السبت، 7 مارس 2020

إلى زَاحِفٍ  (من وحي سلوك بعض الشّباب الطّامع)

أبِـي مُسْـتَوْزَرٌ وأخِـي مُـدِيـرُ

وأنْتَ أبُـوكَ بَـنَّـــاءٌ صَـغِـيــــرُ

فَـلا تَطْـمَعْ وإلاّ ، يَا "صَغِيـري"

سَأُخْبِـرُ عَنْـكَ في لـَمْحٍ تَـطِـيــرُ

لـَبِسْتَ مُلَوَّنًا وأطَـلْـتَ شَـعْرًا

وقُـرْطًـا صَارَ في أُذُنٍ يَــــدُورُ

وفي عُنُـقٍ ، كَأنَّ طَلاهُ "مُهْـلٌ"،

تَـدَلَّتْ "وَدْعَـةٌ" وبَـدَتْ قُشُـورُ

وفي الـرِّجْلَيْنِ "سَنْـدَلَةٌ"،شِـرَاكٌ

تَآكَـلَ لَوْنُــهَـا وبَـدَتْ قُــيُــــورُ

وفي الجَيْبَيْـنِ بَعْـضُ دُرَيْهِمَـاتٍ

تَصَـرَّفَ جُـلُّـهَــا "دُورُو" فَـ"*دُورُو"*

أغَـرَّكَ أنَّــنِـي أظْهَــرْتُ وَجْـهـًـا

بَـشُوشًا في طَلاقَتِــهِ حُـبُـــورُ

وأنِّـي قـد أعَرْتُـك بَعْضَ لُطْـفٍ

لِتَـرْبِــيَـةٍ، وذَلِك لا يَـضِـيـــــرُ

فَأعْلَنْتَ التَّـجَرُّأَ في خِــطَابٍ

وصِـرْتَ بِسُـورِ مَنْـزِلِنَـا تَــدُورُ

تُكَلِّـمُنِي على "الجَـوَّالِ" لَيْلًا 

وتُسْـمِعُنِـي الأغَانِيَ ، يَا غَــرِيرُ

وتَـزْعُـمُ للـرِّفَــاقِ بِأنّ قَـلـبِي

أسِيـر هَـوَاكَ، يَمْـلَأُهُ الشُّـعُــورُ

ألـَمْ تَعْـلـمْ بِأنِّي  لـَسْتُ أرْضَـــا..

كَ أكَّـارًا ، في حَـدِيقَتِـنَا يَـكُــورُ

"تَـجَنَّـبْني" وإلاَّ سَـوْفَ تَـلْـقَـى

عِقَـابًا تَسْتَـحِـقُّهُ ، يَـا سَـمِيــــرُ

وخُـذْ دَرْسًـا، ولا تَطْــمَعْ بَـتَـاتًا

بِلُـقْـمَةِ مَن يَجُـورُ ولا يُـجِـيــرُ

فَـرُبَّ مَــطَـامِعٍ كَــانَتْ وَبَـــالاً 

علـى أصْـحَـابِهَـا، والعَقْلُ نُــورُ.

دُورُو*: أَقَلُّ قطعة نقْديّةٍ قيمة في تونس.

حمدان حمّودة الوصيّف. (تونس) 

"خواطر" ديوان الجدّ والهزل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق