الأربعاء، 20 يناير 2021

حموده الجبور/نحن

نحن

مُحاصرونَ نحنُ في غياهِبِ العَراءْ..
وما فتئنا نقتفي أحلامَنا الحَمقاءْ..
في الصّيفِ تكوينا شُموسٌ…
ويزدرينا البردُ في الشِّتاءْ….
مَن يُدرِكُ الصّباحَ مِنّا…ليتَهُ
أن يُدرِكَ المساءْ....
ولم نَجِدْ حينَ نشدنا النّور..
إلّا نوافِذاً صَمّاءْ… ..
وإن ظمِئتا نبتغي ماءً لِنبعٍ…
قد جفَّ فيهِ الماءْ....
مُسافِرونَ نحنُ في الأرجاءْ..
زلّاتُنا كبيرةٌ في الأعيُنِ العمياءْ..
وإن نجحنا مرّةً يا ليتنا…
نُثابُ بالثّناءْ…
فما وجدنا غيرَ أنْ…
نجهَشُ بالبُكاءْ… .
مُقَيَّدونَ نحنُ بالكُهوفْ…
وإن كتبنا بَوْحَنا…
نستنزِفُ الحُروفْ…
كآبةٍ تنتابُنا….
يغتالُنا مُصابُنا….
وتنتهي أحلامُنا…
لِنلعَنَ الظُّروفْ…
مُكَدَّسونَ نحنُ كالرُّكامْ…
نكبو على أعتابِنا…
لا نستطيعُ السّيرَ لِلأمامْ…
والكُلُّ منّا مُجهَدٌ…
من سَطوةِ الآلامْ…
إذا بدتْ أخطاؤنا لاننتهي….
من كثرَةِ الملامْ…
أو نرتجي معذِرَةً…
هيهاتَ مَن يعذرُنا….
فيُخرَسُ الكلامْ… .
مُخَزَّنونَ نحن في خزائنِ النِسيانْ..
على رُفوفٍ بالِيهْ…
يقرِضُها الجُرذانْ… 
ومِن ترَدُّدٍ بِنا… 
حكيمُنا حَيرانْ… .
مُطارَدونَ داخِلَ المكانْ...
وخارِجَ المكانْ… .
وإن ولَجنا لُجّةً… يعجزُ عن
إنقاذِنا الرُّبّانْ… 
مُسَيَّرونَ نحوِ حُلْمِنا… 
مُغيَّبونَ عن وقائعِ الزّمانْ… 
تسرِقُ منّا فرحَةً أحزانُنا… 
وفارقتنا بغتَةً آمالُنا… 
لتختفي أسرارُنا… وتمّحي آثارُنا… 
ونفقِدَ الأمانْ… 
وأما عن حُروفِنا… تحجّرتْ… 
غصَّ بها الحُلقومْ… 
فكم صُدِمنا عندما.. تُهنا لما نرومْ..
غارتْ بِنا المِياهْ… 
فغادرتْ حياتَنا الحياهْ
ومِن يبابِ أرضِنا ..لا تورِقُ الكُرومْ..
لا أحَدٌ يسمعُنا... إذ فُرقَةٌ تجمعُنا… 
وكم همتْ من حُرقَةٍ أدمُعُنا… 
حيثُ اضطررْنا حينَها.. لِأن… 
عن بَوْحِنا نَصومْ… .

حموده الجبور /الأردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق