الثلاثاء، 24 مارس 2020

طارق المحارب ..
23/3/2020

كورونا .. إرادة الله ..

يُريدُ فتىً وخالقُنا يُريدُ
و كمْ منْ ذاهبٍ أمسى يعودُ   !!

و كمْ منْ ماكثٍ  قدْ صارَ مَيْتاً
و عُمْرُ المرءِ حتماً لايزيدُ   !!

بذا الأقدارُ تُخبرُنا مِراراً
ويخبرُنا بما كُتِبَ الوجودُ

ولكنْ لو نظرتَ بعينِ قلبٍ
لبيبٍ  تستقيمُ بكَ الحدودُ

و إنْ جاوزتَ حدّاً ذاكَ حُمْقٌ
غدا لكَ بعدَ عافيةّ يكيدُ

فكنْ حَذِراً ولا تقربْ وباءً
أتى جيشاً بلا سيفٍ يسودُ

فيصرعُ أنفساً منْ دونِ قطعٍ
و لا نزْفٍ كما يبدو الوريدُ

مخالبُهُ تُمزِّقُ دونَ وثبٍ
إذا وثبتْ لغايتِها الأسودُ

ضعيفٌ مُستبِدٌ  لا يُراعي
صغاراً أو كباراً إذْ يميدُ

فما للنَّاسِ لا يُلقُونَ طرفاً
بعينِ الفاحِصِ الواعي يجودُ   ؟!!

وكلُّهمُ إذا استشرى  ضعافٌ
و كلُّهمُ  بمَقْدمِهِ عبيدُ

فلا ذا الآمِرُ النَّاهي مُصانٌ
و لو في البيتِ تحرسُهُ جنودُ

و لا.ذاكَ الغنيُّ بعيدُ جِسمٍ 
إذا وصلَ الورى داءٌ  حقودُ

فكونوا مُؤمنينَ بربِّ عرشٍ
لهُ في كلِّ نائبةٍ حُشودُ

تَلَطَّفُ بالأنامِ  إذا أحاقتْ
بهمْ مِحنٌ و حولَهمُ تذودُ

و خيرُ صنيعِكمْ في مثلِ هذا
دعاؤكُمُ إذا لاحتْ لُحودُ

وحمْدٌ ثمَّ شُكرٌ ثمَّ حمدٌ
و تسبيحٌ إذا وجبَ السُّجودُ

ألا والزمْ أخي بيتاً حفاظاً
على أمنِ الجسومِ فذا يفيدُ

فإنْ كنتَ المريضَ سجنتَ عَدوى
و إنْ كنتَ الصَّحيحَ إذاً سعيدُ

كُفِيتَ بحرصِكَ الموصولِ  سُقماً
 و لا ولدٌ يُصابُ ولا حفيدُ

 و تابعْ ما يقولُ الطِّبُّ نُصْحاً
 و طبِّقْ ما استمرَّ بكَ القعودُ

عليكَ الأخذُ بالأسبابِ دوماً
 فقبلَ الغيثِ كمْ دوَّتْ رعودُ

ولولا الصَّوتُ ما استظللتَ سَقْفاً
بهِ عنْ سكْبٍ غيماتٍ تحيدُ

فلازمْ  ما استطالَ الأمرُ  أرضاً
 تُنظِّمُ سعيَ قاطنِها قُيودُ

و فيها الخيرُ لوْ عايشتَ قيداً
و كمْ في الغمِّ قدْ و قعَ الشَّريدُ   !!

و حِكمةُ ربِّنا  وسِعتْ عِباداً
و إنْ أفنتْ و أحزننا فقيدُ

فقدْ عزَّى النُّفوسَ  بأنَّ حَيّاً
كما  أحيَتْهُ تُهلكُهُ العُقودُ

و من ذا يبتغي في الأرضِ خُلْداً
 و  كلُّ مُعَمَّرٍ فيها يبيدُ   ؟!!

بقلمي  ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق