على عهدي شعر : د. أحمد جاد
مَا زِلْتُ أَحْمِلُ خَيْمَاتِيْ عَلَىْ كَتِفِيْ
أُسَابِقُ الْدَّهْرَ وَالْأَيَّامُ تَتْبَعُنِيْ
أَسْتَسْهِلُ الْصَّعْبَ يَا أَرْضِيْ وَذَا قَدَرِيْ
وَالْغَدْرُ يَنْزِفُ مِنْ عَزْمِيْ وَيَمْنَعُنِيْ
سَبْعُوْنَ عَاماً مَضَتْ وَالْدَّهْرُ فِيْ سَخَطٍ
والْهَمُّ ثَاوٍ عَلَىْ صَدْرِيْ يُقَطِّعُنِيْ
سَارٍ إِلَىْ الْحَرْبِ لَا سَيْفٌ وَلَا سَنَدٌ
أُصَاْرِعُ الْبَغْيَ وَالْعُرْبَاْنُ تَصْـرَعُنِيْ
يَسْتَتْبِعُوْنَ حَيَاةَ الْلِّيْنِ وَالْتَّرَفِ
لَا يَخْضَعُوْنَ سِوَىْ للْجُوْرِ وَالْدِّمَنِ
يَا أُمَّةَ الْعَهْدِ أَيْنَ الْعَهْدُ فِيْ خِدَعٍ ؟
تُبْدِيْنَ فِيْ السِّـرِّ مَاْ تُخْفِيْنَ فِيْ الْعَلَنِ
يَمْضِـيْ الزَّمَاْنُ عَلَىْ ذِكْرَىْ وَتَذْكِرَةٍ
لَا شَيْءَ مِمَّا أَرَىْ يَا أَرْضُ يَنْزَعُنِيْ
لَا أَقْطَعَنَّ عَلَى الْأَيَّامِ مِنْ أَمَلٍ
وَالْدَّهْرُ يَأْبَىْ وَمَا دَهْرِيْ بِمُؤْتَمَنِ
يَاْ دَهْرُ حَسْبُكَ مِنْ دَمْعِيْ وَمِنْ أَلَمِيْ
مَا غَيْرُ عَوْدٍ لَهَا يَشْفِيْ مِنَ الْحَزَنِ
مَنْ قَالَ أَنَّ أُصُوْلَ الْأَرْضِ جَافِيَةٌ
كَمْ مِنْ شَهِيْدٍ بِهِ تَحْنُوْ فَتُدْمِعُنِيْ
مَاْ زِلْتُ أَذْكُرُ حُزْناً لَفّ جَاْنِبَهَاْ
عِنْدَ الْفِرَاْقِ بِأَنَّاْتٍ تُشَيِّعُنِيْ
مَا كَانَ نَزْعِيْ مِنَ الْأَوْطَانِ فِيْ أَلَمٍ
إِلّا كَمِثْلِ فِرَاقِ الْرُّوْحِ لِلْبَدَنِ
تَنْمَاحُ رُوْحِيْ كَنُوْرِ الْشَّمْسِ مُغْتَرِباً
فِيْ كُلِّ يَوْمٍ بِلَا أَرْضٍ تُدَثِّرُنِيْ
إِنْ شَتَّتَ الدَّهْرُ شَمْلَ الْأَرْضِ عَنْ جَسَدٍ
مَا زَالَ ذِكْرُكِ رَغْمَ الْبُعْدِ يُجْمَعُنِيْ
مِفْتَاحُ دَارِيْ مَعِيْ مَا عِشْتُ أَحْفَظُهُ
بَيْنَ الْجَوَاْنِحِ عَلّ اللهَ يُرْجِعَنِيْ
الْأَرْضُ أَرْضِيْ أَنَا حَتْماً سَأُرْجِعُهَا
وَالدَّهْرُ يَشْهَدُ وَالْأَيَّامُ تَسْمَعُنِيْ
كَمْ ذَا نَزَحْتُ إِلَىْ أَرْضٍ بِلَا أَرَبٍ
وَالْبَغْيُ يُسـْرِفُ وَالْأَحْزَانُ تَصْدَعُنِيْ
كَالْطَّيْرِ يَهْرَبُ مِنْ شَرٍّ إِلَىْ شَرَكٍ
لَكِنَّ أَعْيُنَهُ تَبْقَىَ عَلَىْ الَوْطَنِ
يَا مُنْكِرَ الْنَّوْحِ مِنْ طَيْرٍ عَلَىْ وَطَنٍ
هَلَّا خَبَرْتَ فِرَاقَ الْأَهْلِ وَالْسَّكَنِ؟!
أَسْتَوْدِعُ الْلَّهَ أَرْضاً عَزَّ جَانِبُهَا
لَمْ تَرْضَ يَوْماً حَيَاةَ الْذُّلِّ والذَّعَنِ
مَاْ زَاْلَ دَرْبُكِ دَرْبَ الْعِزِّ يَأْسِرُنِيْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق