الثلاثاء، 27 أغسطس 2019
القدس تقول كلمة ************** شعر : علي البتيري دمٌ على السورِ والمحراب والحَرمِ ما زالَ يصرخُ والأسماعُ في صَمَمِ هل يذكرُ القومُ دمعي يومَ هجرتهم عن صخرةِ اللهِ بين الثُّكل واليُتُمِ ؟ وهل لأقصايَ رسمٌ في دفاترهم وهل لجرحي وميضٌ في دمِ القلمِ ؟ مذ قمتُ في الليل من شوقٍ ومن غضبٍٍ وازدانت الأرضُ بالأحجارِ والعَلمِ ما غابَ عني نهارٌ بتُّ أعشقُهُ في أعينِ الأهلِ عشقَ النسرِ للقممِ ولا سلا القلبُ عنهم بعد هجرتِهم وكم تعلّلتُ بالأحلام في سَقَمي ! ويشهدُ اللهُ أنّي بتُّ أذكرُهم في ظلمةِ الأسرِ مُلتاعاً من الألم ِ فمن سواهم لقلبي عند َ لوعتِهِ ؟ ومن سواهم لعيني النورُ في الظُّلَمِ ؟ أنا أنا القدسُ أم ُّ الصابرين ومَن قامت إلى اللهِ تشكو جَفوةَ الرَّحِمِ فكم تحمّلتُ من هجرٍ ومن نُوبٍ وكم سهرتُ على جمري ولم أنمِ ! وكم ترقّبتُ فرساناً حلمت ُ بهم فكذّبَ الصحوُ ما عانقتُ في حُلُمي! وكم نثرتُ أزاهيري لرجعتِهم من يقظة الحزنِ حتى نومِهِ بدمي ! فلم يُجبني سوى نقعٍ ينوحُ على خيلٍ قضت سأماً من رَقدةِ الهممِ يا معشرَ القوم هل يحلو البقاءُ لكم وعلقمُ الغزوِ مَحشوٌّ بكلِّ فمِ ؟ وهل يطيبُ لكم عيشٌ ومسجدُكم ما بينَ مُنتهَكٍ ظُهراً ومُنهدمِ ؟ وهل ستصفو حياةٌ عندَ عاشقها والموتُ للعينِ يبدو ألفَ مُرتسمِ ؟ وهل يظلُّ وجودٌ فوقَ كوكبكم والقدسُ تُذبَحُ ذبحَ الشاةِ والغَنمِ ؟ سيفُ الغُزاةِ على صدري وفوقَ يدي والقيدُ يأكلُ من رُسغي ومن قدَمي الرّجسُ ينهشُ محرابي وأدعيَتي وخيبرُ الغدرِ حولَ السورِ والحرمِ وهمُّها اليومَ أن تطوي مضاربَكم بقبضةِ الرّيحِ طيَّ القبرِ للرّممِ وخيبرُ الآنَ إذ نامت مواقدُكم ألقت عَليَّ ببركانٍ من الحممِ ما كانَ للغزوِ أن تشتدَّ سطوتُهُ ليصبحَ الغزوُ سلطاناً على الأمَمِ لولا تفرُّقُ أهلي في تنازُعهم ما بينَ متّحد ٍ منهُم ومنقسمِ ما للصهيلِ الذي ما زلتُ أذكرُهُ قد اختفى عن فؤادي والفؤادُ ظَمي ؟ عُد يا صلاحُ سلِ الفاروقَ عن زمنٍ كان الأباةُ بهِ في غايةِ الكرمِ يا أمّةً أسلمَت للخصم مِقودَها حتى غدا ضَعفُها مليونَ مُنهزمِ يا أمةً لامَها جرحي على أملٍ فيها ولو كانَ يدري الجرحُ لم يَلُم ِ يا أمّةً ردّها الإسلامُ عن صَنمٍ من بعدِ أن قدّسَت أسطورةَ الصّنمِ هُبّي إلَيَّ بما حُمّلتِ من شرفٍ وما حَملتِ من الأمجادِ والذّممِ أما تحرّكَ في جنبيك ِ بعضُ أسى على المجازرِ من عُربٍ إلى عَجَمِ؟ وهل تحجّرَ نبضُ القلبِِ هل دَمُهُ في لحظةِ القتلِ والتنكيلِ غير دمي ؟ واللهِ لولا حبيبُ الخَلقِ خالقُنا لرحتُ أبرأُ من إيمانكِ الهرِمِ عودي إلى الحقِّ قبلَ الخيل مُشهِرةً سيفَ الجهادِ بعزمٍ صادقِ القَسَمِ وأنقذي قلبيَ الدامي على حَجرٍ يقاومُ الموتَ في دَوّامةِ العدَمِ من غيركِ الآنَ يأسو الجرحَ مُندملاً على يديك؟ فضُمّي الجرحَ وابتسمي وخلًدي ذِكرَ أبطالٍ هنا ارتفعوا واستُشهِدوا حولَ بيتِ الله في شَمَمِ وأنقذي دَميَ المهدورَ من زَمنٍ عندَ النّفيرِ ومن أعدائكِ انتقمي خُذي قميصَ شهيدٍ مدَّ لي يدَهُ لتستُري لحميَ العاري على الوَضَمِ لقد نصبتُ من الأجساد في عَشَمٍ جسرَ العبورِ لجيشٍ كانَ في القِد َمِ يردُّ عني طغاةَ الشرقِ منتصراً في عينَ جالوتَ في حطّينَ في حَرَمي فأينَ ركبُ صلاح الدينَ يُنجدُني وصَيحتي أسمعَت مليونَ معتصمِ ؟ ما زال َ لي أملٌ في أمةٍ عَرفت أنّي لها جنّة ٌ قدسيَّةُ النّعَمِ
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق