الأربعاء، 17 فبراير 2021

وفاء غريب سيد أحمد/ من أنت

مَنْ أَنت
كَي تُبحِر بِسَفينةِ يَأسي
خَلف أملٍ
يُغَازِل النُور كَنجمٍ
وَهَج كالعِطْرِ
بَدِّلَ أَطْوَار الانتظار
بَين جُفون الذكرى
فِي غَمرَةِ اللوَن الأَسوَد
عَانَق ألوان قُوس قَزح
ارتَدى ثَوب الرَبيع
أَيقظَ داخِلي نَبضَةً
فَتحَت نَوافذَ روحِي
أَبحَرت كالشَّمس في شفقٍ
أقحمني في غَسقِ ليلٍ
أَسْقَط عَنيِّ الجُمود
دَاعَب بسمةً عَلى ثَغري
تَرتَجي بُزوغ فَجرٍ
يَصل بِها لمخبئٍ
بَين الأَحلَام والأَوهَام
أُبحَر فِي سهدٍ
مَع أَردانِ رعشةٍ
تَتَلاطَم كَأَمْواجِ البَحْرِ
فِي دَهالِيزِ صَمتٍ يَتَحدى اللَيل
أُوَاصِل السَفَر
خَلف أشواقٍ تَشُق لَهفَتي
وضجّة أنفاس
أَختَنَق بِها القَلب
بِجَمرٍ تَطايَرت شَظاياه
فِي وَجهِ اشتياقي
لِغريبٍ سَكَن الحُلم
فِي دُجَى مَلَّ انتِظار النُور
بِابتِسَامَةٍ ساخَرةٍ أَشتَهِي الرَحِيل
لَعلي أَعبُر الزَمن
أُحَلق كَالنوَارِس فَوق سَفينةٍ
تَختَرِق الصَّبَاح بِشِرَاعِ أملٍ
يُسابِق الرِيح
يَنقِل صَدَى صُراخي الحَبيس
ما كُنت
بِمأمنٍ مِن أشتِعالِ روحي
بِحاضرٍ يَتَحدى فَيَّ الوجُود
حِين أَهرب مِن ظِلٍ
يُشْعل النِّسْـيَان بِنار الذكرى

وفاء غريب سيد أحمد

12/9/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق