السبت، 17 أغسطس 2019
سِفارُ الحَيَاة -02- (الجزأ الثاني) 20 بيتا. بَلَغْتَ مِنَ العُمْرِ الشَّقِيِّ شَبَابَهُ تَنَاسَيْتَ أَنَّ العَبْدَ حَتْمًا سَيَهْرَمُ وَ رُحْتَ تُبَاهِي كُلَّ مَنْ جَارَ ضعْفُهُ كَأَنَّكَ بِالدُّنْيَا الكَبِيرُ المُعَظَّمُ جَعَلْتَ مِنَ الشَّيْطَانِ فِي العُمْرِ صَاحِبًا صَدِيقًا وَ قَدْ وَاسَاكَ مَا كانَ يَزْعَمُ سَتَصْلَى جَحِيمًا ثُمَّ تَذْرِفُ أَدْمُعًا علَى صُحْبَةِ الخَنَّاسِ حَتْمًا سَتَنْدَمُ قَضَيْتَ شَبَابًا فِي اللُّهِيِّ وَ لَهْوِهِ وَ مَا مَنْ لَهَى بِاللَّهْوِ دُنْيَاهُ يَهْزِمُ ظَنَنْتَ بِأَنْ لَا مَوْتَ يَأْتِيكَ فَجْأَةً وَ أنْ لا بِيَوْمٍ فِي الحَيَا تَتَقَزَّمُ بَنَيْتَ قُصُورًا لَسْتَ تَعْرِفُ عَدَّهَا بِهَا الحُورُ أَتْرَابٌ وَ أَنْتَ المُنَعَّمُ وَ لَكِنْ سَتَمْضِي بَعْدَ عُمْرٍ لِحُفْرَةٍ تَضُمُّكَ كَيْ تَلْقَاكَ حُضْنًا جَهَنَّمُ مُذِ اللَّهُ آتَاكَ الشَّبَابَ بِبَأْسِهِ رَكَضْتَ وَرَاءَ الحُورِ مِنْهُنَّ تَغْنَمُ فَسَمْرَاءُ عُرْبٍ أرْهَقَتْكَ بِخَانَةٍ وَ شَقْرَاءُ غَرْبٍ تَزْدَرِيكَ وَ تُرْغِمُ وَ أَنْتَ تَرَى فِي النَّفْسِ فَخْرًا مُزَيَّفًا كَأَنَّكَ جَبَّارٌ وَ لَسْتَ سَتُقْصَمُ سَتَفْقَهُ بَعْدَ المَوْتِ مَا قِيلَ سَابِقًا: (يَمُوتُ بِدَاءِ القَلْبِ وَ العَقْلِ مُغْرَمُ) جَمَعْتَ مِنَ المَالِ الحَرَامِ خَزَائِنًا مُخَبَّأَةً مَا نِمْتَ وَ الكُلُّ يَحْلُمُ تَبِيتُ عَلَى شَوْكٍ وَ خَوْفِ خَسَارَةٍ وَ مَا قُلْتَ يَوْمًا : ذَاكَ مَالٌ مُحَرَّمُ تَخَافُ مِنَ الحُسَّادِ حَتَّى تَسَتَّرَتْ مَخَافَةَ أَنْ تَلْقَى عِتَابَكَ أَنْجُمُ وَ لَكِنَّ بَعْدَ المَوْتِ مَالُكَ كُلُّهُ أَكِيدٌ، عَلَى مَنْ خِفْتَ مِنْهُمْ يُقَسَّمُ تَرَى الكُلَّ فِي الدُّنْيَا فُتَاتَ حِجَارَةٍ كَأَنَّكَ فِي بُرْجٍ وَ غَيْرُكَ سُلَّمُ عَلَوْتَ بِكِبْرٍ قُلْتَ : نَفْسِي كَرِيمَةٌ وَ مَا الغَيْرُ فِي هَذِي الحَيَاةِ مُكَرَّمُ وَ صَوْتُكَ مُذْ قُلْتَ الكَلَامَ مُدَثَّرٌ إلَى حِينِ إقْبَارٍ سَتَبْقَى تُجَمْجِمُ تَرَيَّثْ فَمَا دَامَتْ عَلَيْنَا وَ أَهْلِنَا سَتُدْرِكُ هَذَا القَوْلَ يَوْمًا وَ تَفْهَمُ . . تتبع... فريد مرازقة - 17 أوت 2019
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق