الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019
أرضي تحدّثُ أخبارَها شعر: صالح أحمد (كناعنة) /// حَدّث حَديثُكَ يا ذا الحُرُّ يُحييني وانفُخ فَروحُكَ ما تَرجو شَراييني . أمطِر جُموعًا وزَلزِل أرضَنا الظَّمأى حُبًا تَشَقَّقُ عن وَردي ونِسريني . أمطِر... ليَعلَمَ مَن مِن جوعِنا كَنَزوا أنّا سَئِمنا ائتِمارَ الوَغدِ والدّونِ . أمطِر... فأرضي دُهورًا ظَلَّ يُمطِرُها الباغي وُعودًا فيُضنيها ويُضنيني . أمطِر... فأرضي نزيفَ الحُرِّ تَعشَقُهُ يَمحو جنونَ الهوى غرسَ السَّلاطينِ . أمطِر... ربوعُ بلادي كلُّها ظَمأى والخَيرُ يُنهَبُ من طاغٍ ومأفونِ . واصرُخ أُخَيَّ فصوتُ الحُرِّ يَسمَعُهُ قَلبُ التُّرابِ فيَحيا بي ويُحييني . زَلزِل عُروشًا يَمَجُّ الدّودُ جيفَتَها تَشقى ضَلالاً وصبري ليسَ يُشقيني . زلزِل لِبيدي وهُزَّ السَّهلَ والجَبَلا تحتَ الأُلى نَهَبوا خُبزَ المَساكينِ . زلزِل وذَكِّر إذا ما الأرضُ زَلزَلَها ربُّ العُروشِ ونادى: شاهِدًا كوني . قامَت تُحَدِّثُ من أخبارِ ما احتَمَلَت والكلُّ يَصرُخُ: واهٍ! ما يُنجّيني؟ . قد عشتُ أكنزُ ميراثًا شَقيتُ بهِ خَرجتُ صِفرًا؛ بلا دنيا ولا دينِ . أينَ الكنوزُ وقد عادَت لِخالِقِها؟ هل في الأحِبَّةِ مَن يَرضى فَيفديني؟ . صوتُ الضّراعَةِ مَخنوقٌ بِأورِدَتي أرجو فَيَـنبُذُني مَن كانَ يَرجوني . أذقتُ قومِيَ مِن ذلٍ وكنتُ بهِ أرجو شُموخًا فعادَ الذُّلَّ يَسقيني . والشّعبُ يَنهَضُ في فَجرٍ يُحاصِرُني بالصّوتِ فَجَّرَ زِلزالَ المَيادينِ . صوتٌ يُعيدُ إلى التّاريخِ نُضرَتَهُ لِيَصعَدَ الشّعبُ في مَرقاتِهِ دوني . هذا الطّريقُ عَريضٌ لا مَكانَ بهِ للجاهِلينَ صَدى مَأساةِ قارونِ . اللائِذينَ إلى وَهمٍ يُخَلّصُهُم والموجُ يَصخَبُ من نَزفِ المَلايينِ . وفي المدى لُغَةٌ تدعو مُواطِنَها اركَب... لِنَعبُرَ من تيهي لِزيتوني . اركَبَ... لنَنجو معًا مِن كلِّ نازِلَةٍ تَبقى غَوائلُها ظُلمًا تُقاويني . اركب... فإن المدى يحتاجُ نَهضَتَنا نمحو جنونَ الصّدى من بَطشِ قايينِ . اركب... لأنّا الألى من جُرحِهِم صنَعوا مجدَ الشّعوبِ بيَرموكي وحِطّيني . الحَقْ بِرَكبي فَما في الظُّلمِ مُعتَصَمٌ حُبُّ الحياةِ أبى يَأتي بِمَضمـونِ . مهما صَبَرتُ عَلى جُرحي سَيغلبُني صوتُ الضَّميرِ غَدا للفَجرِ يَحدوني . لأصنَعَ المَجدَ تَهواني مَنازِلُهُ مَهما اغتَربتُ، وأدعوها تُلَبيني ::::: ضالح أحمد (كناعنة) :::::
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق