السبت، 6 فبراير 2021

د.هزار محمود العاطفي/الحب لا يشيخ

( الحبُّ لا يشيخ )

سيمضِ العمرُ وللتسعينِ قد نصلُ
ويبقى الحبُّ مزدهراً بريئاً كأنما طفلُ

ورغمِ الصدِ والأنواءِ والأحزانُ تحملنا
أحملها لكِ الأشواقُ والهمساتُ والقُبَلُ

رفيقة دربي فاتنتي عمادُ الدارِ
لا تقسِ على قلبٍ يشارفُ بابهُ أجلُ

معاً كنا وكان شبابنا وهجٌ، ملامحنا
ربيعٌ مورَّدُ الخدينِ يعانقُ حبنا أملُ

بأن تبقى لآخرِ لحظةٍ تخطو نواظرُنا
بدربِ الحبِّ والإخلاصِ سيرها مهلُ

ونتحدى ظروف العيش أجمعها
وأصعبها ونحنُ بعشقنا نزهو ونحتفلُ

وقد شِخنا وما شاختْ جوانحنا
كأنَّ الأمسَ   كانَ    العرسُ   والطبلُ

حبيبة  قلبي يا نظري  ويا أماً  لأولادي
إذا  مني  أتاكِ الحزنُ فمنكِ العفوَ أأتملُ

قولي شائبٌ يهذي ولا يدري  غدَ خرفٌ 
وعني البُعدَ لا تنوي  أيا نوراً لذي المُقَلُ

فقالت:  يكفي  خرفنةً   ألا تدري   بأني
وإن   تخاصمنا  أموتُ   عليكَ  يا جَمَلُ

دلالاً مني  لا أكثرْ،  فأنثى داخلي  تغتر
مزيد  الحبًِ  تأملهّ  من  فارسها  تنتهلُ

ولكني  عجوزٌ  بِتُّ في  نظركْ، تعايرُني
بأنَّ      الجسمَ      مشقوقٌ     ومرتهلُ

جرحتَ   القلبَ   يا قلبي،  بكتْ  عمري
مسحتُ   الدمعَ   مكسورٌ   وبي   وجلُ

لهذا  الحدِ  تهواني وتغضبها  سخافاتي
تثورُ  إن  لقتْ  مني مزاحاً   شابهُ  زللُ

صحيحٌ  أنها  أنثى  وتبقى  كذاكَ  مهما
العمرُ   يلتهمُ  السنين   ستبقى  تشتعلُ

أخذتُ  يداها   في  كفي، طبعتُ الحبَّ
قُبلات ومعتذراً  لها في الحضنِ أنجدلُ

على شعري أصابعها تحنُّ ودمعة سقطت
ماذا بكِ أيا روحي، فقالتْ: لستَ منشغلُ

فقلتُ: بِمَ أجيبيني فدتكَ النفسُ قوليها
أجابتْ: إني جائعةٌ لكثرِ الجوعِ أختضِلُ

تبسمنا ، على الفورِ  إلى الطبخِ  توجهنا
وأعددنا  الحساءَ  لنا نشاطٌ  ما  بهِ مللُ

ونمنا  بعدَ   أغنيةٍ  سمعناها،  لها  ذكرى
وكانَ  الليلُ  مبتسماً والأنسامُ   تزدجلُ
...............
د. هزار محمود العاطفي
اليمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق