الجمعة، 22 نوفمبر 2019

( في ليل تشرين)
جاسم الطائي 
لم يبقَ منكَ سوى الأحلامِ ذكراها 
فارفقْ بنفسكَ إنَّ الدهرَ أعياها 
منذُ امتَهَنتَ بذارَ الحرفِ تحصُدُه 
وفي انتظارِ عجافٍ سوفَ تَلقَاها 
تلكَ الحياةُ وفي خُطواتِها عِبرٌ
فأحذَرْ بخطوكَ ، قد تُردي خفاياها
وهادِن الجرحَ صبراً فالدُنى وجعٌ
أعظِمْ بمَنْ شابَكتْ كفَّيهِ كَفَّاها
قد راودَتكََ وما ابقَت لخاطِرِها 
عذراً وللقلبِ أعذارٌ تَخَطّاها 
إنَّ النفوسَ لها في عزمِها أجلٌ 
ما أخطَأتْ سهمَها أو خابَ مرماها 
يا راقصاً فوقَ حبلِ الموتِ معذرةً
الروحُ تطلبُ أنفاساً لتَحياها
والأرض توأمها كلتاهما وطنٌ 
والقلبُ زهرٌ تَنَدّى من مُحَيّاها 
فجر الزمان أطَلّتْ شمْسُهُ غَبَشاً
سحقا لقضبانها ما ألجَمت فاها
في ليلِ تشرينَ دارَ الدهرُ دورتهُ
وأسقط الكذبة الكبرى وأبلاها 
وجنَّدَ اللهُ جُندَ الحقِّ فانتشَروا
كالزهرِ يبهجُ إذ أوحَى فَسَوّاها
وضاقَت الارضُ بالطغيانِ ما رحُبَتْ
وهاجت الريحُ بالفرسانِ مسراها
في ليل تشرين هذا نبض قافيتي
- إن خانك النبضُ - نبضٌ في سراياها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق