الثلاثاء، 17 سبتمبر 2019

"قصيدة : سبعة وثلاثون عامأ مرت يا صبرا وشاتيلا" – شعر د. أحمد محمود – 15 أيلول 2017 سبعة وثلاثون عاماً مرت، يا صبرا وشاتيلا مضت مدججة، معبأة ظلماً، وغدراً، وفتكاً وقهرا مضت وكأنها سبع وثلاثون خريفاً ودهرا العمر مضى يا صبرا وذكراك ما زالت تحفر القلب حفرا صبرا وشاتيلا يا مرابع الذكريات الكبرى والصغرى عشنا معك في مخيم برج البراجنة عيشة مفعمة علقماً مرا أمضينا فيك العمر مع الأصحاب، جداً، وكداً، وتحصيلاً وسهرا أمضيناه سوياً نعبر دروباً ضيقة معبأة، طيناً، ووحلاً وفقراً كنا نحلم دائماً أن نحقق لشعبنا تغييراً متوجاً فرحاً ونصرا أنا لا أنسى شاتيلا عندما كنا نتقابل تحت غرفة الزنك علناً وسرا كل منا كان يحمل في جعبته شأناً هاماً، أو أمراً ضرورياً وينقل خبرا كان العمر يمر مركباً سريعاً نشطاً يمخر عباب البحر مخرا لم نكن نشعر أبداً كيف كان العام يمضي أياماً، وأسابيع وأشهرا أذكر أنني يا صبرا في أيلول ذاك العام كنت مسافرا كأي فلسطيني يبحث عن مصادر العلم قسراً ومجبرا كنت في رحلة دراسية إلى أوروبا وأمريكا مغادرا صبرا وشاتيلا يا صباً أبدياً لا ينسى مهما العمر جارَ وأنت يا حبيبة القلب كان عشقك في الفؤاد ناراً وجمرا في أيلول ذاك العام معقل الذكريات أتتك غزوات الدماء الحمرا جاؤوك يا صبرا وشاتيلا من كل بوابات بيروت الكبرى هولاكو العصر شارون أناك غازياً على متن بوارجه بحرا وجحافله أتت من الجنوب، والشرق ، والغرب زاحفة برا معارك طاحنة دارت مع الفدائيين ليلاً، وفجرا، وظهراً وعصرا تؤازرها وترشدها عصابات الكتائب اللبنانية ليلاً ونهارا وأحاطوك يا صبرا وشاتيلا بعد أن اتخذوا القرار أحاطوك من كل الجهات وأقاموا حولك جدراً وحصارا لا كهرباء، ولا ماء، ولا غذاء وشيدوا حولك إسارا ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف ذبحوا، وقتلوا وبقروا بقرا واغتصبت عصابات الكتائب العميلة الأخضر، واليابس ، والبشر والحجر وغدت خيمات صبانا وشبابنا يا صبرا قبراً مهجورا غدت حطاماً، ودماراً، وركاماً ، وحرائق سوداء وقفرا فعلوا فعلتهم وارتكبوا أبشع المجازر العصرية الكبرى صحبي، وأحبتي، وإخوتي وأخواتي ذبحوا ، أغناماً، ونعاجاً وأبقارا وألقوا في الزواريب، والأزقة الضيقة، نهاراً جهارا وفي ظلمة الليل البهيم انتقموا وولوا الأدبار هذي دماء أبنائنا ما زالت تنز وتنزف من القلب وتسيل أنهارَ آلاف الشهداء ارتحلوا إلى السماء وانضموا إلى قوافل أخرى في تل الزعتر، ونهر البارد، وعين الحلوة وما زال النهر منهمرا لا لن ننسى أهلنا وشهداءنا في صبرا وشاتيلا وكل المخيمات الأخرى أرواح شهدائنا في غزة، والضفة، والجليل، مستقرة والوطن المحتل سيبقى نبراساً منيرا أرواح شهدائنا الأبرار إلى الفردوس الأعلى ارتقت وسوف ترقى ومذابح العملاء سوف تبقى في سجلات العار تاريخاً أسود مكارا في كل يوم ، وفي كل أيلول سنقيم لها مهرجاناً وتذكارا سنذكر الكون أنها كانت أكبر مذبحة امتازت مكراً وعارَ لن تكتمها صحائف الذل ومناهج البغي؛ لن تقهر عزائمنا ولن تكسرا صبرا وشاتيلا لن تطمسها الأيام؛ لن تكسر إرادتنا ولن تدحرَ مخيمات " الزنك" ما زالت صامدة تخرج الأبطال والثوار وتصنع من صفوف الأحرار طوابير رجال تتكاثر ليلاً وفجرا في كل مخيم فلسطيني سنمضي، برقاً، ورعداً وأمطارا تعدادنا الآن خمسة عشر مليون فلسطينياً حرا نموت ونحيا فدا فلسطين، ولا نخشى العدا، والردى والشر وقناديل حروفنا ورصاصنا تملأ الأكوان أزيزاً، ورعداً هدارا والأناشيد الفلسطينية تعبر الآفاق وتمطرها نثراً وشعرا يا حملة رايات الانبطاح، بيارقنا لن تندحر ... لن تندثر ...لن تصهر نموت وتحيا فلسطين، أبية، عزيزة، كريمة، عصية، حرة. بقلمي د. أحمد محمود


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق