هَوِّنْ عليك
يا صاحبي إنِّي حزينٌ راغبُ
فالحظُ أشكلُ والحياةُ متاعبُ
ماتتْ على دربِ الوصولِ مشاعري
والحزن في لُغة المُعَنَّى واصبُ
مغبونُ من يهواكِ يا دنيا فقد
خُنتِ الكريمَ ليستبيحَكِ غاصبُ
أمضيتُ عمري في القلوبِ مسافراً
و ينالُ من سفري سرابٌ كاذبُ
سَمْتي البراءةُ والسماحةُ ديدني
وبيَ العهودُ بزيفها تتلاعبُ
سبحان من برأ النفوسَ تغايراً
نهبُ الوفا ويُذَمُّ فينا الواهبُ
زمنٌ عجيبٌ ضلَّ فيهِ مُرادنا
والكونُ فيهِ من المحبةِ ناضبُ
زورٌ وبهتانٌ وخيبةُ قاصدٍ
والوصلُ بعضٌ والتنائي غالبُ
حرفي على دربِ المروءةِ سابقٌ
والشعرُ سيفي والشعورُ مُحاربُ
وشربتُ كأسَ الغدرِ مُرَّاً حنظلاً
ومن النذالةِ كم تفيضُ مشاربُ
إنْ عشتُ إشراقَ المحبةِ لحظةً
فعلى التجافي كم تمرُّ مغاربُ
صبرٌ جميلٌ يا فؤادي إنما
نعمَ السبيلُ الصبرُ نعمَ الصاحبُ
هَوِّنْ عليكَ إذا أردتَ نصيحتي
إنَّ الحياةَ توافقٌ وتَضارُبُ
أفنيتَ دهراً تستبيحُ مدامعاً
يروي كفوفَكَ سيلُها وتُغالِبُ
فالحقُّ أبلجُ سوف يبقى صامداً
والزورُ لجلجُ لا محالةَ ذاهبُ
عوض الزمزمي
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق