الاثنين، 16 مارس 2020

طارق المحارب ..
16/3/2020

عمر بن عبد العزيز ..

جاءَ  الهوى مُستَجلِباً ذكراهُ
عَدْلاً تُشِعُّ  فأَسعدَتْ لُقياهُ   !!

عُمرُ الذي بالزُّهدِ  أمضى عهدَهُ
حتَّى المماتُ بيومِهِ وافاهُ

عاشَ الشَّغوفَ لكلِّ عِلْمٍ عُمرَهُ
يأبى الجهالةَ مثلما  تأباهُ

يحنو على الفقراءِ مثلَ أبٍ لهمْ
 وتدُعُّ عنهمْ بؤسَهمْ يُمناهُ

حتَّى إذا فقدَ الصَّغيرُ أبا لهُ
صارَ الكريمُ بناظرَيهِ  أباهُ

يا خيرَ منْ في آلِ مروانَ استوى
قمراً عظيماً  يستطيلُ ضِياهُ

بدْراً يظلُّ إذا يدورُ بأرضنا
في جرْيِهِ مُتكامِلٌ مجراهُ

وجبينُهُ  منْ فيضِ نُورٍ  غامِرٌ
ملأَ الدُّجى لو أقبلتْ عيناهُ

يرعى الأنامَ فلا يغطُّ بنومِهِ
مالمْ يُزوِّدْ بالسَّنا مرعاهُ

شبِعَ الأنامُ فكلُّ بيتٍ زاخرٌ
بالزَّادِ تطهو ما يطيبُ نِساهُ

و الذِّئبُ منْ شبَعٍ تبدَّلَ طبعُهُ
 فقضى الزَّمانَ مُلازِماً مأواهُ

لمْ يُغرِهِ عدْوٌ وراءَ فريسةٍ
أهليَّةٍ و البَرُّ فيهِ شِياهُ

فاضتْ فلا صَيدٌ يُقلِّلُ جمعَها
لو راحَ سهْمٌ مُردِياً مَرماهُ

و الخيرُ عمَّ على الرُّبوعِ بأسْرِها
حتَّى ارتضتْ بنصيبِها الأفواهُ

ما مِنْ لصوصٍ في الدُّروبِ تربَّصوا
أو  سارقٍ إعوازُهُ  أسراهُ

 لو كانَ ينوي بُكرةً سلْباً أتى
في ليلِهِ في النَّومِ منْ ينهاهُ

إحساسُهُ أنَّ المعاشَ مُطمئِنٌ
اودى بهِ لحلالِهِ فجناهُ

و بخامسِ الخلفاءِ كانتْ اُمَّةٌ
عَظُمتْ بهِ حينَ الهُدى  أعطاهُ

عِلْماً و عدلاً شاهدَينِ ترسَّخا
هذا اليمينُ وتِلكمُ يُسراهُ

والنَّاسُ خيرُهمُ فتىً في قلبِهِ
حُبٌّ لهمْ وبرحمةٍ غذَّاهُ

ذاكَ الفتى عمرٌ حفيدُ مُعظَّمٍ
زكَّاهُ فعلٌ و التُّقى والاهُ

عُمَرانِ جاءا لمْ يجدْ دهرٌ لنا
بسواهما او ثالثٍ أسماهُ

عُمَراً و فيهِ مكارمٌ .. منْ ذا الذي
يأتي و تندرُ في الورى الأشباهُ

بقلمي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق