السبت، 23 يناير 2021

الشاعر يوسف عصافرة/ أطياف الغربة

.............. أطيافُ الغربةِ ..................

طــالَ الحَنينُ وأَروى الـدَّمعُ مجـراهُ
نبكي الأَحِـبَةَ والـهـجــرانَ نَـحـــيَـاهُ

الفـجـر أرقـبُ والأصـبـاحَ أعـشـقُـها
عَـلَّ الصـباحَ بطـيـف الأهــل نـلـقـاهُ

بـين النجـوم وفوق الغيم لـي وطنٌ
خلف الضلوع وفي الأحـشاء مأواهُ

إنَّ الغـريـبَ وإِنْ يعـلــو بغـربــتـِهِ
مـثـل الأسيرِ وكيـف الأَسـرُ ينـسـاهُ

جُـرحٌ وبُـعـدٌ وهٰـذا الهـجرُ يَـقــتُلُني
بَعـدَ الغـروبِِ وقبلَ الفـجـرِ نـجــواهُ

الـرِّيـــح أَعـشَـقُ ما هَـبَّت نـسـائِـمُـهُ
إن كـان يعلـنُ أرضَ القدسِ مـرمـاهُ

يـا دار أهـلي وهـل بالكـون يُـشـبِهُها
لــو ابــدلـوهـا بقـصـرِ الـرومِ أسـلاهُ

إيـوانُ كـسـرى وإن أعطـوا لَـنا بـدلاً
وهـــل يـعــادُلُ كــوخــاً قـد بَـنـيـناهُ

أُمـاهُ حُـبُّـكِ فـي الـشِّـريـان أحـمـلُـهُ
   أمـــا أبــي فَــبِـكُــلِّ الـعـــامِ  ذِكــراهُ

أَهلـى أُفــارقُ والأحــبـابُ تهـجُـرُني
         مُـرُّ الـفــراقِ بِـكــأسِ البينِ أُسـقـاهُ

أين الأَحِــبـةُ والـخـلانُ قــد ذَهَـبـوا
        ذُلُّ الغــريـبِ عـلـى الأيــامِ ذُقـــنـاهُ

مـا كُلُّ خـِـلٍّ بــدار الهَـجــرِ تَــألَــفُـهُ
        شـهـد الكـؤوسِ مـع الإذلالِ عُـفنـاهُ

كـل الطـيورِ إلـى الأوطـانِ مرجِـعُـها
        أمـا الغـريـبَ دُمـوعُ العـينِ سُـقـياهُ

مهما ابتعدنا فحُـبُّ الأرضِ يجـمـعنا
       للأَهــلِ شَـوقٌ مَــعَ المـيـلاد عِـشـناهُ

أيـن الأحــبـةُ والـخـلانُ قـد ذَهَـبوا
        أطـيافُـهـم ذهـبـَتْ عــنّــي ثَنـاياه

                 الشاعر يوسف عصافرة
                 شاعر الوطن الجريح
                   22/1/2021م
                    البحر البسيط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق