الثلاثاء، 27 أغسطس 2019

_ هُنا حكايةٌ أخرى _ _________ يروي جدي ذو اللحية البيضاءَ أو السوداءْ لمْ أعدْ أدري ما لونها حكايةً عن جدتي ذات الضفيرةْ ... وشعرِها الأسودْ ك ليلٍ ضلَّ طريقهُ إلى الحياةْ عنْ تلكَ الشفاه كمْ كانت غليظةْ ( ويضحكُ جدي ) ... عنْ عَصْبةٍ تلفّها حول رأسها المنكوبْ وثوبها المثقوبْ منْ خلفها يُعاوِدُ الضَحِكَ مِراراً حتى كِدتُّ أخشى أنْ تأتي برقيةُ تعزيةْ ... عنْ خُفِّها , الخفيف الظلْ يصمتُ بعض الوقت يتناثرُ الدُخانُ منْ شفتيهْ أو منْ رئتيهْ لا يهمُّ ... ينفضُ أصابعهُ يلعنُ أسطورة التنباكْ يروي الكثيرَ مِنَ الحكايا هُنا كانَ تنورها الطينيّ هُناكَ تَغسِلُ الثيابْ قبلَ الغيابْ وقبلَ أنْ يأتي الضبابْ يُشيرُ إلى ضِفّةِ النهرِ القريبْ منْ ذلكَ الدرب تحملُ الحطبَ تُوقِدُ النارَ كلّ مساءْ على هذا الكرسيِّ المُقششْ تَجلسُ كي تستريحْ تَفكُّ عُقدةَ العَصْبةْ تمسحُ جبينها بـ كُمِّها وفي الزاوية الأخرى كانتْ تَحلِبُ الأغنامْ تُطعِمُ الخرافَ ذات الألف عامْ وذلكَ الكلب الصغيرْ ( ويضحكُ جدي ) : على هذا السرير أسرارٌ كثيرة , يا بُنيّ ستعلَمُها عندما تكبُرْ فانزوي خَجِلاً يظنني مازلتُ على قيدِ الفِطامْ أيَا جدي لقدْ طارَ الحمامْ اِنتفضّتُ مُرغماً أينَ أنتَ يا جدي فقلتُ : ( هُنا حكايةٌ أخرى ) ... ________ وليد.ع.العايش 4/8/2019م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق