السبت، 3 أغسطس 2019

قصيدة: هبّات الموت ٢٥-٧-٢٠١٩ (١) لا بدّ من حين لآخر أن يُطلَّ الموتُ ويُجاهِرْ أن يمارسَ قوتهُ ويُغادِرْ أن يسرقَ منّا أفراحنا ويخطِفَ اجمل اللحظات ثم يختفي وحيداً ويغيبُ كالمهاجِرْ ! تعددت الأسبابُ والموتُ لنا قاهِرْ ! من يفجعنا به الموتُ يكون حظّهُ عاثِر ! يخطفه من بيننا بصمتِهِ الهادِرْ الموتُ رابضٌ بيننا كالجرحِ غائِـرْ! لا بدّ لهذا الهادم اللذات من صولة له وجولة فيها يُكابِرْ !!!!! (٢) هكذا يطلُ الموتُ خِلسةً ويغادرْ يقتل الفرحة عنوةً وهو يُخاطِـرْ ينشرُ الحزنَ ويملاُ الارض بالمقابِرْ ! (٣) هادِمُ الملذاتِ يقطّعُ الازمنةَ ويوصلُ الاحزان بالروح مختصٌ كالغيمِ بالأسى ماطر ! (٤) لا بدَّ لهذا الموت ان ينتهي لكن ... متى ؟ ايظلُّ يجعلنا نحتسي الوجع وهو لبقية الافراح كاسرْ نحتاج لبعض زمنٍ لنا فيه سطوةٌ نوقفُ فيها سلطة الموتِ نَحْنُ نحبُّ الحياة وبهذا الحبّ نجاهر ! (٥) نرفضهُ قطعاً ونمقتهُ ونكرههُ مثلما يكره النهارُ عتمةَ الليل نحن نبغصه ولا نناصِرْ نحب الحياة كي نبقى فرحين بعض الوقت وكلٌّ منا لقرينهِ يُناصر ! (٦) اتركنا قليلاً ريّح أعصابنا من هبات ريحك وابتعد بصحاري الخوف عنا دعنا لذواتنا وقتاً طويلاً ربما نقول بقوة الإيمان إنسانا قليلاً كي نحاول اجترار الفرح !! كدنا ننسى شكل الافراح خوفاً من طلّاتك !! الا من بيننا يوماً تُغادِر ؟ (٧) بتنا ننام الليل بغير يقين أيطلعُ ليلٌ أترتاحُ الأعمارُ بضعَ سنين! ربما يخالفنا المكان بعض اهاتٍ وأنين ..!! وريحكَ بالأسى هادِر ! (٨) لا بُدّ من ساعة الصفر وانتهاء المشوار الطويل لا بُدّ من لحظة الرحيل لكن ... رفقاً بهذا الموجوع رفقاً بهذا القتيل يغادرُ الدنيا وحيداً بمهابة الانتقال الجليل !! كأنه بغير رجعةٍ مُسافِر ! (٩) هكذا هي الحياةُ لقاءٌ تمرُّ ساعاته وأيامهُ كالأثير تحسبها عمراً فإذا بها لحظاتٍ تعقبها أتراح وعيون دامعاتٌ وبكاءٌ غزير ...!! انه موعد يفضي الى تغيير وموعد مفصليٌ فيه يتحدد المصير ...!!! وبين يديه تحديدُ المصائِر ! (١٠) لا بدّ من فراق يعقبه نهرُ دمع رقرارق وحزنٌ كالنهر جارٍ يعقبهُ وجعٌ مع اختناق! هذا هو الموت ان اطلّ بيننا يعقبُ طلته في ديارنا نيران كالريح مع احتراق !!! ليس سوى خاطفٌ عابر ! (١١) هو الموتُ لا راحة ولا عنده استراحة ولا مبضعٌ يمضي بجراحه إنما قصة حرمان لها بداية دونما سماحة ولها نهاية كلها استباحة !!! وبالاسى والحزن غامر !! (١٢) كأنّ الموتَ للإنسان قدرٌ نصيبهُ في الناس ان يقاهر يفجعهُم يقضي عليهم ويقتلهم ومن متع الدنيا يحرمهم والى الاخرى وينقلهم لا يبقي أحداً دونه الحياة هو الموت المتجبّر القاهرُ المتدبّر الهاوي الغاوي كسر شوكة الانسان في حياته الغدرُ عنوانهُ والقهرُ سلوانهُ ! هو القاهر الكاسر !! (١٣) من مات استراح هكذا قالوا ما سمع البكاء ولا النواح فالموتُ اخرسهُ بعدما حزنُ الآخرين قد استباح !!! وكان حظه فيه عاثِر ! (١٤) من كانت له أمنية في حياته فحقّقها مبتكراً أشكالاً من السعادة من بلغ الفرح عنده عنان السماء فباغتهُ الموت دون إفاده ولى راحلاً بلا هوادة يقتله الموت كأنّ الموت غاية وعبادة !! بل صار كلّ حياتنا يُحاصر ! (١٥) هكذا هي الاقدارُ وهكذا هو الموتُ بدايةُ الرحيل ونهايةُ الأسفار ْ...!!! وكلنا معه يُسافر ! (١٦) تتكدّرُ النفس إن سمعَت يوماً بوفاة عزيزٍ كان قبلها بلحظات يحيى حياته مبتهجاً غارقاً وجهه بالبسمات كالغيمِ ماطر يصيرُ للحزن جوٌّ لا يدركه الا من كان في يوم وفاة صديقه هو الخاسر ...!!! (١٧) نُفارقُ أحبّتنا ما ابشع الموت الفجاءة يأتي فيوقفنا دون إذنٍ لنبكي على ماضٍ لم يزل بيننا وعلى واقع حاضر !! (١٨) تمنيّتُ مرةً حين رأيتهُ ان يغير عن دروبنا خطواته او ينحني لغير مسار ! لكنها هكذا هي باسمه تكون المواجع وهكذا هو الذي يختار ! يقرر وقته مهرولاً يكرهُ التراجع مرةً مثلما يقمتُ الانتظار ! (١٩) دعنا ايها الموت مرةً نراك تموت معنا او قبلنا او تغادرنا فتنكشف بموتك الأسرار نحساً قليلاً دون خوف مما سياتي ليلة وعند الفجر موعدنا فإما فاجعةٌ تتلو تفاصيلها الأخبار وأما فهر وحزنٌ يتبعهُ اندثار ! (٢٠) سامحوني هي بعض هلوسات نتجرعُ الموت جميعنا رغماً عنا يكسرنا ويهدم أحلامنا ويسرق أعمارنا ويقهرنا احياءاً وأموات ! سامحوني طرّهاتُ العمر كلها واذا حلّ الموت يغيب الكون ولا يبقى الا الموت وحيداً !! فليتهُ يموتُ ليتهُ يموت !!!!!!!!!! (د. عماد الكيلاني)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق