الأحد، 12 أبريل 2020

طارق المحارب ..
12/4/2020

هذه القصيدة عارضت فيها قصيدة المُرقِّش الأكبر والتي مطلعها :
يا ذات اجوارنا قومي فحيينا ..

من وحي الرَّبيع ..

جالَ الرَّبيعُ على نيسانَ يُهدينا
ورداً وزهراً وعطراً راحَ يُثرينا

و الشَّوقُ أبكى ترابَ الأرضِ فاندفعتْ
منهُ الينابيعُ  و الأمواهُ  تسقينا

تبدو بروضٍ لها مُذْ جادَ مُرسِلُها
مثلَ الشَّرابِ أتتْ تُحْيي الشَّرايينا

هذي الينابيعُ فاضَ اليومَ باطنُها
فأقبلَ الجدولُ المُنسابُ يروينا

تُزرِّدُ الرِّيحُ فيهِ الماءَ حينَ جرى
كالعِقْدِ لو لمْ يكنْ أبدى لنا لِينا

لطافَ حولَ نحورِ الغِيدِ في دُرَرٍ
حبَّاتُها أحرفٌ خطَّتْ عناوينا

تصفو المشاربُ كالبَلُّورِ أسفلُها
يزهو وفيها الحصى لا يلبِسُ الطِّينا

في مَلمَسٍ ناعمٍ يبيَضُّ مُنجرِداً
و شامةٍ اعتمتْ في وجهِهِ حِينا

تزرقُّ فيهِ أُخيَّاتٌ لهُ رضعتْ
مِنْ حِبرِ بازلتِ مَنْ ثارتْ براكينا

و بعضُهُ أخضرٌ يبدو زُمُرَّدةً
و بعضُهُ أحمرُ الوَجناتِ يُغرينا

كمْ شابهَ المنظرُ الخلَّابُ ذا حَوَرٍ
عيناهُ بُنٌّ  إذا  يَملا  الفناجينا   !!

يَسودُّ أوسطُها منْ صخرةٍ نهدتْ
و حولَها أقخوانُ الزَّهرِ يُثرينا

يا لَلرَّبيعِ إذا يأتي بسُندُسِهِ
يلوِّنُ النَّبتَ كالأثوابِ تلوينا   !!

تلكَ المروجُ على تلٍّ لها ضحكتْ
و تلكَ في عُرسِها تكسو البساتينا

يا بلبلَ الدَّوحِ كمْ غنَّيتَ قُرْبَ فتىً
ترعاهُ مذْ جاءَ يشتمُّ الرَّياحينا    !!

فيرقصُ الغصنُ منْ شدْوٍ و منْ طربٍ
و يزرعُ  الصُّبحُ في الأنفاسِ نسرينا

  حِكايةٌ لمْ يزلْ طَرفي يُردِّدُها
فلا سِقامَ و حلوُ الدَّهرِ يشفينا

نلهو فلا نسأمُ التَّرحالَ تحملُنا
شرقاً و غرباً إذا ترنو مآقينا

دِف ءُ النَّهارِ مُقيمٌ في جوانِحِنا
فلا ارتعاشَ ونورُ الشَّمسِ يُدفينا

أقصى الشِّتاءَ بعيداً دِينُ زائرِنا
و أنشأ الدِّينَ في من يجهلُ الدِّينا

مُوحِّداً ربَّهُ شكراً على هِضَبٍ
و الطَّيرُ يسجدُ في شتَّى روابينا

و البَردُ لولاهُ ما جادتْ لنا سُحُبٌ
فقبِّلِ  العامَ لو أدركتَ تِشرينا

و أوقدِ النَّارَ حتَّى تنجلي مُزُنٌ
ميراثُها الخيرُ يستعطي الكوانينا

بقلمي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق