السبت، 19 يناير 2019

طفولة وذكريات في مخيمات الشتات المقطع الرابع : "بعوض في الأزقة والزواريب" شعر د. أحمد محمود الأربعاء 6 ديسمبر 2018 ناموس يسكن في خيمتنا ليلاً ونهاراً ويعشعش في جو رطبٍ خانقٍ محكومٍ بالقتام اعتلى فوق الأرؤس شبكات خطوط الكهرباء وشيد محطات له في وحل أزقة الخيام أما عن البعوض مصاص الدماء فلا تسل كانت لدغاته تعصف بنا كالأحداث الجسام كان يمتص دماءنا دون كلل أو ملل من العنق والأذنين والأطراف ومن قدام كان لا يخاف من أي شيء ولا يرحم يزورنا صبحاً ومساءً وعصراً ويهاجم تباعاً دون أن ينعس أو ينام لا يخاف من البرق والرعد والأمطار لا يعرف التراجع أو الانهزام ما كان يخاف من إطلاق رصاص أو نار ولا من حبال المشانق والإعدام يختبئ في زوايا الخيمة وبين ثناياها وكأنه قنابل موقوتة وألغام لا الزنازين تعيق زحفه من فوق أرؤسنا، ولا سياط الليالي اللئام ناموس فنان في شفط الدما ينقش على أجسادنا لوحات رسام ولو كان دافنشي لاجئاً فلسطينياً لما عرف أسرار لوحات باعوض الخيام كحوامة رشيقة تشن أعتى الهجمات تدوي،تدور، تحوم وتجيد المناورات والاقتحام تحط على أجساد فرائسها الساهية بانتظام تمتص دماءها بصمت دون أن تلام أو تضام تحلق فرادى خارج الأسراب والجماعات وتنقض على ضحاياها كصقور الآجام تلك اللدغات تقرع أجراس الردى والسقام وتقودنا إلى دروب الهلاك والموت الزؤام. القَتام = الغبار الأسود ؛ الظلام كثيف السواد بقلمي د. أحمد محمود



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق