الثلاثاء، 2 فبراير 2021

ليلى عريقات/يارحلة العمر

يا رحلةَ العمر
يا رحلةَ العمْرِ كم طيفٍ أُلَوِّنُهُ
مَرّتْ كمثلِ مُرورِ السّهمِ لم تُدُمِ

كنّا وكانوا وتلكَ الأرْضُ مَرْتَعُنا
والقلبُ خالٍ مِنَ الأحزانِ والسَّقَمِ

بُيوتُنا كَقُصورٍ قد عَلَتْ عَمَداً
تلكَ الحدائقُ إنْ تنظرْ لها تَهِمِ

هُنا بُيوتُ جميعِ الأهلِ ماثلةٌ
عمّي وخالي وجيرانٍ لهم ذِمَمي

ويَعْبُرُ الطيْفُ مُزْداناً بِمَدْرَستي
رفاقُ درْبٍ أثاروا الوجدَ مِلْءَ دَمي

كم كنتُ أزهو بِأنّي كنتُ أوَّلَهم
لِلّهِ يا أبَتي تعلو بِكم هِمَمي

مَرّتْ طُيوفٌ وأزهارٌ لَنا عَبَقَتْ
مِن بَوْحِ إلفٍ وعودٌ مِنهُ كالقَسَمِ

لاهِ ابنَ عمّي وما أدْري سَيَخذِلُنا
دهري،تروحُ تُخَلّيني مَعي ألَمي

كانت دمشقُ كمِثلِ الأُم ِّتحضُنُنا
والياسمينُ سميرٌ أعذبُ النِّعَمِ

ما كنتُ أدري بِأنَّ البينَ يصرعُنا
ناحَتْ عليكَ ذُرى قاسيونَ في القِمَمِ

وعُدْتُ أحملُ في حضني فِراخَكُمُ
كانت جَنيناً وإنَّ اليُتْمَ كالعَدَمِ

مشيْتُ دربي وأحزاني تُلازِمُني
راحَ الرّفيقُ وتاهتْ بسمةٌ بِفَمي

وبعدَ لَأْيٍ سوادٌ غابَ عن أُفُقي
صاروا شَباباً غرَسْنا فيهِمُ قِيَمي

وعُدْتَ تَبْحَثُ يا وجدانُ عَن وَجَعٍ
أما اكتَفَيْتَ وقد كُنتُم كَما العَلَمِ

أُوّاهِ ذا قَدَري بالهمِّ حاصَرَني
غداً أروحُ،سنينُ العُمْرِ كالحُلُمِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق