السبت، 13 فبراير 2021

محمد علي الشعار/صدفة ونجم

صَدَفَةٌ ونجم

لَحّنتُ أنفاسي وصوتَكِ مَطْلعا

و ودَدْتُ آهَ هواكِ أنْ تَتَضلَّعا

وشدَوْتُ في وَترِ اليراعِ وعِفْتُ ...

آخرَ للفؤادِ على الفِراقِ مُقَطَّعا

ما كنتُ أحسبُ أن رِمشَكِ مِخْلبٌ

والنسرُ يبسطُ بالحواجبِ مَرتعا

سالت على خدّي وخدِّك دمعةٌ

فأثرْتِ أنهارَ العوالمِ أجمعا

الجمرُ أصبحَ للرياحِ وديعةً

ورمادُ قلبي بالدخانِ مُوَدَّعا

قد كنتُ جُنحاً واحداً قبلَ الهوى

ولَظاكِ يَخلُقُ في الأضالعِ أربعا

ناديتِني طيراً تجزَّأَ فى الربى

فأتاكِ في ياءِ النداءِ مُجمّعا

وبريتُ أشجارَ الحروفِ ورحْتُ أُه...

دي كلَّ غُصْنٍ في القصيدةِ مَسْمعا

الحبُّ ثَقْبُ شراعِ أخيلةِ السما

ليكونَ وحيُكَ في الخيالِ منِ ادعى

الحبُّ أن تَهذي الحروفُ سُدىً وتق

رأَ كلَّ طرْفٍ في السطورِ مُرَصّعا

حرقُ القواربِ في الشواطئِ كلِها

ويقينُكَ الفِضِّيُّ أنْ لا تَرجِعا

أنْ تُلبسَ الأحلامَ نجمَ دُجىً وتَلْ

بَسَ مِثلَها ثوبَ الظلامِ وتَخْلعا

أنْ تمنحَ الوهمَ السواقي شاعراً

وتراهُ بئراً في الشجيرِ مُلمَّعا

أن تجمعَ العمْرَ الطويلَ بغيمةٍ

وتُعيدَ كنزاً للسرابِ مُضيَّعا

وتجوزَ قلباً ما استراحَ للحظتينِ ...

وأنْ تُخلّي لليالي مُوْجِعا

الحبُّ فلْقُ مَحارةٍ ليُفيقَ نجْ

مٌ فجأةً فوقَ الوِسادِ مُرَوَّعا

يا كرْمُ لولا عُتمةٌ وسطَ الخوا

بي لم تكنْ لسناءِ كأسِكَ مُبدِعا

في آيتينِ على النهارِ وليلِه

يبقى الزمانُ على الزمانِ مُلوَّعا

آمنتُ بالماءِ الحياةِ وباللظى

والوجدِ والدَّمِ المُضيءِ مُشفَّعا

ما دلّني شيءٌ على دُنيايَ غي

رُ زوالِها فتركتُ فيها إصبعا

أسْقطتُ وجهي مَرةً في نهرِها

فتلقَّتْهُ منَ المياهِ مُقَنّعا

فضحكْتُ كيفَ تشابهتْ فيَّ الرؤى

وركضتُ طولَ الضفّتينِ مُمَتّعا

بالروحُ تبني عالماًَ والتضحيا

تِ تُشيدُ أعلى من سماكَ وأروعا

كبّرتُ حرفي مِجهراً وأحلتُ لل

نظرِ المُدقِّقِ في الحقيقةِ مَوْضِعا 

جرَّبْتُ ألوانَ المماتِ ولمْ أجِدْ 

موتاً ألذَّ من المحبَّةِ مَصْرعا . 

محمد علي الشعار 

١١-٢-٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق