ماكان لي أن أشتكي أقدارا
أو أمتطي ركب الرياح فرارا
فالحكم كان مقدرا وقرارا
من رب كون يملك الأعمارا
فالعبد عبد ما يعيد مسارا
فالعمر أحيانا يكون عمارا
أو أن نراه مرارة ودمارا
مهما تجد وتعصر الأفكارا
وتجول سعيا ليلة ونهارا
ما نلت نافعة ولا أمهارا
فالله يعلم ما يدور سرارا
ما كان إلا مالكاً قهارا
ورحيم قلب كم محى أوزارا
وأذل أقواما وهز ديارا
فالكل يخضع ذلة وصغارا
فهو الذي جعل الجبال قفارا
والسهل فيضا كم روى أشجارا
والغيث يقطر دمعة وخرارا
لو شاء عبد أن يحول ضرارا
ما صاب إلا نكسة وغبارا
أخضع لرب قد أمد بحارا
وسقاك عذبا سائغا مدرارا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق