشقـه مُدُنٌ منحته مكانتَه تـوَّجـتْـه . . . فصار هو المَلِكَ المُـتَـفـرِّدَ بين البحـارْ **************** هو المتوسط يعـشـقـهـنّ . . و يعـشـقْـنه مُـدُنٌ أطـلـقـت للميـاه غـدائرَها احـتضـنت في سماواتها رفـرفات النوارس راقصت الموج في نشـوةٍ بـلَّلتْ في المياه أصابعـها كَتَبَتْ قصة الحـب فـوق الرمـالِ لتحـملَها مـوجـةٌ صـادقـتْنيَ منذ الطـفـولةِ في بورسـعــيدْ سـألْتُ : " إلى أين يا مـوجـةً حَـمَـلَـتْ شـوقَـها ثم راحـت تـفـتّش بين الشـواطئ عن زهـرة النار و الدَمِ ؟ ! " قالت : " إلى لا مـقـرّ فـوعـد عليَّ بألاّ أقـرَّ و مكتوبة رحلتي بين شطٍّ و شطّ ألاقي الأحبة . . أهجرهم . . ثم أرجع ، أحمل شوقي إليهمُ " قلتُ : " و عن زهرة النار و الدمِ ؟ ! " قالت : " حكاية من قهروا المستحيل و من سقطوا شامخين و من وقفوا صامدين تسائلني عن زهرة النار و الدم كيف يحـوِّلها اليأس قـنبلة تتفجـر في أوجه الصامتين ليعـلوَ صـوت الشهيدْ و يُسْمِعُ صوت الحقيقة في عالم ليس يَسمع إلا الأراجيف يُرجع في شط يافا حكاية وهران يُنبئنا أن وهم السلام بعيد . . بعيدْ " ************* إلى أين يا موجة رافقتنيَ في رحـلة البحـث عن غاية ليس تدركها الخطوات ويحجبها عن عيوني الترددُ و الخوف من ترّهات الظلامْ ؟ ! إلى أين ؟ ! و الرحلة ابتدأتْ منذ أن سقطتْ مُدُنُ الحـلْمِ في هـوة الخُلف . . . و الإنقسـامْ إلى أين ؟ ! و المتوسـط لا يتغـيّـر لكننا قد تغـيَّـر فينا الكثير و ما عاد في جـعـبـة العُـرْب إلاّ الكـلامْ ! ! إلى اللاذقـيّـة جئتُ معي مـوجـة حَمَلَتْني إليها لأستاف مجد الشآمْ معي جرح غـزةَ ينزف من مقلتيَّ ضـرامْ معي بورسعـيد و قصـة شـعـبٍ له في كتاب النضال سـطـور من الدم و النار تسـخر من لعـبة اسمها في كتاب الخداع . . . السـلامْ ********************** إلى اللاذقية . . . و هْيَ تزيَّنت اليوم و استقبلت بالمحبة كلَّ الأحبةِ و اللاذقية تحلو . . و تزدادُ سحراً و لكنَّ حزناً بأعينها لاينامْ ********************** هنا أملٌ مشرقٌ في الوجوه يعيد إلى القلب نبض الإرادهْ هنا أمل ثائر في الضلوع و لولاه . . . لانداح ليلٌ على الغد ينشر فيه سوادهْ هنا أملٌ في غدٍ ماجدٍ سوف تشعله ومضاتُ الشهادهْ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق