السبت، 7 مارس 2020

قمة المجد والسعي لها

تخالها قمـــــــة للمجد تطلبــــها°°°وذروة الطــود رمــــت تبلـــغها

يا ذروة زانــها علــم ومعـــرفة°°°حسن السلوك به الأخلاق تغنمها

جهود جَدٍّ قد تـُـودِي ببــــاذلها°°°إلى التراجع فالأخطـــار تحبطها

النَّجد صعب وقد عزّت مسالكه°°°صخر وشوك وأنيــاب يلوح بها

ما قمّة المجد إلا سمعةٌ وصدى°°°علم وفكرٌ مع الأخـلاق زينـــتها

وبعد لأيِ وقد أدركتَ ما أملت°°°النفس دانت لهـــا الآمال غـايتها

كل الجهود تــدانُ بالثبـات لـها°°°وغيرها بانتكاس شُــــلَّ مطمحها

أعيـــــــدها مرة لكي أؤكـــدها°°°ولا أملُّ تمـــــــــاما آن أرددهــا

و ذروة الطود في علم ومعرفة°°°حسن السلوك به الأخلاق تغنمها

الانحدار سهل للحضيض لذي°°°وهن وجبــــــن وتفريط  يكابدها

قال تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم وبعد أن عدد المنن التي سخرت للإنسان والتي بها يستطيع تلمس طريق الهدى وسبل تحقيق المنى في الآيات: ألم نجعل له عينين....الآية قال: فلا اقتحم العقبة ،وما أدراك ما العقبة ،فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة إلى آخر السورة.هذه الآيات أنارت لنا الطريق لنتمكن من القياس عليها عدة مجالات أخرى يمكن أن تكون عقبة وعلى الإنسان الحق المؤمن الحر الصبور أن يقتحم عقبتها للوصول إلى القمة ، قمة الكرامة والخير والصلاح بإنسانية وأخلاق وكرم طبع، وهي الصفات التي وطَّـَّـن نفسه عليها.ولا يكفي الوصول إلى القمة والتربع على أديمها، بل المهم أن يحافظ على مكانته هناك، ولا يتسبب في الانحدار إلى الدرك الأسفل وتضيع منه جهوده.الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم كان المثال على مدى الدهر في اقتحام العقبة والوصول إلى قمتها والتربع عليها وتخليد اسمه، الأخلاق بكل معانيها ومناحيها والمعرفة والحكمة والتبصر كانت الأسباب التي بها  قهر العراقيل والأشواك التي وضعها في طريقه بنو البشر، حتى ممن  هم أقرب الناس إليه، المئات ممن اهتدوا بهدي الرسول من المسلمين عرب وعجم، وحتى من غير المسلمين ،هؤلاء سجلوا صفحات ناصعة وخلدوا أسماءهم.اقتحموا العقبات يحدوهم حب الخير ليس لأشخاصهم وحدها بل لخدمة الإنسان والعمل على تخفيف عنت الحياة عنه.طلبوا العلم والمعرفة وسخروها للخير وطلبوا السيادة وجعلوها في فائدة المسود، وطلبوا المهن بمختلف ضروبها وإدراك أسرارها وقوانينها ومعارفها وكرسوها لفائدة مجتمعهم، وعلى العكس من ذلك فهناك من طلب الوصول إلى القمة عفوا بدون تعب،وحتى وإن حصلت المعجزة ووصل فإنه لا يستطيع المحافظة على توازنه فيسقط السقطة القاضية ،كذا فهناك من وصل بطريق الوراثة ، أسلافه بذلوا الجهد واقتحموا العقبات ووصلوا إلى القمة ليجد نفسه وريثا بدون تعب ولا جهد ولا كد ،فينطبق عليه القول الشعبي عندنا : (اخدم يا التاعس للراقد الناعس )،ولو أننا لا نصف الذي بذل جهدا واقتحم الصعاب بالتاعس هذا الوريث قد يكون هو التاعس ويكون  مصيره غالبا نفس مصير صاحب المعجزة المذكور .وعلى الله تقرير وتصريف الأمور. أحمد المقراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق