قالوا : ... ...... على البسيط
قالوا صَبوتَ وأنتَ الزاهدُ الهَرِمُ
للغِيدِ غَرَّدَ في أشعاركَ النَغَمُ
دَعْ عنكَ عشقاً سقاكَ السُهْدَ آنيةً
أَتَبْذِلُ العمرَ فيمن دربُهُ السَقَمُ
الحبُّ أدمى قلوباً من قساوتِهِ
كمْ ضاعَ مثلُكَ لمَّا زلَّت القَدَمُ
فقلتُ حاشا لمثلي في مكانتهِ
أنْ يفقدَ الصبرَ أو تهوي بهِ التُهَمُ
مَنْ يعرفُ الحبَّ في ذا الدهرِ مُتَّهَمٌ
أمْ الفضائلُ يعلو هامَها اللمَمُ
الحبُّ ليسَ حراماً حين نطلبهُ
في حِلِّهِ الحَلُّ والإرضاءُ والنِعَمُ
هَلَّتْ وقالتْ : صباحُ الخيرِ شاعرَنا
فقلتُ : أنتِ لقلبي أو يُراقُ دَمُ
قالتْ ؛ رويدكَ يا مولاي: في خجلٍ
إنِّي إليكَ من الأشواقِ أَحْتَكِمُ
شربتُ كأسَ الهوى من راحتيكَ وما
أَنْشَبتَ فيَّ عميقٌ ليس يلتئمُ
آنستُ منكَ شعورا لستُ أعرفُهُ
ما قالهُ نَغَمٌ أو خَطَّهُ قَلَمُ
مالتْ إليَّ ومِنْ أنغامها همستْ
في وصلِ مثلكَ لا سهدٌ ولا نَدَمُ
همسٌ رقيقٌ أذابَ القلبَ أسكرني
والحرفُ راحَ مع الأوزانِ ينسجمُ
هانتْ عليَّ خُطوبُ الدهرِ قاطبةً
تلكَ الصبيحةُ جُلَّ الحسنِ تَغْتَنِمُ
يا فتنةَ الحورِ تمشي في مضاربنا
جنَّاتُ ربي بَدتْ في الأرضِ ترتسمُ
لا العُرْبُ تعرفُ في أشعارها كَلِماً
يرقى لوصفكِ أو قالتْ به العَجَمُ
مِنْ وجهِكِ الفجرِ صار الكونُ في أَلَقٍ
والقلبُ راحَ بهذا النورِ يعتصمُ
أقسمتُ إنَّكِ بين الغيدِ مُلْهِمَتي
وحرَّرَ الحرفَ من أصفادِهِ القَسَمُ
يا مَنْ تَعَدَّتْ حدودَ الحُسْنِ أَكمَلَها
ما رامَ مِثْلَكِ في أطيافهِ الحُلُمُ
إنِّي عشقتُكِ والأشعارُ شاهدةٌ
مالي شُغِلتُ بمنْ قالوا وما عَلِموا
يا كُلَّ أهلِ الهوى للهِ درُّكُمو
إنَّ الحياةَ بلا عشقٍ هي العَدَمُ
عوض الزمزمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق