السبت، 17 أغسطس 2019

سِفارُ الحَيَاة -01- (الجزأ الأول) 20 بيتا. سِفَارٌ بُعَيْدَ العُمْرِ لَا غَرْوَ يُقْدِمُ وَ لَوْ طَالَ عَيْشٌ فَالممَاتُ مُحَتَّمُ وَ لَوْ كُنْتَ فِي هَذِي الحَيَاةِ مُبَجَّلًا، سَتَغْدُو عَلَى نَعْشٍ وَ بِالدَّارِ مَأْتَمُ سَتَمْضِي سُنُونٌّ فِي مَحَبَّةِ زَائِلٍ كَأَنَّكَ بِالفَانِي مِنَ القَبْرِ تَسْلَمُ لِتُصْبِحَ فِي بَعْضِ القُمَاشِ مُكَفَّنًا وَ تُسْأَلَ: "هَلْ آمَنْتَ؟ هَلْ أَنْتَ مُسْلِمُ؟" خُلِقْتَ مِنَ المَاءِ المَهِينِ وَ لَمْ يَكُنْ لَدَيكَ لِسَانٌ يَغْزِلُ القَوْلَ أوْ فَمُ خَرَجْتَ إلى الدُّنْيَا ضَعِيفًا وَ صَارِخًا وَ قَدْ كُنْتَ لَا تَبْكِي وَ مَا كُنْتَ تَفْهَمُ رَأَيْتَ بِعَيْنَيْكَ الحَيَاةَ وَ نُورَهَا بُعَيْدَ شُهُورِ الحَمْلِ وَ البَطْنُ مُظْلِمُ فَسُبْحَانَ مَنْ أَحْيَاكَ مِنْ نَفْخِ رُوحِهِ لِيَسْرِيَ دَوْمًا فِي شَرَايِينِكَ الدَّمُ رَوَتْكَ مَنِ الأَهْوَالُ دُسَّتْ بِصَدْرِهَا تَخَافُ إذَا شَافَتْكَ يَوْمًا تَأَلَّمُ حَمَاكَ هِزَبْرٌ بِالحَيَاةِ وَ كُلُّ مَا يَذُوقُ بِذِي الدُّنْيَا مَرِيرٌ وَ عَلْقَمُ دُعَاؤُهُمَا أَنْ صُنْهُ فِي العُمرِ رَبَّنَا مِنَ البُؤْسِ وَ الكِبْرِ الَّذِي لَيْسَ يَرْحَمُ وَ جَنِّبْهُ أَحْزَانَ الرَّزَايَا وَ جُرْحَهَا فَأَنْتَ بِضُرِّ الغَيْبِ وَ السِّرِّ تَعْلَمُ حَبَوْتَ وَ بَعْدَ الحَبْوِ قَدْ صِرْتَ رَاكِضَا تُسَابِقُ أَتْرَابًا وَ بالفَوْزِ تَحْلُمُ ضَحِكْتَ وَ أَسْنَانٌ بِثَغْرٍ أَبَنْتَهَا وَ مَا كُنْتَ تَدْرِي كَيْفَ يَضْحَكُ مَبْسَمُ لَعِبْتَ وَ سَاوَيْتَ الزُّبَيْرَ بِعَبْلَةٍ فَمَا كُنْتَ مِنْ حُسْنِ البَرَاءَةِ تَسْأَمُ وَ هَا أَنْتَ تُخْفِي الآنَ مَكْرًا بِطِيبَةٍ تُعَادِي وَ تَغْتَابُ الرِّجَالَ وَ تَظْلِمُ قَرَأْتَ وَ بَعْدَ الجَهْلِ طَاعَتْكَ أَحْرُفٌ فَصِرْتَ تَخُطُّ القَوْلَ بِالحِبْرِ تَرْسُمُ نَطَقْتَ بِـ(بِسْمِ اللَّهِ) مِنْ قَبْلِ مَأْكَلٍ وَ آتَاكَ مِنْ فَضْلِ الإلَهِ المُعَلِّمُ فَمَا قُلْتَ حَمْدًا للإلَهِ، شَكَرْتَهُ عَلَى نِعْمَةٍ آتَاكَ فَالبَعْضُ يُحْرَمُ وَ زَادَكَ رَبُّ الكَوْنِ بِالمَالِ رِفْعَةً فَأَنْكَرْتَ فَضْلًا وَ الجَحُودُ سَيَسْقَمُ . . تتبع... فريد مرازقة - 16 أوت 2019


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق