الأحد، 15 مارس 2020

أيا رباه عفوا
بحر الوافر 
""""""""""
أيا ربّاهُ قد ضجّ الأنامُ
بهذا الداءُ وانفضّ الزحامُ

بيوتُ الله تبكي إذ جفاها
مصلوها فمن ذا قد يُلامُ 

فذا جندٌ من الأجناد يسري
وبينَ يديكَ رباهُ الزّمامُ

وليس له من الأعمار شيءٌ
ولا قدرٌ ولا موتٌ زؤامُ

فإن كانت ذنوبُ القوم تترى
وأعماهم فسادٌ أو حرامُ

وهذي الأرضُ قد مُلئتْ بجورٍ
وغاب العدلُ إذْ حقٌ غيامُ

وساد الأرض أهل اللؤم فيها
وضاع الخير كم غاضَ الكرامُ

إذا هذا عقابٌ وابتلاءٌ
وتطهيرٌ لنا جاء السّقامُ 

فيارحمن أنت لنا مجيرٌ
ومن يدعوك يوماً لا يُضامُ

دعونا ربنا فارحم عباداً
تمادى فيهمُ ضعفٌ فهاموا

فمن يرجو الضعيفُ إذا تمادتْ
ظلال الظلم واشتدّ الظلامُ

أيا رحمنُ أنت لنا نصيرٌ
فكن عوناً إذا جاء الحِمامُ

وبالغفرانِ جُدْ لطفاً علينا
فعفوك يا رحيم لنا سلامُ

ولا بالذنبِ منّا تبتلينا
ولا تهلكْ بحبك من أقاموا

وردّ قلوبنا حباً إليكَ
كما قطْرٍ لَيهْميهِ الغمامُ

عائدة قباني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق