الثلاثاء، 27 أغسطس 2019

الليــلُ داجٍ فــي سماءِ بلادي والحزن وافــى طـودَنا والـوادي وأرى بيــوت الصــابرين تلفَّعــت في حزنِها الممدودِ ثوبَ حدادِ والجوعُ ينقشُ في الجُسومِ حكايةً للصــبرِ تَصنــعُ بهجةَ الأوغــادِ وشبابُنا عافوا القُيودَ وقد لَقُـوا ذُلَّ الحيــاةِ وسَطــوةَ الجَّــلَّادِ ومشايخُ العلــمِ المُبــاركِ أُلجِمَـت أفواهُهُــم في القيـدِ والأصفـادِ وأرى الرويبضةَ اللئيمَ وقد أتى مُتَلَفِّــعــاً بالــزورِ ثــوبَ رشــادِ عن حالِ أُمَّتِنا يصوغُ بحمقِهِ مـا دُونه - في الأمر- خـرطُ قتادِ وأقوم أنكرُ ما أرى متعجِّبــاً فيصيــحُ كــل الناسِ كالمُعتادِ والناسُ تلبسُ سعدها في عيدِها وأنا أواري الهُــونَ في أعيـادي أنا نازحٌ مُتَغَــرِّبٌ عــن بُقعَتِـي والــدَّارُ مذ حَلَّ الفــراقُ تُنَــادي نال الجميعُ مرادَهم في دورِهم وأنا الذي مــا نلتُ فيهِ مُرادي شوقي يُفتِّتُ مُهجتي وأرى الهوى فــي شــوقِهِ مُتَقَطِّــعُ الأكبــادِ أهوى الرحيلَ إليهِ وَهْوَ يُرِيدُني أبقى لأسلمَ مــن أذى الأسيادِ كَلِفٌ بهِ ويزيدُ من كلفِي بهِ بُعــدِي وأَبعَــدَ بُعــدَهُ إبعــادي تَرَكَت حبالَ المجدِ - قهراً - أمتي ونَسَــت سبيــلَ مَحَجَّةٍ وجهادِ القوسُ مُذ سقطت لنا أمجادنا بجــرابهِ والسيــفُ فــي الأغمـادِ والخيلُ في الشُطآنِ أمسى سرجُها ذكــرى لصــورةِ زائــرٍ مــرتــادِ كانــت تَمورُ وكان يقدحُ حذوُها لمَّــا أُثِيرَ النقــعُ وسْــط الـوادي واليــومَ أمســى بعضُـنـا بحماقةٍ قــد شَــبَّ في الباقينَ نارَ زِنـادِ حتَّى لقد عِفتُ القعودَ وعافـني وبقيــتُ أبني أحرُفـي بمـدادي أنا جئتُ أحكي من أسى بلـدي دماً يجــري وأُعلــي ثـورة الأمجـادِ لكنني أبصــرتُ مثــل مصائبــي فــي الشــامِ أو أرَكَـانَ أو بغـدادِ إني اشتهيتُ المستحيلَ وخالقي هــو قادرٌ دومــاً علـى إسعــادي يا حبــذا ثمــرُ الحَنــانِ لجائــعٍ أو حبــذا مــاءُ الوفــاءِ لصــادي رثتِ الأنامُ - وفي حياءٍ - نفسَهــا وأنا - وفي صدقٍ - رثيـتُ بلادي . ┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄ يحيى بن علي الضامري 25 / ذي الحجة / 1440هـ ┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق