الثلاثاء، 28 أبريل 2020

ياسيدالثقلين
البحر الكامل
"""""""""""
يا سيّد الثقلين يا نوراً سرى
وأنار عتماً في دنانا ونوّرا

قد قال ربي في الكتاب بوصفكم
شمساً أنارتْ ثمّ بدراً أقمرا

قد جئت بالنورِ المبين وهادياً
 غوثاً لكل العالمين مبشّرا

يا خاتم الرسل الكرام وسيّداً
للخلقِ أجمعهم وأكرمُ من ذرا

يكفيك فخراً أن تكون شفيعنا
ما شفّعَ الرحمنُ غيرك من ورى

وبذكر اسمك خالداً يا سيّدي
في كل ذكرٍ للإله إذا جرى

لَشهادةُ الإسلام اسمك نصفها
في الذكر في الصلواتِ جاء مكرّرا

مذ كنت طفلاً قد رعاك بعينه
شقّ الفؤاد أزالَ ما قد كدّرا

كان الغمام يطوف حولك حامياً
من حرّ شمسٍ كلما طُفتَ الذُّرى

كنت الأمينَ الصادقَ القول الذي
يلقى المحبّةَ وجهها ما أسفرا 

وتفيضُ حباً في حنانٍ غامرٍ
لله در القولِ منكَ معطّرا

إن عانقتك نسائمٌ ضاعتْ هنا 
عطراً من الأردانِ مسكاً عنبرا

أسرى بك الرحمن للأرضِ التي
قد بارك الرحمن مذ خلق الثّرى

صليتَ بالرسلِ الكرامِ إمامهم
في المسجدِ الأقصى فقامَ وكبّرا

وعرجتَ للسبع الطباق برحلةٍ
فوق البراقِ وقد رأيتَ ولمْ نرَ

بالمعجزاتِ حباك ربي فانثنى
 بين الأصابع فيضُ ماءٍ قد جرى

أما الكتابُ فذا كلامٌ معجزٌ
وبيانه بطلاوةٍ ما أسحرا 

كم سبح الحجرُ الأصمّ بلمسةٍ
 من كفّكَ النادي فقال وذكّرا

ذي أم معبد شاتها عجفت وما
درت من الألبان فيضاً أيسرا

فمسحتَ ضرعاً يا حبيبُ برقةٍ
فغدا مليئاً ثم جادَ فأغزرا

والفارس المغوار إذ غرزت به
فرسُ السباق بلحظةٍ فتحيّرا

أطلقتها وبدعوةٍ ووعدته
بسوارِ كسرى حين فتحٍ مُنظَرا

والجذعُ حنّ وراح يبكي بعدكم
فمسحتَ أضلاعاً له فتصبَّرا

ونُصرتَ بالريح التي قد زلزلتْ
أركانهم .. هبّتْ عقيماً صرصرا

فتحاً مبيناً قد حباكَ بنصرهِ
الله أكبر كلُّ فجٍّ كبّرا

يومَ الوداعِ بكتْ حجارة يثربٍ
غصّ الجميعُ بدمع عينٍ  وانبرى

بعضٌ يكذّبُ فالمصيبة أذهبتْ
عقلاً ذَهولاً لا يصدّقُ ما جرى

ما كانَ في الدنيا عظيمُ مصيبة
إلا وكانَ عظيمُ فقدِكَ أكبرا

صلى عليكَ الله ما دامت دُنا
ما سبح الطيرُ وفجرٌ أزهرا

عائدة قباني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق