السبت، 14 سبتمبر 2019

النّحلة و الصّرصور (التلامذة صنفان: كسول و مجتهد، و معاناة الوالدين و المعلمين لا تنتهي، هذا هو محتوى القصيدة). ألا أيّـها الطـالـب الخـاملُ حبيب الرقاد عدوّ الكفاحْ سهرتَ أمام الجهاز العجيبِ تشـاهـدُ فلمًا يـريك الوقـاحْ و جـئتَ تعكّـر صفـو النّـقـاشِ تثير الضجيج و تعلي الصّياحْ نسِيتَ رسومَ العلوم وحِفْظَ ال نُّصوص و قـمتَ بـغيـر المـباحْ تركتَ فروض الحساب و تنسى يَراعـك و هْـوَ يُضاهي السّـلاحْ و تـقـضي الزّمـان وراء الكُـرَاتِ و تلهو عن الحفظ والفرضُ لاحْ و ذا الوقتُ سيف يمرّ سريعا و لـيس يعـود فـإنْ راحَ راحْ تُحرّرُ فرض الأناشي على رُكْ بتيك سـريـعـا و دون ارتـياحْ فـتـأتي رؤاك ضـبـابا و فـوضى و يفضحك الخطّ فضحا صُراحْ فَهَلَّا فتحتَ المجالَ لغير ال كسالى سلـيما بـغـيـر جـراحْ و لا يخدعنْك سرابُ النّجاحِ بغـير اجـتهـاد مـساءَ صـباحْ ففي العام فرض وفيه اختبارٌ فـإمّـا رسـوبٌ و إمّـا نـجـاحْ أ تجلس بالقسم صخرا ثقيلا كـصخـر الفـلاة بـغـيـر صلاحْ و قُدّامَ عينـيك شـمـعٌ يـذو بُ شيئا فشيئا بفعل الرّياحْ يجيء صباحا منـيرَ المُـحَـيَّا و يمسي عشيًّا كسيرَ الجناحْ ** فَلَيْتَكَ كـنتَ كنـحل الرّبيعِ يَلُـمّ الرّحيقَ لصنع العـسلْ لـمـاذا أتـيت؟ و مـاذا تـريدُ؟ لماذا الخمولُ؟ لماذا الكسلْ؟ و كيف مصيرك يُبنى غـدًا؟ أ تبني مصيرك مثل الطّللْ؟ أ تحـيا كما البائسيـن ذلـيـلا أ تحيا كما الكانسين السّبيلا و هذي الحياة بساتـين خـيـرٍ و أنت كما البوم يبكي الطلولا ** يـظـلّ أبـوك يكـدّ و يـشـقى لتحيا سعيدا فتُرْوَى و تشبعْ و ينسى لنفسه كلَّ الحقوقِ فيَعرى لِتُكْسَى و خُفُّك يلمعْ و مِلْءُ فـؤاده كـلّ الأماني سيصبح ابني مقامه أرفعْ: طبيبا شهـيرا يؤاسي الجـراحَ فيعطي الدّواء ويشفي وينفعْ و إمّـا أديـبًا أريـبًـا لبـيـبًـا ينير العـقول كابن المـقفّعْ و إمّا عقيدا لجيش البلادِ و إمّا وزيرا فيـبني و يقلعْ بيوتا مـن الطّـين ليست تقـينا فبردٌ شتاءً و في الصّيف تلسعْ و تصبح بنـتي رفيعةَ شـأنٍ لفـنً النّسيج مديرةَ مـصنعْ تسير و تمضي بجنب أخيها ليُعـلى مقـام البـلاد و يرفعْ هنالك أنسى مظالم دهري فأغدو مليكا بـتاج مرصّعْ ** و يا أيّها الطـالـب المـجـتـهـدْ حلـيف النّشاط حبيب الحياهْ عرفتَ طريق الخلاص الوحيدِ فـسـرتَ بـوسْـطـه سـيـر الأبـاهْ تغنّي و تشدو رفيعَ الجبينِ شـجـاعا قـويًّـا بـكـلّ أنـاهْ وَعَيْتَ سبيل النّجاح الأكيدِ فـثـقـتَ بنفـسـك مثل الإلـهْ و كنتَ على النّفس معتمدًا كـعـنـترَ حـين استـعاد مناهْ فصال و جال و كـرّ و فـرّ فـكـسّـر قـيدا لـرقٍّ أبـاهْ و حـرّر نفسا تروم انعتاقًا و سجّل شعرا رواه الرّواهْ سهرتَ الليالي الطوال؛ ليالي ال شتاء على ضوء شـمـع ضـعـيفْ تـراجـع درسا و تـكـتـب نـصًّا و تحفظ شعرا يُريك الرّصيفْ و أنـت فـقـير تعـيش بـعـيدا فـتأتي صباحا قـويّا شَغـوفْ و لـست تـبـالي بـبـرد الشّـتـاءِ و حرّ المصيف و ريح الخريفْ فـأنـت الـقــويُّ و أنـت الأبـيُّ و أنت اللّبيب و أنت الحصيفْ صمدتَ صمودَ الجبال الرّواسي أمام العـواصفِ و هْيَ تـخـيـفْ مددتَ يديك لقـطـف النّـجاحِ فـنلت النّجاح شريـفًا عـفـيـفْ هنيئا لكم يا رفيقي قطفت الث ثمـارَ و شـيّـدتَ قـصرًا مـنـيـفْ فواصلْ مسيرك في الدّرب هذا فـإنّـه دربُ الـنّـجـاح الشّــريـفْ و لا تنسَ فضلا كبـيرا لمن عا ش دوما يمـدّك حـلوَ الرّغيفْ مـعـلمّـك المـتـفـاني الكريـمِ أبيك الحنـونِ أخيك اللطيفْ 1985 من ديواني: يوميات الشرود و التحدي طبعة إبداع2004.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق