من أنا ..... على الكامل
عبثٌ من التأويلِ طافَ بخاطري
وتعثرتْ لغةُ الشعورِ الهادرِ
وتحجرتْ دقاتْ قلبِ قصائدي
في غفلةٍ عن عزِّها المتواترِ
أقميصُ يوسفَ هل تعود لغيِّها
حتى يضيئَ ظلامُها بمشاعري
أنا لستُ من رحمِ المعاني إنني
دمعٌ تحَدَّرَ من دواةِ الشاعرِ
أنا لستُ من زمنٍ تداعى بعضهُ
عن بعضهِ مما مضى للحاضرِ
أنا من تَشَرَّدَ في حدودِ حروفهِ
أنا من تَنَكَّرَ للثمينِ النادرِ
أنا من يبيعُ الدُّرَّ في مكنونِهِ
أنا أَدَّعي كذباً ولستُ بظافرِ
أنا من تركتُ الذلَّ يعبثُ في شرا
ييني بلا غضبٍ وبين دفاتري
أنا من يبيعُ العمرَ مُنْتَشِياً على
زخاتِ زيفٍ من طلاسمِ ساحرِ
أنا من تركتُ الغدر يشربُ من دمي
ورقصتُ عرياناً بذاك السامرِ
أنا وصمةُ التاريخِ حين يلوحُ لي
مجدي وأجراسي وصوتُ منابري
أنا لا ألومُ قصائدي فقصائدي
كفرتْ بكلِّ معاندٍ ومكابرِ
أنا من أكونُ إذا تحطَّمَ حاضري
وتعلقتْ لغتي بذاك الغابرِ
أنا رقعةٌ في طهرِ أمي عندما
تركتْ خيولي بابَها للغادرِ
أنا ما أنا إلا بقايا سلعةٍ
معروضةٍ في سلَّةٍ للعابرِ
أنا لستُ مجنوناً .. لماذا يا ترى
أصبحتُُ معروفاً بلعقِ أظافري
أنا لستُ كذاباً ولكنْ حاضري
كم باتَ ولهاناً بزيفِ محابري
أنا من وأدتُ حبيبتي بتفاهتي
ومكثتُ أبكي نزفَ حرحٍ غائرِ
أنا لستُ أملكُ أحرفي ومفاتحي
أنا لستُ قديساً ولستُ بوازرِ
فلعنتُ هاتيك المعاني إنها
مكذوبةٌ .. خدَّاعةٌ للناظرِ
تعطي سلاماً من يدٍ مسمومةٍ
وتضيئ مشعلَ معبدي بمقابري
وتركتُ قافيتي ألوذُ بغيرها
وعقدتُ ناصيتي برحلِ مسافرِ
فتباعدت أسفارُ حرفي إنني
أملٌ تعلَّقَ في جناحِ الطائرِ
ونسيتُ أنَّ جناحَهُ مُستهدَفٌ
من عينِ صيادٍ ورميةِ ماهرِ
فسقطتُ لا أرضٌ ولا أهلٌ وقد
زُرِعَتْ عراقيلٌ بكلِّ معابري
أنا مَنْ جعلتُ النايَ ينعي حظَّهُ
لمَّا رآني فارغاً من زاخرِ
ورسمتُ وجهَ العارِ يلعقُ ذُلَّهُ
إنِّي قتلتُ براءَتي بخناجري
وتركتُ شِعْري للهوى ودروبهِ
وكأنَّني ورقٌ بكفِّ مُقامِرِ
وتبرَّأتْ كلُّ المنابرِ من دمي
فرتقتُ صبري بابتسامةِ ساخرِ
أنا من أنا ؟ .. أنا ما أنا ؟ أنا آهةٌ
من ألفِ ألفٍ في دفاترِ شاعرِ
عوض الزمزمي
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق