السبت، 4 أبريل 2020

في الحافلة

للّهِ أشْـكُو سَفْـرَةً في "الـــكَــارِ*"

وإلى أُولِـي العَزْمِ العَظِيـمِ"الكَـارِ**"

مَا ألْتَقِـي عنْـد الصّبَاحِ وألْتَقِي 

عنْـدَ الـمَسَـاءِ لِكَـثْـرَةِ الأنْـفَــــارِ

مِائَةٌ وعِشْرُونَ إذا لـمْ أنْـسَ مَنْ

بَيْـنَ الـمَقَاعِدِ عَـالِــقًا بِـجِـوَارِي

فَتَشَـابَكَتْ كُلُّ الأيَـادِي جُمْلـَةً

هـذا على هــــذا مَـدَى المِشْـوَارِ

هـذا يَمِيـلُ على فَـتَـاةٍ قَاصِـدًا

فَـتَـصُـدُّهُ بالـــهَــمْـزِ و الأظـْـفَـارِ

وتَـرُوغُ منـه كمَا يَرُوغُ مُحَـارِبٌ

فإذا العَــــــمُـودُ يُصِيـبُهُ بِــدُوارٍ

مِن "سَطـْعَةٍ" قـد نَالـَهَا أو يَلـْقَيَنْ

لهْـزًا بِمَـرْفَـقِـهَـا الشَّـدِيـدِ العَــارِي

والشَّيْـخُ ،فَدْفَدَ، قد تَرَنَّحَ جِسْمُهُ

فَيَـمِـــيـلُ للأيْـمَـانِ والأيْـــسَــارِ

تَـرَك المَشِـيئَةَ للـشَّبَابِ يَدُوسُهُ

طَوْرًا، وطَوْرًا يَسْتَوِي "بِجِدَارِ"

وتَـجَمَّعَتْ كُـلُّ الرَّوَائِحِ، بَعْضُهَـا

نَتِـنٌ وآخَـرُ مِن شَذَا "العَطَّـارِ"

وإذا أرَدْتَ إلى النُّـزُولِ مَـرَامَةً

فَالمُسْـتَحِيـلَ تَـرُومُ، والـقَهَّـارِ.

فاصْرُخْ لَعَلَّك مُسْمِعٌ و مُنَـبِّـهٌ

مَن كَانَ قَبْلـَك، شَارِدَ الأفْكَـارِ

فإذا رَجَعْتُ، وبِي رُضُوضٌ عِدَّةٌ 

ومَلابِـسِي مَرْفُـوسَةٌ و صِـدَارِي

خَيْرٌ لـَدَيَّ مِن الـذَّهَابِ بِأُجْـرَةٍ

مَخْـصُومةٍ مِن قَضْيَـةٍ لِـصِغَـارِي

أوْ ذَاهِـبًـا مُتَـرَجِّـلًا لِـفَــرَاسِــخٍ

وحَقِيـبَتِي فُكَّـتْ بِـهَـا أوْصَـارِي

يَا مُشْرِفونَ، تَفَهَّـمُوا مِن حَالِـنَـا

مَا قَدْ ذَكَرْتُ، وعَـجِّلـُوا بِـقَـرَارِ.

إِنَّـا عِــبَـادُ الله، مِثْلـكُـمُـو، لـَنَا 

حَقُّ الوَرَى في الحِلِّ والأسْـفـَـارِ.

* الـــكَــارِ: الحافلة.

** الـــكَــارِ: القَدْر والمكانة.

حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق