الأحد، 3 نوفمبر 2019

تُزاحِمهُ الحروف

تُزاحِمُه الحروفُ على قصيدٍ
برى روحاً و ما أنهى نِزاعَهْ 
وتَخزِفُه المعاني في المرايا 
تُطيلُ برمشهِ الساهي شُعاعَهْ 
ويزرعُ فوقَ ماءِ الغيبِ زهراً 
ليُكملَ في حرائقِه التماعَهْ
ويُلبِسُ وجهَهُ الناريَّ غيماً
ليُسقِطَ عن سرابيهِ قِناعَهْ
تُودِّعُ عينهُ في البحرِ سُفْناً 
ويطوي شطُّهُ الفاني شِراعَهْ 
حنى بالنفسِ رُمحاً بعدِ أُفْقٍ 
وأزلقَ في مساربِها متاعَهْ 
وبايعَ كلَّ كَنزٍ لا يراهُ
وعزَّزَ في مبادئهِ قَناعَةْ
وألقى نفسَه في الشمسِ جرحاً 
وأغرقَ في بيادرِه صُواعَهْ 
تُضمِّدُه السنابلُ حانياتٍ 
ويجمعُ من جدائلِها ذِراعَهْ 
وقالَ لنجمةٍ كوني خيالي
فعندَ الحبرِ تُكتشفُ البراعةْ 
وعُدَّةُ ليلهِ الفضيِّ عينٌ
ودمعٌ فوقَ أضْلعِه يَراعةْ
وأجملُ ما يلاقي الشعرُ وحيٌّ
على رأسِ الأناملِ قد أضاعَه 
أنا والشعرُُ ترياقٌ لدهرٍ 
نُشكِّلُ في مَفاصلهِ مَناعةْ 
أُترجمُ ما استحالَ الصمتُ حِساً 
ويعشقُ صوتيَ الثاني استماعةْ 
وأُشعلُ كلَّ أورادي شعوراً
وأمنحُ ثُقبَ أوزوني وَسَاعةْ 
أَبُثُّ بنهريَ الشفّافِ روحاً
فأنفُخُها وأطبعُها طِباعةْ . 
بخُفَّينا يسيرُ العُمْرُ فينا
فنسبِقُه ويسبِقُنا بساعةْ !

محمد علي الشعار 

٢-١١-٢٠١٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق