الجمعة، 29 يناير 2021

أبو صخر السفياني/أيا دهر

(أيا دهرُ)

أيا دهرُ حتى متى موطني
يذوبُ احتراقاً بنارِ الحروبْ?

وذا الشعبُ يحيا بَئيساً تعيساً
ْشريداً بأوطانهِ كالغريب?

متى الليلُ يَنْزاحُ عنْ ذا الشمالِ
ويُشْرقُ نورُ الضحى' في الجنوبْ?

إلامَ القتالُ وهذا الخرابُ ?
خُطوبٌ لها حارَ عقلُ اللَّبيبْ

فَأَنَّى' مَضَيْنا لَقَيْنا الْحُتُوفَ
لنا كامِناتٍ بِكُلِّ الدُّروبْ

وسَيْفَ الرَّدى مُشْهَراً مُصْلَتاً
يَقُدُّ الرِّقابَ وما مِنْ رَقيبْ

لحى اللَّهُ حرباً ومَنْ شَبَّها
لقدْ شَيَّبَتْنا قُبَيْلَ المَشِيبْ

وما ميَّزتْ طَيِّباً مِنْ خبيثٍ
لَعَمْري ولا مُخْطِئٍ مِنْ مُصيبْ

فَكَمْ أحرقتْ نسوةً كمْ شيوخاً
وطفلاً صبياً وغانٍ لَعُوبْ

وكم في ثيابِ الْمُهُودِ وليداً
سَقَتْهُ الْمَنِيَّةَ قبلَ الْحَليبْ

ألا ليتَ شعري يُبَلِّغُ عنِّي
إلى الرُّشْدِ يا قومُ هلْ مِنْ مُنِيبْ?

ألا تعلمونَ بِأنَّا هنا?
حبيبٌ يموتُ بِسَيْفِ الحبيب?

غباءً مضينا نُسُحُّ دِمانا
نموتُ لِيَحْيا رُعاةُ الْحُروبْ

أبو صخر السفياني/اليمنْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق