الاثنين، 29 يوليو 2019

قصيدة بعنوان وعمت صباحاً/مساءً أيا وقتنا "الأسير الفلسطيني الكاتب كميل أبو حنيش" وعِمْتَ صَباحاً أيا وقتَنا الدَّائريَّ الخُطى والكلامُ الرتيبُ عن الأمنيات التي لا تزال تُضرّج أحلامَنا بالعبير، وتخفقُ وهماً كرايةِ ظفر نصرٍ بعيدة ففيكَ النهارُ سيبدو كئيباً إذا لم يُبدّلْ ثوبُ الحداد ويغدو المساءُ ثقيلاً مُملاًّ إذا لم يُبدّلْ طقوس السهاد الطويلة ** وعِمْتَ مساءً أيا وقتَنا المكفهرَّ كما الأغنياتِ الحزينة فكيف سنُرغمُ هذا المساء ليخطو سريعاً ونكسرُ هذي الدوائر سنحيا طويلاً ونسأمُ هذا المكان/الزمان نملُّ من الأبجديّة في لغةِ الأبديّة ونلهو بأوهامِنا دائرين نُعيد اجترارَ الكلامِ وذات الحكايا انتظاراً لوقتٍ جميلٍ يجيءُ وقد لا يجيء انتظاراً لوقتٍ ظليلٍ يقود خُطانا إلى عالم الاخضرار الطويل ونسأم فردوسنا كما يسأم الناس من وقتهم في الحياة الظليلة ** وعِمْتَ صباحاً أيا وقتَنا المُشرئبُّ كبرجِ الحراسة ترقبُ أحلامَنا والأماني وتُحصي ثواني ارتخاءاتِ أجسادنا ولا تتعاقبُ فيك الفصول طويلٌ شتاءُ التمنّي قصيرٌ ربيعُ الأماني سنلهو بأوهامِنا ساخرين ونرنو إلى ذكريات الزمان القديم التي لا تزال تجيء ونرسمُ أحلامَنا الآتيات التي قد تجيءُ وقد لا تجيءُ ونسألُ تلك السماء البعيدة: متى تُمطرين علينا زهوراً من الياسمين ووحياً من الأغنيات الجميلة؟ ** وعِمْتَ مساءً أيا وقتَنا اللولبيَّ المؤسس في الأغنياتِ وأوهامنا فتُزهر هذي القيود ويُورق هذا الجدار ويخضرّ هذا المُحيط الصغير سنرنو إلى الأوج حيناً وحيناً نتوقُ إلى الهاوية ففي دائرية هذا المكان/الزمان تضيقُ الفوارق بين النقائض وتغدو الفصولُ جهات وتُمسي الجهات فصولُ سيُولد فصلٌ جديدٌ ونُعتقُ من قلب هذي الظلال الثقيلة ** وعِمْتَ صباحاً وعِمْتَ مساءً أيا وقتَنا الدائريَّ المُفخخَ بالاحتمالِ الجميل سنُشرعُ كل النوافذ نغذّ الخطى والمسير اقتفاءً لآثار من سبقونا بداءِ الأمل لنغدو طيوراً تطير ونمشي طويلاً نَشُم عبيرَ الطفولة ونهوى العيونَ الكحيلة ****** الاسير الفلسطيني الكاتب كميل ابو حنيش يكتب من قلب زنازين سجن ريمون الصهيوني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق