الجمعة، 10 أبريل 2020

أوّاهُ يابلدي
البحر الكامل
""""""""""""
فاضت عيوني سجلةً عبراتها
وكأنها  نبعٌ زلالٌ جاري

والذكرياتُ تحيط بي وتشدني
وتعيدني لليلِ والسُّمارِ

ونسائمٌ جذلى بها كم أنتشي
تُشذي الدّنا بالطيبِ والأعطارِ

وربيعُ دربٍ سرتُ فيهِ متيماً 
كمَا روضةٍ مزهوّةِ الأزهارِ

ذاك النجيلُ يحوطه بلطافةٍ
والزهرُ باهى الوردَ في الأزرارِ

واللوزُ أزهر يالروعةَ لونه
والياسمينُ يضوعُ في الأسحارِ

أواهُ يا بلدي وأرضك جنتي
يا سحر تصويرِ البديعِ الباري

لما تراءى للعيون جمالها
سلبتْ فؤادي حيّرتْ أنظاري

عشقي اللذيذُ ومن هواها أجتني
نبضَ الحياةِ وعزتي وفخاري

يا قبلة الأرواح يا شمسَ الدُّنا
يا عبقةً للندِّ في أشعاري

يا قدسَ قلبي يا هديّةَ خالقي
جرمٌ أتيتُ وحولكِ لَمداري

مهما ابتعدتُ عن الدروب يردني
لَهَفٌ إليكِ فيستقيمُ مساري

في القلبِ أنت وفي العيون ومهجتي
فالنبضُ أنت وشعلةُ الأفكارِ

للعشقُ أنت أيا حبيبةُ فاهنئي
كيف المُحبُّ هوى الفؤاد يُداري

عائدة قباني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق