الثلاثاء، 27 أغسطس 2019

....................................... غَريبٌ أمرُ العِشقِ ........................................ ..... الشاعر...... ...... محمد عبد القادر زعرورة .... وَقَفَت بَمُنتصَفِ الطَّريقِ تَطلُبُ نَظرَةً مَن عَيني لَعَنَيها وَشَكَت إلَيَّ عَينَيَّ تَجاهُلَها وَبكَت فَمَسَحتُ دَمعَتَها بِكَفَّيها أمسَكتُ كَفَّيها بِكَفَيَّ ابتَسَمَت وَاحمَرَّ خَدَّاها وَزَهرُ مَبسَمَيها هاتِ مِنديلَكَ وامسَح دَمعَتي فيهِ أُقَبَّلُهُ سَتَحفَظُهُ لَدَيها أَخرَجتُ مِنديلي خَطَفَتهُ مِنّني وَراحَت تُقَبِّلُهُ بِوَردِ شَفَتَيها مِنديلُ الحَبيبِ أَثلَجَ صَدرَها تُشَمشِمُهُ بِشَوقٍ أَسعَدَ ناظِرَيها رَأيتُ فَرحَتَها عَجِبتُ لِأَمرِها الحُبُّ يَأسِرُها يُقَيِّدُ مِعصَمَيها كَأَنَّ الأَسرَ غايَتُها وَمَطلَبُها وَيُسعَدُها الهَوَىَ وَيُقِرُّ مُقلَتَيها يَدفَعُها الشَّوقُ الشَّديدُ بَقَلبِها وَتُظهِرُهُ كَالشَّمسِ يَحرِقُ وَجنَتَيها فَتاةٌ كَقُبَّرَةٍ غَرَّها الصَّمغُ بِلَونَهِ الحَسَنِ التَصَقَت جَناحَيها فَالحُبُّ مِن طَرَفٍ يُعَذِّبُها وَيَحرِقُ بِالنِّيرانِ رُموشَ جِفنَيها وَيجعَلُها تَعافُ النَّومَ لَيلاً وَشَرابَها وَطَعامَها وَيُهزِلُها وَيُضنيها وَيُشعِرُها بَحيرَةٍ مِن أمرِها وَلا تَدري بِحاضِرِها وَماضيها وَيجعَلُها مُعَلَّقَةً بِحَبلٍ واهِيٍ بَينَ هَواها وَمَن لَيسَ بِهاوِيها فَيُصبِحُ عَيشُها مُرٌّ وَرَغبَتُها تُعَذِّبُها وَتُفقِدُها كَرامَتَها وَتُؤذيها غَرِقَت بِبَحرِ العِشقِ غُرَيرَةٌ تُلاطِمُها الأمواجُ تُبعِدُها وَتُدنيها لا تُدرِكُ العِشقَ كَريشَةٍ بِمَهَبِّ الرَّيحِ تَرفَعُها وَتُلقيها حَتَّىَ غَدَت كَحَمامَةٍ في النَّارِ يُقَلِّبُها الهَوَىَ بِالجَمرِ وَيَشويها فَالعِشقُ مِن طَرَفَينِ أَوجَبُ لِلفَتاةِ يَحفَظُ كَرامَتَها يُهَنِّيها غَريبٌ أَمرُ العَشقِ وَظالِمٌ حِيناً وَأحيانَاً يَقتُلُها وَيُنهيها ................................ في / ٢٤ / ٨ / ٢٠١٩ / ....... الشاعر ....... ....... محمد عبد القادر زعرورة ......... القُبَّرةُ : طَيرٌ جميلٌ صَغيرٌ يسيرُ قَفزَاً


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق