السبت، 16 نوفمبر 2019

وعد بلفور
“””””””””
البحر البسيط
“”””””””””””

إنّي أُعيذُكِ باسمِ الواحدِ الأحدِ
.................. مما يُضيرُكِ يا أغلى منَ الولدِ

يا قرةَ العينِ يا نبضاً بأوردتي
............ يا قبلةَ الروحِ يا وشماً على جسدي

حماكِ ربّي منْ قهرٍ ومنْ حزَنٍ
........... منَ الأعادي تدوسُ البيتَ في وصَدِ

لَلّهُ يعلمُ ما بالقلبِ منْ وَجَعٍ
................ يفتّتُ الروحَ ناراً شبَّ في كبدي

فالبعدُ يكوي القلبَ يُحرِقُهُ
................ وقهرُ بيتكِ ما أبقى على جلَدي

والعُرْبُ سارتْ بهم للغربِ قافلةٌ
.................. باعوا الديار بعيشٍ هانئٍ رَغدِ

لا القدسُ منْ شأنهم لا الشامُ لا يمنٌ
................... بغدادُ ضاعتْ أيا ويلاهُ للأبدِ

ربّاهُ وحدكَ منْ نرجوهُ في أملٍ
............. ما عادَ يُرجى منَ الأخيارِ منْ أحَدِ

قدسي يتيهُ بها من جاسَ حرمتَها
.......... قد دنسوا الباحَ والأقصى أيا سنَدي

قلبي جريحٌ ومنّي العينُ قد رمدتْ
................ تبكي بلادي وما آلتْ لهُ أُسُدي

قتلٌ وأسرٌ وتنكيلٌ وقد صمدوا
............... والروحُ تنزفُ من قهرٍ ومنْ كمدِ

ذا وعد بلفورَ من قرنٍ  أتى ومضى
.......................... قضى بنكبتنا أواهُ للأبدِ

ظلماً لقد وعدا أرضي عليها عدا
.................. ما كان يملكها ياليتَ لمْ يعِدِ

ضَعفٌ بأمتنا أغرا الأعادي بنا
.......... فقسموا وعتوا في السهلِ والجُدَدِ

شيطانُهمْ نزغَ  ما بين إخوتنا
 .............. شعارُهم ها هنا فرّقْ إذن تَسُدِ

عاثَ العدوُّ بنا صرنا له نهبا
.......... سرنا إلى جحرهم نهفو إلى المَدَدِ

كيما نجزّ رقابَ الأهلِ في عجلٍ
.............. نعلوا عروشاً على جُرفٍ بمتّقِدِ

بركانُ نارٍ غدا  في القلبِ مشتعلاً
.................. ماكان منطفئاً حتى لَبعدَ غدِ

لا لستُ أنسى أنا أقصايَ قبلتنا
............. ما دمت أحيا هنا باقٍ على العهدِ
  
ربي وعدتَ بعدلٍ يُرتجى زمناً
.............. من بعد ظلمٍ يعمُّ الناسَ في كبدِ

طالَ الزّمانُ على ظلمٍ يُمزقُنا
.......... من مشرق الأرضِ حتى مغربٍ جرِدِ

فامنن إلهي بإسلامٍ يُجدّدُنا
..................... يُعيدُ أمّتنا العمياءَ للرّشدِ

باتتْ غثاءَ وسيلُ الذّلِّ شتّتها
........... أضحت بلا هدفٍ تطفو كما الزّبدِ

ربّاهُ نصركَ أعيا الصبرُ مرفأنا
............ فلا سفينَ رسا في الشطّ منْ أمدِ

عائدة قباني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق