السبت، 21 سبتمبر 2019
(حفاظًا على كرامته لم أرفق صورته) ------------------------------------ حكاية مجنون سمعتُهٌ يخطُبُ في سوقِ البلدْ دونَ انتباهٍ واعتبارٍ منْ أحدْ فالشخصُ شفافٌ هواءٌ لا يُعْدْ وهلْ يُرى لناقصِ عقلٍ جسدْ ومنْ يَكونُ يا تُرى ذاكَ الهواءْ مَنْ قيلَ عنهُ دونَ عقلٍ أوْ ذكاءْ في عالمٍ الحكمُ فيهِ للْبَغاءْ وللطُغاةِ هلْ لمجنونٍ بقاءْ قدْ كانَ منْ قبلِ الجنونِ كاتِبا يَجوبُ أسواقَ البلادِ خاطِبا يفْضحُ حكمًا فاسِدًا وغاصِبا حكمًا لخيراتِ البلادِ ناهِبا كمْ أُلْقِيَ القبضُ عليْهِ كمْ سُجِنْ قالوا عميلٌ ومثيرٌ للفِتنْ وكافرٌ باللهِ حتى والسُننْ وخائِنٌ للشعبِ قالوا والوطنْ والناسُ في آذانِهمْ وقرٌ شديدْ أوْ رُبَّما فيها غطاءٌ من حديدْ مذا عسى أن يفعلَ القومُ العبيدْ فالفكرُ مشلولٌ لديْهم وبليدْ وكلَّما جاؤوا لطَتْمِ صوتهِ أبى السُكوتَ راضيًا بموتِهِ وغيرَ آبِهٍ بقربِ وقتِهِ بالجُبْنِ لا حقَّ لهمْ بنعتِهِ من ذلِّ أمّةٍ وشعبٍ دامَ دهرْ من اضطهادٍ واحتقارٍ ثمَّ قهرْ ضاعتْ حضارةٌ وكاتبٌ وَعُمرْ ماتتْ ثقافةٌ وإبداعٌ وفِكْرْ ضربٌ وتحقيرٌ وتعذيبٌ مُخيفْ مصيرُ كلِّ كاتبٍ حرٍّ شريفْ إمّا مماتٌ في ثوانٍ للعفيفْ أوْ جُرعَةٌ تقضي على العقلِ النظيفْ كانَ سعيدَ الحظِّ إذْ تشاوَروا ماذا عليهمْ فعلُهُ فقرَّروا بعدَ جدالٍ أنّهم لنْ ينْشُروا جسمًا بدينًا فالجنونُ أيسرُ أصغيْتُ جيِّدًا لِما كانَ يقولْ في السوقِ حيثُ اعتادَ يوميًا يجولْ كانَ بلا وعْيٍّ كفارسٍ يصولْ يخْطُبُ من ذاكرةٍ تأبى الأفولْ د. أسامه مصاروه
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق